أزمة الهوية السودانية

لقد كثرت الحديث فى الأونة الأخيرة عن الهوية السودانية تناولتها بعض الأقلام بنوع من المزايدة السياسية دون التعمق فى جزور المشكلة ومعرفة أسبابها والبحث عن الحلول بطرق علمية مجردة من العواطف ، هناك بعض النخب السياسية السودانية والكتاب ممن تناولوا أشكال الهوية وأبرزها الى السطح كواحدة من أسباب الصراع الدائر فى السودان من الأستقلال حتى الأن ومرورا بدارفور .
أذا أردنا تعريف صادق للهوية السودانية ينبغى علينا دراية الجوانب الثلأثة :.
1/ الجانب التاريخى .
2/ الموقع الجقرافى .
3/ المكون الثقافى .
لاجدال أبدا بأن هنالك ممالك عظيمة حكمت هذة البقعة الجقرافية السودانية وعرفت ببلاد كوش وبلاد النوبة وهى التى تعود عليها أصول الحضارة السودانية .
الأ أن هناك بعض الدراسات قطعت بأن السودان أبوالدنيا أن كانت مصر أم الدنيا وجاء هذاعنوان كتاب الفة القمس فيلوساوس فرج
بعنوان “السودان أبوالدنيا ” ، وأن الأصول السودانية القديمة هى أصول أفريقية حكمت هذة البعقة فى شكل ممالك وسلطنات وأقامة حضارات عظيمة قدمت فى بشرية وواقع فى طرائف الحكم والأدارة والتعايش السلمى بين مكونات مجتمعاتهم بقوانيين بعضها سماوية مماثلة فى الأديان وأخرى عرفية من واقع حياتهم ” كما هو موجود الأن مثل الأدارات الأهلية “.
مثل الحضارة النوبية فى الشمال ، وممالك تقلى ، والسلطنة الزرقاء ، وسلطنة الفور وقبلها الداجو ، والتنجر فى دارفور الحالية الأن أذا نحن نتحدث عن ثقافة هوية علينا أن لانفعل التغيرات الديمقرافية التى أثرت فى التركيبة السكانية واللغة وأدخلت بعض الثقافات الحديثة التى تمازجت مع الثقافة القديمة للسكان القدماء وشكلت أضافة حقيقية كما هو موجود الأن .
أذا مارجعنا الأن عند دخول العرب من أفريقيا ، وتشاد ، ونيجر فى حروبات دارفور وتم أستعابهم وهذا يرجع أيضا فى طمس الهوية السودانية هذا من وجة نظرى كباحث .
1/ تناقض بين تصور الشمالين لذواتهم وتصورات الأخرين لهم فالشماليون يفكرون فى أنفسهم كعرب ولكن العرب الأخرين لهم راى اخر .
2/ الغموض حول الهوية وقد وقف الشماليون وجها لوجة أمام هذة الظاهرة خاصة فى أوربا وأمريكا حيث بعض الناس حسب أنتمائهم الأثنية والأجتماعية .
3/ هناك أنشطار داخلى فى الذات الشمالية بين الصورة والتصور واللون والبشرة والثقافة . قدمت هذا ورقة عن مشكلة الهوية فى شمال السودان / مبارك عبدالرحمن أحمد / مركز فاش للمعلومات .
لقد قدمت هذا العنوان سمنار عندما كنت طالب كلية الدراسات العليا قسم علم الأجتماع بجامعة الفاشر الدفعة الاولى حيث دارت نقاش حادا بيينا نحن كطلاب وكانت كل قروب يجادل عن أطروحاتة وأيضا كل الشكر الى الدكتور الياس أستاذ المادة أنذاك المودود الان بجامعة النيلين وفى نهاية السمنار لقد تركت بعض الأسئلة .
1/ كيف ولماذا أندثرت اللغة النوبية المكتوبة ؟
2/ اليس من حق النوبين الأعتقاد بأن الدولة الحديثة أستهدفت عن قصد طمس هويتهم التاريخية ؟
3/ ماالذى يفعلة مجتمعاتنا وثقافتنا فى مواجهة هذة العولمة بامكانايتها الشحيحة ؟
محمد سليمان حامد أتيم .
