جبال النوبة تنشد السلام و الاستقرار في السودان

جبال النوبة تنشد السلام و الاستقرار في السودان

ايليا أرومي كوكو
[email protected]

الفهرس
1/ ( جبال النوبة ) في اتفاقية نيفاشا للسلام في السودان
2/ هل حقاً أدار الجنوبين ظهرهم لرفاقهم النوبة .. ؟
3 / جنوب كردفان و غياب الارادة السياسية
4 / جبال النوبة بين مد الحكومة و جزر الحركة الشعبية
5 / جبال النوبة و التعايش في ظل الحرية و الحق و السلام
6/ جنوب كردفان و المهددات الامنية
7/ جبال النوبة في محور عبد الرحيم حمدي دنقلا سنار كردفان
8 / جنوب كردفان ( جبال النوبة ) و مؤتمر المانحين للتنمية و الامن و السلام
9/ المشورة الشعبية و ما ادراك بالمشورة الشعبية
10 / جبال النوبة : اعادة انتشار الجيوش و توجس من اعادة التوطين
11 / الاب فيليب غبوش :زعيم ثورة المهمشين
12 / القائد يوسف كوة : الضوء في نفق جبال النوبة
ملحق
13 / اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة

المقدمة :
أن مؤشرت بودار و نذر الحرب في جنوب كردفان وجبال النوبة في هذه الايام تقف عند أعلي درجات و مستويات المراحل الخطرة . فشبه الحرب في جنوب كردفان الان يقف عند الخطوط الحمراء و لا يراوحهها . . التوترات و الهواجس و التهديد بالحروب في مرحلتها الاعلامية الباردة منها و الحارة .. الملاسنات و التحرشات ترهيباً و ترويعاً علي اشده ..
جنوب كردفان و جبال النوبة علي فوهة بركان بعد ان حشد كل طرف ما يلزمه من أدات اشعال هذا البركان الذي يشبه في سكونه الهدوء الذي يسبق العاصفة الهوجاء ..
فمنذ خطاب الرئيس عمر حسن احمد البشير في المجلد قبيل سباق الانتخابات التكميلة في جنوب كردفان لمنصب الوالي والمجلس التشريعي .
في خطاب المجلد الناري الذي تم بثه و نقله علي الهواء مباشرة لكل . و فى رصد للمجتمع الدولى قيل :بان ما ذهب اليه البشير هو خطابات حرب و تزوير و تحريض ابناء الاقليم للحرب بالوكالة و خاصة فيما ذكره بانهم مستعدين لصناديق الاقتراع بالفوز او صناديق الذخيرة بالحرب، و انهم سيطاردون الحركة الشعبية بالحصين (الجنجويد) جبل جبل. و انهم مستعدين لخوض حرب فى ابيي. و فى تحريض لخم و زج الشباب للموت ذكر البشير ان ( الموت السعيد هو موت الشهيد موته تعجب البنات و الحكامات و ترفع الرأس .
و تلت خطاب الرئيس العملية الانتخابية في جنوب كردفان و في اجواء مشحونه بالتداعيات واللغلط الذي شابه الولاية و لم تزل جنوب كردفان فوق صفيح ساخن .و الله وحده هو العليم بالغيوب يعرف ما ستؤول اليه الاوضاع في جنوب كردفان في الفترة القادمة قبيل الاعلان الرسمي لانفصال دولة جنوب السودان في التاسع من يوليو 2011م ..
بين يدي الان بعض الموضوعات و هي مقالات متفرقة كتبتها في اوقات مختلفة في متابعة و رصد شخصي لمجريات الاحداث في جبال النوبة و جنوب كردفان .. بعض المقالات كتبتها منذ الفجر الباكر لاتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة الذي تم في سويسر نهاية العام 2001م و قد نشر بعض من هذه في بعض الصحف السودانية و المواقع الاسفيرية مثل سودانيز اون لاين و منبر السودان الجديد وموقع الحوار المتمدن وفي الفيس بوك .. هذا و قد قمت بأعادة صياغة بعض المقالات بحسب مقتضيات الاحداث و تطوراتها دون الاخلال بالقصد و المعني او الهدف الرئيسي للمقال ..
اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة
في توقيع اتفاقية جبال النوبة كان للامريكي دانفورث الدور الكبير والقدح المعلي في تثبت اتفاقية جبال النوبة من خلال اتفاقية جبال النوبة تم تخطيط رسم خارطة طريق للسلام في السودان كانت نيفاشا المدخلل الرئيسي لهذه الخارطة .. واتفاقية نيفاشا تصل الي نهاياتها هذه الايام فالجميع مشدود متوتر الاعصاب و هو يتابع ويشاهد مجريات احداث والفصل الاخيرة من نيفاشا .
و النوبة في جنوب كردفان و الانقسنا في النيل الازرق هم الاكثر حرصاً علي المتابعة اللصيقة لمجريات كل احاث في الساحة السودانية جنوب و شمالاً ..
فيا تري ما الذي يخبئه الغيب لسكان جبال النوبة علي ضوء التطورات و المؤشرات الغير سارة هذه لمواطني هذه الولاية ..؟
و نسبة لأهمية و استراتيجية جبال النوبة و جنوب كردفان بالنسبة للسودان في السلم و الحرب معاً . ذلك لكون منطقة جنوب كردفان منطقة هامة و استراتيجية للسودان في شتي المجال . و لا يكمن استراتيجيته فقط كونها بئر و مستودع للنفط و الموارد البشرية و الاقتصادية . هذا هو بكل أسف مصدر قلق القادة السودانيين السياسين و المتنفذينو همموغلون في قصر النظر و البصر و ايضاص البصيرة . فمنطقة جنوب كردفان وجبال النوبة هي حجر الزاوية لكل السودان الجنوب و الشمال معاً سلماً و حرباً. لان الرابط الحقيقي للسودان و الضامن لاستقرارة بع التاسع من يوليو 2011م .. و لا يمكن ابداً لأي طرف رفض هذا الحجرالاساس و ركله دون ان يتأثر كل البناء او ينهار المنزل علي كل ساكنيه ..

*ملحوظة
نسبة لآهمية (اتفاقية وقف إطلاق النار في جبال النوبة)
و دور هذه الاتفاقية الرائد في أرساء دعائم الامن و السلامو الاستقرار في كل السودان طيلة الاعوام الماضية خاصة في الشمال و الجنوب فأنني أحرص علي ورود نص الاتفاقية في نها ية هذا الكتاب للأطلاع لمن يهمه و يعنية الاستقرار و الامن و السلام لجبال النوبة و جنوب كردفان و كل السودان و الله وراء القصد ..

