السودان، جنوب السودان، ودارفور (3 ): كيف ولماذا إلتقى ناتسيوس بجون قرنق؟!

ترجمة واستعراض وتعليق : د. زهير السراج
* يقول المبعوث الأمريكى السابق للسودان (أندرو ناتسيوس) فى كتابه (السودان، جنوب السودانت ودارفور) إن الدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان كان أول سودانى يلتقى به ويتعرف عليه، وذلك فى يونيو 1989 إبان حكم الصادق المهدى وقبل انقضاض الاسلاميين بقيادة العميد عمر البشير على السلطة باسابيع قليلة!!
* كان قرنق آنذاك فى زيارة لواشنطن، وطلب أن يلتقى بناتسيوس الذى كان يشغل وظيفة مدير ادارة المساعدات الانسانية الخارجية فى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (المعونة الأمريكية)، ليبحث معه زيادة المعونات الانسانية الامريكية لجنوب السودان الذى كان يعانى فى ذلك الوقت من مجاعة طاحنة، اودت بحياة ما لا يقل عن ربع مليون نفس فى أقل من عامين، وكانت الوكالة الامريكية للتنمية قد ابتدرت برنامج إغاثة لجنوب السودان فى بداية عام 1988 خلال فترة حكم الرئيس جورج بوش الأب!!
* يقول (ناتسيوس) إن المجاعة والأمراض الوبائية كانا (ضمن أعمال وحشية أخرى)، من التكتيكات التى تستخدمها الحكومة السودانية (خلال فترتى الصادق المهدى وعمر البشير) فى مكافحة التمرد بجنوب السودان، وقتل المواطنين الجنوبيين بحرمانهم من الغذاء والدواء والعناصر الضرورية للحياة خلال (الحرب الأهلية الثانية) ــ كما أسماها المؤلف ــ التى بدأت فى عام 1983، تمييزا لها عن الحرب الاولى التى بدأت عام 1955، وانتهت باتفاقية اديس ابابا فى عام 1972 إبان حكم العقيد جعفر نميرى للسودان (1969 ? 1985).
* أراد قرنق أن يشرح لناتسيوس وجهة النظر الجنوبية، ويذكره بأهمية المساعدات الانسانية لمواطنى جنوب السودان، الذين ظلوا لفترة طويلة ضحايا للاعمال الوحشية التى ترتكبها حكومات الشمال، حسبما يقول ناتسيوس، ويضيف، ” لقد علمت فى ذلك اليوم الكثير مما يحدث فى السودان، وتعلمت الكثير من جون قرنق الذى صار فيما بعد أحد أكثر أصدقائى”.
* كان ذلك اللقاء فاتحة لعلاقة (اندرو ناتسيوس) بالسودان وزياراته المكوكية، وصداقته لكثر من السودانيين من مختلف النخب والطوائف علموه الكثير عن السودان، ولقد فضل الكاتب عدم ذكر أسمائهم، لانه كما يقول، ?يخشى عليهم من بطش نظام البشير?. ويضيف، ? لقد تميز جميع من عرفتهم بالتعليم الجيد، والرقى، وايمانهم بالديمقراطية وحقوق الانسان، ومعارضتهم لمعظم سياسات وممارسات حكومة البشير”.
* بعد ثلاثة أشهر من ذلك اللقاء، ابتدر ناتسيوس اولى رحلاته للسودان الذى ارتبط به وبمواطنيه ارتباطا وثيقا فيما بعد، خاصة بعد توليه منصب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (2001 ــ 2006 ) فى عهد الرئيس جورج بوش الإبن، والتى اشرف من خلالها على جهود إعادة الاعمار فى جنوب السودان، وتقديم المساعدات الانسانية لإقليم دارفور خلال حرب دارفور التى قضت على حياة ثلاثمئة ألف مواطن، وارتُكبت خلالها الكثير من الفظائع ضد المواطنين المدنيين على نطاق واسع.
