بعض الحكام خلدوا أنفسهم والبعض خذلتهم أنفسهم

السلطة فتنة كبرى
يصل الحكام للسلطة بعدة طرق. البعض يصلها عبر الإنتخابات وهذا هو الطريق الصحيح الذي تتبعه الدول المتحضرة. والبعض يصل عبر اإنقلاب عسكري وهو طريق سلكه كثير من حكام الدول النامية عندما تكون نائمة.البعض يجد نفسه رئيس لخلو المنصب لسبب ما كموت الرئيس أو لعدم قدرته لإدارة البلاد أو سبح الثقة أو لكونه امير.أو قد يقوم أحدهم بتسليم شخص ما السلطة كما حدث مع الرئيس السوداني الاسبق الراحل الفريق ابراهيم عبود
الرئيس السوداني الاسبق الراحل الفريق ابراهيم عبود لم يسع للسلطة بل سُلّمت له . في نوفمبر 1958 بفعل مكايدات الأحزاب ومناورات الساسة. ظل يحكم السودان ست سنوات حتى انطلقت ثورة21اكتوبر 1964 أول انتفاضة شعبية في المنطقة. وقيل انه نظر للنافذة ورأي المتظاهرين فقال لرفاقه في المجلس العسكري إن كان كل هؤلاء الناس لا يريدوننا ان نحكم فلنغادر. وتقدموا بإستقالاتهم لتتسلم منهم السلطة حكومة انتقالية. وللزهد الذي تمتع به الرئيس عبود وللأمانة التي تحلى بها فإن الشعب السوداني يذكره بالحب رغم انه يعتبر أول من سن حكم عسكري بُعَيْد الإستقلال.
نميري الرئيس السوداني الراحل.لابد انه واجه صراع نفسي مؤلم ونزاع هائل وهو يوقع قرار إعدام اعز اصدقائه . حين رأؤه انحرف عن الخط الإشتراكي قام رفاق الأمس بإنقلاب مضاد كثورة تصحيحية ضده بعد عامين من حكمه 1971 . القرار الخطير شق اللجنة المركزية للحزب الشيوعيالسوداني نصفين وترك آثار مؤلمة .فقد السودان عقول فذة وكوادر فعالة كان يمكن ان تقدم الكثير للسودان وللعالم. ضربة نميري قادة الشيوعيين ضربة اثرت كثيرا في الحزب وظل تأثيرها متواصل حتى الآن.حتى قادة الأحزاب الأخرى اصاب بعضهم رهاب العسكر. إعتبر البعض العسكر متهورون يتخذون قرارا ت خطير في ثوان قليلة.
الرئيس نميري بنى الكثير من المدارس وفي بدايه السبعينات وانفتح على الإتحاد السوفيتي. و درس العديد من الطلاب في روسيا والمنطومة الإشتراكية وصادق الصين فبنت له عدد من المصانع وقاعة الصداقة ودربت الاكروبات . وبني عدد من المصانع . وأسس جامعات واقام المصانع وافتتح مصنع كنانة للسكر واحد من اكبر مصانع السكر في العالم. وشيد الطرق ووبنى معرض الخرطوم الدولي بخبرات المانية.. حيث وقّع اتفاقية السلام في اديس ابابا(المائدة المستديرة) في 1972 وغنى له الجنوبيون (نميري قال كلام مافي جنوب بدون شمال ومافي شمال بدون جنوب) .لكنه قوّض اعظم انجاز له في 1983 وانتهك اهم بند حين قام بتقسيم الإقليم الجنوبي إلى ثلاثة اقاليم.قسّم الجنوب إلى شرق ووسط وغرب الإستوائية منعا لسيطرة الديكا القبيلة الأكبر في الجنوب .أنهارت اتفاقية السلام ودخل الجنوبيون للغابة وتمردوا حتى خرجوا منها بإتفاقية نيفاشا في 2006 . نيفاشا ادت لفصل الجنوب في 2011.التمرد او النضال – حسب رؤية القاري لقضية الجنوب – قاده العقيد قرنق في 1983.