( جبال النوبة )
في اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل في السودان

بحسب نصوص و جداول اتفاقية نيفاشا للسلام الشامل في السودان .. فقد بات السوان اليوم علي بعد مسافة اقل من عامين حتي يذهب سكان جنوب السودان الي صناديق التصويت لتقرير مصيرهم و مصير السودان كله .. سيقرر أهل الجنوب في العام 2011م مصير السودان وحدة او انفصالاً ..
في هذه الايام يعم سائرمدن السودان احتفالات بأعياد السلام الذي تحقق في العام 2005م .. و بفضل اتفاقية نيفاشا تحقق السلام الشامل للسودان .. اذ تمكن و توصل طرفي النزاع السوداني طويل الامد بين الشمال و الجنوب الي وقف الحرب بين الشمال و الجنوب .. و يعد هذه الخطوة تقدماً كبيراً و انجازاً جباراً في حل المشكلة و الصراع التاريخي بين الشمال و الجنوب .
لاشك فقد تحقق للجنوب كل ما كان يتمني و يطلب و يريد كما تحقق لباقي للسودانيين طيء ملف ما يسمي بالصراع الجنوبي الشمالي الي الابد . أعطت نيفاشا لجنوب السودان بأن يختار من افضل الخيارات ما يناسبه.. فله حق اختيار البقاء في وحدة جاذبة بين الشمال و الجنوب او تحقيق و تقرير المصيرو الانفصال و تكوين دولة جنوب السودان قادرة علي العيش في سلام جنباً الي جنب دولة شمال السودان ..
نيفاشا التي أعطت جنوب السودان باليمين كيلاً محزوزاً ملبداً .. لكنها أي نيفاشا في نفس الوقت اخرجت النوبة في جنوب كردفان من مولدها بلا حمص و بالاحري صفر اليدين ..
جنوب كردفان
حارب و نضال و كافح اهل جنوب كردفان جنباً لجنب و كتفاً لكتف مع أخوتهم الجنوبين .. و تحقق للجنوبيين بغيتهم ونالوا مرادهم بينما أهالي جنوب كردفان من النوبة و سائر القبائل التي تقطن جنوب كرفان فمصيرهم لا يزال يكتنفه الضبابية و الغموض ..
الراهن في جنوب كردفان لا ينبيء بخير ابداً .. فالشراكة التي تضم حزبي المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان صارت الي حالة من التشاكس المستمر .. فالمرء تنتابة احساس قوي جداً بأن حالة العداء السابق بين الشمال الجنوب يتجلي اليوم بوضوح علي مسرح الاحداث في ولاية جنوب كردفان ..
فالخصمين السابقين الذين يفترض انهم شركاء يحاولان تصفية حساباتها السابقة في ولاية جنوب كردفان ..
انقضي جل الفترة الاولي من تقاسم السلطة في جنوب كردفان في خلافات بين الوالي خميس جلاب و نائبة عيسي بشري حول لمن تأول رئاسة المجلس التشريعي في جنوب كردفان ..
ها هي الفترة الثانية و الاخيرة من عمر الشراكة في جنوب كردفان تشهد نفس السيناريو و لو بحيثيات مختلفة بين الوالي عمر سليمان و نائبة دانيال كودي حول وزير المالية .. كل المراقبين يدعون الشركين في جنوب كردفان الي نزع فتيل التوتر في جميع الصعد .. فهم يقرأون حالة الشد و الجذب في جنوب كردفان بقلق و تشاءم كبيرين ..
الشركاء الفرقاء في جنوب كردفان يعملان خلف الستار كل ضد الاخر .. و ما لم تدخل جهة ما محايدة لفض و اغمادة حالة العداء السافر المستتر بين الشريكين .. ما لم يتم حسم و حل المشاكل و القضايا العالقة في جنوب كردفان بصورة واضحة فالوضع المأزوم هناك لايكمن التنبوء بخواتمه و نهاياته التي نخشي ان تجر الولاية الي ويلات و حروب جديدة .. علي الشركاء في جنوب كردفان حل قضاياهم بروح المسئولية وعدم التزرع و تعليق مشاكلهم علي شماعة حركة العدل الدارفورية .. فالمسئولون في جنوب كردفان هم من ا يعطي مجالاً نافذة لحركات دارفور للولوج الي ولايتهم .. فلا يمكن تبرير اعادة التسليح في هذا الجانب او في الجهة الاخري بهذه الحجج الغير مقنعة ..
فهل كان نيفاشا خصماً علي ولايتي جنوب و غرب كردفان ؟
قبل نيفاشا كانت جنوب كردفان الحالية تضم ولايتي جنوب و غرب كردفان .
قصمت نيفاشا ظهر ولاية غرب كرفان و جزأتها بين ولايتي شمال وجنوب كردفان لحكمة يعلمه المفاوضين في نيفاشا وحدهم .. فلا أظنهم شاوروا أهل هذه الولايات بأمر الفض و الاضافة و التذويب .
أغرت نيفاشا ولاية جنوب كردفان بشكله الجديد بعد ان يذوب فيه جزء كبير من غرب كردفان .. اغرتهم بنسبة 4% من عائدات البترول المنتجة بالولاية و التي تعبر أراضيها بحسب نسب برتوكول تقسيم السلطة و الثروة .. كان الجانب الظاهر من العرض مغرياً جداً أسال لعاب المفاوضون الذذين ينوبون عن ولايتي جنوب و غرب كردفان .. غض الجميع الطرف عن الجوانب السلبية للعرض و تنازلوا لبعضهم عن أسقف المطالب ..
لكنهم اليوم يعضون بنان الندم بحسرة و دموع .. فأهل غرب كرفان المذاب يندبون حظهم و يلعنون ليل نهار من كان سبباً في اذابة ولايتهم .. انهم يتباكون علي النفط و البترول المستخرج من أرضيهم و نسبة ال 2% التي لا تنعكس ايجاباً في تنمية مناطقهم او توظيف اولادهم لكنها تساهم بسلبية واضحة في خراب بيئتهم ..
النوبة هم أهل جنوب كردفان السابق يستشعرون بالظلم و الغبن البين الذي لحق بهم من نيفاشا التي بخرت كل سنين حربهم الطويل بدون مكتسبات حقيقة علي أرض الواقع .. فقد كانوا ينادون بأقليم او ولاية جبال النوبة ويطالبون بتقرير المصير للنوبة شأنهم شأن جنوب السودان .. وعدوا في وقت ما خلال المفاوضات بحكم ذاتي او بأدارة ذاتية و انتهوا الي ما يسمي بالمشورة الشعبية .. و ها هم المحاربين من ابناء جبال النوبة يقيمون ما وراء حدود 1956م في انتظار المجهول .. المجهول الذي ينتظره النوبة و اولادهم القابعين في المجهول هو ما ستسفر عنه نتائج الاستفتاء الخاصة بوحدة السودان او انفصال الجنوب ..
10 / 1 / 2000م