* فى عام 2006، إختار الرئيس بوش (ناتسيوس) ليكون مبعوثه الشخصى فى دارفور، وذلك من أجل قيادة الجهود الدبلوماسية لانهاء الإقتتال وسفك الدماء فى الإقليم، بالاضافة الى المساعدة فى تطبيق اتفاقية السلام الشامل التى وقعت بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان فى يناير من العام 2005 .
* يقول ناتسيوس،” ان السودان حسب موقعه الجغرافى كخط فاصل او نقطة إلتقاء بين أفريقيا السوداء وأفريقيا العربية، ظل مثل بقية دول الإقليم يواجه قضية إشراك الاسلام فى السياسة وهى من اهم القضايا التى لم تجد لها حلا حتى الان”، ويضيف، “ما عدا الحركة الشعبية لتحرير السودان والحزب الشيوعى السودانى، فان كل الاحزاب والتجمعات السياسية الأخرى تستمد مشروعيتها وتعتمد فى توجهاتها على القرآن وتعاليم الدين الاسلامى، ولكنها تتنوع فى نظرتها للقضايا العامة، فمنها المعتدل او الوَّسَطى مثل الاخوان الجمهوريين وحزب الأمة الذى يرأسه الصادق المهدى وهو شخص معتدل، وكان نصيرا للغرب ضد المعسكر الشيوعى خلال الحرب الباردة، ورغم ذلك فلقد ارتكبت حكومته الكثير من الفظائع ضد مواطنى جنوب السودان، بما يقارب او يعادل الفظائع التى ارتكبتها حكومة البشير فيما بعد خلال حقبة التسعينيات، كما سنرى لاحقا”.
* من بين هذه الطوائف والملل، السلفيون الذين لا يعترفون الا بالقرآن والسنة النبوية وتعاليم الصحابة والتابعين لثلاثة أجيال فقط بعد وفاة الرسول، ويرفضون كل ما جاء بعد ذلك، ويعتبرونه بدعة او فساداً (بلغة الكاتب). يقول ناتسيوس،? عند الحديث عن الاسلام يجب ان نميز بين كلمتين (ISLAMIC ) و (ISLAMIST )، أو (اسلامى، واسلاموى، المحرر)!!
* ويضيف، “الاسلامويون السودانيون هم فصيل من الحركة السلفية او الفكر السلفى، وتربطهم بجماعة الاخوان المسلمين المصرية روابط تاريخية قديمة، رغم أن الكثير من الجماعات أو التيارات السلفية ترفض اشتغال الاخوان المسلمين بالسياسة داخل او خارج السودان، ويعتبر حسن الترابى أبرز الاسلامويين السودانيين خلال الخمسين سنة الاخيرة ولقد كان لآرائه وأعماله تأثير ضخم فى تاريخ السودان الحديث، كما سنعرف لاحقا”.
* القضية الثانية التى لم تجد حلا حتى الان فى السياسة السودانية ــ حسب المؤلف ــ هى علاقة المركز بالأطراف، أو علاقة المثلث العربى بالأطراف، وهو الذى يقع فى وسط السودان، وتحده من الشرق مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، ومن الشمال دنقلا على نهر النيل، ومن الجنوب مدينة سنار على النيل الأزرق، وتتوسطه العاصمة المثلثة بمدنها الثلاث الخرطوم والخرطوم بحرى وام درمان، ولقد كانت السيادة والسيطرة على السودان الحديث (بعد دخول جيوش محمد باشا السودان فى عام 1821 م) لثلاث قبائل من هذا المثلث، هى قبائل الجعليين والشايقية والدناقلة!!
