ستونا مجروس وفن التسامح

حقيقة هذه المرأة تدهشني منذ أن رأيتها ، إنها ستونا مجروس ، عشت ثمانية أعوام في القاهرة بعد الغزو العراقي للكويت ، وفي الواقع هربت منها ، فالحال أصبح لا يحتمل ، والكويت أيضا عشت فيها أجمل سنوات العمر ، وأنجزت فيها الكثير على المستوى الإجتماعي والفني والثقافي والسياسي وغير ذلك من إنجازات ستبقى إلى أبد الدهر من أروع ما قمت به .
[SITECODE=”youtube g1LHP1KzcL8″].[/SITECODE] ستونا مجروس ولا أظن أنها شوهت الغناء السوداني ، فقد قابلتها أثناء إقامتي في القاهرة ثلاث مرات ، بسيطة جدا ، بل بسيطة أكثر مما يجب ، تحدثت إليها ونشرت لها مقالا في صحيفة ” الأهالي ” المصرية محاولا تصحيح المفهوم المغلوط عنها كفنانة تبذل جهدها من أجل التسامح ، ولكن الصورة عنها كانت قاتمة بفعل الإعلام التجاري والذي يستجيب للموضة فيظلم كثيرا أناس وقفوا بصمود وفخر من أجل بلدهم ومن أجل الحقيقة ، وستونا مجروس واحدة من هؤلاء الذين ظلمهم الإعلام وظلمتها الدنيا والناس وما تزال تضحك من كل قلبها الصافي
.
ستونا مجروس مقيمة في القاهرة ، ولكنها سودانية لحما ودما ، وفي كل المرات التي قابلتها فيها كانت تبكي من الكلام المأفون الذي يقال عنها ، قالت لي : شوف يا خوي أنا بحب بلدي بطريقتي !!!! وشتمت الإعلام وهو ما حذفته من مقالتي أو بمعنى أصح حواري الصريح معها ، فأنا أكره الشتيمة كثيرا ،وأعتبره ضعفا وسلوكا سيئا و باعتقادي يشبه سلوك العاهرات ، وقلت لها “يا ستونا لا تشتمي الإعلام أو الصحافة أو الصحفي ويجب أن تعلمي أن هناك من يحبك ويحترمك ” شجعتني زوجتي على نشر الحوار وهذا ما فعلته ، وظللت طيلة وجودي في القاهرة وحتى رحيلي عنها أنظر بإعجاب لستونا وأتابع حفلاتها وأحفظ أغانيها وأدمنها .
ليس بالضرورة لكي تكون سفيرا أن تكون موظفا في وزارة الخارجية وخريج جامعي ، ألا تلاحظون مؤخرا كثرة إستخدام كلمة ” سفير ” بين عامة الناس وخاصة الممثلين والممثلات ، “يعني ” قبيلة الفنانين ، وستونة مجروس “فنانة ” ، ليس بالضرورة أن تكون فنانة تشكيلية خريجة كلية الفنون الجميلة مع إحترامي لهم جميعا ولنبوغهم وفنهم ، ولكن يكفي أن ستونة حملت معها إلى القاهرة كل أغراض الحنة السودانية ، حملت فرشاتها وأقلامها وريشتها ، نقشت ورسمت حنتها بعناية فائقة على أيادي وأرجل الكثير من النساء السودانيات وغير السودانيات ، وأسألوا الممثلة المصرية منى زكي ؟وحقيقة الهجوم عليها أسميه ” البوبار في بيوت الإيجار كما قال أحدهم .
“مجروس “كما نعرف جميعا ماركة سيارات كبيرة الحجم تستخدم لنقل الجنود في الأماكن الوعرة ، أسمها الكامل ” ستنا علي عثمان ?آدم ” واللقب أطلقه عليها جعفر نميري وهذه واحدة من حسناته !!!! وربما لأنها كبيرة الحجم !!كتبت عنها أمل إبراهيم تقول أن مجروس إعتادت أن ترسل في كل دعوة تتلقاها سيدتين من فرقتها في جولة تمهيدية لتدريب العروس على الرقصات ، وسيدة لتجهيز العروس على الطريقة السودانية المعروفة ، وعمل ” الدخان ” و” الدلكة ” و ” بخور الصندل ” و ” الخمرة ” .
ومن الحقائق المعروفة عنها أنها دخلت بيوت أسر سياسية وفنية مصرية مرموقة جدا ، وكمثال فقط فقد ساهمت في حنة الممثل محمد هنيدي ، و “حنان ترك ” و ” يسرا “و” اللاعب المصري هشام حنفي ” .
شاهدت لها أفلاما سينمائية تعتبر علامات مميزة في تاريخ السينما المصرية مثل ” صعيدي في الجامعة الأمريكية ” إخراج المخرج السوداني البارز سعيد حامد و ” طيور الظلام ” و ” هالو أمريكا ” ، ووقفت بشموخ أمام ممثلين كبار أمثال عادل إمام ومحمد هنيدي .
ستونا مجروس الآن كبرات ولكنها تظل علامة مميزة وبارزة في التاريخ السوداني ، تذكرني بالراحلة المقيمة حوه الطقطاقة ، وإنسانة تجد مني كل الحب والتقدير والإحترام وسأظل مدافعا عنها باعتبارها إمرأة سودانية أصيلة وليذهب الزبد جفاء .

بدرالدين حسن علي
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تررمبي تررمبي تررمبي تررمبي..
    يا بوليس مالك بي المامور صرح لي
    هكذا كانت تردد علي خشبة مسرح تاجوج بكسلا في مسرحبة (زيارة لي فريق تحت) للفنانةالمسرحية نعمات حماد..
    وكنت قد استقدمت الفرقة لصالح جمعية الموسيقى والمسرح بمدرسة كسلا الثانوية بنين عندما كنت مشرفاً عليها ..كانت خفة دمها وحركة جسمها رغم كبره فاكهة العروض والاستراحة ..لك و لها ولنعمات حماد التحية..والرحمة للفنان حيدر حدربي

  2. عشت في القاهرة سبعة سنوات
    من 2005 حتى 2012 و طوال
    هذه الفترة ، كنا نلتقي بها لماماً
    في دار السودان بشارع شريف
    للمشاركة في إحياء بعض الحفلات
    التي كانت تُقام في هذه الدار
    و كنا نطرب لغنائه السوداني
    الأصيل
    وهي كما أشرت تتسم بالبساطة
    و تغلب عليها صفة التسامح
    و يكفي أن لها إسهامات سينمائية
    و هذه نقطة ضعفنا !!؟…
    و لعل ما يحتاجه الفنان السوداني
    الآن في كل ضروب الفن أن نشد
    من أزره و نبرز عمله كما فعل بدرالدين
    حسن علي

  3. ستونا المجروس فنانة رائعة جدا وطيبة جدا ونجحت فيما فشلت فية كل القنوات السودانية فى نشر الفن السودانى بالمناسبة هى خريجة سكرتاريا معهد الكليات التنلوجية وكانت سكرتيرة الوزير ابل الير ولفت كل العالم ومعظم الروساء الافارفة يعرفونها جيدا وشاركت باسم السودان فى كل الحافل الفنية الدولة امراة تستحق التكريم ومن هنا ادعو كل الروابط الفنية والاتحادات الفنية العمل الان على تكريمها لما قدمتة من فن وصلات جميلة لكن دول العالم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..