هل حقاً أدار الجنوبين ظهرهم
لرفاقهم النوبة .. ؟
*****

في العام الماضي احتفلت الحركة الشعبية بالذكري الاولي لرحيل رجل السودان العظيم وقائدها الدكتور جون قرنق ديميبيور . تحت شعار( شموع المحبة )
فأضاء المحتفلين الالف الشموع أحالت ليالي استاد المريخ الي نهار .. و في هذا العام تم الاحتفال بالذكري الثانية تحت شعار ( جون قرنق عامان من الحضور ) . و بين الرحيل و الذكري الاولي و الثانية عبرت مياه كثيرة تحت وفوق الجسر .. كما ان رياحاً و عواصف و بل اعاصير عاتية وقاسية هبت علي الشموع بلا رحمة و لا شفقة وقد انطفئ الكثير من الوهج و البريق و النور. فجاءت الذكري الثانية شعاراً يكاد ان يكون بلا مضمون او بالاحري أفرغت الذكري الثانية عمداً و عن قصد من محتواها تماماً .. و قد غاب تخلف الكثيرين عن الذهاب و المشاركة في ذكري العام الثاني ?.
كان الجميع بلا أستثناء عند الرحيل حضوراً .. و كانوا هناك بمستوي الحدث و كانت وقتها الحركة الشعبية لتحرير السودان قبلة الجميع كما ارد لها قائدها .. كما كان لشعار الحركة الذي ينادي بالسودان الجديد الموحد جاذبيته.. السودان الذي راود الكثيري نبأن يتم بنائه بأسس جديدة تقوم علي أرضية صلبة و قاعدة متينة ترفع عليها و تسمو قيم العدل و المساواة و التنمية المتوازنة في كل ربوع السودان ..و قد بكي السودانيين جميعاً من صدمة الرحيل المفاجيئ بكاءاً مراً ..
نحن هنا لسنا بصدد الحديث عن الذكري الثانية الذي جاء تحت شعار عامان من الحضور رغم غياب الكثيرين و تراجع البعض. لان ذكري هذا القائد العظيم سيبقي حضوراً دائماً في أفئدة و قلوب من عمل لاجلهم كفاحاً و نضالاً حتي الرمق الاخير شهادة . هذه الذكري ستظل منقوشة علي صحائف الصدور الوفية الامينة و ستبقي ذكري خالدة ..
عاماً من الحضور فماذا تبقي فيها من ألق السودان الجديد و قد تشتت سامر الرفاق و تفرق شملهم ليذهب كل في كل في سبيله .. عاماً من الحضور لم نشهد فيه أي تغيير يذكر بأتجاه السودان الجديد الا بتغيير العملة من الدينار الي الجنيه .. عامان من الحضور بدون تغيير يذكر في حياة السودانيين الذين كانوا يحلمون و يتطلعون الي السودان الجديد الذي كان في فكر القائد الكبير… فهل رحل القائد أخذاً معه كل شيئ .. فحتي الاحلام و الاماني و التطلعات .. تبددت و انداحت و هي تعد نفسها للرحيل لتلحق به …
يكاد الجميع ان يكون قد زهد او تخلي عن فكرة السودان الجديد .. و من الشواهد التي امامي المقالات الصحفية التي كتبها العميد/ تلفون كوكو ابو جلحه بجريدة رأي الشعب .. تم تجميع هذه المقالات في كتاب بعنوان ( المؤتمر الوطني و الحركة العشعبية وجهان لعملة واحدة ) . و يعد العميد تلفون كوكو واحد من ابرز قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان بجبال النوبة .. بل هو من المؤسسين لها علي الاطلاق كما جاء في مقالاته و من ثم كتابه .. تلك المقالات حملت في طيأتها شكاوي كثيرة و انات و صرخات داوية تحس في كلماتها حرارة الدموع النابعة من العيون باكية حسرة .. كما تلمس في معانيها الام الجروح نازفة غبناً مكبوتً . و هي تعبر عن مدي الغضب و الغبن الذي اصاب كبد هذا القائد من رفاقه .. و تلفون كوكو يكاد يشكو لطوب الارض من ظلم رفاق الامس من زاملهم في ساحات الحرب و قلاع النضال بجبال النوبة و الانقسنا و ادغال جنوب السودان الوعرة .. و كيف تحول الرفاق عن شعارات الامس القريب مئة و ثمانون درجة ..وهذا هو من ظلم أهل القربي الاليم الذي يشكو منه العميد/ تلفون كوكو ابوجلحه .. و قد رمي تلفون كوكو بسهامه الغاضبة في كل الاتجاهات .. حتي كادت لا تستثني احداً او تفرق بين بين رفيق و حبيب او خصم و عدو و ناكر جميل 0 و أظنها اصابت حتي هؤلاء الذين يجب ان ينذكر محاسنهم حسناتهم في غيابهم الابدي . لم يستثتي سهام تلفون قادة الحركة و رموزها من الذين غيبتهم الموت كالقائد / يوسف كوه مكي و القائد جون قرنق دعك من الاحياء منهم و بالاخص الذي غيرته المراكز و المناصب او غرتهم المكاسب و المغانم ..
و نحن هنا لسنا بصدد تقيم مدي و مقدار الظلم الذي حاق بالعميد تلفون كوكو من اصحابه و رفاقه فقد اوضح كل شيئ جلياً و بدون لبس. قد نتفق مع الرجل او نختلف معه في بعض الامور الا ان الذي يهمنا في هذا المقال هو عنوانه (هل حقاً أدار الجنوبين ظهرهم لرفاقهم النوبة ) فقدكان للنوبة القدح المعلي في النصر الذي تحقق للجنوب و المكاسب التي يتنعم بها القادة الجنوبين اليوم . كما كان للنوبة اليد الطويلة في في تقدم القضية و تطورها كقضية قومية تهم كل السودانين . قدم النوبة و باقي السودانيين من المهمشين انفسهم وقوداً في حرب العشرين عام بكل شجاعة و استبسال و تضحيات نادرة . و جاحد من ينكر دور النوبة الكبير العظيم في ترجيح كفة النصر في احايين كثيرة ليس لصالح قضية الجنوب بل لصالح السودان الجديد .. فالحرب الاخيرة لم تكن بين الشمال و الجنوب . بل كانت حرب ضد الظلم و التهميش وضد الاستعلاء الديني و العرقي و الثقافي . كانت الحرب لاجل السودان الجديد الواحدالمتحد بقواعد جديدة .. كانت حرب علي ظلم و طغيان المركز .. كانت حرب كل الاطراف المنسية في السودان في سبيل تحقيق ذاتها.. فهل أغفل المفاوض الجنوبي الكبير سهواً او عمداً حقوق باقي الاطراف السودانية و من ضمنهم النوبة .. و هل كانت نيفاشا بالنسبة الي أهل جبال النوبة و كل المهمشين كذبة كبري ابتدأت اوراقها في التساقط مباشرة بعد رحيل الدكتور جون قرنق لينكشف العورة تماماً بعد عامين من الحضور الغياب …
هل تنكر النائب الاول لرئيس السودان الفريق سلفا كير ميارديت للنوبة و ادار ظهره لهم بمجرد استلامه لزمام الامور في الحركة الشعبية لتحرير السودان . و الا فأين المواقف التي تدحض تلك الافتراءات ان جاز ان نسميها افتراءات .. ها قد مر علي رحيل القائد جون قرنق اكثر من عامين بالتمام و الكمال دون ان يقوم النائب الاول لرئيس السودان تسجيل بزيارة واحدة لرفاق الامس بجبال النوبة و لو علي سبيل التحية و المجاملة .. و كم كان الرفاق بجنوب كرفان تواقين لزيارتة وهم في أوج الاختلاف علي كل صغيرة و كبيره ?.قد تأخر جراء ذلك الدستور في جنوب كردفان ليتأخر معه تشكيل الحكومة و لتتأخر التنمية? و قد انتهي فترة حكومة الحركة الشعبية في جنوب كردفان دون تحقيق أي مكسب او مغنم لأهل جنوب كردفان كلهم مؤتمر وطني و حركه شعبيه .. انتهي و انقضي عامان للحركة الشعبية و هي تدير دفة السلطة في جنوب كردفان و الولاية تغلي بالاحداث و المشاكل و التجاوزات .. كل ذلك لم يحرك ساكنا للنائب الاول لرئيس السودان . قد لا نخطيئ ان سمينا الذين يطالبون بادوار في حكومة جنوب السودان او بجزء من اموال التنمية المرصودة للجنوب لاجل التنمية في جبال النوبة بالمتفاعلين اكثر من اللازم .
و مع كله هذا لا نستطيع ان نقول بأن الجنوبين اداروا ظهرهم لرفاقهم في جبال النوبة .. و قد نظلم النائب الاول لرئيس الجمهورية ان قلنا بأغفاله لجبال النوبة و جنوب كردفان . و هو الذي يمسك بيد كل مشاكل السودان جنوباً و شمالاً شرقاً وغرباً . و ليس بعيد عنا ملف مشكلة دارفور الساخن الذي يوليه النائبالاول أهمية كبري ..و هي مشكلة يتمني كل السودانيين حلها اليوم قبل الغد . فقط نأمل ان يضع النائب الاول رفاق الامس ضمن اجندته و اهتماماته و يتذكرهم ضمن مشغولياته قدر المستطاع … لأن ذلك سيزل بعض الغضب و الكثير الغبن من الغالق في صدور الرفاق في جبال النوبة و سائر المناطق الاخري التي لا نعرفها و هو يعلمها جيداً ..و الجايات اكثر من الريحات …

