(أمراض القلب )

الطاهر ساتي

:: ومن أمراض القلب، ما يلي نصاً.. في مايو 2009، طرح مستشفى الصداقة الحكومي بأمدرمان عطاءً لإستيراد جهاز قسطرة قلب، وذلك لحاجة أهل أمدرمان الي هذا الجهاز غير المتوفر في كل مشافي أمدرمان العامة..نعم، بأمدرمان ثلاث محليات ذات كثافة سكانية عالية، وليس بمشافيها العامة جهاز قسطرة القلب..المهم، قرأت الشركات العطاء، وقدمت عروضها وأسعارها، ونافست في الهواء الطلق ثم فازت إحدى الشركات بالعطاء، وهي الشركة التي أبدت إستعدادها لإستجلاب الجهاز للمستشفى بمبلغ ( 380 الف يورو)، بحيث تدفع إدارة المستشفى نصف المبلغ عند توقيع العقد والنصف الآخر بالأقساط بعد الإستجلابها والتركيب والتشغيل.. ثم تم توقيع العقد ودفع نصف قيمة الجهاز(190 الف يورو)، وإنتظروا وصول الجهاز، وكان هذا في العام 2009..!!

:: التزمت الشركة بالعقد، وبعثت مناديبها الي إيطاليا وجاءوا بالجهاز، وهو ذات الجهاز المطلوب وبذات المواصفات المطلوبة.. ولكن، ما أن وصل الجهاز الى مطار الخرطوم، تلقت الشركة خطابا من وزارة الصحة بالنص الآتي :( السيد مدير شركة، نشكركم على توفير قسطرة القلب الخاصة بمستشفى الصداقة، ولكن نسبة للحاجة فقد تقرر الإستفادة منها بمستشفى الخرطوم، وذلك لحين إستجلاب جهاز آخر لمستشفى الصداقة، وتفضلوا بقبول وافر الشكر والتقدير)، هكذا تم تغير مسار الجهاز من مستشفى الصداقة بامدرمان الى مستشفى الخرطوم ..وهذا ليس مهما، فالمهم يجب أن يستفيد المواطن من الجهاز الذي كلف الناس والبلد ( 400 الف يورو)..أخطرت الشركة إدارة مستشفى الصداقة بتوجيه وزارة الصحة، فالتزمت الإدارة بامر وزارتها ثم امتثلت للأمر.. تابع ماحدث لهذا الجهاز..!!

:: رحلت الشركة الجهاز من مطار الخرطوم الى مستشفى الخرطوم، ثم طالبت الوزارة وإدارة مستشفى الخرطوم بتنفيذ ما ينص عليه العقد، وهو دفع القسط الأول من المبلغ المتبقي ليتم التركيب والتشغيل (8%) من المتبقي..تلكأت الوزارة في دفع هذا القسط، وحولت الطلب الى مستشفى الخرطوم، فتلكأت إدارة مستشفى الخرطوم أيضا، أما إدارة مستشفى الصداقة التى دفعت نصف قيمة الجهاز ( طلعت منها)، أى لم تعد طرفا في القضية..الفاجعة، لقد مضى العام 2009، ثم العام 2010، وكذلك العام 2011، وحتى الثامن من يناير 2012، ظل جهاز قسطرة القلب قابعاً في بيئة تحيط بها مخلفات المستشفى والعاملين والمواطنين، أي في ( كوشة)..نعم والله، في حوش مستشفي الخرطوم ، تحت الشمس والمطر وأكوام الزبالة، ظل هذا الجهاز الحساس قابعاً ثلاث سنوات ونيف رغم أنف ال (190.000 يورو) المدفوع من دم قلب الشعب ..!!

:: ثم تدخل الوزير بحر أبوقردة، بعد ثلاث سنوات ونيف من التخزين السئ في (حوش مستشفى الخرطوم)، و أمر بتحويل الجهاز الى مستشفى الصداقة..وتم تحويل الجهاز بواسطة كوادر الشركة الى مستشفى الصداقة، بحيث يكون أول جهاز قسطرة عام بأمدرمان.. ولكن، عند التركيب تفاجأت كوادر الشركة بأن فئران مستشفى الخرطوم قضت على كل الأجزاء البلاستيكية للجهاز، بحيث لم يعد يصلح للعمل..تم تصدير الجهاز الى ايطاليا، حيث الشركة المصنعة، لاستبداله بجهاز آخر..وهناك تفاجأت الشركة بسوء تخزين مستشفى الخرطوم، وطالبت مستشفى الصداقة بدفع الخسائر الناتجة عن اسوء التخزين لحد أن أجزاء الجهاز تحولت الى طعام للفئران، وقدرتها ب (40 الف يورو)..!!

