بعد الجهاد الاليكتروني ، هل سيتم إنشاء كتيبة الردع التلفزيون

بعد الجهاد الاليكتروني ، هل سيتم إنشاء كتيبة الردع التلفزيوني ؟
فتح الرحمن عبد الباقي / مكة المكرمة
[email][email protected][/email]
تعددت تعريفات كلمة الصحافة ، وتنوعت وتشعبت ، من الناحية القانونية ، أو الأيدلوجية ، فالصحافة ( بكسر الصاد ) هي جمع الأخبار ونشر المواد المتصلة بها سواء بوسائل النشر القديم ، أو الحديث ، ويسمى المشتغل بالصحافة بالصحفي ، ويقال أن أول صحيفة نشرت كانت في العام 1656 في مدينة البندقية ، وكانت تسمى غازته . وهي كلمة إيطالية ، وهي اسم العملة التي تم بها شراء أول صحيفة ورقية ، ويشترط في الصحيفة أن تنشر بشكل دوري ، ومنتظم ، وهذا من أهم شروطها . أما الذين يشتغلون بنشر الأخبار والمواد المتصلة بها فهم الصحفيون ، ومنهم المتفرغ والمحترف والمنقطع لهذه المهنة ، ومنهم الهاوي الذي يكتب ، لأنه يهوى الكتابة .
تقدمت التكنلوجيا ، وبدأ مفهوم العالم القرية الواحدة ، وبدأ عصر الانترنت ، فظهرت المدونات والمنتديات ، وازداد الأمر احترافية بالصحف الاليكترونية ، واستطاعت هذه الصحف ، أن تقدم للقارئ ، ما لم تستطع أن تقدمه الصحف الورقية ، التي تقدم موادها ما بين مطرقة الرقابة وسندان الرضا ، فوجد القارئ والمتتبع سهولة متابعة الأخبار عبر الصحف الاليكترونية ، وسهل الوصول إلى المادة عبر الصحف الاليكترونية ، لدرجة أصبحت بعض المواقع والوكالات تشير إلى أن الخبر منقول من الصحيفة ( ( X الاليكترونية ، فأصبحت من المصادر المعروفة ، وعندما يضيق مقص الرقيب ، على الصحفيين الممتهنين لمهنة الصحافة ، يقوم الصحفي المحترف وصاحب الصحيفة الورقية بنشر مقاله عبر الصحف الاليكترونية لتجد كلمة تزين عنوان المقال ، وتكون بمثابة جذب للقارئ ليدفعه فضوله لمعرفة ما بداخل المقال ، لنجد يوميا وعلى صفحات الصحف الاليكترونية ، كلمة ( مُنِعَ من النشر ) . وذلك لان قانون الصحافة والمطبوعات ، لم يكن قادرا على حبس أنفاس هذه الصحف .
إن مفهوم العالم القرية الواحدة ، قد فضح السياسيين وصحف السادة ، وأصبح المواطن ملم بمعظم تفاصيل أي قضية قبل نشرها من قبل الصحافة ، فمهما حاولت الصحافة الورقية المحكومة بإرضاء السادة ، ومقص الرقيب ، مهما حاولت إخفاء الحقيقة ولي ذراعها ، فلا تستطيع أن تفعل ذلك ، ونتيجة للدور المخزي للصحافة الحكومية في إخفاء كثير من الحقائق ، فأصبحت الصحافة الورقية ، مهما حاولت أن تتحلى بالحقيقة ، وعدم الكذب ، والتمسح ببلاط الحكام ، ومهما قدمت الحقائق الصادقة ، فتجد المواطن غير مصدق لما تقدم ، ولجأ المواطن إلى الصحف الاليكترونية والتي انتشرت بشكل كبير ، وأصبحت تقدم خدماتها لعامة الجمهور أينما كان ، دون تكاليف كبيرة ، ودون ميزانيات ضخمة ، فهي لا تحتاج إلى دور نشر ، ولا إلى سكرتارية تحرير ذات مخصصات وامتيازات . ولا إلى مقر للعمل .