11 / 8 / 2007

جنوب كردفان : غياب الارادة السياسية

لقد كتبت الموضوع ادناه قبل ما يقارب الخمسة اعوم أي بعد اكثر من ستة اشهر من توقيع اتفاقية وقف الاطلاق النار في جبال النوبة بتاريخ 19 / 1 / 2002 م . تلك الاتفاقية التي صارت فتحاً مبيناً لسلام السودان بتوقيع اتفافية نيفاشا . و نيفاشا هذه ينظر اليها أهل جبال النوبة بمختلف خلقياتهم بأنها اخرجتهم من عيدها بلا حمص … و في ظل الوضع الراهن بجنوب كردفان و هو الوضع الذي يصح ان نقول فيه بأنه وضع يراوح مكانه . حيث ان الشريكين في جنوب كردفان المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحرير السودان ظلا عاجزين تماماً علي نخطي صعاب الماضي و القفز الي المستقبل . فحصيلةالعامين الماضيين من عمر الشراكة في جنوب كردفان كاننت صفراً كبيراً في الجوانب من تنمية و اذدهار و سلام و استقرار و اطمئنان .. لقد اعاد الشركين في جنوب كردفان الاجواء الي سابق عهدها قبيل 19 / 1 / 2002 م اجواء الحرب و ظروفها . كما ان وجود الامم المتحدة هناك في جنوب كردفان هو وجود يكاد ان اقرب الي الوجود السالب منه وجوداً ايجابياً . وهذا ما يجعل المواطنين في جنوب كردفان يحنون الي فترة وقف اطلاق النار اكثر من فترة السلام الراهن ..
و كم حاولت ان اجد ما استطيع اكتبه عن ما تحقق في العامين الماضين دون جدوي و هذا ما جعلني اعود الي التنقيب أرشيفي لاجد فيه ما يمكن ان يقال في الظرف الراهن في جنوب كردفان و دارفور و السودان فقد نجد في دروس و عبر الماضي ما يساعد في تخطي الحاضر نحو المستقبل بعزم وارادة أقوي ..كتب هذا الموضوع بتاريخ 13/12/ 2002م و قد نشر بجريدة الصحافة الغراء..

