أخبار السودان

الشرطة الجامعية !!

زهير السراج

* حملت الأنباء أن رئاسة الشرطة أصدرت قرارا بإنشاء قوة شرطية لتأمين الجامعات وسحب الحرس الجامعى، وكشف مصدر رسمي لصحيفة (الانتباهة) أن الخطوة جاءت إنفاذا لتوصيات سابقة في ظل تصاعد التحديات الأمنية داخل الجامعات، وقال إن هذه الخطوة جاءت للاستفادة من التجارب العالمية فى الوجود الشرطي داخل الجامعات وتقديم خدمات شرطية وأمنية!!

* بادئ ذى بدء، ليس هنالك وجود شرطى بالمعنى الذى ورد فى الخبر داخل الجامعات فى معظم الدول، ولا حرس جامعى أو ما يشبه ذلك، ما عدا ما يعرف بـ(حرس الأمن) أو (السيكيورتى قارد) الذى لا تتجاوز مسؤوليته فى الغالب الأعم مراقبة المنشئات بعد ساعات الدوام، او التواجد فى بعض الاماكن المعزولة مثل مواقف السيارات، ولقد تخلصت مصر من الحرس الجامعى بعد الاطاحة بحكم مبارك، ورفضت المحكمة العليا المصرية فى نوفمبر 2014 عريضة تطالب بعودته!!

* لا يعنى ذلك بأى حال من الاحوال تجريد الشرطة من القيام بمهامها العادية التى ينص عليها القانون، ولكن بدون أن يكون لها وجود مستديم فى الجامعات، ولا حتى وجود إدارة خاصة فى أجهزة الشرطة تتولى تأمين الجامعات، لما قد يترتب على هذا الوجود من توتر وحساسية، وكل خبراء الأمن فى العالم يعرفون ويطبقون المقولة المعروفة أن (الأمن يُحس ولا يُرى) .. فالوجود الشرطى الكثيف المرئى أو حتى (المغطى) قد يقود فى كثير من الأحيان الى وقوع المشاكل بدلا عن حماية الأمن، خاصة فى البلاد التى تنعدم فيها الديمقراطية وترتفع فيها درجة الحساسية لأجهزة حفظ الأمن!!

* لا شك أن إلغاء الحرس الجامعى قرار جيد، حيث وقعت مشاكل لا حصر لها فى الجامعات بسبب الحرس الجامعى أو عدم تفهم بعض أفراده لمهامهم وتدخلهم فيما لا يعنيهم، خاصة بعد توسيع دائرة سلطاته فى السنوات الأخيرة، مع عدم تقبل الطلاب أو (السودانيين بشكل عام) وجود من يراقبهم أو يتدخل فى خصوصياتهم، أو يفرض رأياُ عليهم!!

* لقد عاصرت كطالب بجامعة الخرطوم فى النصف الثانى من سبعينيات القرن الماضى فى وقت كانت فيه الجامعات حديثة عهد بالحرس الجامعى الذى كان اول من أدخله المرحوم د. جعفر محمد على بخيت وزير الحكومات المحلية ورئيس مجلس ادارة جامعة الخرطوم وقتذاك ( إبان فترة حكم المرحوم جعفر نميرى)، وقوع الكثير من المشاكل بين الحرس الجامعى والطلاب كان لها توابع خطيرة رغم محدودية سلطات الحرس فى ذلك الوقت وقصرها على مراقبة المنشئات!!

* أقول إن سحب الحرس الجامعى قرار جيد، ولكن لا يعنى ذلك إستبداله بقوات شرطة، فمن المؤكد أن يرفع ذلك من وتيرة التوتر فى الجامعات ويقود الى عواقب وخيمة بسبب الطبيعة السودانية ذات الحساسية العالية ضد الرقابة والتدخل فى خصوصياتها، خاصة أننا اعتدنا فى السودان على قدسية الحرم الجامعى الذى يجب أن يبقى بعيدا عن أى تدخل شرطى أو ما يشبه ذلك، كما أنه ليس من الحكمة وضع قوات شرطة داخل الجامعات فى هذه الظروف التى تشهد فيها الجامعات الكثير من الاحتجاجات والاحتكاكات، إلا إذا أردنا أن نشعل حريقا يقضى على كل شئ !!

