ابوشيبة وصلاح عبدالعال ومزمل وبيت الضيافة وحقيقة 19 يوليو المخفية

في هذه الحلقات عن ثورة مايو 69 وعن انقلاب 19يوليو 71 وتحديدا للسنتين الأوائل حتى نهاية 71 والتي اعتبر نفسي قريبا من أحداثها أو من الذين صنعوا أحداثها أعود كما وعدت لما شاب هذه الفترة من الغاز ولكن قبل أن أعود إليها لا بد أن أشير لما حدث في لندن حيث كان يوجد بابكر وفاروق وقت الانقلاب فلقد رفض فاروق واعترض على دعوة السفير عابدين إسماعيل لمؤتمر صحفي يعقد بابكر وفاروق فلقد رفض فاروق وسأل بابكر كيف له أن يخاطب مؤتمر عن انقلاب لا يعرف هويته وأصر على عدم المشاركة وتحت ضغوط السفير قبل أن يحضر شريطة ألا يوجه له أي سؤال كما أن فاروق شخصيا رفض العودة للخرطوم ما لم يتعرف على هوية من نفذوا الانقلاب واللذين لم يدخل منهم أي عضو في المجلس إلا انه خضع لضغوط السفير ومحمد احمد سليمان الذي تجمعه علاقة شخصية قوية به وكم كان غريبا يومها أن تعبر بهم الطائرة البريطانية أجواء ليبيا وان تخضع انجلترا لتعليمات ليبيا وتسمح لهم بان يحجزوا بابكر وفاروق ويسلموهم للسلطة بعد فشل الانقلاب حيث تم إعدامهم عند وصولهم السودان بمحاكم خلت من كل أسس العدالة خاصة وان كلاهما لم يكن مشارك في الانقلاب

فلقد شهدت هذه الفترة انقلابين عسكريين في مايو 69 ويوليو و71 ولقد شاب الأخير ولا يزال لغط كبير إن كان انقلاب يوليو هو انقلاب الحزب الشيوعي أما انه تخطيط قوة ثالثة استهدفت به تصفية مايو والحزب الشيوعي واتخذت من الحزب مظلة وغطاء مستغلة ما بين الحزب ومايو من عداوة لهذا فالبحث عن الحقيقة هنا هو الواجب حتى لا يزيف التاريخ فالواقع.حقيقة ما أوجزته من الغاز رغم كثرتها وتنوعها إلا أن هناك وفى تقديري الشخصي أربعة محطات هي المعنية بكشف الحقائق المخفية كما انه هي التي أثارت الشكوك القوية حول وجود حركة ثالثة تقف خلف انقلاب يوليو .
وتتمثل هذه المحطات في رحمة الله عليه المقدم ابوشيبة وثانيا المقدم صلاح عبالعال مبروك والعميد معاش مزمل غندور وأخير أحداث بيت الضيافة وحقيقتها المغيبة.

أما المقدم ابوشيبة فلقد عجلت جهات معينة بالتخلص منه في محاكمة صورية متعجلة حجبا للحقائق التي كان يمكن للمحكمة أن تكشف عنها للأهمية ولكن كانت هناك جهات رافضة لكشف الحقيقة,المقدم ابوشيبة هو أولا من مخططي ومنفذي انقلاب 25 مايو 69 وفى نفس الوقت هو قائد انقلاب 19 يوليو الذي نفذه الحرس الجمهوري الذي يقف علا رأس قيادته وكان أعلى رتبة عسكرية في الخدمة في الانقلاب وان اتخذ الانقلاب من هاشم العطا واجهة اسمية له مع انه ليس في الخدمة
ومن الوقائع الثابتة انه ابوشيبة اختلف مع زملائه في انقلاب مايو في يومه الأول عند اختيار مجلس الثورة حيث رفض أن يتم تخطيه في الاختيار وان يأتوا بالمقدم بابكر النور والرائد هاشم العطا اللذان لم يشاركا في الانقلاب ممثلين للحزب الشيوعي
وابو شيبة هو الذي هرب سكرتير الحزب الشيوعي عبدالخالق من السجن واواه آمنا في منزله بالقصر الجمهوري ثم كان هو قائد انقلاب يوليو 71 الذي نسب للحزب الشيوعي ولكن اللافت هنا كأهم حقيقة إن سكرتير الحزب عبدالخالق الذي نسب انقلاب ابوشيبه لحزبه أكد أمام المحكمة وأمام قادة الحزب إن ابوشيبة لم يخطره بالانقلاب الذي سينسب لحزبه مع إن الفهم العام الذي ساد يومها انه هربه ليخططا سويا للانقلاب مع انه قصد بذلك إن يلبسه انقلاب لا علاقة له به وهذه أول علامة استفهام كبيرة.
إذن كيف يخفى انقلاب من زعيم الحزب الذي سينسب له الانقلاب وهو مقيم معه وهربه من السجن وكأنه بهذا قصد بتهريبه أن يرسخ انه انقلاب الحزب الشيوعي دون علم صاحبه.