17 / 8 / 2007م

جبال النوبة بين
مد الحكومة و جزر الحركة الشعبية

و منذ أن تم وقف اطلاق النار في منطقة جبال النوبة بتاريخ 19 / 1 / 2002 م …
هذه الاتفاقية التي أحدثت صخب و ضجة كبري .. اذ صاحبت توقيع هذه الاتفاقية محاولات كثيرة هدفت للنيل منها و عملت للتقليل من شأنها .. بل و عمل البعض للتحريض ضد هذه الاتفاقية و سعي بعضهم لاختراقها بواسطة ابناء النوبة انفسهم ، قالوا ان هنالك أجندة خفية تقف وراء هذه الاتفاقية و قد خيب ابناء النوبة الحريصيين علي السلام ظن تجار الحروب في السودان …
و بحمد الله العلي القدير و بعزم و بعون الرجال الخيرين الحادبين علي حياة الانسان في جبال النوبة اجتازت الاتفاقية فترة الستة شهور الاولي و ها هي تصمد و تتقدم بعزم وثبات لتجتاز مرحلتها الثانية ايضاً و التي نأمل صادقين ان تتوج بالسلام الكامل في كل السودان ….
أن وقف أطلاق النار في جبال النوبة أدهش المراقبين الدوليين و اعادت الثقة الي نفوس المواطنين و ملأت قلوبهم بالطمأنينة .ان تجاوز الاتفاقية للستة شهور الاولي و الثانية لهو برهان أكيد و دليل قاطع بأن الجميع و بنفس واحدة قد سئموا الحرب ، بل هو قول صريح و بليغ يثبت تطلع الانسان في جبال النوبة خاصة و السودان عامة الي حياة السلم و الاستقرار و التنمية و الاذدهار .. و من خلال تجربة جبال النوبة يستطيع المرء أن يري شعاع نور في نهاية نفق المشكلة السودانية أن جاز التعبير.. كما يستطيع المرء ايضاُ ان يتفاءل بالحل السلمي في السودان متي سلمت النيات و توحدت الرؤي و تكاتفت الايدي . أو قل أن الحل السلمي ممكن متي وجد الرجال الجادين الشجعان القادرين علي تحمل المسئوليات الكبيرة بروح وطنية خالصة ..
فسلام السودان يحتاج الي حب هذا الوطن كما يحتاج الي الاعتراف بالاخر و قبوله بغض النظر عن الانتماءات و الخلفيات و الجهويات بحسب الجغرافيا و التاريخ و الانسان و الارض .. يحتاج السودان الي رجال ينظرون الي الامور بعمق و تدقيق و فحص و تحليل و يتفهمون القضايا بحكمة و حنكة و تجرد من الاغراض الذانية الانية قصيرة الامد … يحناج السودان الي السياسين الذين يلعبون ادوارهم اللعبة النظيفة ..
لقد تحمس الجميع بنجاح اتفاقية وقف اطلاق النار في جبال النوبة .. وصارت هذه الاتفاقية بوابة الدخول لحل جميع قضايا السودان التاريخية العالقة .. فتح اتفاقية جبال النوبة الباب علي مصراعيه فدخل الناس الي مشاكوس الاولي .. وبروح نجاح اتفاقية جبال النوبة ، تم التوقيع علي الاتفاق الاطاري في مشاكوس الشيئ الذي أدخل المسرة في قلوب جميع السودانيين المكتويين بنيران الحرب الاهلية طويلة الامد ..فرح بالاتفاق كل طالب للسلام العادل لكل السودانين .. و بتوقيع الاتفاق الاطاري في مشاكوس صار السودان قاب قوسين او ادني من السلام .. و قد قيل وقتها و الفرح العارم يملاء القلوب أن الشيطان يسكن في التفاصيل … الا انني أجزم القول بأن الانسان في احيان كثيرة يصير شيطاناً و غول يدمر و يهدم ، يعربد و يخرب كل ما بذله من جهد و عمل و بناء و ما تحصل عليه من ثمار و حصاد ليعود من جديد يندب حظه السيئ ، يعود يبحث عن شماعة الاسباب و المبررات … يبحث عت العلل يقنع به ذاته و الاخرين عن اخفاقات الطرف الاخر … وهذا ما حدث في مشاكوس الثانية تهدم البناء من قاعدته عدنا و عادت مفاوضات السلام الي المربع الاول بل تراجعت أماني الحالمين بالسلام الي ما هو ابعد من المربع الاول ..
و في لقاء كمبالا الشهير الذي جمع بين الفرقاء في السودان لقاء البشير و قرنق التاريخي توقع الجميع بأن يتم تتويج اللقاء بأتفاق كامل لوقف اطلاق النار في كل بقاع السودان و هذا أدني شيئ يتوقعه كل انسان في لقاء الزعيمين ، و قد خاب ظن السودانيين كما خاب ظن المراقبين للاوضاع في السودان …
في بداية مشاكوس الثانية أحتل الجيش الشعبي لتحرير السودان مدينة توريت و في خطوة متسارعة انسحب وفد الحكومة من المفاوضات و لتدق طبول الحرب من جديد .. استرد الحكومة توريت و استولي الجيش الشعبي علي همشكوريب .. كاد انفاس الجميع ان تتقطع من جراء تسارع الاحداث و مجرياتها في السودان و انحدارها نحو الاعماق المظلمة السحيقة .. و يكاد دقات قلب المرء المتابع لاوضاع السودان ان يتوقف و يكاد الانسان السوداني المهموم بهم السلام أن يفقد الأمل في سلام السودان …
في مشاكوس الثانية برزت علي السطح مشكلة جبال النوبة و النيل الازرق و أبيي … تجاذبت الحكومة و الحركة أطراف هذه المناطق حتي كادوا أن يقطعوا أوصالها … فبين شد الحكومة و الشد المضاد للحركة الشعبية صارت هذه المناطق تسبح في بحر تتلاطم امواجه في مد وجزر … لقد انفض سامر المتفاوضين في نيروبي و علقت المفاوضات حتي يناير كانون الاخر .. ليبقي موضوع و ملف جبال النوبة ساخناً .
فمنذ اجتماع السفير البريطاني ألن قولتي بالثمانية من قادة ابناء جبال النوبة … ثارث ثأرة الخرطوم من وقتها و لم تهدأ ، و حسب البعض هذا الاجتماع خروج من بيت الطاعة و حسبه البعض الاخر تطاول من النوبة يستوجب الحسم و البت و الا انفلتت الامور … حدث هذا لان في عرف و فكر بعض السودانيين ان النوبة اتباع يتوجب عليهم الطاعة العمياء و الخضوع الكامل و تنفيذ الاوامر بغباء و علي النوبة ان يبقوا كذلك الي ان يرث الله الارض و من عليها .. ليس للنوبة قول او فصل حتي في امورهم الخاصة جداً .. ليس للنوبة ان يعبروا عن ارائهم … فمساحة حقوق النوبة في السودان لا تتعدي ان يكونوا اتباع لغيرهم يدورون في فلك اصحاب السيادة في السودان ، و علي النوبة أن يظلوا أدوات تستخدم و تستعمل و آلات تدار لتنج وتحصد ..
و ليعرف الجميع في السودان أن النوبة بشر كسائر الناس و هم شعب و أمة و لهم تطلعاتهم و طموحهم و احلام و اماني و أمال ..و ليس من حق أي انسان كائن كان أن يقيد حق النوبة في ان يكونوا بشراً مثلهم مثل كل السودانيين .. فمن حق كل انسان ان يتطلع و يحلم و يتمني فهذه أمور اولية و غرائز اساسية في الانسان يولد بها و تنمو فيه و تتأصل و من حق كل انسان في كل مكان في العالم الواسع و علي وجه الكورة الارضية أن يعمل و يأمل و يتطلع الي الاحسن و الافضل ، و هذ ليست ببدعة او جريمة و جناية او خطيئة و أثم … و احلام النوبة و أمالهم و تطلعاتهم هي نفس الامال و الامنيات التي ينادي بها كل السودانيين من نمولي الي حلفا و من الجنينه حتي خشم القربه .. كل السودانين يتطلعون أن يكون لهم نصيب في ثروة السودانبالقسمة العادل و المتوازنة . وكل السودانيين يأملون في حكم السودان دون حجر او احتكار لقبيلة دون سواها … وكل السودانيين يتمنون وحدة أرض و تراب هذا الوطن … و لايحق لفئة ما أن تدعي الاحقية لنفسها و الوصاية علي غيرها و ليس لآي جهة او لآي بشر من الناس في السودان ان تدعي بأنها صاحبة القرار الاول و الاخير سيد الحل و العقد دون الاخرين ..
و ليفهم او ليتفهم الماسكين بزمام الامور في السودان حقوق شعبهم بأختلافاتهم و ليعدلوا في سلطانهم لآجل وحدة هذا السودان المبني علي العدل و ليس بالقهر و الظلم …. وحدة السودان القائم علي المساواة و ليس علي التميز و التفريف … و عليهم أن يعملوا لوحدة السودان الذي يسنده الحق و ليست تلك الوحدة التي تحرسها القوة و القمع و الجبروت … و ألا فلتسألوا التاريخ عن أمبراطوريات روما و اثينا و نينوي …….
17/ 8/ 2007
أما عن مشكلة دارفور فأنا أقتبس من المقال السابق الاتي :-
( يحتاج تحقيق السلام في دارفور الي رجال ينظرون الي الامور بعمق و تدقيق و فحص و تحليل و يتفهمون القضايا بحكمة و حنكة و تجرد من الاغراض الذانية الانية قصيرة الامد … يحناج دارفور الي السياسين من الجانبين الذين يلعبون ادوارهم اللعبة النظيفة ..
و قد نحتاج في حل مشكلة دارفور الي زعيم اخر في قامة الدكتور / جون قرنق و ارادة صلبة كأرادة الاستاذ علي عثمان محمد طه ) .