ضيقت الحكومة الخناق على الصحف الورقية ، وكان الصحفي قبل كتابة عموده اليومي ، يقوم بوضع الموازنات ، ليصل عموده إلى دور النشر ويتم نشره ، فجاءت كتابات الصحفيين ، باهتة اللون عديم الطعم والرائحة والمذاق ، ورغما عن ذلك لم تسلم كثير من الصحف من إقفال دورها ولفترات طويلة ، فمنها من كان إيقافها مؤقتا ولفترة قليلة كصحيفة التيار ، وكما تعرضت أيضا صحيفة السوداني لنفس ما تعرضت له التيار ، وقد تم إيقاف صحيفة ألوان لفترة طويلة ، وتعرضت صحيفة الميدان للإيقاف المتكرر لمدد مختلفة . كما قامت أجهزة الأمن باعتقال ومضايقة عدد من الصحفيين ، من بينهم البروفيسور محمد زين العابدين ، وأخيرا الصحفي فيصل محمد صالح
استطاعت أجهزة الأمن أن تفرض سيطرتها على الصحف الورقية ، عبر عدة بوابات متعددة من بينها عبارات فضفاضة ، ومن أهمها مس كرامة الوطن ، واستطاع جهاز الأمن حبس أنفاس الصحفيين الذين يكتبون الأعمدة اليومية ، وأصبح الأمر مطمئنا إلى قدر كبير ، ويستطيع المسؤول الأمني عن الصحف أن يقدم تمامه بكل فخر وشموخ إلى رؤسائه ، ولكن فجأة طلت عليهم الصحف الاليكترونية فهي لا تستطيع أيدي الأمن الوصول إليها بسهولة ، أو في الوقت المناسب ، فكانت الفكرة وميلاد ما يسمى بالجهاد الاليكتروني ، ولقد تم إنشاء كتيبة الجهاد الاليكتروني بعد الاستعانة بخبراء من الهند في مجال الكمبيوتر ليقوموا بتدمير ، هذه المواقع التي تكتب دون حسيب ، أو رقيب فكان تدمير واحتلال موقع ( سودانيز اون لاين دوت كوم ، وموقع صحيفة الراكوبة الاليكتروني ) والكثير من الأمثلة ، وعندما قامت هذه الكتائب بتدمير هذه المواقع ، فقد زادت من شعبيتها ، وسمعها من لم تتح له الفرصة بتصفح هذه المواقع . لتقف يوم أو يومين ، أو أكثر ليرجع الموقع وقد زادت شعبية قرائه الضعف .
ويعتبر جهاز التلفزيون أيضا من الأجهزة الإعلامية ذات التأثير العالي ، لدخولها إلى أي بيت دون استئذان ، لتدخل إلى غرف نومنا ومجالسنا ، وتوصل رسالتها وتخرج أو تبقى ، ومعلوم حال تلفزيوننا اليوم ، ومعظم القنوات الفضائية المماثلة والمرادفة لتلفزيون السودان ، والتي توحدت مضمونا ، بينما اختلفت المسميات ( الفضائية السودانية ، والشروق ، وغيرها من التلفزيونات التي تقدم برامج سياسية ) ، حيث لا حاجة لها هنا ، بمتابعة أجهزة الأمن ، فمعظم ( ودعني اقل ) معدي البرامج ومخرجيها ومقدميها هم من مؤيدي النظام ، والذين أمامهم خطة عمل لإدارة كل ملف كما يحلو للحكومة ، وهنا فجأة قفز إلى أذهان المعارضين فكرة إنشاء تلفزيون سوداني المعارض ، فماذا لدى الحكومة لتواجه هذا التلفزيون والذي بدأ يبشر بخارطة برامجه ، والتي ــ كما يقول المشرفين عليه ـــ بان خارطة برامجه سوف تكون من الشارع ، وكما ذكرتُ فإننا في عصر التكنلوجيا والعالم القرية الصغيرة ، فبإمكان هذا التلفزيون تقديم مواده المصورة بكل سهولة ويسر وهو خارج السودان ، وخارج نطاق الدول العربية حيث يصعب الرقابة عليه ، وستأتي الصورة والمادة عبر الانترنت والوسائط المتعددة من قلب الأحداث بالخرطوم أو أي منطقة من داخل السودان ، فماذا أعدت حكومة السودان ، لمواجهة هذا التلفزيون والذي سيصل إلى غرف نومنا كما وصل قبله تلفزيون السودان . فهل سيقوم بإنشاء كتيبة الجهاد التلفزيوني ، أم ماذا سيفعل ؟
في حرب هجليج الأخيرة اتهم وزير الخارجية على كرتي أداء الأجهزة الإعلامية ، وقال إن إعلام دولة جنوب السودان الوليدة ، كان أكثر انتشارا من إعلام دولة السودان صاحبة الخبرة والدراية والعمر الطويل في مجال الإعلام ، مما جعل دولة جنوب السودان تجني المكاسب الدبلوماسية الخارجية ، بينما خسر السودان الدول الأفريقية ، ولم يستطع أن يوصل إليها دولة جنوب السودان بأنها الدولة المعتدية .
