مقالات وآراء

الخرطوم لن تجمع فرقاء الجنوب

بسبب انانية المؤتمر الوطني والحركة الشعبية انقسم السودان إلى دولة فاشلة وأخرى أفشل منها بالرغم من توفر الكثيرمن الفرص التى تحقق حلم الشعب السوداني عموما  في الاستقرار ،ان ظل  دولة موحدة او كتبوا له الانفصال  ،ولكن لأن  المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لم يملكا الرغبة ولا الإرادة وبعد النظر   لم يكونا حريصين على مصلحة الشعبين بقدر حرصهما على مصلحتهما الخاصة فدمرا ذلك الحلم معا،  ولن نعود لنشرح كيف اغري  المؤتمر الوطني بحوافز جعتله يوافق على الانفصال ثم  شرب المقلب الذي دفع ثمنه السودان ،ولا  كيف امسكت دول كثيرة بيد الحركة الشعبية تشجعها على الانفصال ثم سبحت يدها ليقع الجنوب في وحل الصراعات والدمار والموت والعنف الاستنزاف.
انفصال الجنوب كان الامتحان الحقيقي  الذي كشف معدن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية الصديء ، فهما  معا دمرا وطن كبير و استاثر كل بجزء منه وكأنه تركة ورثها،  ولم يعد هناك حتى مجرد أمل في  أن تنعم الدولتين بالسلام والاستقرار  في ظلهما ،وليس  أدل على ذلك أكثر من سياسة اللف والدوران التى يمارسانها على حساب مصالح الشعبين حتى أصبح   قادة الحكومتين من اثرى اثرياء العالم ،ومنذ عام الانفصال وحتى اليوم تتصدران قائمة أكثر  الحكومات فسادا وفشلا  في العالم .
بالامس انطلقت جولة جديدة من المفاوضات، بين رئيس حكومة جنوب السودان، سلفاكير ، وزعيم المتمردين، رياك مشار،بوساطة الخرطوم  وستستمر لمدة 15 يومًا، ولا أدري هي الجولة رقم كم ،ولكنها  تشكل رقما قياسا لدولة ولدت حديثا  ووجدت امامها كل التجارب للتتعظ  ،  مثلما ظل المؤتمر الوطني ثلاثة عقود يحارب و  يفاوض معارضيه دون أن يصل لنهاية حتى الان،  و لا أدرى كيف يمكن لحكومة المؤتمر الوطني  أن تساعد حكومة  الحركة الشعبية  إذ كيف لفاشل أن يساعد فاشل اخر ؟ وكيف لجوبا أن تتوقع المساعدة من الخرطوم وهي تعلم تماما انها مثلها تفقد الارادة والحكمة والامانة والنزاهة ، كما ان المجتمع الدولي و الإفريقي  بكل الياته وقدرته  لم ينجح في أن يجمع  فرقاء الجنوب فكيف ستفعل الخرطوم ومصيبتها هي اعظم ولا تملك شيئا.
مشكلة حكومة الجنوب أنها غير مستعدة للتضحية بمصالحها الشخصية مقابل مصلحة الجنوب وشعبه  وتمارس الكذب والانكار والتبرير والاسقاط مثل المؤتمر الوطني تماما ،كيف وهي خريجة مدرسته ،ولن اقول ان  المعارضة تملك رؤية أفضل منها فهي أيضا تقاتل لهدف غير سامي ،والا  لما فشلت في أن تضع بصمتها في مسيرة الدولة الوليدة  .                                       
ازمة الجنوب تكمن في قادة الحركة الشعبية والمعارضة مثلما تكمن ازمة الشمال في الحركة الاسلامية وحزبها سيء السيرة ، وكل ما تقوم به الحكومتين الان لا يعدو كونه مجرد برامج لتضيع الزمن ولتمنح حكومة الخرطوم نفسها  فرصة بطولة لن تتحقق ابدا . جوبا لن تجد عند الخرطوم ما ينفعها ولا الخرطوم لديها ما تقدمه لجوبا، فالحكومات  التى يهمها الوطن لا تحتاج إلى من يعرفها وينصحها بان مصلحة شعبها تستحق التضحية ونكران الزات ولا الى من يخبرها بأن الذي بينهم كقادة لشعب واحد  أكبر من اية سلطة ومال ومكانة ،خاصة وأن كان الناصح لا يؤمن بهذا  مثل حكومة الخرطوم.،فكيف لها أن تجمع فرقاء يقدسون مصالحهم مثلها.
التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..