جبال النوبة و التعايش في ظل
الحرية و الحق و السلام

تجاوباً و فرحاً بوقف اطلاق النار في جبال النوبة و تفاعلاً بهذا الحدث العظيم جداً 00 الحدث الذي صار سبقاً عالمياً و تناولته جميع الاجهزة العالمية و الاقليمية و المحلية من صحف و مجلات وراديو و تلفاز … الفضائيات العربية و الافريقية و الاجنبية و القناة السودانية … الشبكة العنكبوتية او الانترنيت اي ايضاً افردت حيزاً مقدراً لوقف اطلاق النار بجبال النوبة 00
و في السودان اختلف الناس كثيراً و لا زالوا مختلفين و سيظلوا لزمن طويل هكذا غير متفقين ? فأتفاق اطلاق النار في جبال النوبة قوبل بمعارضة شديدة من الكثيرينكما أيده البعض الاخربحماسة منقطعة النظير و بعضهم أيد بأستحياء و خجل ? أما نحن أهل جبال النوبة من المكنويين بنيران الحرب .. نحن ابناء النوبة الواضعين أرجلنا علي النار ( فقد صرنا كالحالمين ، حينئذ أمتلأت افواهنا ضحكاً و ألسنتنا ترنماً لان الرب قد عظم العمل معنا )
نعم افتقدنا الله أخيراً و بعد ان يئسنا أعطانا الله سلاماً من عنده ، أعطانا الله سلامه الذي يفوق كل عقل .. و هبنا الله السلام الذي لم يخطر علي بالنا ? فعندما أحتقرنا اخوتنا الاخرين في وطننا السودان تذكرنا الله اذ رأي مذلتنا فأحبنا .. سمع الله صوت صراخنا الصامت ? رأي الله سيول دمائنا المهدرة و موعنا المتدفق ? أبقي الله أروحنا التي أزهقت بلا رحمه و ابقي حياتنا ووجودنا الذي ابيح .. وضع الله القدير نهاية لجثث أمواتنا التي تقززت منها الجوارح من صقور و تسور و تقيأها وحوش الغابة من ذئاب و نمور وأسود ..
أن هذا السودان هو وطننا و سيبقي كل أهل السودان أهلنا بالرغم من ما أصابنا من بعضهم .. سيظل السودان و كل شبر فيه من أقصي الشمال الي ابعد مكان في الجنوب عبوراً بالشرق و الوسط الي الغرب سيظل وطناً واحدً ? في هذا الوطن الكبير بخيراته الكثيرة الوفيرة بوسعنا جميعاً أن نعيش في سلام و أمان و رخاء و اذدهار متي توفر العدل و المساواة و احترام الاخر مهما أختلف عنا ، لان اختلاف الرأي لا يفسد العيش المشترك بين الجميع ..
,, و علي الجبال السلام ،، قد تكون خاطرة عن السلام حلم الانسان في كل مكان هو تعبير صادق و انفعالات عفوية عن لحظات الفرح و قد تكون تنفس للصعداء بعد سنين الاحباط و ليالي اليأس الذي عشناه و لازمنا طويلاً ? و قد تكون تطلع لغد أفضل و مستقبل أكثر أشراقاً ..
و علي الارض السلام هو احساس نابع من قلب أبيض يكن لكل أهل السودان بالحب بلا تميز لثقافة او قبيلة او دين و لون لا ن قلوبنا صافية لبن ?.
أن المرارات التي تذوقناها و الضربات التي تحملناها و الجراحات التي أصابتنا و الاسهم التي طعنتنا في الصميم لن تعيد عقارب السلام الي الوراء لان بندول ساعتنا لا يعرف الا الدوران بأتجاه المستقبل .. كما ان عيوننا دائما ستظل تنظر الي الامام دون أي التفات الي الوراء لا جل سودان أفضل بدون عداوات و خصومات ? سودان بلا حروب و دماء و دموع ? سودان السلام الذي ينعم فيه كل الناس باللام و الحرية و الوحدة و الديقراطية
الانسان و الحرية و السلام :-
و في البدء كانت الكلمة ، و الكلمة كانت هي الحرية و كانت الحرية عطية من عطايا الله للانسان … في البدء خلق الله الانسان حراً اذ اوجده في جنة عدن أرض الحرية الاولي … و بالحرية ذاتها اختار الانسان الارض وطناً ليعيش فية بمحض ارادته .. و قد احترم الله حرية اختيار الانسان رغم مخالفته لارادة الله و فكره عند الخلق … لذلك سيظل الانسان كأنناً حراً يسعي دائماً الي الحرية التي يعشقها لانها هي الفطرة التي وجد فيها لآنها أي الحرية هي قوة خفية في كيان الانسان يشتاق اليها متي فقدها او سلبت منه لسبب او لاخر .. لان في النزعة البشرية قوة تدفعها الي الحرية ….
الحرية ميزة أختص بها الله الانسان دون غيره من سائر الخليقة ، و هي قيمة عظمي تسمو بهذا الانسان خليفة الله في الارض درجات من السمو و الرقي ، و ترتفعه بحسب حسن استخدام الانسات لها … و درجات الحرية العالية تنحدر كما ان قيمة الانسان و انسانية الراقية تهبط بفعل الكبت و الحرمان و الاستعباد .. فالقهر يذل الانسان و يستبد به فتنحط قدرة الانسان و انسانيته بالتسلط و الهيمنة و الاستغلال . لان الحياة الانسانية تختنق و تموت في غياب الحرية و انعدامها كما تختنق الاسماك و تموت و هي خارج المياه .. فبحر الانسان هو الحرية .. أن طاقات البشر و مواهبها و امكانياتها جميعها تتلاشي و تفني بعيداً عن الحرية لان الحرية هي روح العطاء و الابداع ..
و لان الانسان هو صورة الله من حيث العقل و الفكر و الحرية ، فهو يبقي كذلك بعقله الحر و فكره الغير مقيد و روحه المنطلق ينمو و يتقدم و يتطور و يزدهر … و من قلبه ينبض حباً لنفسه و لله و الناس أجمعين …. يبدع الانسان خيراً للاخرين و العالم عندما يعرف ان الاخرين يقدرونه و يحترمونه و يهتمون به .. و هذا الانسان نفسه يستطيع ان ينفجر شراً مستطيراً ، فيدمر حياة الناس و يحلل دماء البشر من حوله عندما يحس ان حريته مسلوبة و ان انسانيته محتقره و ان قيمته الانسانية لا تجد القبول لدي الاخرين من الذين يختلفون عنه 00
أن أرادة الله للانسان هو الحرية الشخصية في ظل مراعاة الحرية العامة أو احترام حريات الاخرين ..و الانسان في احيان كثيرة في حبه لنفسه و انانيته لا يهمه الاخرين ، فتتخذ الحرية عنده صورة الطغيان و التسلط و الاستعباد .. يميل البشر دائماً الي التميز و التفريق و التفضيل و الانحياز كما يجنحون الي الانا الضعيفة و الذات الضيقة ، و في ضيق ذات الانسان يضيق عليه الدنيا كلها فلا يقبل بالاخر .. فكيف قتل قاين اخيه الشفيق الوحيد هابيل و الكون في بداية عهده الاول و بني ادم لم يتعدي عددهم الاربعة اشخاص هم افراد اسرة واحد ابينا أدم و امنا حواء ..و العالم اليوم يكاد ان لا يسع الناس بالوان طيفهم الكثيرة الابيض و الاصفر و الاسود و الاحمر .. عالمنا الحاضر و البشر اجناس و اديان و قوميات و امم و قبائل و عشائر … هذا العصر عصر النظامي العالمي الجديد هو نفس ذلك العصر القديم عصر الانسان الاول من حيث غرائز البشر و ميولها الي الشر و حبها للعداوة ..