إن الإعلام الاليكتروني قد اثبت نجاحا منقطع النظير في كثير من الملفات التي تولى ذمام قيادتها ، وخاصة مسائل الفساد ، والتي أوردها بالأدلة ، وكان بإمكان حكومة السودان فتح قضايا لأي مسالة فساد تم نشرها وأثبتت الحكومة كذب الصحيفة الاليكترونية ، مما أكسب الصحف الالكترونية قوة ، وثقة القارئ الكريم ، فعلى الحكومة ، أن تبتعد عن مسائل مقص الرقيب ، وإفساح المجال للكتاب سواء بالصحف الاليكترونية أو الورقية ، واستيعاب كتاب الصحف الاليكترونية ، والاهتمام بتدريبهم ـ خاصة وان معظمهم هواة وغير محترفين ـ كما على كتاب الصحف جميعا والصحافة الاليكترونية على وجه الخصوص ، وضع الرقيب الأكبر وهو الله سبحانه وتعالى في جميع ما يكتبون ، يقول الله تعالى (( مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)) (قّ:18)
كسرة على كسرة الإعلامي الفاتح جبرة : أين الدكتور الطيب أبو قناية
فرعون و عمر البشير الفرعون و القاسم المشترك بينهما
إنشاء الله أمر الله أتي على دجالين الموتمر الوثني الذين أحلوا الحرام و حرموا الحلال و أصبح لهم فرعون
استراتيجية حكم فرعون و عمر البشير
1/ سياسة فرق تسد و الأية من القران
في بداية الأمر يخبرنا القرآن الكريم عن استراتيجية حكم فرعون حيث يقول ?إنَّ فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعًا، يستضعف طائفة منهم.. (القصص)? وهذا الأسلوب (جعل أهلها شيعًا / فرق تسد) هو من أهم أساليب تثبيت دعائم السلطة ونظام العلاقات داخلها وخارجها. وإلى جانب هذا (العلو)
2/ الطغيان و الأية من القران
فهناك معالم أخرى لحكم فرعون ممثلا لجميع الأنظمة التسلطية، وهي الطغيان والعناد والاستكبار، حيث قال تعالى
?إنَّه طغى (طه)? ?واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق (القصص)? إلى غيرها من الآيات التي تؤكد هذا المعنى الجلي، وهذا بطبيعة الحال ليس بغريب أن يطغى على طبيعة علاقة هذا النظام بمحيطه الخارجي فهو نظام ذاتي سلطوي.
3/ تحويل الصراع إلى مسار ذاتي، ليظفر به الأقوى جاهاً والأكثر سلطة، وذلك عبر الحديث عن الفضائل والإنجازات أمام هذا المفضول.
اعطيناهم بلد كاملة مع بترولها و لكن ما بفهمو و كلام من هذا القبيل و الحشرات
عليه وحديثه عن فضائله التي أسداها له قائلا ?ألم نربك فينا وليدًا ولبثت فينا من عمرك سنين (الشعراء)?
وحين لا تنفع السخرية ولا تجدي يرتفع مستوى التصعيد إلى التخويف والتشكيك حيث ?قال إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون ?
فرأى أنَّ أفضل وسيلة هي التهديد المباشر بالسجن -وغير المباشر بالتخويف منه واستخدام الآلة الإعلامية ضده -.
التخوف من تغير النظام
4/وبعد ذلك يقوم المحيطين بالمستبد من حاشيته والمستفيدين من أنظمة العلاقات الداخلية بالمال والمناصب، بضمان استقرار مكتسباتهم وميزاتهم، حيث يحرضونه قائلين
?أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك (الأعراف و كان رد فرعون
فردَّ عليهم ?سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون (الأعراف)
القتل التشريد الإغتصاب و التعذيب التجويع و …..