الدكتور جون قرنق الزعيم السوداني الراحل إعتنق قضية واعطاها فكره ووقته وجهده. اوصل الجنوبيين إلى طاولة المفاوضات برعاية دولية. وحقق عبر التفاوض الذكي مالم يحققه عبر الحرب . وقع مع سلطة الإنقاذ اتفاقية اعطت الحركة الشعبية ثلث السلطة في الشمال وكل السلطة في الجنوب وكل عائدات البترول وحق تقرير المصير في مدة ست سنوات انتهت بإستفتاء فصل الجنوب عن السودان الكبير.المناضل الراحل كان وحدوي يرى قوة السودانيين في وحدتهم فقط بشروط عادلة في توزيع السلطة الثروة.وبرحيله فقد تيار السودان الواحد اكبر مؤيد للفكرة. يختلف السودانيون حول الدكتور الراحل البعض يعده بطلا ثوريا وزعيما ملهما والبعض يعده عدوا متمرداخارج عن القانون. لكن هو كان مؤمن تماما برسالته وكذلك الجنوبيون الذين قاد نضالهم. ظل يقوم بهذا الدور حتى وفاته في سقوط طائرته بعد واحد وعشرين يوما من تنصيبه نائب أول لحكومة السودان الكبير. هو الذي قاد النضال المسلح واحد وعشرين سنة.
الإمام محمد أحمد المهدي عليه الرحمة إنطلق من لاشيئ حتى صار من طالب علم شاب إلي قائد اكبر ثورة في زمانها. اصبح زعيم دينيا وسياسيا لا يزال ارثه حيا . حفدته وانصاره جزء مهم ومؤثر في المجتمع .المهدي الذي حرر السودان من حكم التركية واقام دولة سودانية توفي بعد اشهر قليلة من تحرير الخرطوم في1885.ورغم بعض المآخذ على الثورة المهدية إلا ان ما حققه المهدي يستحق التأمل .رجل واحد آمن بفكرة وبذل الغالي والنفيس لتحقيقها حتى اثمرت الفكرة ثورة وانتجت الثورة دولة. من الآلاف الذين عاشوا في ذلك الزمان فإن التاريخ يذكر الإمام محمد احمد المهدي بتقدير لكن رغم ذلك لا توجد غيردراسات قليلة عنه وعن الثورة المهدية. قصة حياة المهدي تحفِز على المبادرة وتحقيق الطموحات بأقل الإمكانات.
ايضا من الذين خلدتهم التاريخ الملك عبد العزيز رحمه الله. الرجل بدأ بقلة من الرجال وانتهى بأن اسس مملكة كبرى. السعودية ومنذ عهد الملك الأب توفر الأمن والزاد والسكينة لحجاج بيت الله الحرام وزوار قبر خاتم المرسلين. المملكة يقصدها الملايين للعمل والإستشفاء والبحث والسياحة. كثيرون يسافرون للسعودية طلبا للراحة النفسية و للإستجمام من عناء الحياة والتمتع بالجوار الكريم. عبد العزيزالملك المؤسس خلفه ابناؤه ملوك يخدمون الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله .يمدون يد العون للمسلمين في مختلف بقاع العالم. فانظر هذه الرسالة التي قام بها هذا الملك الأب. وقد صاهر القبائل وجمع قلوب متنافرة واسس دولة كبرى له وزنها الروحي والدولي أمن الحجيج .كان كل هذا قبل ثورة النفط.
الزعيم نلسون مانديلا عاش حياة شاقة في نضال مرير . أمضى سبعة وعشرين سنة في سجن جزيرة روبن آيلند هو ورفاقه المناضلين. بعد خروجه من السجن قاد مفاوضات صعبة ولدت ديمقراطية في عام 1994 .انتخبت جنوب افريقيا عمليا مانديلا اول رئيس ديمقراطي لجنوب افريقا وانتخبته شعوب العالم معنويا. رمز للنضال والعطاء ايقونة نضال خالدة.
