معركة النخارة بين الحقيقة والتضخيم

قوات حركة العدل والمساواة السودانية تنطلق من قواعدها في جنوب كردفان, وفي خلال ثلاث ايام فقط تصل الى مواقعها المحددة سلفا في اقليم دارفور . المتحرك الاول يصل بسلام وامان ويرفع التمام لرئيس الحركة والقائد الاعلى لقواتها , وهذا بالطبع بعد معارك ضارية مع المليشيات شهد لها القاصي والداني. المتحرك الثاني للاسف يقع في كمين نصب له سلفا وهنا تبدا معركة الغير متكافئة, الاشارة تصل الى المتحرك الثالث ويتحرك قائد المتحرك بسرعة البرق لتدارك الموقف, وهنا تبدأ المعركة الحقيقة, الف وخمسمئة جندي من حركة العدل والمساواة السودانية مقابل عشرة الاف من القوات الحكومية ومليشياتها, الضربات الموجعة تتوالى على المليشيات ويتمكن المتحرك الثالث من تفكيك الكمين وتحرير بعض الاسرى بالطبع بعد خسائر في الارواح والاليات اعترفت بها حركة العدل والمساواة على لسان ناطقها الرسمي الاستاذ جبريل بلال. الضربات تتوالى والمليشيات تهرب ومعها بعض الاسرى من بينهم الدكتور الواثق بالله الحمدابي , و الدكتور الواثق لمن لا يعرفه هو من اميز الاطباء السودانيين , عمل في المستشفيات البريطانية, وهو من الاقليم الشمالي وينتمي الى قبيلة الشايقية , ووجوده ايضا في الكتيبة يوضح لنا عن نوعية الكادر الذي تحتضنه متحركات حركة العدل والمساواة السودانية في ميادين القتال وهذا التقليد ارساه الشهيد الدكتور خليل ابراهيم.
الجيش السوداني يستنجد بسلاح الطيران, والطيار يقول لضابط الانصال في الارض نحن لا نستطيع ان نميز بين الاعداء والاصدقاء , القوات مشتبكة , وضابط الاتصال يقول اضربهم جميعا اضرب لا تفرق بينهم, والطامة الكبرى تقع على رؤوس ما يسمع بقوات الدعم السريع. في لحظات يهلك فيها اكتر من ثلاثمئة قتيل بينهم قيادات مؤثرة , اذهبوا الى مستشفى نيالا لتشاهدوا المأساة بانفسكم , واذا لم يشف غليلكم اذهبوا الى مستشفى الامل بالخرطوم, وهو نفس المستشفى الذي زاره في خلال الاسبوعين الماضيين كل من عبدالرحمن الصادق و ابراهيم غندور ومشاعر الدولب وتابيتا بطرس. هؤلاء الجرحى الذين يزورزنهم ويجدعون في تحت مخداتهم مظاريف ضعيفة لاتسد الرمق امام وسائل الاعلام لم ياتوا من مبارة لكرة القدم بل جاؤا من هناك. لماذا لا يربط الشعب السوداني بين مشهد رقص الديكتاتور وبين زيارة المسئولين لمستشفى الامل؟
اليأس والملل يدبان في صفوف المليشيات, والديكتاتور واركان حربه يهرعون الى موقع الحدث وهم بالطبع ممثلين بارعين في تحويل الهزائم الى الانتصارات ومأسي الوطن الى افراح. كم من مرات اعلن الديكتاتور بهزيمة التمرد؟ وكم من مرات رقص على انغام انتصارات مزيفة ؟ وكم من مرات وعد الشعب السوداني بنهاية التمرد؟ ها هو كالعادة يعلن امام الملا بانهم استلموا مئتين سيارة بكامل عتادها, وقائد المليشيا “حميتي “يحصى الغنائم امام وسائل الاعلام في ورقة لا تتعدى عن خمس اسطر, غنائم مئتين سيارة في الحرب عندنا لا تحصى هكذا يا اخا العرب. وحركة العدل والمساواة السودانية تعترف على اعلى مستوياتها بان بعض من جنودها قد وقعوا في الاسر من بينهم القائد الدكتور الواثق, والدكتور جبريل بهذا الاعلان يسجل سابقة جديدة في ادب الحرب يمكن ان ندرجه تحت المنصفات. القائد الذي لديه ادنى احساس بالمسئولية لايستطيع ان يرقص تحت انغام الهزيمة باي حال من الاحوال.
عجبا لامرهم , هم يرقصون ويقهقون بينما في مدينة نيالا وحدها اكثر من ثلاثمئة صيوان للعزاء هؤلاء المساكين وراءهم يتامى وارامل واباء وامهات . جاء الوقت ليسالوا انفسهم سؤالا مهما هو من اجل ماذا يقدمون كل هذه التضحيات؟ ولماذا لا يقتسم ابناء المسئولين في الخرطوم معهم الموت؟
الان بطرف حركة العدل و المساواة السودانية اكثر من مئة اسير فيهم ضباط برتب مختلفة تم اسرهم في نفس المعركة ,هل للنظام شجاعة بان يعلن اسماء جنودها المفقودين ؟ وفي نفس الوقت اعلنت حركة العدل المساواة السودانية بانها خسرت المعركة وخسارة معركة واحدة يتيمة تختلف عن خسارة الحرب, فخسارة الحرب في ظل صراع مدمر وعنيف مثل صراعنا عادة ما تنتهى بشروط مذلة وقاسية تفرضها الطرف المنتصر على الطرف المنهزم وهذا بالطبع غير وارد في قاموس الحركة.
للاسف السودان بحضاراته وتاريخه العريق اصبح اليوم مستقبله رهين بيد شخص يدعى حمدان حميتي , وهو الذي يعلن امام وسائل الاعلام الرسمية باغلاق الحدود مع الجنوب ووزير الخارجية يسمع الخبر من لسانه, كما هو ايضا يقرر بمحاكمة المتمردين وتحويلهم الى سجن بورتسودان لنقل الملح ووزارة العدل تسمع الخبر منه.
فمن حق جيراننا ان بستغربوا ويسألوا بالاستنكار والسخرية, هل هذا هو البلد الذي قدم للعالم رواية تصنف بانها افضل عمل ادبي في القرن الماضي؟هل هذا هو نفس البلد الذي اضحى يغذي المستشفيات العربية والغربية باميزالجراحين؟
المهم الديكتاتور كالعادة اعلن مرة اخرى من جنوب دارفور بنهاية حركة العدل والمساواة السودانية , والحركة على لسان رئيسها قالت بان الحرب سجال اي نحن على موعد في زمان ومكان اخر عندئذ يحكم الشعب من الصادق في اقواله وافعاله. الخبر الوحيد الذي يمكن ان ننقله لكم هنا هو ان كل متحركات الحركة قد وصلت الى مواقعها بكامل تجهيزاتها ولن تبقى في اقليم دارفور طويلا.
* مدير مكتب حركة العدل والمساواة بامريكا