5/ المصير عند الله للظالمين
هكذا يُصَوِّرُ فرعون وجنوده ? أو يتصور ? الموقف بينهم وبين الحق ورسالة موسى، حيث يصف على الدوام ويرى نفسه بأنه هو القاهر والأقوى، بالإضافة إلى استكبارهم في الأرض بقوتهم ونظامهم وسلطتهم. وفي حقيقة الأمر هذا موقف محوري من مواقف العبرة والاتعاظ، فكل شيء طبيعته إلى الزوال. فكم حاله معبر من يكون في فترة معينة حديث الجميع، ثم بعد مدة بسيطة جدًا في نظر التاريخ لايبقى من كل هذا الحديث شيءٌ سوى العظة والعبرة والتدبر في هذا الزيف والكفر بالنعمة حينما وضعت في غير موضعها. الناس داخل هذا النظام السلطوي لايستشعرون كم هي سريعة حركة التاريخ وكم هو قريب جدًا هذا السقوط لأنهم يرون حولهم قوة لا تضاهى، ولكن سنن التاريخ لا تستثني أحدًا. ولو تأملنا، فكثير من قصص القرآن تدور حول تفسير هذا الانحدار والتحول.
6/ ثم يعلن فرعون حملة تضليل إعلامية واسعة على الشعب مع ملاحقة أمنية واسعة لهؤلاء المتآمرين بحد قوله
?فأرسل فرعون في المدائن حاشرين (الشعراء)? تحت شعار ?إنَّ هؤلاء لشرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون (الشعراء)
7/ تحقير الشعب ( الحشرات …. الحشره الشعبية …. الخونة و المارقين
قوله تعالى : ( أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين
وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد (غافر)
وهكذا يستمر فرعون في تحقير شعبه وازدرائه لهم ولعقولهم، حيث يحدثهم عن حمايتهم من المخربين والمفسدين
ففرعون يبرر أفعاله بأنه يخشى من اختلال الأمن أو تغير الأفكار وهاتان الحجتان في حقيقة الأمر ليست سوى حجتا جميع الأنظمة السلطوية لتبرر بها مجازرها الأمنية ضد قطاعات من الشعب في دار فور جنوب كردفان و النيل الأزرق (أمة بني إسرائيل) ليحصل بها على أرضية للتأييد والدعم.
8/ ويعلن فرعون على الملأ عن قانون السلطة الذاتية الخالد قائلا .. الزرعنا غير الله يقلعنا .. الحس كوعكم ..
ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد (غافر
فلا رأي فوق رأي فرعون، لماذا؟ لأن رأيه سديد دومًا وأبدًا، ولايمكن أن يخطئ أو يأتيه الباطل من بين يديه أو من خلفه. فحينما يقول، فكلامه الحق، وحينما يختار فاختياره الصواب. وأي خروج عن هذا الرأي يعتبر مؤامرة وانتهاكًا أمنيًا وتحركًا مشبوهًا يستحق به أعلى درجات العقوبة.
9/ واستمر فرعون في إعلان استعباده للناس وملكيته لهم مناديًا فيهم
قوم أليس لي ملك مصر؟ وهذه الأنهار تجري من تحتي؟ أفلا تبصرون (الزخرف)
هنا يتوقف القرآن وقفة مهمة في بيان سر آخر من أسرار العلاقة والخضوع لهذا النظام السلطوي الداخل، حيث يقول ?فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قومًا فاسقين (الزخرف)
10/ فرعون و جنوده
، فالوزر لا يمكن أن يتحمله فرعون فقط، بل إن الأفراد -والشعب- يتحملون مسؤولية كبيرة باستخفافهم وخضوعهم وتحييدهم للأسئلة العقلانية حول ما كان يفعله فرعون بهم، وكأنَّ خفة عقولهم وخضوعهم التام ثمن لحيازة المناصب والمال والاستفادة من هذا النظام السلطوي القائم، فلذلك حُق عليهم وصف الفسوق، وحق عليهم الغرق كذلك.
خاتمة
هذا دراسة سلوك أي جماعة سلطوية ذاتية هو عبارة عن دراسة في كل الجماعات كظاهرة واحدة لا ظواهر متفرقة، فالملامح التي نجدها في جماعة ما ولا نجدها في الأخرى لا يعني أن الجماعة الأخرى بريئة منها، بل هو ملمح كامن في خطابها وينقصه اللحظة المناسبة لا أكثر. وبهذا تتأكد أهمية بذل الجهود الحثيثة في الحفر في خطابات الجماعات السلطوية وبذل الجهد في تشريحها ونقدها لتمهد الطريق إلى نظريات أكثر صلة بالواقع.
