أخبار السودان

في التنك

في التنك

كتائب ..كتائب

د.بشرى الفاضل بخيت
[email protected]

في عصر الشعوب تبدو كلمة كتيبة كئيبة كليلة صائفة في بلد ليس فيه من فصول إلا الصيف.كلمة عسكرية ممعنة في العسكرة ككتائب القذافي .لكن بعض قادة المؤتمر الوطني صرحوا بتكوين كتيبة استراتيجية وهي فيما يبدو كتيبة استباقية ستقوم بالعصف الذهني مع الشباب المفترض نزوله من العالم الافتراضي لشوارع المدن.وبما أن هذا الشباب ربما ينزل في عدة مدن فإن هذه الكتيبة الاستراتيجية ستتولد منها كتائب بحجم جبش بحاله.يقول هؤلاء القادة كتيبة استراتيجية وهي كلمة في هذا المقام عسكرية أيضاً وهكذا لا يكتفي المؤتمر الوطني بعسكرة السياسة من الانقلابات للتخطيط بل ينتقل لعسكرة الفكر.وهذه الكتيبة المقصود بها أن تقوم بسحق المعارضة وكلمة سحق أيضاً رغم انتمائها للمطابخ والطواحين فهي عسكرية أيضاً وهي أقل قسوة من كلمة سحل.
هذه الكتيبة العسكرية آسف الاستراتيجية المطلوب منها الوقوف بعنف في وجه كل من تسول له نفسه فيخرج للشارع كي يطالب بتخفيف ضائقة الغلاء أو للبحث عن ثمن الدواء أو إزالة البلاء أو لعله يجد في بلاده التي ضاقت به نسمة هواء ديمقراطي وهي كلها حقوق مكفولة له بالدستور في بلد تدعي حكومته أنها من( تاء خاء باء). أو حتى في حال عدم السماح له ولو عبر الخدمة المدنية المشاركة فيما يجري بوطنه بأن يصرخ واء واء واء أو العواء فكل السبل أمامه مسدودة. القهر بدل النهر خلفه وها قد وضعوا أمامه كتيبة رهيبة تسد الأفق بدلاً عن فتح المجالات كافة في بلادنا الرحيبة.
كتائب كتائب كتائب….. و قديماً قال معاوية نور كلمة شهيرة يضرب بها في التنك في مجال آخر: ( لا…. لا… هذا لا يؤدي!)
أيتها الكتيبة الاستراتيجية تعالي هنا لنضربك في التنك!.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..