ادركوا مختبرات الجامعة الاهلية؟؟!!

زارني بمقر الصحيفة عدد من طلاب جامعة امدرمان الاهلية، كلية المختبرات الطبية، يمثلون لجنة مصغرة (مفوضة) من قبل طلاب الكلية، لمناقشة اخطأ إدارية فادحة بكلية المختبرات الطبية بالجامعة؟؟!!
وقبل ان استرسل لكم في مأساتهم دعوني احكي قصة مرتبطة بواقع المختبرات الطبية، حيث حكى لي صديق قصةً مفادها ان رجلاً يعاني من بعض المضاعفات فذهب للمستشفي،وبعد مقابلة الطبيب والفحص إتضح انه مصاب بالسكري، لم يكن الرجل على قناعة بالنتيجة، فحضر الى الخرطوم لطبيب شهير وبعد الفحص كانت النتيجة سكري، قرر الرجل الذهاب الى الخارج لدولة عربية، ذهب لطبيب وعن تقليب اوراق المتابعة في السودان،تعرف الطبيب على زميله الذي كانت معه بداية العلاج،وقال للمريض هذا الطبيب شاطر جداً وهو اول دفعتنا، وأشطر مني لكن نشوف الفحوصات ، وبعد الفحص كانت التنيجة نضيفة ولا يوجد سكري ولا (يحزنون)؟؟!!
عاد ليبلغ الطبيب تحيات زميله، وحكى له الواقعة، قرر الطبيب اخذ العينة وذهب بها لاكثر من معمل بما فيها المعمل القومي، وعندما جمع نتائج الفحص كانت كلها نضيفة عدا فحيص معمله جاءت نتيجته بسكري للمرة الالف؟؟
فإنهار الطبيب ودخل في موجة بكاء، لانه علم انه شخص آلاف الحالات واعطاها علاج دون مرض وألقى بالائمة على الفحيص!!؟
كلية المختبرات بالجامعة الاهلية ربما هي من اقدم الكليات في افريقيا والشرق الاوسط،تمنح البكلاريوس في هذا التخصص، إن لم تكن الاولى،لكن ما يدور فيها من اخطأ إدارية و(عنف لفظي) نحو الطلاب يترك علامات إستفهام عريضة ويتطلب الحسم الفوري لان الخطأ في المختبرات أيناً كان إدارياً او مهنياً لا يغتفر وله اضرار بالغة على حياة المواطنين في المستقبل، إذا خرجت لنا الكلية المثال اعلاه!!؟؟
(الموضوع يمكن ان يحصر في كونتينر) ، هكذا تصف إدار الجامعة المشكل!!، لكن حينما تفشل الادارة نفسها في ان تحل مشكل يمكن حصره في كونتينر، يجب ان تترجل لانها غير جديرة بالاحترام والاستمرار، و حتما ستورث الفشل!!؟
اعتصام الطلاب دام لاكثر من ثلاثة شهور إحتجاجاً على خلل واضح وبين في نتيجتهم المعلقة على البورت حيث الاخطأ الفادحة ملحق مادة تجيك مادة اخرى نتيجتك تطلع نضيفة تجي للتسجيل تلقي نفسك شايل مادة؟؟!!
أخطأ لا تشبه مؤسسة بقامة الجامعة الاهلية، وعندما يُسأل العميد بكل بساطة يقول( انا ما عندي ليكم حل) !!؟
إدارة الجامعة كونت عدة لجان لم تتوصل لحلول،لان العناصر التي كونت منها اللجان هي ذات العناصر التي تسببت في الفشل!!
ادارة الكلية طٌلعت النتيجة في يوم واحدة ثلاث مرات، وفي كل مرة تختلف النتيجة عن التي تليها، تخبط واضح!!
وعندما طالب الطلاب بتغيير العميد كان رد المدير ( علي الطلاق ما أغيرو)!!
نعم هكذا تدار الجامعة الاهلية بهذه العقلية التي تعتمد الطلاق آلية حسم حينما يخرصها الحق ويحاصرها الفشل، بل تذهب الادارة الى اكثر من ذلك في (سقوطها) التربوي حينما تقول للطلاب(نحن ما بنغير العميد ألأ في حالة ان تأتوا بواحدة من ثلاث، فساد إداري ،او مالي، او اخلاقي!!؟؟
عجيبة هذه الادارة التي تجعل من الطالب جاسوس على اساتذته، بل عميد الكلية يقول للطلاب ( أمشو جيبوا سواطيركم وسيخكم وتعالوا قابلوني) دا عميد لا يصلح ان يدير (مسلخ زبيح)، لان المسالخ الان تخلو من هذه السواطير والسيخ وتدار بأدوات اخرى؟!!
ويزداد الفشل عندما تنقل ذات الادارة مشكلاتها مع الطلاب الى توتر بين الطلاب والحرس الجامعي،الذي يرفض لطلاب اللجنة المفوضة بدخول حرم الجامعة، بحجة عدم سداد الرسوم والمنصرفات المالية، وحينما يبرز بعض الطلاب ايصالاتهم المالية بانهم مسددين ما عليهم من إلتزام يتمنع الحرص في دخولهم إستناداً على تعليمات الادارة الفاشلة،ليكتمل الفشل بإغلاق الكية الى اجل غير مسمى؟؟!
هذا الفشل هو جزءٌ يسير من التردي الذي تشهدُه مؤسسات الدولة، العام منها والخاص،فحينما تغيب الاسس والمعايير والشفافية، تسند الامور الى غير اهلها من شاكلة الذين اتوا عبر المحسوبية وغيرها من الطرق الملتوية، لتكون حصيلة الحصاد عجز جامعة بحالها ان تحل مشكلة في حجم كونتينر كما وصفتها من قبل!!إذا التشخيص من اوله لم يكن صائب ولذلك جاءت الجرعة العلاجية لا تستقيم مع المرض وطبيعته؟؟!!
على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تشكيل لجنة تقصي حقائق طارئة،لبحث هذه الازمة ووضع يدها على الحقائق، فإن أشواقنا ان نرى طلاب ابمختبرات في مستقبل مشرق يشخصون نتائج الفحص بدقة متناهية تقود الى علاج ينهي ما بنا من سقم،وأن لا تصيبهم عدوى وأشواك الفشل الاداري ليأتونا بنتيجة فحص ،بدل الحمى سكري لنموت موهومين.
[email][email protected][/email]