مهام بعثة اليوناميد في دارفور دبلوماسية التستر …. طلب الحماية

الستار انزاح عن حقيقة البعثة الدولية العاملة في دارفور،هذه المرة ليست مجرد اشاعة اوانتقاص للدور الذي تقوم به اليوناميد،وليست اوقاويل مغرضة من اطراف الصراع،بل جاءت هذه المرة من موظفة عملت قرابة ال9 اشهر،وكانت لصيقة بالاحداث علي الارض.ولم تتوقع ان البعثة التي ارسلت لحماية المدنيين في مناطق الحرب،تمارس دبلوماسية الكذب،والتستر علي الحقائق،ورفع تقارير اعلامية تفتقد الي المصداقية ومغلوطة في نفس الوقت من قبل البعثة الدولية ،وتعايشت البعثة مع الوضع علي حساب المدنيين.وقاد الي ردود افعال متباينة،منها اتهام القوة بالتواطؤ.والقوي الدولية ادمنت الصمت العجيب جراء المآسي الانسانية،وصلت الي حد وصفها احد قادة الحركة ان المجتمع الدولي والقوي الكبري بالسمسرة والمتجارة بحقوق الانسان في المنابر.وكشفت عائشة عن الفساد داخل القوة الدولية التي تعتبر اكبر قوة حماية دولية في العالم،فهي نفسها لم تسلم من الاعتداءات المتكررة،واحيانا تقوم الحماية علي حمايتها من المعتدين،واكدت علي فشلها في فعل اي شئ.وتري اطراف بامكان انسان الاقليم الاستفادة من وجود هذه القوات في مجال شتي منها الاجتماعي والمدني وتطوير القدرات،الا ان الحال علي الارض لا يسع المجال لهذه الاهتمامات المتنوعة،وسخر اخرون اذا كانت البعثة تتلقي الحماية من الحكومة السودانية ،كيف لها ان تحمي من في معسكرات النزوح؟.والمح اخرون قد تكون خلافات داخلية ماقادت الي الوضع بين افراد البعثة حول كيفية رصد الحقائق وتدوينها ونرفعها الي جهات عليا.واي تستر داخلي في البعثة شئ يعنيهم، كما اوضح ربيع عبدالعاطي.
كتبت الناطقة السابقة في بعثة اليوناميد في دارفورعائشة البصري مقال نشرعلي صحيفة حريات ترجمه الاستاذ صلاح شعيب،ان الحقائق الكتمان التي نسجتها اليوناميد في دارفور،منذ ان كان رودولف ادادا رئيسا للبعثة ، كل تقاريرالحرب تنتهي الي تصريحات مضللة، شكوك حول ادعاءه بانتهاء الصراع .اذ انني في ذلك الوقت كنت ضمن الناس الذين القوا علي اعينهم وكانوا ينظرون الي مايجري في دارفور مجرد نزاع تقليدي بين المزارعين والرحل.وتوضح عائشة في يوم 25 اغسطس 2012،وصلتني مكالمة من صحفي يعمل في راديو (عافية دارفور)يستفسر فيها اشتباكات في منطقة طويلة بشمال دارفور،وعكفت علي الحصول علي معلومات من مسؤولي يوناميد ولقد جاء الرد، ،فان الوضع هادئ،وامس لاحظوا ان هناك قوات تتحرك جنوبا ،وعدت الي الصحفي بما سمعته عن الوضع الهادئ ،بيد انه قد تأكد فيما بعد ان ذلك الرد كان كذبة نقلتها دون قصد،وبعد وقت اجرت يوناميد تحقيق في ما جري في طويلة، ولاحقا تأكد بما لا يدع مجالا للشك انه خلال 24ـ27 اغسطس قامت مجموعات تتنقل علي متن اكثر من 150 مركبة عسكرية بمهاجمة اربع قري ،وذلك بحجة تأييدهم للتمرد.وتأكد بعد التحقيق وجود حالات اغتصاب، واعتداء علي الرجال والاطفال ،نهب الممتلكات.وذكرت عائشة ان حادثة طويلة احدي اخفاقات اليوناميد التي تمكنت من ثوثيقها،وتجسد مدي كذب يوناميد علي وسائل الاعلام.