:: رفضت ادارة مستشفى الصداقة طلب الشركة الايطالية بتبرير فحواه ( أكلتها فيران مستشفى الخرطوم، ما فيرانا نحن)، وكان هذا قبل عام..ثم ماتت القضية..أي، منذ مايو 2009 والى يومنا هذا، 23 سبتمبر 2013، أموال الناس والبلد – 190 الف يورو – في بطن الشركة الايطالية، وكذلك جهاز قسطرة القلب المأكول من قبل فئران مستشفى الخرطوم، ولاتزال المشافي العامة بأمدرمان خالية من أي جهاز قسطرة القلب..هكذا الحكاية، ونهديها – بكل وثائقها وما فيها من قبح – لمن يحتلفون هذه الأيام باليوم العالمي لأمراض القلب، ليعلموا أن أفعالهم هي الأخطر على( قلوب الناس)..ولو كان بالبلد نظاماً يحاسب الذين يهدرون أموال الناس بمثل هذه الأفعال، لتم حرق هؤلاء في براميل النفايات، ولما تشرفت بأعناقهم حبال المقاصل..ولكن للأسف، بالبلد نظام يغطي على خطأ المخطئين وفساد المفسدين برفع الدعم عن (قوت الناس)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. بلد الفشل واللامبالاة والفساد المقنن
    هذه السيور والاسلاك التهمتها فئران الاسلام السياسى
    الخاسر الوحيد المواطن البائس وبرضو هاتو الدليل؟
    ودليلنا يمر بنا على جيف الكلاب

  2. لاحوله ولا قوة الا بالله العلي العظيم اين انتم من الله يوم لا ينفع مال ولابنون اين انتم من يموت بسبب هذا الجهاز الم تكونو شركاء هذا القتل اتقوا الله في نفسكم واباءكم وامهاتكم وزوجاتكم وابناءكم ( من ذهب عنه زوجه وتفرق عنه ابناءه فلينظر من اين اتي بماله)

  3. ومن يسمع خطاب المشير أمس والتعالي على الشعب واحساسه بانه مخلد فيها يدرك الي اي درك سحيق وصل السودان الفساد استوطن قلوبهم وعقولهم ـ هذا نوع من الاهمال العمدي الذي يجب المحاسبة الصارمة عنه ـ وثق يا ساتي يومهم قريييييب وربنا موجود

  4. لا حول ولا قوة إلا بالله

    بالله الكفار بعملو كدا

    يا جماعة ما لكم دايرين تشككونا في اسلامنابعد العمر ده…

    البشير يقول ليك الاقطان في المحكمة

    والعندو دليل يجيبو لينا

    والله امة تريسك دي امة سفيهة

    وعاش مسدار الاحرار

  5. والله على ما أقول شهيد، بعد قراْءة هذا المقال احسست باني أريدأن أتقيأ من القرف الذي أصابني، إن صح ما قيل، ففعلا هذا السودان أصبح بلدا ضائعأ فكيف يتعامل مسؤلون مع أمر كهذا بقمة عدم المبالاة وعدم المسئولية.أخشى ان يكون التعامل مع المرضى أيضا هكذا. ألهم الطف بعبدك السوداني وقيض له من يخافك ومن هو مؤهل لادارة شأنه والمحافظة على مقدراته. ألهم إقتص لناممن جاء بسياسة التمكين التي هذه القصة تميط اللثام عن إحدى ثمراتها.هذه السياسة التى مكنت كثيرين من تبوأ وظائف بعد طرد من أفنو عمرهم فيهانجاحا وإنجازا، وكل مؤهلات القادمين الجددهي الولاء للنظام وهم فوق المحاسبة بل في بعض المؤسسات حتى الرؤساء يخشون بأسهم. فوضنا أمرنا لله فهو نعم المولى ونعم النصير.

  6. والله يا طاااهر

    قبل العام 1989 لم نسمع بأحد قد أصابه مرض القلب..هم الذين جلبوا هذه الأمراض أسأل الله أن يصابوا بهالتأخذهم جميعاً إلى الجبانات

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..