قرار سري ..!!

قرار سري ..!!

النور أحمد النور

نفذت شركة الكهرباء منذ يومين بلا اعلان مسبق زيادة في تعرفة الكهرباء تتراوح بين 250 في المئة و308 في المئة للقطاعين السكني والحكومي لمن يستهلكون أكثر من 200 كيلواط،وفوجىء المواطنون بهذه الزيادة في منافذ بيع الكهرباء،ولا أدري لماذا فعلت الشركة ذلك ولم تكلف نفسها بإصدار بيان يوضح مبررات قراراتها؟. لا توجد جهة خدمية تحترم عملاءها تتعامل معهم بهذه الطريقة المستفزة والمهينة الا في دولة تعطل فيها المؤسسات نفسها وينوب عنها من لا يؤمنون بالأعراف والتقاليد المرعية والتعامل الانساني والاخلاقي وحتى التجاري السليم.
في منتصف نوفمبر 2008 نظمت ورشة في البرلمان تحت عنوان «الكهرباء رأس الرمح في الاستراتيجية ربع القرنية»،وقال مدير الكهرباء وقتئذ المهندس مكاوي محمد عوض،إن تعرفة الكيلواط ستصل 10 قروش في العام 2011.
وزير الكهرباء والسدود كان قد أعلن غير ما مرة أمام مجلس الوزراء والبرلمان ،ثم خلال احتفالات تعلية خزان الروصيرص بأن هنالك فائض طاقة كهربائية يصل الي 40 في المئة وان نسبة التوليد المائي بلغت نحو 80 في المئة.
هذا الحديث يحتاج الى شرح فإنتاج الكهرباء حاليا نحو 3100 ميقاواط ، يمثل الحراري نحو 60 في المئة لكن نسبة لوجود فائض عن الاستهلاك فإن المحطات الحرارية تعمل بـ 50 في المئة من طاقتها وما تبقى منها احتياطي ،لأن التوليد المائي بعد تشغيل سد مروي مع انتاج خزانات الروصيرص وسنار وخشم القربة وجبل أولياء يغطي غالبية الاستهلاك وبالتالي فإن تكلفة الانتاج لم ترتفع بنسبة كبيرة حتى مع ارتفاع الفيرنس الذي تشغل به محطات التوليد الحراري.
وزير الكهرباء الحالي كان قد شكل لجنة لدراسة سعر انتاج الكهرباء برئاسة المهندس بشرى عبد الله جاد الله وقد كان الرجل الثاني في هيئة الكهرباء السابقة،ومعه مجموعة من المهندسين،توصلت اللجنة الى ان تكلفة انتاج الكيلواط بما فيها تغطية الفصل الأول للشركة لا يتجاوز 10 قروش،وعمليا تباع الـ 200 كيلواط للمستهلك بـ 15 قراشا،و من 201 الي 600 كيلو بواقع 26 قرشا للوحدة،مما يعني أن الحكومة تربح بنسبة كبيرة حتى في ما تسمى بالحزمة المدعومة،وأوصت اللجنة بخفض تعرفة الكهرباء.
ولكن وزارة الكهرباء بدلا عن الأخذ بتوصية مهندسيها وخبرائها،لجأت قبل يومين الى زيادة تعرفة الكهرباء،وظل سعر الوحدات من 1 الي 200 كيلواط الاولي كما هو بواقع 15 قرشا للوحدة،ومن 201 الي 600 كيلو بقيت كما هي بواقع 26 قرشا للوحدة، ومن 601 الي 800 كيلو ارتفع السعر الى 65 قرشا للوحدة بنسبة 250 في المئة، ومن801 كيلو الي 1000 كيلو الى 70 قرشا للوحدة بنسبة زيادة 270 في المئة،وأكثر من 1001 كيلو واط بسعر 80 جنيها للوحدة بنسبة زيادة بلغت 308 في المئة.
ادارة شركة الكهرباء دافعت عن قرارها وذكرت أن المقصود منه ترشيد الاستهلاك وتحجيم زيادته في القطاع السكني،ودوما يخذل المنطق والخطاب الموضوعي بعض أجهزة الدولة،فعندما رفعت الدعم عن المحروقات قالت من ضمن مبرراتها إن الجازولين والبنزين يهربان الى دول الجوار،وهذه المرة زاد استهلاك المواطن، فتريد أن تفرض عليه الترشيد بزيادة التعرفة،حكاية غريبة ومنطق لا يقنع الا صاحبه.
بعض من انتقدوا انشاء خزان مروي قبل بدء تشييده اعتبروه مشروعا استثماريا وليس خدميا بالدرجة الأولى ولكنا تصدينا لهم مدافعين باستماتة،ولكن يبدو أن موقفهم بات أقرب الى الحقيقة فقد كان الاعتقاد أن الدولة ستوفر طاقة رخيصة تساعد في تشجيع الانتاج الزراعي والصناعي وتخفف عن المواطن شراء خدمة بسعر معقول،ولكن ادارة الكهرباء تريد أن تحقق عائدات كبيرة،فالتعرفة الجديدة تحصد لها أرباحا تصل الى 3 و4 أضعاف من التكلفة الحقيقية للخدمة،ويبدو أن ذلك ليس بدعة من الكهرباء فقد سبقتها الامدادات الطبية التي تربح من الأدوية أكثر من 400 في المئة.
وسؤال برىء الى ادارة الكهرباء هل زيادة التعرفة، قرار يصدر عن الوزارة المعنية، أم أنه من سلطات مجلس الوزراء؟،فلم نسمع أن المجلس ناقش الأمر رغم أنه مهم ويرتبط بقطاعات واسعة من المجتمع.
وسؤال آخر،فقد كانت هيئة المياه تتفق مع شركات لتحصيل فواتير المياه من المستهلكين ونصيب تلك الشركات يتراوح بين 15 و20 في المئة،وبدأت شركة الكهرباء تتحصل فواتير المياه نيابة عن الهيئة فهل تنال ما كانت تتقاضاه شركات التحصيل..؟!.