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بصراحة هناك علامات استفهام كبرى تثير القلق، منها كيف تم أسر هذا العدد الكبير من الجنود والعربات المقاتلة وهي سليمة؟ هل هناك عملية خيانة داخلية؟ وبصراحة أكثر أنا مصدوم جدا من موضوع الأسرى، أكثرهم من صغار السن الذين لا أعتقد أنهم يعرفون شيئا عن الحروب.. كما إن وضعهم كان بائسا وملابسهم ووجوههم تدل على بؤس شديد.. ربما يكون هؤلاء قد سلموا العربات لمليشيا حميدتي، فهم بائسون وكما قال لي صديق مشفق “إنهم أقرب للموت منهم للحياة. هذه الأشياء تحتاج لوقفة وهي مزعجة جدا جدا وخطيرة.

  2. هؤلاء القوم معروفين بالكذب وتضخيم اعمالهم وسفه اعمال الآخرين .. وهذاجزء من سياسة الكيزان التي نعرفها جيدا منذ ايام الجامعة ..فهم يضخمون اعمالهم ويسبغون الرتبة العالية على رموزهم لدرجة مبالغ فيها ..فعندما يفتحون كبري مجرد جسر اقل من نصف كيلوي يهللون ويكبرون ويذبحون الذبائح … وعندما يفتتحون محطة كهرباء وهي عبارة عن مولدات مستوردة من الصين يهللون ويكبرون وياتي د/ نافع ليقص شريط الافتتاح..

    اما المعركة فالخاسر الوحيد الشعب السوداني لان امرنا صار بيد القوم المنافقين الكذابين الذين يكذبون كما يتنفسون الهواء ويضيقون على المناضلين الشرفاء ويعينون بدلا منهم كوادرهم التي ترتبت على النفاق والكذب وقمط حقوق الآخرين..

    والحمد الله انك بينت في الحقيقة التي لن يعترف بها النظام وهرع الرئيس ووزير دفاعه ومعهم محمد عطاء للاحتفال على الجثث جثث السودانيين الابطال الذين يرفضون الضيم والظلم وتحكم الكيزان في قناعات الناس والتي تريدنا ان نكون جميعا تبعاً لدولة الشر الاولى في العالم ايران بتحالفون الاستراتيجي في السلاح والعتاد وصناعة الشر في الظلام في السودان ويريدنا الكيزان ان نكون تبعاً للتنظيم الدولي للأخوان المسلمين الذي ترعاه الماسونية ويدربه الموساد وتغذيه قطر وتركيا.

    والمشكلة ان الحركة التي تسمي نفسها اسلامية لا قبيلة لها وهي تضم الكذابين والمنافقين من كل قبائل السودان الذين يجمعهم الحرص على الدنيا.

    وشكرا لك على التقرير الضافي الذي بينت في حقيقة المعركة

  3. والله ما عارفين نصدق منو ولا منو ….
    شفنا بي عيونا المعارك والاسري من العدل والمساواة والغنائم كما يقولون واكثر من ذلك اعترافات قواد حركة العدل والمساواة .
    حقو الناس تكون شجاعة وتعترف دون مراوغة ..
    والسؤال الآن هو هل فعلا انكسرت شوكة الحركة؟؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..