* صحيح، أن الجامعات المصرية استبدلت الحرس الجامعى بإدارات للأمن والسلامة ذات صلة بوزارة الداخلية، ولكنها تتبع لادارة الجامعة وتتقيد بتعليماتها، ورغم ذلك تعانى الجامعات المصرية، بل كل مصر، من مشاكل أمنية كبيرة بسبب التدخلات الامنية الهوجاء، كما ان السودان ليس مصر ولكل بلد طبيعته وخصوصيته، وكفانا تجارب فاشلة نستوردها من مصر وغيرها من الدول الشمولية!!

* إذا كان هنالك فضل مال لدى الحكومة رغم الضائقة الفظيعة التى تعانى منها البلاد، فمن الأفضل أن يُنفق على شئ نافع، بدلا عن إنشاء الشرطة الجامعية!!

الجريدة
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تأ سس الحرس الجامعى عام 1974م و برعاية حدة الخدمات التى كان على قمتها العم مصطفى حسن نسأل الله أن يمد فى عمره و يحفظه و اذا انتقل الى الرفيق الاعلى له المغفره و الرحمه و يلحقه بالشهداء و الصديقين .
    تقدم للالتحاق بالحرس الجامعى شباب و خريجى ثانوى فى تلك الفترة و تم انتقاء مجموعة منهم و تسلموا مهامهم بعد تدريبهم و تذويدهم بمرافق الجامعه و الموااقع التى يجب التركيز عليها و اليقظه و دون المساس بحرية الحركة للطلاب ليلا و نهارا .
    من المهام الموكله للحرس الجامعى الدخول و الخروج و عند المداخل الرئيسيه للداخليات و الطليات و ادارة الجاعة و على كل طالب ابراز الهوية عند الدخول الى قاعات الطعام فى الوجبات الثلاثه و على الحرس الجامعى حراسة الداخليات اثناء النهار لخلوها من الطلاب و يمنع منعا باتا لاى شخص لا يحمل بطاقة الجامعه التجول فى السكن نهارا الا العمال و القائمين على اعمال النظافه و لهم زيهم الخاص الذى يميزهم عن غيرهم و عمال الورشة و الصناعية ايضا لهم زى و يحضر لاعمال الصيانه بوجود الفراش المسئول عن الوحدة السكنية .
    و اهم المواقع حساسيه سكن الطالبات و مجاور لداخلية الادارة بطريق فاصل اغلق من الواجهه الشرقيه و لا يسمح للطالبات بالخروج بعد الساعه الثامنه مساء و لا الدخول الى السكن الا بأذن و بحضور ولى أمرها .
    كانت هناك مشرفة فى وحدة داخلية الطالبات مقيمه فى السكن و بالتناوب ليلا و نهارا و الباب الخارجى من الناحيه الجنوبية يغغلق بعد الساعه الثامنه و لا يفتح الا للضرورة ؟
    استغل أخوان الشواطين الحرس الجامعى و سلموه الى جهاز الامن الوثنى الذى يوقم بالاختيار لكوادره و استيعابهم كحرس جامعى للاسف مما افقد الحرس الجامعى هيبته و اخل بمهامه و تعدى على حقوق الطلاب و التدسس عليهم و مساندة المنتمين لاخوان الشواطين و اطلاق يدهم لانتهاك الحريات و ارتكاب جرائم وسفك ددماء الابريء دون حساب و لا عقاب ؟
    تسريح كل الحرس الجامعى و اسناد ادارته الى الجامعه و تعيين حرس بمواصفات تحددها الادارة و مناطق الارتكاز و تحديد المهام كما كانت عليه سابقا والله يوفق لما فيه خير للوطن و المواطن و ينعم فلذات اكبادنا بالحرية و التحصيل دون طدر و لا صداع لا ارهاب .