الصحافة

تعليق واحد

  1. العربات المستعملة من اختصاص مجلس الوزراء اما الكهرباء فمن اختصاص الوزارة
    هذا هو البشير وهؤلاء نحن الحمير

  2. ما تقوله هو المنطق والامر الطبيعى من الشخص السوى وطبيعى -ولكن توقع من حكومة الانقاذ مالا اذن سمعت ولا عين رات – هولاء القوم لايردعهم رادع – ولا يختشون – فالحياء نزع منهم من زمان – حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم

  3. أشهدبأننا شعب حقير و تافه تماما مثل حكومتنا غير الرشيدة , والا قولوا لي أين يوجد في هذه الدنيا شعب يتم اذلاله وازدراءه هكذا كل يوم بواسطة حكومته دون أن يتحرك أو ينتفض أو يثور؟ لم تسأل الحكومة نفسها قبل انفاذ الزيادة: كيف لموظف غلبان أن يعيش هوومرتبه لا يكاد يغطي استهلاكه الكهربائي؟

  4. قبلة الموت الاقتصادي
    اثر عن الرسول صلوات الله عليه و سلامه انه قال : لا ترتموا على نسائكم كالبهائم …. اجعلوا بينكم و بينهن رسولا ، فقيل و ما الرسول يا رسول الله ؟؟ قال : القبلة .
    و الان يطبع السيد وزير المالية بهذا الاجراء الاحمق قبلة الموت على شفاه الاقتصاد الذى خر صريعا من جراء حربة و حشي التى غرسها فى اسفل منتصف سرة سيد الشهداء حمزة ( الاقتصاد ) لتاتى هند ( التمكين ) لتمضغ كبده .
    هذا ما يفعله السيد وزير المالية لتمزيق الاقتصاد و الاستثمار على حد سواء لاكمال عملية التدمير الكامل التى بدات منذ ثلاثة و عشرين عاماو اتمام عمليةالتمكين .
    لاحظ الشبه الكبير بين وحشي فى مسلسل عمر و بين السيد وزير المالية وعمله الدؤوب لانجاز المهمة ( التدمير / التمكين ) .