أن عصر العولمة و الانترنيت و غزو الفضاء و الاستنساخ يبقي هو ذلك الزمان الذي نسميه اليوم بالعصور الحجرية .. فالانسان يبقي هو الانسان علي مرور الازمان و العصور و اختلاف العهود و الاوقات .. فالرجل الابيض يستعبد الاسود و يستكبر علي الاحمر و الملون و الاصفر … و القوميات تتنازع بين عرب و افارقة صرب البان .. و عندما يعلو اصواتهم بحوار الاديان و الثقافات فتأكد بأنهم يقصدون تصادمها .. و في سبيل ذلك فهم يحشدون الجيوش و يرسلون البوارج و يوجهون رؤوس الصواريخ عبارة القارات ..
أن نظام عالمنا الجديد يموت فيه الاطفال في قارة أفريقيا في الصومال و اثيوبيا و جنوب السودان و رواندا .. كما يموت فيه الناس الابرياء في فلسطين و افغانستان و الجزائر .. كل ذلك يحدث لان المظام العالمي الجديد يستطيع أن يدفع كل ما يملك ليصنع القنابل و المتفجرات التي تقتل في لحظات من طرف عين الالاف من البشر . وهذا النظام العالمي ذي المقدرة العالية لا يبالي بدفع القليل لزراعة القمح و الارز لسد حاجة ملايين الجياع في ارجاء الكون 00 و في ظل هيمنة الدكتاتوريات في العالم تتراجع الحريات العامة و الخاصة و تتسع مساحات الظلم و الظلام بين بني البشر …
أن الاديان في جملتها و كثرتها السماوية منها و الطبيعية و المادية و الوثنية و الاخلاقية كلها تعبر عن حاجة الانسان هذا الكائن الضعيف و شوقه الي الكائن العظيم القوي القدير الذي يتصف بالكمال و الجمال و الخير و المحبة و الحرية و السلام ..كل الاديان بلا استثناء تنادي بالقيم الجميلة و تدعو الي الفضيلة و الطهارة و القداسة و الرحمة و التسامح بين الناس جميعاً …و الاديان السماوية علي وجه الخصوص تدعو الانسان و تبشره بالحياة و الجنة و الفردوس و الخلود بعد الموت أن تمسك بالدين و الايمان و عمل الخير و الرحمة لاخيه الانسان ، لان في هذا طاعة لله و محبة الرب و تطبيق للشرائع و السنن و الاوامر و الوصايا التي تنادي بها الاديان ..
و الدين او الاديان كلها تحرض اتباعها الي السمو بالنفس و الروح و الجسد لنوال رضي الله العلي القدير الرحمن الرحيم القدوس رب السموات و الارض .. و الي الله يلجأ كل البشر و يركضون عند الشدائد و الضيقات و في أزمنة الازمات .. في اوقات الحروب و انتشار الاوبئة و الكوارث الطبيعية يلجأ الناس الي الخالق عز و جل .. و الله و من خلال جميع الاديان يستجيب دعاء الداعين بالصدف و الايمان … يحمي الله البلاد و الاوطان من الاعداء كما يرفع الداء يمنع انتشار الوباء عن العباد .. و الله يرسل الغيث و المطر المبكر عند الاستغاثة فيروي الزرع و المرعي و يمتل الضرع .. هذا هو الله رب كل العالمين , عنده كل البشر متساون .. و الله في حريته المطلقة أعطي الناس أن يكونوا احراراً كما يريدون علي ان تدور محور الحرية في فلك الله و علي ان لا تتعدي حرية الانسان حريات الاخرين و ان لاتمسها بشر بل عليها ان تحترمها و تعمل لأجلها .. و الحرية كالمحبة لا تسقط ابداً ….
كما ان الحرية ضرورية للانسان كذلك السلام .. فالسلام هو الوجه الاخر للحرية ، فحيث تكون الحرية هنالك تجدون السلام لا ن السلام ثمرة من ثمار شجرية الحرية و دوحتها الوارفة الظلال … السلام كل لا يتجزاء و لا يقبل القسمة و لو علي نفسه .. فالسلام يبدأ من نقطة مركزية هي ذات الانسان و يتسع من محور هذا الذات و نقطها المركزية دائرة كاملة هي علاقة الانسان بالاخرين من حوله .. فالسلام الفردي مهم حداً لضمان سلام الجماعة … و الذي لا يملك سلام الذات لا يستطيع يعطي سلاماً للمحيط الذي يعيش فيه …أن السلام مثلث الاضلاع و حتي يدوم هذا السلام لابد للاضلاع الثلاثه أن تكون في اتصال و اتفاق و رباط .. الله هو محور سلام هذا العالم و هو نبع السلام و مصدره و سلام الله سلام يفوق كل عقل و تصور .. فطوبي للذين ينتهلون من السلام الحي لانهم يروون و لا يعطشون ايضاً …و الانسان ضلع مهم في مثلث السلام ، يقيم السلام الداخلي في مع ذاته و صلته او اتصاله بالله و علاقته بالاخري من حوله .. فلا تطلبوا سلام الله و انتم في خصام مع ذواتكم … و لا تطرقوا أبواب الاخرين طمعا في السلام و باب الله مغلق دونكم لانكم غرباء في علاقكم مع الله … فالله لا يعطي سلاماً لاناس يفتقدونها في انفسهم و في ذواتهم و الله لا يهب سلاماً لقوم لا يحبونه لغيرهم …
فدع السلام ان يسكن قلبك اولاً ، لان النفس البشرية التي لا مكان لسلام الله فيها تقتل ذاتها بذاتها بصراعها الداخلي الذي يتأجج فيها يوماً بعد يوم بنيران وقودها الحقد و الطمع و الانانية و الغيرة و الحسد و حب الذات .. و سلام القلب لا يقيم حيث الحسد و البغض و حب الانتقام ( فمن أين الحروبات و الخصومات بينكم ، ألست من هنا من لذانكم المحاربة في أعضائكم ) ..
انظر الي الفضائيات لتري بأم عينيك صور الخراب و الدمار و القتل و انهار الدماء في نختلف بقاع الارض … صور الدموع و الجوع و البؤس … أو افتح المذياع يا أيها العزيز لتسمع بأذنك اخبار الجريمة من سرقه و خطف و طعن وذبح … و لماذا تذهب بعيداً فالشارع القريب من دارك يغنيك من كل شي فستقف بذاتك علي حقيقة انعدام السلام بين الناس في بيوتهم و مدنهم و بلادهم …
ان السلام كالحرية ، بدونها يموت الانسان كل يوم بالخوف و الاضطراب و القلق النفسي …. فلماذا لا نعمل معاً لآجل السلام لننعم به نحن و يسعد به الاخرين ايضاً …. سوف لن تنعم بالسلام في هذا العالم و غيرك يموت بالحروب و ان بعدت عن دائرة الحروب ملايين من السنين الضوئية … فالظلم يولد البغض و الكراهية , الكراهية تنشر الرعب و الارهاب و حب الانتقام … و لا يمكن للسلام ان يتحقق في ظل الظلم المستمر ابداً .. و النوبة قوم كرام شرفاء و احرار يحبون الحرية لانفسهم و لغيرهم .. كما ان النوبة شعب مسالم متصالح مع نفسه ويحب السلاو لغيره كما انهم ابطال اشاوس لا يرضون بالظلم و الضيم و الحقاره ….
22 / 2 / 2002 م