الفرعون و آل فرعون
ثلاثة ملامح من العلاقات في الجماعات السلطوية، علاقة الذات بالجماعة، وعلاقة الجماعة بالتراث والمعرفة عمومًا، وأخيرًا علاقة الجماعة بالمحيط. فعلاقة الذات بالجماعة هي علاقة فخر وحماية للجماعة لتحقيق منجز ذاتي، وعلاقة الجماعة بتراثها وبالمعرفة من حولها هي علاقة تهميش وانتقاء متحيز لتعزيز المُدرك الذي يميز الجماعة، وأخيرًا علاقة الجماعة بمحيطها الخارجي هي علاقة تمايز واستعلاء لتعزيز السلطة والفخر.
لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا . و أمر الله قادم لا محال و مصير الطغاء معروف و اصبحوا أمثال على مدار التاريخ البشري
و لكن لا يتعلمون و لا يتعظون .. و يقول الله تعالى …و أملي لهم إن كيدي متين»:
وقوله : ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) يقول جل ثناؤه : سنكيدهم من حيث لا يعلمون ، وذلك بأن يمتعهم بمتاع الدنيا حتى يظنوا أنهم متعوا به بخير لهم عند الله ، فيتمادوا في طغيانهم ، ثم يأخذهم بغتة وهم لا يشعرون .
وقوله : ( وأملي لهم إن كيدي متين ) يقول تعالى ذكره : وأنسأ في آجالهم [ ص: 562 ] ملاوة من الزمان ، وذلك برهة من الدهر على كفرهم وتمردهم على الله لتتكامل حجج الله عليهم ( إن كيدي متين ) يقول : إن كيدي بأهل الكفر قوي شديد .
الأيام دول و .. لكل أجل كتاب.. ( فإن مع العسر يسرا ( 5 ) إن مع العسر يسرا ( 6 ) ) انها سنة الله في خلقه
وقال الحسن لما نزلت هذه الآية قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” أبشروا ، قد جاءكم اليسر ، لن يغلب [ ص: 465 ] عسر يسرين ” .
قال ابن مسعود رضي الله تعالى عنه : لو كان العسر في جحر لطلبه اليسر حتى يدخل ، إنه لن يغلب عسر يسرين .
الملاحظ بوضوح أن بعض الكتاب مقالاتهم غاية فى الغموض إذا ما أفترضنا ان معظم كتاب المواقع اللالكترونيه فى الاصل معارضين (خلقه) وقراء هذه المواقع من أمثالنا يتعاطونها إذا جاز التعبير بمثل هذا الفهم !!وكاتب هذاالمقال يناشد (الدوله)11(وآسف لاستعمال هذا التعبير!!) المفروض إنها نظام الانقاذ الاخذ بيد الكتاب وربما المعلقين(كشيله فوق البيعه) لتدريبهم على ماذا لم يوضح الكاتب القدير؟!! والاعجب ان سعادته كتب مقالته عندما شعر بأن سمة قناة فضائيه تتبع لمعارضه مفترضه فى طريقها للانطلاق ويريد أن ينبه النظام من الخطوره المتوقعه فى حال إنطلاقها!!ويدعو الى الاحتواء السريع قبل أن تمتد اليها أيدى (المخربين) وهذا يدعونا الى دعوة الجهه التى تتبنى مشروع القناة أن يمدونا بسيرتهم الذاتيه مؤيده من لفيف من المعارضيين المعروفين لدى كتاب ومرتادى المواقع اللالكترونيه بالاضافه الى إدارة هذه المواقع لثقتنا الكاملة فيهم!!واذكر الجميع اننى تحسبا من حدوث اى التباس دعوة الى تسمية مجلس وطنى يكون احدى مهامه الاشراف والمراقبه الصارمه لمثل هذا القناة وخاصة ان هذا الجهد يتطلب إمكانيات هائله لاقبل لبضع افراد للقيام بها كما ان هناك امر فى غاية الاهميه الا وهو لابد من وجود جهاز أمن ذو خبره ودرايه حتى لا يتسرب الى القناة أشخاص غير مرغوب فيهم او افراد من النظام يتسللون الى داخلها ويهبطون جهود العاملين فيها0
تحميل راس الخارجية كرتى وقوف المجتمع الدولى والافريفى مع دولة الجنوب عقب احداث هجليج الى ضعف الاعلام وتفوق الاعلام الجنوبى فيه حجب للحقيقة .. والحفيقة البينة هى نجاح اعلام الجنوب فى استغلال خطا قادتنا وتصريحاتهم النارية بغزو جوبا وتغيير حكومة (حشرات)الحركة الشعبية..بعد ان كنا سابقا نعامل كضحايا باحتلال هجليج.. فاذا بها تنقلب الآية ونصبح معتدين جراء تلك التصريحات غير المنضبطة