اجتماع الحزب الشيوعي بالشعبي … أم مستقبل الحوار العلماني الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
اجتماع الحزب الشيوعي بالشعبي..أم مستقبل الحوار العلماني الاسلاموي ؟
الاجتماع الذي عقد بين الحزب الشيوعي السوداني والمؤتمر الشعبي ، بكل ردود الفعل المتباينة ، لا تتوقف آثاره على الاجتماع والتصريح المشترك الذي صدر عنه. ولكن بطبيعة المبادرة التي يحملها الأمين العام للمؤتمر الشعبي الهادفة إلى إيقاف الحرب وإحلال السلام، القضية التي قتلت بحثاً وتباينت فيها مواقف القوى السياسية ، ليس الآن فقط ، ولكن منذ انتفاضة ابريل المجيدة. حيث راهنت الجبهة الإسلامية وقتها على الحرب وافشلت كل مبادرات الحوار مع الحركة الشعبية ، واهمها اتفاقية الميرغني قرنق . واستمرت في استراتيجيتها حتى قامت بالانقلاب على الديمقراطية . وحولت الحرب الأهلية إلى دينية كما تابع الجميع.في حين كانت التيارات السياسية تغلب خيار الحوار والديمقراطية لكل الوطن وإنهاء المظالم كسبيل وحيد.
لذلك ليس غريباً أن يرحب بها الصادق المهدي رئيس حزب الأمة . وللمفارقة فإن موقفه من اتفاقية الميرغني قرنق ، كان يحاول اخذ اعتراض الجبهة الاسلامية وقتها في الحسبان. حتى قلبت عليه وعلى الوطن الطاولة وافشلته.وليس غريباً ان يكون التصريح المشترك الصادر عن اجتماع زعيمي الحزبين تثبيتاً لموقف الحزب الشيوعي الدائم ، وما يتلون فيه المؤتمر الشعبي وفقاً لاتجاه الريح.وطبيعيٌ جداً رفض حزب البعث الاجتماع من جهة بسبب مشاركة الشعبي في السلطة وفقاً لتقييمه. لكن اللافت كان نفي الحديث عن الحوار مع الشعبي عقب اسقاط النظام.وهنا مربط الفرس .
فإذا كان تقييم المعارضة أن النظام ساقط لا محالة عاجلاً ام آجلاً، فإن مصير الحزب الحاكم لا يحتاج إلى عميق تفكير لمعرفته.فالسودانيون عرفوا كيف تلاشى النظام المايوي وحزبه الأوحد ومآل الأحزاب الشمولية عقابيل سقوط أنظمتها. ويعرفون الآن أن المؤتمر الوطني لا يعدو ان يكون تحالف سلطة مع المصلحة ينفض حالما سقط النظام. ويبقى السؤال الجوهري ، إذا انفضت زعامات القبائل وبعض الطرق الصوفية ورأس المال الطفيلي والعسكر وبقية المصلحجية، ما هو مصير التيار السياسي الذي أتى بالنظام ؟ وما هي طبيعة العلاقة المتوقعة بينه والتيارات السياسية الأخرى ؟
هنا يأتي اختلاف التقييم . فالسودانيون يدركون ان الشعبي والوطني هما فولة وانقسمت على إثنين بفعل الصراع على السلطة . وأنهما سيضطران إلى مواجهة التيار المناوئ سوياً ، فكيف ستكون مواقف بقية الأحزاب والتيارات السياسية ؟ رأي السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة يمكن استنتاجه من قوله ان الإخوان المسلمين قد أوقفوا المد الشيوعي ، علاوة على تصريحه بعد لقائه مع علي الحاج وترحيبه بمبادرته. أما التيارات العلمانية ، فهنالك تباين في مواقفها أظهرته ردود الفعل على الاجتماع المذكور . ولفهم طبيعتها نسترجع بعض المواقف . فلحزب الشيوعي يمكن قراءة موقفه من رأيه في حركة 30 يونيو المصرية. فرغم تأييده لإزاحة الإخوان المسلمين واعتبار ما تم مبرراً..فإنه اظهر عدم اتفاقه على قمعها الذي يتم على يد السيسي .ما يشي بانه يدرك أنه لا يمكن إلغاء تيار سياسي حتى بثورة شعبية.ويتحرك على هذا الأساس في تقديري . أما نفي حزب البعث عن تناولهم مسألة ما بعد إسقاط النظام ، فأعتقد أنه يصب في نفس الاتجاه..أما الحركات المسلحة ، فإن أحد أكبر مناوئي حركة الإخوان المسلمين وهو ياسر عرمان ، قد عبر مراراً عن تفهمه لمشاركة حركة الإخوان المسلمين في المرحلة القادمة في الحوار بعد إسقاط النظام وإدانته.
نخلص من كل ذلك أن ردود الفعل المتباينة في الواقع ، تمثل اختلاف وجهات النظر في مصير الإسلامويين كتيار سياسي بعد إسقاط النظام . وليس على الاجتماع الآني مع أي طرف مع من يحمل فكره.
معمر حسن محمد نور
[email][email protected][/email]