[email][email protected][/email]
ان يكون السودانيون هم اصل الكون وابو الدنيا هذا امر جائز لكن يحتاج لبحث وتاكيد — اما الكوشيون اهل السودان وافريقيا الذين اسسوا الحضارات في العالم القديم هم ابناء كوش ابن حام بن نوح عليه السلام والمعلوم ان سيدنا نوح هو ابو البشر الثاني لان اصل البشر وابوهم الاول هو ادم — وقد يكون ادم سكن في السودان اوغيره لكن من كوش الى يومنا هذا فنحن وغيرنا ابناء كوش بن حام بن نوح– اما الهوية المزدوجة لاهلنا في الشمال ما بين العربية والنوبية الكوشية — هناك فرضية تقول ان مردها الى اتفاقية البقط و360 عبدا الذين دابت بلاد النوبة على ارسالهم الى بلاد الاسلام والعرب وتكاثر الزنوج هناك واعتنقوا الاسلام وتعلموا العربية لغة سيدهم وعادوا للسودان عندما ضعفت الدولة الاسلامية تحت قيادة اميرهم كردم بن ابي الديس واستوطنوا كردفان التي اخذت اسمها من الامير كردم الملقب بالفوار لشدة باسة — اي كردم الفوار — وحرفت الكلمتان ودمجتا لتصير كردفان او كردفال — التي حكموها لسنين طويلة قبل ان ياخذهم الحنين مرة اخرى للعودة الى ديار اجدادهم في مناطق مملكة مروي القديمة ( مناطق شندي وما حولها ) والارض النوبية من القولد والبركل او ديا الشايقية والبديرية حاليا تاركين عددا كبيرا بكردفان هم قبائل البديرية والجوامعة والشويحات والغديات ورياش — لذلك اختلطت عليهم الرؤية وتشابه عليهم البقر وصارت هويتهم مضطربة من الصعب تبيانها الا من خلال الملامح الافريقية والشلوخ المميزة للنيليين عموما والموسيقي الخماسية التي تختلف عن العربية ذات السلم السباعي
هذا الاضطراب في تبين الهوية هو الذي ادي الى اضطراب السلوك السوداني ولا سيما السياسي الذي لم يتمكن من حسم موقفه حتى الان
هنالك تساؤل مهم جدا يفحم كل من يدعي الأصل العربي من أهل السودان وهو : هل تعلم أين موقع ديار أو بادية القييلة الأصلية التي تدعي أنك تنحدر منها في شبه الجزيرة العربية أو العراق أو الشام مثلا ؟ الرشايدة بشرق السودان هى القبيلة الوحيدة التى أجابت على هذا السؤال. أما بقية مدعي العروبة لم ينجح أحد. هذا السؤال مهم جدا لأن العرب رغم أميتهم المعهودة قبل الاسلام وبعده الا أنهم اهتموا من بين شعوب الأرض قاطبة اهتموا بأنسابهم وشجرة أنسابهم مقدسة عندهم في حلهم وترحالهم وهجرتهم الى أفريقية لم تمنعهم من ذلك. فوسط الاختلاط والتزاوج لأجيال عدة بين العرب والبربر في بلاد المغرب العربي لا تزال القبائل العربية محتفظة بشجرة أنسابها الأصلية من أكثر من ألف وخمسمائة عام، ومن السهل جدا أن تعرف موطن القبيلة الأصلي من اليمن جنوبا الى بلاد الشام وسواد العراق ، فما الذي يجعل القبائل مدعية العروبة في السودان لا تستطيع بل تعجز عن ذلك؟
خذ الهجرات الأوربية الى الدنيا الجديدة كمثال. أي شخص من أصل أوربي في أمريكا الشمالية أو الجنوبية أو مستوطن أبيض في أفريقية الجنوبية تسأله عن موطن أجداده يجيبك اجابة كافية بل يعرف حتى القرية التي هاجر منها أسلافه من الذكور. الاستثناء الوحيد هو أستراليا لأن أسلوب استقدامهم لتلك الديار كان أشبه بعملية استجلاب الرجل الأسود من أفريقيا للأمريكيتين والعامل المشترك بينهما ، أي الاسترالي والأمريكي من أصل أفريقي هو جهل موطن أجداده بدقة وشجرة نسبه كذلك. فالاسترالي استجلب جده مقيدا في سفينة في رحلة في اتجاه واحد لتعمير استراليا وكان جده من قاع المجتمع البريطاني من لقطاء ومشردين ولصوص وخريجي سجون وخلافه. ونسبة لذلك فهو لا سجل له ولا مرجعية. فكيف يستقيم عقلا وتاريخا أن تدعي بعض القبائل السودانية الانتساب لآل البيت مثلا وآل البيت كانوا يستنكفون الزواج من الحرائر العربيات من بعض قبائل العرب فكيف يستقيم عقلا أن يهاجروا لبلاد النوبة والحبشة للتزوج من الزنجيات وقصة عنترة والكثير من أغربة العرب لدينا معروفة؟ فهل مستعربي السودان هم بقايا رقيق العرب الذين أبعدوا بعد أن تم تعريبهم وهم من قاع المجتمع العربي ليتسلطوا على أرض أجدادهم التي استجلب الأسلاف منها فيما يشبه دولة ليبريا في الغرب الأفريقي مثلا؟ أسئلة ملحة تحتاج الى بحث دون تعصب أو تشنج من أحد يا مستعربة السودان. الغريب في الأمر قابلت أشخاص في الساحل الشرقي لأفريقيا لديهم نفس مركب النقص بأنهم عرب ومن بيوت أشراف قريش والكل يعلم تاريخ العرب المخزي في زنجبار من نخاسة وغيره، فمتى كان أهل البيت نخاسين يا ترى؟