وسعت عائشة الي فهم ماحدث،ولهذا سألت نائب قائد قوة يوناميد الجنرال كيسامبا وينجونيس،لماذا لم يرصد ويرفع تقاريرعن المجموعات المتحركة،التي تعني في مصطلحات الامم المتحدة الجنجويد ،اجاب كيسامبا قائلا، في بعض الاحيان علينا ان نتصرف مثل الدبلوماسيين ،لا نستطيع ان نقول كل مانراه في دارفور،اكتفي كيسامبا بهذا الرد.وقد عرضت الامم المتحدة ذريعة مثالية لهم ليزعموا انهم ابرياء من الجرائم التي ارتكبت من قبل قواتهم الخاصة،وفي نفس الوقت يدعون انهم سرحوا المليشيات الموالية.واوضحت عائشة في مقالها ان تعقيدات هذه الحرب استغرقت منها شهور لفهم مجرياتها وماتعنيه مسمياتها،ومع ذلك كان اكبر كفاحي عرض اجابات صادقة، للاسئلة المتزايدة الملحة للاعلام .
في الرابع من ابريل 2013 استقالت عائشة، اذ اكتشفت ان قوات يوناميد خلافا لادعاءاتها لم تبذل اي جهد لمنع العدائيين المدججين بالسلاح من اختطاف 31 نازحا كانوا مسافرين تحت حراسة اليوناميد لحضور مؤتمر للنازحين يوم 24 مارس 2013 في نيالا.

قال الاستاذ عبدالواحد محمد نور رئيس حركة جيش تحرير السودان ان ماكشفته في دارفور يشكل وصمة عار علي جبين كل المتشدقين بحقوق الانسان في العالم، والامم المتحدة وامينها العام وادارة حفظ السلام العاملة في السودان والرؤوساء المتعاقبين علي بعثة اليوناميد في دارفور يتسترون علي مايجري يخرج من اطار الفضيحة الي المشاركة،ومن سيصدق بعد الان رؤوساء الدول الذين يتحدثون عن حق الانسان،انها اصبحت سلعة تباع وتشتري،ماتحدثت عنه وصمة عار في جبين امريكا ومجلس الامن،وقال ان ماذكرته من ان الاتفاقية الدولية الموقعة بين الحكومة وقوات اليوناميد تنص علي ان الحكومة هي المسؤولة عن حماية البعثة نفسها، يجعلنا نتساءل هل هذه البعثة التي تأتي بحماية من النظام الذي يقتل المواطنين ستحمي المواطنين من بطشه؟ كيف لبعثة تأتي تحت حماية النظام ان تحمي نفسها وتحمي في نفس الوقت اهل دارفور من الحكومة،ومستغربا من الصمت الدولي،ونخاطب مجلس الامن وشرفاء العالم ونقول لهم اقرأوا حديث عائشة لتعرفوا مقدار الظلم الذي نحن فيه.
لايمكن ان تتستر البعثة الاممية الافريقية علي نفسها،واذا حدث ذلك يكون نوع من الغرائب،قال القيادي بالمؤتمر الوطني دكتور ربيع عبدالعاطي ل(الجريدة) ان اهل الدار اولي بشؤونهم ،يقصد بعثة اليوناميد،واضاف ان التستر امر يخص البعثة الاممية الافريقية،وهي مسؤوليتهم،وهذا شأن داخلي،نحن نراقب انفسنا،واوضح ان الحكومة حريصة علي ان لا تكون هناك جرائم،وتنشد الاستقرار.واضاف ان الحكومة في مرات كثيرة تقوم بحماية البعثة الاممية من هجمات الحركات،ويحدث العكس،وقد تكون هناك لوبيهات داخل البعثة ما قاد الي عائشة الي الكتابة.
المسألة واضحة،الموضوع له شقين،الاول اطراف النزاع ومن بينهم الحكومة،وهي الطرف الاقوي،قال المحلل السياسي الاستاذ عبدالله ادم خاطرل(الجريدة)ان الحكومة لها تأثير مباشر وغير مباشر،وخلق استقرار ولو وهمي لصالح الحكومة،واما الاطراف الاخري ليست لها القدرة علي ذلك،واضاف ان الشق الاهم المجتمع الدارفوري لم يستوعب بعد اهمية اليوناميد،وامكانية الاستفادة منها،وخلق مبادرة للتواصل معها،ونبه الي اليوناميد لها شق عسكري ومدني،ونصح باستثمار الشق الاخير للتنمية والاصلاح وبناء الثقة،والمواطنين ماقادرين ان يستوعبوا اهميتها،واشار خاطر ان ماكشفته عائشة يوضح مالم يكن المجتمع الدارفوري شريك فيها، كل النتائج المرتقبة تكون ضئيلة،وختم لولا وجود اليوناميد لكانت المعاناة كبيرة،وكارثية نسبة لظروف الحرب….
الجريدة