“مأساة النيل الأزرق”.. تورط الانقلابيين وعجزهم

دعت لجان مقاومة الدمازين؛ في وقت متأخر من ليلة أمس للحشد اليوم، لتشييع جثامين ضحايا الاقتتال القبلي بالإقليم، في قرى محلية ود الماحي شرقي النيل الازرق.

وقالت لجان مقاومة الدمازين في بيان سابق لها بأن الأحداث التي وقعت بمنطقة ود الماحي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ضرورة مراجعة اتفاق جويا للسلام.

واتهمت اللجنة ما اسمتهم بأمراء الحرب والجنجويد بإشعال الفتنة قي الإقليم _بحسب البيان. وتواصل القتال حتى أمس الأول، بين المجموعات الاثنية في الإقليم.

واتهم قيادي بالإدارة الأهلية عصَو مجلس السيادة الانقلابي مالك عقار وقوات الدعم السريع، والمح القيادي بالإدارة الأهلية العمدة ابو شوتال في تصريحات تناقلتها العديد من منصات التواصل الاجتماعي الي التحالف الجديد بين عقار وحميدتي في الإقليم.

وفي الوقت الذي عجزت فيه السلطة الإقليمية الانقلابية في حصر عدد الضحايا خلال الثلاثة ايام الماضية، أفادت الأنباء أن 200 شخص على الأقل قد قُتلوا في الاشتباكات العرقية خلال اليومين الماضيين في ولاية النيل الأزرق جنوب البلاد، ووصفت الأحداث بأنها الأسوأ خلال الأشهر الأخيرة. وفُرض حظر تجول ليلي لاحتواء العنف، بحسب البي بي سي.

من جهتها، قالت الأمم المتحدة يوم الخميس إنها “قلقة من تصاعد العنف في مدينة لقاوة وتجدد الصراع في منطقة النيل الأزرق”. وفي السياق أعرب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، عن أسفه لسقوط ضحايا في اشتباكات قبلية وحث السلطات على إجراء تحقيق في الأحداث ومحاسبة مرتكبي هذا العنف.

وبحسب مراقبين فإن تصريحات الخارجية الأمريكية سيكون لها تداعيات كبيرة على الأحداث، مؤكدين جدية الإدارة الأمريكية في تحقيقات عاجلة وشفافة.

ويعاني إقليم النيل الأزرق من اضطرابات سياسية وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري العام الماضي، ويذخر الإقليم بثروات زراعية ومعدنية كبيرة وفي السياق اعترف المدير العام لوزارة الصحة بولاية النيل الأزرق؛ فتح الرحمن بخيت إن سلطاته غير قادرة على إحصاء أرقام الضحايا والجرحى بسبب الوضع الأمني الذي وصفه ب” السيء جداً“ وغامض، مطالباً حكومة السلطة الانقلابية في الخرطوم بضرورة التدخل العاجل والجاد لتهدئة الوضع، بحسب ما اوردته تقارير إعلامية سودانية.

وقال بخيت في حديث” لدارفور24“ امس السبت إن الأحداث شملت 7 مناطق، ووصل مساء الجمعة 36 جريحاً من القرية 4 بينهم 19 بحروق خطرة. وتشهد مدن توطين تعلية خزان الروصيرص اشتباكات قبلية دامية منذ نحو أسبوعين.

وهي الموجة الثانية من الاقتتال حول الأرض، حيث شهد يوليو الماضي مواجهات دامية راح ضحيتها العشرات. وأوضح بخيت أن عدد القتلى حتى ساعة اتصال ”دارفور24“ به عصر أمس السبت بلغت نحو 170 قتيلاً مشيراً إلى هذا الرقم هو حصيلة منطقة واحدة، وتعذر الوصول إلى بقية المناطق وفقاً لبخيت بسبب تردي الوضع الأمني.

وكشف عن محاولات لوزارة الصحة للوصول إلى بعض المناطق لكنها فشلت حيث أغلق المواطنون الطرق وعدم السماح بالمرور في وجود القوات النظامية.

بدورها تأسفت لجنة أطباء السودان المركزية في بيان لها حول تجدد الاقتتال بولاية النيل الأزرق، ريفي الدمازين، بعد الهدوء النسبي الذي شهدته مناطق النزاعات في الأسابيع السابقة.

وابانت اللجنة بأن تجدد هذه الأحداث المؤسفة رغم التحذيرات التي ابتدرتها القوى المدنية الحية بالولاية ولجان الأطباء، وكل الدلائل تُشير إلى أن أصل المشكلة لم يُخاطَب بعد، كما أن حكومة الولاية لم تسعَ بصورة جادة إلى حل الصراع، بل هنالك بعض المحسوبين على حكومة الإقليم متورطون في دعم أحد طرفي الصراع علي حد قول البيان.

وأكدت اللجنة بأن المعارك الجارية الآن خلّفت عدداً من القتلى وعشرات الجرحى أغلبهم خارج حدود مدينة الدمازين، مشيرة لعملهم منذ بداية الأحداث على حصرهم وتدقيق البيانات رغم صعوبة مهمة التوصل إلى معلومات وأرقام دقيقة، وطمأنت اللجنة ذوي وأهل المصابين من الطرفين بأنهم بخير وأتم الصحة والعافية كما طالبتهم بضرورة ضبط النفس ونبذ الصراع والتفرقة، فما يجمع السودانيين – رغم اختلاف ثقافاتهم وتعدد سحناتهم ولهجاتهم – أكبر من ما يفرقهم.

ودللت اللجنة في بيانها بأن تكرار هذه الأحداث يشير الى ان هنالك جهات وراؤها تستخدمها وسيلة للضغط والكسب السياسي، وليست حكومة الانقلاب ببراءة من ذلك.

وفي الأثناء تجمع الآلاف في مدينة الدمازين أمام مقر حكومة الإقليم، مطالبين بإعفاء احمد العمدة من رئاسة السلطة الإقليمية باعتبار حركته جزء من الأزمة الحالية، كما طالب المواطنون بضرورة اجراء تحقيقات شفافة ومحاسبة الضالعين في أحداث القتل والحرق والتهجير.
المصدر: صحيفة مداميك