* هذه السيطرة أدت لتهميش بقية قبائل وأقاليم السودان الأخرى، وحرمانها من المشاركة فى السلطة والثروة، وأدت لبروز الكثير من النزاعات والصراعات والمشاكل المرتبطة بها، ولكن لا يعنى هذا قبول كل أفراد هذه القبائل لما يحدث فى السودان أو انهم مشاركون فى الظلم الذى يقع على الآخرين، بل إن كثيرين منهم نذروا انفسهم لمقاومة الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية وتطبيق حقوق الانسان فى السودان، وفقد كثيرون ارواحهم جراء ذلك، غير أن ذلك لا يغير من الواقع بأن سيطرة القبائل الثلاث قادت لبروز الصراع وانتهاك حقوق الانسان فى البلاد على وتيرة متصاعدة!!
* نلتقى فى الحلقة القادمة باذن الله.
الجريدة الالكترونية
[email][email protected][/email]
مأبد نحن كناومازلنا لانثق فيكم انتم البريطانيين والفرنسيين والامريكان هذا ايضا مثلث شر محض لايستطيع مطلقا ان ياتينا خيرا منة .وربما نستطيع ان نثق نوعا ما بالالمان او الايطاليين او اليابانيين لو كان اعطيت لهم الفرص .اما انتم اصحاب الكذب الذين كذبوا علي اشريف حسين والذين اعطوااليهود وعد بلفور وغيره الكثير لانستطيع ان نثق فيكمومن يفعل ذلك منا فهو مغرربة من قبلكم فهو منكم.اما ادعاءك الكاذب بمعرفتك بالاسلام وطرقه فنحن ايضانعرف الكثير عنكم وعن تاريخكم وممللكم ولكننا لا نستخزم ذلك ضدكم لاننا شرفاء انقياء وديننا ينهانا عن الفتنة عكسكم تماما.تدخلاتكم الوقحة في كل حين وزمان في ادق خصوصياتنا سوف يجلب عليكم ابواب جهنم عاجلا ام اجل
مأبد نحن كناومازلنا لانثق فيكم انتم البريطانيين والفرنسيين والامريكان هذا ايضا مثلث شر محض لايستطيع مطلقا ان ياتينا خيرا منة .وربما نستطيع ان نثق نوعا ما بالالمان او الايطاليين او اليابانيين لو كان اعطيت لهم الفرص .اما انتم اصحاب الكذب الذين كذبوا علي اشريف حسين والذين اعطوااليهود وعد بلفور وغيره الكثير لانستطيع ان نثق فيكمومن يفعل ذلك منا فهو مغرربة من قبلكم فهو منكم.اما ادعاءك الكاذب بمعرفتك بالاسلام وطرقه فنحن ايضانعرف الكثير عنكم وعن تاريخكم وممللكم ولكننا لا نستخزم ذلك ضدكم لاننا شرفاء انقياء وديننا ينهانا عن الفتنة عكسكم تماما.تدخلاتكم الوقحة في كل حين وزمان في ادق خصوصياتنا سوف يجلب عليكم ابواب جهنم عاجلا ام اجل
شكرا دكتور زهير علي مجهودك الكبير ، والاستفادة كبيرة بنشر وترجمة هذه الكتب
وانت من الصحفين الذين نتابع كتاباتهم ونثق فيهم
ووفقك الله ودمت للوطن
اذا كانت هذه مقدمة عرضك لكتاب هذا القس صديق قرنق وبدايته فإن ايغار صدور بقيه السودانيين على قبائل النيل وسكان الوسط لن ينجح باذن المولى تعالى وسوف ترتد سهام ونوايا بقايا اليسار الذى يرضع من ثدى العماله غربية كانت اوشرقيه
شكرا دكتور زهير علي مجهودك الكبير ، والاستفادة كبيرة بنشر وترجمة هذه الكتب
وانت من الصحفين الذين نتابع كتاباتهم ونثق فيهم
ووفقك الله ودمت للوطن
اذا كانت هذه مقدمة عرضك لكتاب هذا القس صديق قرنق وبدايته فإن ايغار صدور بقيه السودانيين على قبائل النيل وسكان الوسط لن ينجح باذن المولى تعالى وسوف ترتد سهام ونوايا بقايا اليسار الذى يرضع من ثدى العماله غربية كانت اوشرقيه