مانديلا حمل رسالة النضال من اجل الأغلبية السوداء المقهورة بسلطان الدولة وسطوةالمال. وجاء ذلك خصما على حياته الخاصة. وحتى بعد خروجه ظل يناضل واسستفاد ن اسمه المحبب للناس و لصالح بلده وحتى بعد تنازله عن الرئاسة ظل يقدم. بعث رسالة إلى شعوب العالم العربي في بدايات الربيع العربي لا نحسب ان الكثيرين تعمقوا في كلماتها وفي سيرة مرسلها. حياته كلها نذرها لرسالة خلدته.
لكن للأمور جوانبها الأخرى. سبعة وعشرين عام في السجن أمر يهدد الزواج حتى لو الكان الزوجين هما الزعيم مانديلا وزوجته المناضلة المحبوبة الجميلة ويني. تمت تسوية الأمور بحيث لا تؤثر على رحلة النضال في منعطفها الخطير.اتجه مانديلا إلى دولة مجاورة. تزوج من إمراة ربة دولة واعية اسمها قراسيا ارملة المناضل الموزمبيقي (المُغْتَال جوا) سامورا ميشيل وصاهر الموزمبيقين. هكذا حوّل مانيلا ورفاقه ماكان خصما إلى إضافة. من العسير جدا ان تكون حياة الإنسان كلها إيجابية. والزعماء بشر من الناس. لكن الذكاء هو في تحويل الجوانب السلبية إلى إيجابية أو على الأقل التقليل منها وترجيح كفة الإيجابي. وهو أمر فشل فيه العديد من الزعماء للأسف الشديد. فهنالك من وهبه الله ملك ومال وذرية وصحة وفصاحة ولكنه أخفق في تخليد نفسه بعمل طيب. بدلا من تصحبه الدعوات الصالحات تلاحقه اللعنات . وبدل من ان يدعو له الناس يدعون عليه والفرق مهول جدا.
دي كليرك آخر رئيس.آخر حاكم ابيض في نظام التفرقة العنصرية بجنوب افريقيا . بحكم الواقع كان هو خصم مانديلا وغريمه وعدوه اللدود. كان ذكي بحيث لم يقف ضد التيار عندما عرف ان هذه هي رغبة العالم كله. ساير التيار بخطوات مدروسة حتى ضمن انتقال آمن وناعم دون عنف.
If you can?t beat them join them
عمل مع مانديلا ورفاقه وحزبه هو على توجيه الغضب الهائل من السود تجاه البيض إلى بناء آلاف المنازل للسود .دكليرك قاد الحزب الحاكم قبل الديمراطية وتأقلم وشارك في االإنتخابات وفاز بالمركز الثاني وتقلد منصب نائب الرئيس مانديلا. واكثر نال مع مانديلا جائزة نوبل للسلام .والآن يقدر الجنوب افريقيون دكليرك المتفهم صديق زعيمهم مانديلا ومن ابرز الحضور في تشيعه. انظر كيف استطاع هذا الرجل الذكي تحويل موقف مناقض ومعادئ في معسكر الإعداء إلى موقف صديق ودود ورمز وطني رغم كل شيئ. الأمر في إعتقادي يعود إلى القلب السليم إبتداء وإخلاص النوايا والعمل بمثابرة لصالح الغير في قضية ما.
الريئس الزمبابوي موقابي. كان احد زعيمين قادا النضال في روديسيا العنصرية (اخذت الإسم من القائد البريطاني من سيسل رودس)وتحول الإسم إلى زمبابوي . لكن موقابي ظل يحكم قرابة اربعة عقود يعادي ويتوعد ويقرر ويحكم وبعد.وعندما تجاوز عمره الثمانين أخذ يمهد لتحكم زوجته الشابة. وقد اعجبني عنوان عمود صحفي معبر عن حالته (من بطل إلى صفر)حيث المقولة بالنسبة للعصاميين من الصفر إلى بطل وليس العكس.from hero to zero
الرئيس المصري جمال عبد الناصر تجاوز شهرته حدود مصر وصار زعيم عربيا ورمز مهم في التاريخ.و رغم اصطباغ ثورته بالإشتراكية وعلاقاته القوية مع المعسكر الشرقي الذي كان يقوده الإتحاد السوفيتي إلا ان علاقته باليسار في مصر لم تكن كما يتصور البعض. ولابد انه تأثر بالإشتراكية عندما قام بتفيت ملكية الأراضي الزراعية من الباشاوات . تدرج في تحديد سقف التملك . بدأ بمائتين فدان كحد اقصى ثم مائة ثم خمسين حتي صارت خمس فدان للفرد. وبنى السد العالي وأمم قناة السويس واسس لدولة صناعية حديثة. يمكن القول انه آمن برسالة وسعى بقوة لتحقيقها لكن عاجلته حرب 1967 نكسة انهكته لكنها لم توقفه ظل يعمل حتى وفاته في 1970.لكن سياساته لم تعجب اليسار (الشيوعيون) ولا اليمين (الأخوان ).لكن جموع العرب والمسلمين تضامنت معه عند النكسة و زرفت دموع كثيرة عند وفاته.