  2. الجرس الجامعي دا كان زمان لما في داخليات وسُفرات لإطعام الطلاب فكان الحرس يحرس بوابات مجمعات الداخليات لمنع دخول الغرباء والحرامية والأشياء الخطرة وحراسة بوابة السفرة لإدخال الطلاب (وضيوفهم) ومنع المتطفلين من تكاسة وطلاب الجامعات الأخرى التي ليس فيها داخليات وإطعام حيث كان هذا امتياز للجميلة ومستحيلة فقط ولا ندري من الذي أتى بالحرس حتى بوابة الحرم الجامعي الذي لم تكن نشاطاته مقصورة على الطلاب بل كافة طلاب الثقافة والعلم والسياسة والخطابة والدعوة أياً كانت آيدولوجياتها وتوجهاتها باعتبار الرشد في طلاب الجامعة وحريتهم فيما يرغبون وهكذا كانت تخرج الجامعة قادة المجتمع ليس من قاعات المحاضرات ولكن من النشاطات في حرمها….

  3. المشكلة كلها حدثت بسبب التسييس الحاصل لادارات الجامعات وللمناصب الرفيعة فى الشرطة.هذا هو السبب فى جميع الاحتكاكات ففى نظر الطلاب انه لا ادارات الجامعات لا الحرس لا الشرطة مستقلة ولا محايدة بل جميعها تمثل المؤتمر الوطنى تغض الطرف عن ممارسات الموالين له بينما تمارس اقصى درجات اللاقانون ضد المعارضين.لذلك لن تجدى اى معالجات مالم تصبح اجهزة الدولة كلها بمافيها الشرطة قومية وتصبح ادارات الجامعات مستقلة منتخبة بموجب قوانين الجامعات نفسها وتحدد هذه الادارات سبل ووسائل واليات حفظ النظام وحماية الجامعة والطلاب والممتلكات وتتم محاسبة الادارات على ذلك وفق قوانينها ايضا.

  4. تحيةوإحترم لإجتهاد بعض المعلقين.ولكاتب المقال كصحفى..نرجو التحقق لتدوين حقائق تاريخية عن الحادثة التى تمخض عنها الحرس لجامعة الخرطوم ولايزال الكثيرون ممن عاصر الحدث سنة سبعين أحياء يرزقون..والمشهد أمام قاعة الامتحانات جامعة الخرطوم حيث حضر المقبور نميرى بصحبة الاشقى ابوالقاسم محمد ابراهيم لافتتاح مؤتمر أركويت للتنمية وبدون حرس كما منعة الجامعة من الحرس والسلاح ..وكان فى بداية عهده مكان الطائفى مدمن الفشل والكل يرحب به..وعند خروجه من المؤتمر وبجانبه مدبر الجامعة المرحوم عمر عثمان..كان فى إنتظاره إثنان من خريجى الاقتصاد ولديهم مذكرة له لعدم تخديمهم وكان الطلاب الموجدين أقل من عدد أصابع اليد…ناول الخريج النميرى المذكرة أمام باب القاعة ..فسأله النميرى ..ما هذه؟..اجابه.. مذكرة منا خريجى الكليات النظرية العاطلين..بدلا من كلمة ووعد طيب من رئيس الدولة..يصفق له الجميع..ولانعدام العقل لديه..رمى المذكرة بعيدا ونعتهم ..بالصعاليك..وكرد فعل فورى وتلقائ .. (بصق) الخريج فى وجهه ونعته (بالتافه)..وهتف طالب ..(تافه تافه يا نميرى ..مصير نميرى مصير عبود)..وتكرر صدى الهتاف من الطلاب الموجدون..حاول النميرى ..مضاربتهم ..أدخلوه بسيارة انطلقت هاربة مع محاولة بعض الطلاب صفعه والبصق عليه من شباك السيارة المنطلقة..عندها صعد الاشقى ابوالقاسم ظهر سيارة جيب مخاطبا الجمع (أنها ليست أخلاق ثوريين أو طلاب )..وصعد معه طالب أقتصادوقال له.( لماذا نتعلم وننجح لتخدم الدولة زميلنا الساقط فى الجيش !)..وكان ممسكا بياقته العسكريه..(أجاب الاشقى أن الجامعة تخرج عواطلية والجيش ينتج.!).تصدى أحد الطلاب لمدير الجامعة وطلب منه اغلاقها..أجاب المدير(ان هذا رأيى ابوالقاسم .) طلب منه الطالب الصعود لابداء رأيه.ولامه للتنظير فى المؤتم بربط التعليم بالتنمية..طلب المدير من الطالب الحضور لمكتبه للنقاش..هتف الطلاب فى المدير لإبدا رأيه..تكاثروا ..ثم إنفضوا….ومن هذه الحادثة ( البصقة ) تبلورت فكرة تأسيس الحرس الجامعة…أذكر هذا الحدث لان النميرى لانعدام الحكمة لديه هو الرئيس الوحيد الذى (بصق )على وجهه ونعت (بالتافه) وهو مستجد فى السلطة ومرحب به حتى ممن هتفوا ضده ..سابقة تستحق التدويين والتوقف عنها عند ذكر القلعة الابية للحرية ومن منعتها أنطلقت شرارة أكتوبر بأقتحام البوليس لها وسقوط شهيديها القرشى وبابكر حسن عبد الحفيظ..وامتنعت دبابة المقبور خالد والاشقى أبوالقاسم من أقتحام بوابتها لصمود طلابها وخاطبهم طالب قانون إ..(ن دخول الجامعة بالشهادات وليس بالدبابات.).هل يا ترى يتذكر الاشقى قدوة البشير وقائده بالمظلات الباقى الوحيد من صعاليك مايو تلك الاحداث أم أصابه الزهايمر من كثرة سفح الدماءوالذنوب..أسالوه..وأستوثقوا الحقائق من الآخريين ..وللتاريخ مدونيين…ولتظل الجامعة نبراسا يضئ طريق الشعب ومنبرا حرا تحرسه ديمومية إحترام الرأى وقدسية المكان ..ولا مانع من تواجد بعض الخفراء لحراسة الممتلكات فقط…نحن رفاق الشهداء…الصابرون نحن..المبشرون نحن..