ثانيا المقدم ابوشيبة وهو نفسه الذي اختلف مع زملائه في أول يوم لمايو لتخطيه في عضوية مجلس الثورة وتعيين بابكر النور وهاشم العطا اللذين لم يشاركوا في الانقلاب ممثلين للحزب الشيوعي هو نفسه وهو قائد انقلاب يوليو وبيده أن ينصب نفسه رئيسا عين المقدم بابكر النور رئيسا وهو الذي اعترض لتعيينه عضوا بمجلس ثورة مايو وهو لم يشارك في الانقلاب فكيف اختاره رئيسا لانقلاب هو قائده وصاحب القرار فيه مع إن بابكر لم يكن مشاركا فيه بل لم يعين نفسه حتى عضوا في المجلس العسكري للانقلاب مع إن بابكر كان يومها خارج السودان ولا علم له أو علاقة له بالانقلاب.

إذن كيف يفهم ويفسر موقف المقدم ابوشيبة قائد انقلاب يوليو ومالك قراره غبر انه على اتفاق مع مخططي الحركة الثالثة المخفية والتي استهدفت التخلص من الحزب الشيوعي و مايو نفسها ولهذا عجل حلفاؤه في التخلص منه بالإعدام حتى لا يكشف حقيقة أيا من حلفائه بعد أن لبسوا ثوب الجلاد المدافعين عن مايو حماية لأنفسهم.
أما العميد مزمل غندور لو صح ما تردد عن اكتشاف وجوده في إحدى غرف القصر الجمهوري وبعد ثلاثة أيام من عملية التنظيف في القصر عقب عودة مجلس مايو بعد فشل الانقلاب فان وجوده في إحدى غرفه لهو أمر أن صح في غاية العجب.فالعميد مزمل كان سجينا لانقلاب مايو في سجن كوبر باعتباره من معارضي الانقلاب والرافضين له فمن الذي حرره من السجن في اليوم الذي كتبت في نهاية النظام الذي يسجنه ويزداد الأمر غرابة إن مزمل بقى قي لثلاثة أيام في غرفة مغلقة رغم تدهور حالته دون أن يستنجد ويطرق بابا الغرفة لإنقاذه حيث اكتشف وجوده داخلها لما أجبرت إدارة القصر على كسر باب الغرفة لتكون المفاجأة وجوده داخل الغرفة وعندما استفسر كيف جاء من السجن للقصر أكد إن الذي جاء به ابوشيبة و انه جاء به ليضعه تحت عينيه خوفا من أن يجهض له الانقلاب مع إن ابوشيبة نفذ انقلابا ضد مايو التي سجنته وهو مبرر يجافى المنطق وانه لابد أن يكون لابوشيبة مبرر آخر.

لهذا كان الأرجح انه وابوشيبة على اتفاق خول الحركة الثالثة المخفية والتي تستهدف مايو والحزب حيث إن كلاهما من أهداف العميد مزمل ولكم هو غريب أن يهرب ابوشيبة من السجن زعيمين بينهما ألد خصومة وهما عبدالخالق ومزمل.
وأما لغز بيت الضيافة ليس لدى ما أقوله غير انه لا يمكن أن يكون مسئولية من فشل انقلابهم لأنهم ليس أصحاب مصلحة بل متضررين ودفعوا الثمن غاليا ليبقى السؤال من هم أصاحب المصلحة غير مخطط الحركة الثالثة المخفية وكونوا معي مع أخر واهم الألغاز ا المقدم صلاح عبدالعال في ختام هذه الحلقات.
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. مذكراتك هذه لوحدها انقلاب أيها الكاتب المحترم. متابعين معاك سطرا سطرا وعندنا العديد من الملاحظات التي تحتاج إلى تعليقك. نشكر لك ونثمن هذا الجهد المهم الذي أتابعه معك منذ مقالاتكم عن جهاز الرقابة الادارية وقرارات التأميم والمصادرة.