  5. بعد التحية والتقدير ومبارك عليكم الشهر
    ياحليل دولة المؤسسات انحنا اسي فى دولة المزاجات كل مدير حسب مزاجة لانه مافى مؤسسيية فى العمل ده ببساطة كده واظنكم من خلال تجاربكم اليومية فى الدوائر الحكومية بتلقى المعاملة والتخليص بيختلف من موظف لى موظف ومن يوم لى يوم لانه الشغلة مربوطة بالمزاج وبس اما مؤسسسة نسال الله لها الرحمة فقد غبرها نظام الكشييييير اقصد البشيييير اللهم انى صائم

  6. لا أدري أي نوع من الصحفيين هؤلاء الذين “يدوشون” رؤوسنا بمثل هذه المقالات، و كأنهم لا يعرفون كيف تساس بلدنا و بلدهم. السودان تحكمه عصابة من اللصوص و البلطجية و السفلة و القوادين الذين لا يراعون إلاً و لا ذمة ابتداء من مدفع الدلاقين و إخوانه و نسوانه و نوابه و مساعديه و وزرائه و ولاته و من يتبعهم من الغاوين، ثم يأتينا صحفي همام و يبدي دهشته بما يفعله هؤلاء الموتورون و مؤسساتهم.

  7. نقول للمرة الألف للشعب السوداني الطيب!!!! إنها سياسة التمكين جبايات اتاوات ضرائب زيادة في أسعار الخدمات من دور مبررات لجمع أكبر قدر من الموارد من أفراد الشعب الفقراء للصرف علي الأجهزة التي تحرس النظام وشراء الذمم وخلافه من العمل المدغمس والمدسدس حتي يستمر هذا النظام لمدة 50 سنة علي أقل تقدير كما صرح بذلك عدد كبير من أركانه الحاليين وحتي يتم توريثه لأجيالهم القادمة الذين سيتعلمون في الغرب في أرقي الجامعات ويشغلون أهم الوظائف ويعالجون في أحسن المستشفيات في المانيا من الأتاوات التي يفرضونها علي الفقراء حتي يزدادوا فقرا ويموتون مرضا(ليحيوا هم ويتقدموا فب جميع المجالات ويتقهقر ويضعف ويضمحل باقي الشعب وتنفل عزيمتهم فيستكينوا أو يموتون بمرور السنين غير مأسوف عليهم)

  8. هل أضحى كل الشعب السوداني مخصي؟
    لا تقل لي لا بصح و لا يقبل أن تستخدم هذه الكلمة عن كل الشعب – فأسألكم بالله العظيم أخبروني عن أي شعب في الدنيا عرفتموهم في التاريخ كله يسام الخسف و الذل و الهوان و التجويع و التشريد و التخويف و التهديد في المال و في النفس و الولد 23 عاماُ و لا زال مستكيناً خانعاً ذليلاً ؟ – أين رجال السودان لا – يوجد أحد نعم لا يوجد لقد أضحوا جميعاً خصيان و أنا أحدهم – أقول لكم لو كانت لكم آذان تسمع و الله الكيزان نعرفهم جميعهم منذ المرحلة الثانوية فهم على شاكلة واحدة فالكوز ( شخص تربى على المنهج الترابي القائم على النظرية الميكافيلية – ((الغاية تبرر الوسيلة)) – و النظر للاخر من برج علٍ – الم ينشأ هذا النظام في جامعة الخرطوم التي أنشأها المستعمر لتخربج جيل مستبد ينظر للآخر نظرة التعالي و الاستكبار و الاستبداد و قهر الرأي الآخر والتي يمارسها فينا كوادر الكيزان والذين جلهم من خريجي جامعة الخرطوم ( هذا ليس تقليل من شأن جامعة الخرطوم في ذاتها كمؤسسة علمية شامخة و مرموقة و معروف عنها ريادتها العلمية، لكن الحديث عن فئة انتمت اليها في مرحلة من تاريخها أسست ما عرف حينها (بجبهة الميثاق الإسلامي التي تلونت و تقولبت لتصل لغاياتها مهما كانت درجة السفالة و الانحطاط و الغدر و الخيانة و التضليل لعقول الشعب و بكل الوسائل و المحرمات – اليس منهجهم الأصيل ((الغاية تبرر الوسيلة))- أقول فعلوا كل ذلك حتى و صلوا الي الشكل السياسي الآن – المؤتمر اللاوطني ففعلوا ما فعلوا بالشعب السوداني و الذي أن استخدمت كل اللغات و الالسن و اللهجات لوصف ما فعله عصابة الكيزان بالشعب السوداني سوف لن تسعفك الكلمات لوصف ما آل اليه حال الشعب السوداني الفضل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..