  5. الجامعات هي منارات العلم والمعرفة والطلاب هم حملة مشاعل العلم والثقافة والملاحظ في الآونة الاخيرة تغيير سلوك الطالب الجامعي نتيجة لعدد من العوامل الإنصرافية التي قصد بها زعزعة إستقرار العام الدراسي واستغلال الطلاب لتنفيذ كل مخططات المخربين والعملاء والمهووسين من الجماعات التكفيرية وتجار المخدرات ومنسوبي الحركات المسلحة فأصبحت الجامعة ساحة للمعركة التنافسية في استغلال هؤلاء الطلاب الأبرياء قادة المستقبل فكان لابد من إيجاد ضوابط تحمي الطلاب ومستقبلهم دون الإنجراف وارء المضللين والفاسقين من تجار الاعراض والمروجين للسموم
    حسنا فعلت الدولة بإنشاء الشرطة الجامعية لتأمين الحرم الجامعي وضبط المشبوهين والعمل علي استقرار العام الجامعي . وهي ليست شرطة للقمع والردع بقدر ماهي موجه للسلوك ومعاون لإدارة الجامعة في استقرار الدراسة.

  6. الجامعات هي منارات العلم والمعرفة والطلاب هم حملة مشاعل العلم والثقافة والملاحظ في الآونة الاخيرة تغيير سلوك الطالب الجامعي نتيجة لعدد من العوامل الإنصرافية التي قصد بها زعزعة إستقرار العام الدراسي واستغلال الطلاب لتنفيذ كل مخططات المخربين والعملاء والمهووسين من الجماعات التكفيرية وتجار المخدرات ومنسوبي الحركات المسلحة فأصبحت الجامعة ساحة للمعركة التنافسية في استغلال هؤلاء الطلاب الأبرياء قادة المستقبل فكان لابد من إيجاد ضوابط تحمي الطلاب ومستقبلهم دون الإنجراف وارء المضللين والفاسقين من تجار الاعراض والمروجين للسموم
    حسنا فعلت الدولة بإنشاء الشرطة الجامعية لتأمين الحرم الجامعي وضبط المشبوهين والعمل علي استقرار العام الجامعي . وهي ليست شرطة للقمع والردع بقدر ماهي موجه للسلوك ومعاون لإدارة الجامعة في استقرار الدراسة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..