وتحدثنا قبلا عن شيخ زائد الذي مع اخوته في الإمارات اتحاد من الإمارات السبع ووضع اللبنات الأولى لدولة حديثةوالآن ابمائه ورجل إدارة برؤية ثاقبة بنوا للإمارات امجاد تحسب لكل العرب. وتصحح صورة مشوهة عن العرب والمسلمين تصورهم عدوانيين متخلفين.لكن الإمارات ترسل صورة مختلفة تمام عن العرب والمسلمين المتفهمين المواكبين.المتواصلين مع العلم باحدث الوسائل المتعاونين لصالح البشرية وكوكب الأرض.في قضايا البيئة والطاقة النظيفة والتعون لجعل الأرض مكان أفضل للجميع.
هتلر الزعيم النازي بدأ حزبي وسياسي كغيره. لكنه كان ذكي .يعرف كيف يخطط جيدا ويعمل بتركيز. هتلر اسس مشروعات ضخمة في التصنيع الحربي الحديث واقام صناعات كبرى .سبق العالم في تنفيذ العديد من الإختراعات. كان ذلك سيخلده كزعيم فذ. لكنه استخدم تطّور ألمانيا واجتاح جيرانه واحتل معظم اوربا. كره اليهود وحاربهم واعتقلهم ووضعهم في معسكرات بائسة .ارتكب فظائع طالت ملايين الضحايا وملايين المفقودين وسبب نكسة حقيقية للإنسانية. نهب أعوانه اللوحات القيمة والكنوز التاريخية ولا يزال بعضها مفقودا. قصف المدن وجاراه في الحرب العالمية اعداؤه الحلفاء فتدمر الطرفان الجسور والكثير من المباني القديمة .صارت المدن اطلال تسكنها الأشباح. جرت محاولات عديدة من ضباط ألمان للإطاحة به لكنه كا يكتشفها بقرون استشعار حساسة وعبر جهاز استخبارات رهيب. بعد هزيمته عانت المانيا من التقسيم (شرقية وغربية) ومن شروط استسلام قاسية. بدأت تجارب الصواريخ لأن هتلر ارادها سلاح في الحرب تصل إلى خصمه القوي بريطانيا. وطورها خصومه الروس والأمريكان ووصلوا بها إلى القمر والكواكب البعيدة. انتجت ألمانيا سيارة لا تحتاج إلى الماء في تبريد الماكينة لظروف الحرب فظهرت للوجود الفلكسواجن وصارت سيارة شعبية عالمية. والغواصات الحديثة صناعة المانية بأمر هتلر. ولضمان سرية الإتصالات بين القيادة والجيوش الألمانية والغواصات الألمانية وضع مهندسو هتلر آلة تشفير في منتهي الذكاء(انقما). ترى كيف كان سينظر إلى هتلر لو انه استخدم ذكاؤه لصالح الإنسانية ؟ لكن هنالك سؤال يفرض نفسه هل كان سيحقق كل ذلك لو لم يكن له طموح لبناء امبراطورية قوية ؟ أيا كانت الإجابة فقد فوّت فرصة عظيمة لينضم إلى سجل العظماء الذين تحبهم البشرية ويقدرهم الناس.