    حبذا لو أوردت لنا تعليق الأحياء من أعضاء مجلس قيادة ثورة مايو على ما كتبت وأعني أبو القاسم محمد إبراهيم وخالد حسن عباس وآخرين ممن أصبحوا ضباطا في جهاز امن الدولة في تلك الحقبة فلديهم ما لديهم.

    ولو هبشت لينا د. منصور وأبو عيسى والترابي وعوض أ خليفة يكون كمان ما قصرت.

  2. جاء محي الدين صابر لمنزل ابوشيبة لزيارة ابن خالته ووجد معه عبدالخالق محجوب وكان محي الدين وزيرا للتربية والتعليم في حكومة النميري والوقت ظهرا وحدثت الربكة وخوفا من ان ينكشف الامرقررا اعتقال محي الدين صابر في المنزل والقرار كان مشتركا وفي نفس اليوم وحتى لا ينكشف الامر صدرت الأوامر بتنفيذ الانقلاب الساعة الثانية ظهرا 19 يوليوعوضا عن يوم 29 يوليو 1971والمرحوم عبد الخالق شريك في الانقلاب وله صورة مع ضباط الانقلاب وايضاً كان يجتمع مع الصحفيين في القرآندهوتيل طيلة الأيام الثلاثة للانقلاب
    وبدافع الخوف تصرف عبدالخالق واتخذ القرار وكانت المأساة

  3. والانقلاب كان مرتجلا ولشدة الربكة لم يكن هنالك بيان مكتوب للانقلاب وصدر البيان بصوت المرحوم الرائد هاشم العطا وبلغة المرحوم عبد الخالق محجوب بعد سبعة ساعات من استلام السلطة ومضت الأيام الثلاثة ولم تشكل حكومة.
    المرحوم عبد الخالق لم يرتكب جريمة تتطلب الاختفاء، وتهريبه من المعتقل كان خطا كبيرا في حد ذاته ولا اعتقد ان للجنة الحزب المركزية دور في ذلك وهو صاحب القرارين بالهروب من معتقل الشجرة وبتدبير الانقلاب وهو من شكل مجلس قيادة الثورة وسبق ان تحدث عن سهولة الاستيلاء علي السلطة بالانقلاب عوضا عن الكتب والنظريات والتنظيم
    انقلاب مايو ويوليو وأخيرا انقلاب اخوان الشيطان كلها كانت كارثية ولم تحصد منها غير الدمار والخراب والتشرد والاحتراب

  4. أول ما قريت العنوان قلت ما علاقة مزمل و أبوشيبة بتاعين الكورة بانقلاب 19 يوليو .
    فعلا عنوان ذكي فيه تورية لطيفة خصوصا وان الكاتب له اهتمام رياضي

  5. كمتابع لحلقات أ. نعمان إلتمسُ جهداً في إبقاء نفسي متابعاً لها..فأهميتها تعود إلى أحداث جليله تُروى على لسان من يعتبر نفسه قريباَ منها أو من صناعها! وإلتماس الجهد يُعزى إلى مطبات اللغه و تعريجات لا يمكن تفاديها فعبارة ” كما أثارت” تغني عن “كما انه هي التي اثارت” وعراك واضح بين الكاتب و” إنّ و أخواتها الشقيات ” وبصراحه اللولوه الشديده ” اعود ٠٠ولكن قبل ان اعود” و ” إن الذي جاء به ابوشيبة جاء به ٠٠” أخير منها كِسره معجونه مع الرجله وشطه وليمون
    تحت الراكوبه . أ٠ نعمان.. حاول التخلص من الخوفه الدخلتك و ما مرقت ..أمنياتي لو عادت الأيام و لقيت طريقه الى ” براغ “

  6. رجاء من أ٠ نعمان بعض التأني قبل الإرسال والتدقيق لغةَ في إنتقاء المفيــد
    فعنوان الحلقه السابقة: “ماذا كانت تريد الدبابه التي حسبها النميري جاءت
    لإنقاذه فكادت أن تقتله” يأتي موجَزاً و مشوقاً في : ” سر الدبابه ” ولأن
    الحلقه إنتهت بسؤال ” ماذا كانت تريد تلك الدبابه ” وجدتُ نفسي متشوقا
    بجلاء غموض الدبابه في هذه الحلقه ٠٠وكما ترى : الراكوبه ولا نوم الخلا !!

