استراتيجية التهبيل..!

العصب السابع

استراتيجية التهبيل..!

شمائل النور

يبدو أن الوزير عبد الله مسار كان في كابوس فظيع أراد أن ينزله على أرض الواقع باعتباره افتراضات مقروءة من معطيات الواقع واستنتاجات لن تقع أرضاً من صحتها المطلقة مبنية على معلومات مصدرها، الله أعلم.. الحديث الذي كشفه عبد الله مسار وزير الإعلام يصب في استراتيجية تهبيل الشعب وليس تغييبه، أي أن يكون أهبل بالإجماع ويُصدق الاستراتيجية ذات الثلاث مراحل والتي تكرم السيد الوزير بكشفها.. مسار يزعم أن الحركة الشعبية ستحتلّ السودان وفق استراتيجية بُنيت على ثلاث مراحل (الدخول لهجليج بالقوة ، احتلال جنوب كردفان ، احتلال مدينة الأبيض.. واستخدام مطار الأبيض لإنزال الطيران الإسرائيلي واستخدامه في تدمير سدي مروي والرصيرص وبعض الجسور النيلية. الوزير لم يتكرم بإيراد الجسور والكباري المستهدفة من قبل الكيان الصهيوني. ثم يُناقض الوزير روايته الهوليودية بنفسه ذلك بالقول: إن احتلال هجليج ذو هدف اقتصادي الغرض منه إضعاف اقتصاد السودان ومن ثم المساومة في ملف تبعية منطقة أبيي، أي أن القصة كلها تخص النفط بين السودان وجنوب السودان.. وبذلك تكون الخطة الاستراتيجية ذات المراحل الثلاث قد انتفت بمجرد الوصول لمرحلة المساومة في أبيي.. فلماذا قصف سد مروي بعد المساومة مثلاً.. متى يدركون أن الشعب ليس بهذه الدرجة من الأمية والجهل والخبل والتخلف العقلي الذي يجعله يُصدق أحاديث مثل أحاديث مسار.. وهب مسار “جاب التايهة” هل إسرائيل بحاجة إلى عون الحركة الشعبية لتحتل لها مطار الأبيض.. ثم متى كانت إسرائيل أصلاً في حاجة إلى مطار حتى تتنزل طائراتها لتضرب أهدافاً استراتيجية داخل السودان وطائرات إسرائيل “ياما” قصفت ساحل البحر الأحمر حتى أصبح القصف هناك أمراً شبه عادي.. حسناً، ما هي الخطة المضادة التي أعدتها القيادات الدفاعية لإجهاضها أم أن الحكاية كشف خُطط والسلام. أعتقد أن مثل هذه الأحاديث لن تحقق الهدف المرجوّ منها، وقطعاً لا يُصدق أحد هذا الحديث.. متى تضع الحكومة يدها في الفيل مباشرة بدلاً عن ظله والتمترس حول نظرية المؤامرة الصهيونية التي تستهدف العقيدة الإسلامية.. ومتى يضعون هذا الشعب في الصورة ولو لمرة واحدة.. يا قوم إن المسألة المعقدة هذه تكشفت تفاصيلها لكل الناس، الملخص أن هناك ملفات شائكة مع دولة الجنوب لم تُكمل تفاصيلها قبل الانفصال سقطت سهواً أو عمداً، المهم أنها لم تُكمل، وما اكتمل كان نيئاً لم يضع النقاط فوق الحروف بشكل لا يجعل لشيطان التفاصيل مكاناً.. ثم إن هناك أزمة حقيقية فيما يحدث الآن والجميع يعرفها دون الإشارة لها والتي قد تحجب هذا المقال، هذه هي الأزمة الحالية ودولة الجنوب تستغلها جيداً.. على الدولة مواجهتها بقدر من الشجاعة، بعيداً عن المجاملات التي أوردت الوطن مورد الهلاك.. سؤال: لماذا يتحدث قادة دولة الجنوب عن أن هجليج جنوبية ولا يرضون حتى كلمة متنازع عليها.. ماذا يجري؟؟

التيار