الرئيس الفرنسي شارل ديغول الزعيم فارع الطول قاد المقاومة الفرنسية ضد الإحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية وصار بطل قومي ضد حكومة فرنسية عينها الألمان موالية للنازيين آنذاك. واصل نضالاته من اجل جمهورية المساوة التي تسع الجميع ولهذا هو بطل فرنسي ادي رسالته في قياده الفرنسيين وتحقيق الشعارات التي رفعتها الثورة الفرنسية قبل ثلاثة قرون.
ديفيد كاميرون ريئيس الوزراء الشاب المهذب.جاء للمنصب الرفيع بوعد إنتخابي بإجراء إستفتاء بشأن بقاء بريطانيا من الإتحاد الأوربي. كان الرأي العام آنذاك يؤيد بأغلبية مريحة البقاء في اوربا الموحدة .الخروج يبدو امنية صغيرة لدى البعض فقد اوفى كاميرون بوعده واجري الإستفتاء لكن تقلبات بحر السياسة ارسى سفينة برييطانيا خارج موانئ الإتحاد الأوربي.مارست بريطانيا ديمقراطية راسخة وقبلت بالقرار الضخم الذي قسمها إلى معسكرين رغم ان قرار الخروج فاز بفارق ضئيل. رئيس الوزراء الشجاع ازداد وسامة عندما قدم استقالته بلا مماطلة فيها.بينما هنالك عجائز ازدداوا دمامة بتشبثهم بالسلطة في بلداهم رغم انهم ناهزوا الثمانين من أعمارهم . لكنهم هزموا وقار الشيخوخة بالأنانية والطمع .
شي غيفارا الثوري الكولمبي.قاد النضال ضد الإمبريالية العالمية والأنظمة التابعة لها في أمريكا الجنوبية( اللاتينية). حكم رفيقه كاسترو كوبا نصف قرن.وواصل هو النضال .جاء لأفريقيا مناضلا وعاد لقارته وحوصر وقتل في كمين . لكنه لم يعرف متى يتوقف. ولم يجدد اسلوبه ليواكب المستجدات من حوله. هنالك مرحلة للثورة وتغير الأنظمة وهنالك مراحل للتفاوض والسلام وتكوين الصداقات وتبادل الخبرات لإدارة الشعوب والبناء والتنمية. البعض يعد غيفارا متمرد والكثيرون يرونه اسطورة ورمز للنضال. ورغم مرور عشرات السنين على وفاته إلا ان صورته المميزة بالبوريه أو(السايد كاب) لا زالت تلهم الشباب.
الرئيس الأمريكي ابراهام لنكولن رغم تحدياته الخاصة الصعبة إلا انه اتخذ اهم قرار في تاريخ الإنسانية حيث ألغى الرق(العبودية). وهو قرر صعب ادخل امريكا في حرب اهليه . لكنه كان قرار الصحيح . القرار رفضته الولايات الجنوبية فقد كان اقتصادهم وكل حياتهم تقوم على تشغيل العبيد.لكن الملايين من الأمريكيين وحول العالم يذكرون ابراهام لنكولن بكل تقدير.بينما لا يذكر خصومه إلا قلة .وقد نحتت امريكا وجه على جبل ضمن اربعة رؤساء نحتوا انفسهم بأعمالهم الخالدة في قلوب الأمريكيين . وخلال فترة حكمه المتميزة قدم الرئيس باراك اوباما للإدارة الأمريكية إضافة حيوية. ادخل روحا شبابية إدار امريكا برؤية حديثة وحكم امريكا بمعيه الحزب الديمقراطي .إدارة جماعية وتقنيات حديثة في طريقة قيادة الدول. انحاز للفقراء و شمل التأمين الصحي ذوي الدخل المحدود. ترامب اعتبر ذلك عبء على الدولة فسعى لإلغائه. لكن اوباما يستطيع ان ينوم هادئا. فقد قام بجهود جبارة من اجل الطبقة المتوسطة ومحدودي الدخل في أمريكا . وخفف كثير من آثار الأزمة المالية الحادة التي اجتاحت امريكا قبل وصوله للسلطة. أزمة كان من اسبابها جشع المديرين التنفيذين للحصول على المزيد من الأموال على حساب الفقراء في امريكا والعالم. اوباما لم يوافق على امورعديدة كان الأثرياء يريدون أن يزدادوا ثراء عبرها. . لم يستغل إمكانات أمريكا الهائلة لصالح اسرائيل كما فعل اسلافه الذين شنوا الحروب في الشرق الأوسط .