الحبس لأحد حضور جلسة ?أديبة? في قضية التسجيل الصوتي

الخرطوم: أميرة التيجاني

أمر مشرف محكمة جنايات الخرطوم شمال القاضي ?عابدين حمد علي ضاحي?، بحبس أحد أقارب صاحب التسجيل الصوتي المتهم  بنشر أخبار كاذبة والتحريض والعنصرية والإخلال بالسلامة العامة؛ وتسبب بإخلال سير إجراءات الجلسة حيث هتف داخل قاعة المحكمة  بأن قبيلته ليست عنصرية بل أهل دارفور الذين لديهم (الكتاب الأسود) لم يفسر ماذا يقصد به، وبعد انتهاء الجلسة تم إطلاق سراحه ولم يتم فتح بلاغ في مواجهته، عليه واصلت المحكمة الجلسة واستمعت إلى إفادات ضابط سيدة  بقسم الرصد والمتابعة بجهاز الأمن والمخابرات الوطني، بأنها قامت برصد  أفعال وردود الرأي العام عن نشر المقطع. وأضافت أن هنالك مواقع كانت أكثر مشاهدة منها موقع (اليكسا) وموقع (الراكوبة) و(سودانيز أون لاين) وهي من المواقع  التي يهتم  الجهاز بمتابعتها. وأشارت أنَّهم رصدوا أن هنالك مشاهدات وتفاعلات  كثيرة في الموقع حيث بلغت نسبة المشاهدات (27) ألف ورصدت الكثير من اللايكات في يوتيوب وقوقل. وقالت بأنَّ المقطع الصوتي احتوى على كثير من العبارات التي تضمنت أحقاداً على أبناء دارفور وخاصة  في عبارة (شالتني الهاشمية) التي وجدت ردود أفعال واسعة من نشطاء. وأضافت بأن المادة الصوتية خبرية غير حقيقة وعكست صورة ذهنية سالبة في نشر النعرات القبلية.  وأضافت بأن هذه المواقع تشكل أهمية على المجتمع، وبرصد هذه التعليقات طالبت بأن يُحاكم مروجو الشائعات، مضيفة  بأن المتهم ذكر كلمة (منطقة دوبا الواقعة شرق سنار) ثلاث مرات ومن خلال عمل التحليل  تبين وكأنه يستنفر القبيلة، وتابعت  بأنَّ تأثير النشر على المجتمع من شأنه أن يخل بالسلامة العامة والانتقاص والنيل من هيبة الدولة، وذكرت بأن القبض على الجناة وهم من أبناء دارفور، قائلة بأن المتهم ذكر بأن كل القصة هي مفبركة  وأضافت أن المعلومات كانت غير حقيقية والدليل على ذلك اعترافه القضائي؛ وأشارت الشاهدة إلى أنَّ هنالك صحفياً تناول التسجيل الصوتي فيأعمدة الرأي، وأيضاً بسبب التسجيل  رصدت شخصاً عبر المواقع الاجتماعية ذكر أنه من تاريخ التسجيل مكث في بيته خوفاً على حياته بعد التحريض الذي دعا إليه صاحب التسجيل. وفي ذات السياق استمعت المحكمة إلى موظف بمركز الرؤية لدراسات الرأي العام. وقال بأنه من خلال تحليله للمقطع الصوتي اعتبره مقطعاً مختلقاً وكاذباً ومفبركاً  وغير حقيقي ومضلل للرأي العام، وأثار الهلع بين المواطنين ويفتقد للأدلة والبراهين  ويعتبر نصاً خبرياً قصد به تشويه السمعة الذي من شأنه أن يؤدي لنشر الكراهية والحقد في المجتمع لأنه مهدد أمني  كبير. وتابع بأن المتهم استنجد بعشيرته  بغرض أخذ الثأر من أبناء دارفور وذلك قد يؤدي لإشعال الفتنة بين القبائل؛ وأضاف الخبير بأن المقطع الصوتي أثار الفتنة في مناطق مختلفة في ولاية الخرطوم مما قاد إلى تخوف الأهالي، حيث أصبح الآباء يحرصون على توصيل أبنائهم إلى المدارس خوفاً من الخطف، مستدلاً بخبر إشاعة اختطاف طفل في منطقة الدروشاب وسيدة جبل أولياء الشهيرة. وكشف الشاهد أنَّ المتهم انتقص ونال من دور الشرطة وهيبة الدولة، وتابع بأنَّ بفضل فطنة أحد أبناء الكواهلة والذي أرشدهم بالقبض على الجناة، وكان المتهم قد حدد إقليماً بعينه دون سواه لإشعال نار الفتنة بين القبائل؛ ونفى الشاهد عند استجوابه بواسطة هيئة الدفاع بأنه ذهب إلى إقليم دارفور الذي يسكنه مزيج من القبائل العربية والأفريقية، وبين أن لديه مناديب بالولايات الخمس ولم تسجل حالات تظاهرات أو شكاوى من قيادات وزعماء دارفور، أو احتكاكات بين القبائل. لكن رصد (5) حالات لأفراد سياسيين استنكروا بما جاء في التسجيل الصوتي؛ وأكد الشاهد أنَّ الدولة ضبطت الوضع بعد إلقاء القبض على المتهم.

وتعود تفاصيل القضية أنِّ جهاز الأمن والمخابرات الوطني  ألقى القبض على الرجل صاحب التسجيل الذي ادعى فيه أنه على صلة قرابة بالقتيلة ?أديبة?، وأنَّ الشرطة ألقت القبض على متهمين ينتمون لأحد أقاليم السودان وما زالت الشرطة تبحث عن بقية المتهمين. عليه  تم تدوين بلاغ في قسم الشرطة بواسطة عقيد أمن وقال فيه إن الرجل نشر أخباراً كاذبة عبر تسجيل صوتي، وقام بالتحريض القبلي والاثني مسبباً بذلك الإخلال بالسلامة العامة؛ وتم إخضاع الرجل للتحقيق واعترف بالجريمة وسجل اعترافاً قضائياً؛ ووجهت له النيابة تهمة نشر الأخبار الكاذبة والتحريض والعنصرية والجهوية والإخلال بالسلامة العامة، وبذلك اكتملت التحريات وأحيلت القضية للمحكمة للفصل فيها.
التيار.