  7. شكرا استاذ النعمان واولا وجود العميد مزمل غندور في القصر وفي غرفة مغلقه ومطوبه بالخشب من الحارج حقيقه وقد زاره والدي بالمستشفي بمجرد نقله لها وكان في حاله يرثي لها وفي غيبوبه هذه حقيقة وزاره نميري اخر الليل في نفس يوم العودة !!!
    ثانيا :ـ اتفق معك ان هناك طرف ثالث في هذه القضية ولولا ان نميري خرج وذهب لمعسكر الشجرة لظهرت حقيقة الطرف الثالث وهو في تقديري انقلاب كامل الدسم ضد مايو والحزب الشيوعي ايامها سرت تكهنات بان قائده العميد ابو الدهب وانه اراد ان يقتل نميري بهد الغرفه عليه ثم تحرير معتقلي بيت الضيافه الذين يقال عند فشل الانقلاب افرغ الحرس بقيادة الملازم الحردلو الرصاص فيهم فقضي من قضي ونجا من نجا والحرلو نفسه وقع في النيل ولا يعرف مصيره ارجو تاكيد هذه المعلومات او اظهار ما تعرفه حتي نصحح ما لدينا للتوثيق !!!
    ثالثا :ـ فعلا عبد الخالق ومزمل علي طرفي نقيض والشيوعيين هم الذين اوصوا باعتقال مزمل في كوبر وربما كان سيقدم لمحاكمة لو استمر انقلاب العطا لانه اول ما فتح عينيه قال للنميري بالمستشفي (شفت الشيوعيين عملوا ياه ) حسب شقيقه لوالدي الذي كان بالمستشفي ساعتها مواسيا صديقه شقيق مزمل حتي اننا قلقنا عليه وظللنا حتي تباشير الفجر في انتظاره خوفا من يكون جري له مكروه او لسيارته وهو الذي قال لي بذلك ايضا للتوثيق لعلمه بشغفي لذلك !!!
    بالمناسبة في اروايات ايضا مزمل كان مرشحا لرئاسة مجلس مايو او احمد الشريف الحبيب واخرين اتمني لو عندك معلومات ارجو نشرها لعموم الفائدة!!!
    رابعا :ـ يبقي ان نقول ان انقلاب العطا كشفه السادات وارسل زين العابدين من مرسي مطروح للخرطوم ووصل قبل الغداء بدقائقواراد ان يخبر نميري ولكن نميري اصر بعد الغداء وهو لايدعي ان الخطه علي الغداء وفعلا لم يتغدوا وحملوا في عربه كشف للاعتقال !!!

  8. اشكرك الاخ ميمان علي هذا التوضيح للتوثيق وفعلا سعد بحر هو من قال بذلك اما بقية الاضافة فاحترمها واضيفها للتوثيق املا ان نجد وثائق او شهود اخرين علي صحة هذه المعلومات وشكرا لك علي جهدك

  9. …ماتم في بيت الضيافة هو وصمة عار في جبين العسكريين..حيث وجد المحتجزين من العسكريين بمختلف الرتب معاملة سيئة من قبل سجانينهم توضح النوايا.. الذين حصدو الضباط واردوهم قتلي هم الملازم اول /احمد جبارةوالملازم/ الحاردلو ..ويعتقد ان هناك تعليمات من جهات عليا امرت بالقتل اتجه التحليل للمقدم ابو شيبة..هناك شاهد عيان علي ماجري هو العميد معاش عثمان داؤود وهو تحدث مع الضابطين عيب عليكم نحن زملاء الا انهم اطلقو عليه النار واعقبوه بزملائه .. الحقيقة واضحة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..