وهاهو خلفه ترامب يريد ان ينقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف . اهدرت حكومة السودان فرصة تاريخية لرفع العقوبات في آخر عهد اوباما. كان يمكن بقليل من الجهد ان ترفع العقوبات كليا وبصورة نهائية مرة واحدة.الدستور الأمريكي يحدد للرئيس ولايتين(ثماني سنوات) كحد أقصى. وكان يمكن لقرار رفع العقوبات ان يحقق انجاز للحزب الديمقراطي يحسب له في الإنتخابات. أوفى اوباما بوعده و سحب آلاف الجنود من العراق وافغانستان الشرق الأوسط . اغلق سجن قوانتنامو ذو السمعة السيئة وتعاون مع دول الشرق الأوسط وغيرها لمحاربة الإرهاب. وربما كان على المسؤلين السودانيين بذل جهد إضافي لرفع العقوبات لكن ومع سياسة فكر الأزمات والحلول العجولة الذي تدار به الدولة لايبدو انهم درسوا كل الجوانب المتعلقة بإتخاذ قرار قوي من رئيس امريكي يغادر المكتب البيضاوي. وقّع أوباما قرار مشروط بخصوص العقوبات الإقتصاديية عن السودان. وهو أمر جيد لكن كان يمكن بقليل من الحكمة من جانب السودانيين تحقيق الأفضل.يقول المثل السو داني ( العترة تصلّح المشي) .أي التعثّر يجعل الماشي اكثر انتباها حتى لا يتعثّر ثانية. والعترات يمكن ان تحدث في مواقف اخرى.
كانت هذه بعض النماذج.العديد من الحكام واتتهم الفرص التاريخية ليخلدوا انفسهم بأعمال يذكرهم بها الناس بالخير ويدعوا لهم. لكن للأسف نجد ان بعضهم انحرف بكل مقدرات بلده وراء امجاد زائفة وانساق وراء الأوهام بسبب تطبيلات الإنتهازيون وتضليلات النفعيون. النتيجة إهدار موارد الدولة وتبديد ثرواتها وتكميم افواه اصحاب الوعي خوفا من كشف سوءاته. يحدث هذا غالبا بمساعدة انانيون يستغلون نزوات اللحكام فيقوموا بتوريطهم. يزينوا لهم أفعالهم السيئة فيظلوافي غفلة حتى يفقيقوا على اصوات الثوار المطالبة بالمحاكمة والقصاص. وبزوال المؤثرات الوقتية والتضليل الإعلامي تظهر سوءات الحاكم ليبدأ سياسة (الإستشفاق) والإستجداء العاطفي.لكن المسوؤلية تقع ايضا على الذين يتقاعسون عن قول كلمة الحق. والذين يخلدون للأرض بإستكانة تغري الحاكم وأعوانه بالمزيد من التسلط وإشباع المزيد من الرغبات. رغبات في التسلط والتمتع على حساب الفقراء وإشباع الشهوات والمزيد من الفساد.
في التاريخ القريب اهدر عدد من الحكام فرص تايخية لتخليد انفسهم باعمال طيبة . الثوريون والحكام يبدأوا حكمهم بخطابات واعدة لكنهم فشلوا في تخليد أنفسهم بالأعمال العظيمة .اما انهم لم يحيطوا انفسهم بالبطانة الصالحة أو كان الوصول للسلطة فقط هو هدفهم الأساسي دون خطة واضحة لمرحلة ما بعد التسلط. لكن الخطأ الأفدح الذي يرتكبونه هو انهم يقربون الفاسدين ويبعدون الناصحين الصادقين .
اللهم حببنا إلي صالحي هذا البلد وحبب إلينا صالحيها
مالك زايغ عن الملعون البشير الذى فصل ثلث بلده وربع شعبه كى ينجو من حبل المحكمة الجنائية وما هو بقادر؟؟