جنوب كردفان و المهددات الامنية

المواجهات الاخيرة التي شهدتها ولاية جنوب كردفان بين بعض قبائل المسيرية و بعض قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان .. هذه المواجهات الدامية تعيد المنطقة برمتها الي واجهة الاحداث الساخنة في السودان .. فقد ارتفعت وتيرة التوترات و المناوشات و الاقتتال خلال العام 2007م في جنوب كردفان بصورة غير عادية ..هذا المشاكل في غالبها الاعم تحدث بين الرعاة و المزارعين بسبب الموارد الطبيعية .. هذه الموارد التي يتقاسمها الاهالي بتلك المناطق في الماضي لم تكن موضوع للنزاعات او الصراعات التي تشبه الحروب الاهلية .. و لسنا ببعدين عن الحرب في دارفور التي توصف في غالب الاحيان بأنها حرب علي الموارد .. الا ان هذا الوصف ليس بصحيح مئه بالمئه دائماً .. ذلك لان التعايش السلمي الذي كان سائداً وسط هذه المجتمعات يكذب هذه الادعاءات تماماً ..
فها هي بوادر ألسنة ولهيب النيران التي مازالت تحرق أرض دارفور تمد ألسنتها الحارقة الي جنوب كردفان .. فماذا تعلم القائمين علي أمر السودان من عبر و دروس الحرب التي لا تزال مستمرة في دارفور حتي يتفادوا حرباً جديداً في جنوب كردفان .. فالحرب في جنوب كردفان لا قدر الله ستكون صورة طبق الاصل من حرب دارفور .. و المرء المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين . فهل يتعظ حكام السودان حتي يتفادوا دارفور جديدة هم بغني عنها .. الا ان قدر السودان دائماً هو ان يلدغ مرات و مرات من ذات الجحر .. فعلي عاتق حكومة الوحدة الوطنية تقع مسئولية كبيرة تطلب منها السرعة والعجلة لاغماض تلك الشرارات الكبيرة جداً في جنوب كردفان .. نأمل ان تسرع حكومة الوحدة الوطنية الي اغماد النيران الصغيرة المنتشرة هنا و هناك في جنوب كردفان .. أن جنوب كردفان مهدد في نسيجه الاجتماعي و الاقتصادي كما هو مهدد بالدرجة الاولي في سلامه الهش اصلاً .. أن المهددات الامنية في جنوب كردفان تحتاج حكمة من جميع القبائل التي تقطن في جنوب كردفان .. تحتاج حكمة من جميع النوبة بمختلف قبائلهم كما من جميع قبائل البقاره من مسيريه و حوازمه بالاضافة الي القبائل الاخري التي تقطن في جنوب كردفان او جبال النوبة .. هذه المهددات الامنية التي تنذر بالحرب في جنوب كردفان تحتاج الي حكومة مركزية قوية قادرة علي بسط سلطانها علي الجميع بحيادية كاملة .. كما يحتاج الي حكومة ولائية حكيمة تستطيع بسط نفوذها علي الجميع بدون انحياز او تفرقة و تميز …
جنوب كردفان بحاجة الي خارطة طريق جديد للسلام و السلم الاجتماعي … كما ان غياب التنمية الحقيقة التي استبشر بها الجميع بعد اتفاقية السلام هو من الامور المحبطة للهمم التي تبعث اليأس في النفوس .. فهل يتدارك الجميع نقاط الضعف في جنوب كردفان و يعملون علي معالجتها و تلافيها أم ان جنوب كردفان سيشهد دورة جديدة من دورات الحروب في السودان المتكرره…

جبال النوبة
في محور عبد الرحيم حمدي دنقلا سنار كردفان

بعد التوافق الاخير بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية لتحريرالسودان و عودة وزراء الحركة الشعبية الي مزاولة مهاتمهم في حكومة الوحدة الوطنية .. و بعد ان اكتمل انسحاب الجيوش شمالاً و جنوبا الي الخط الفاصل بين الجنوب و الشمال الشهير بحدود 1 / 1 / 56. بهذه الانسحابات تكون الجزء الخاص بالترتيبات الامنية قد انجز بالصورة التي جاءت به في الاتفاقية .. أن مخاض ولادة الترتيبات الامنية كان عسيراً جدا و لكنه تم بولادة قيصرية و تدخل اختصاصين اجانب ..
ان المرحلة القادمة من عمر الشراكة بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية هي بكل تأكيد مرحلة جديدة .. المرحلة القادمة هي مرحلة الاعداد للانتخابات العامة في السودان .. و قد بدأ المؤتمر الوطني في الاعداد لهذه الانتخابات مبكراً بأقامة مؤتمراته العامة و العمل في وسط القواعد و تهيئتها لكسب اصواتها لاحقاً .. و لكن ما هي استرتيجية المؤتمر الوطني للفوز في الانتخابات القادمة .. لتوضيح رؤية المؤتمر الوطني و استراتيجيته لخوض الانتخابات القادمة أعيد ما كتبته في العام 2005 كتعقيب علي ورقة الدكتورعبد الرحيم حمدي بعنوان ( الاستثمار الاقتصادي في السودان ) كما يلي :-
لقد كشف كتاب الكتاب الاسود المجهول الكاتب عن العمق الجهوي العنصري في السودان ما بعد ثورة الانقاذ الوطني .. فقد غذت الانقاذ هذه الابعاد و عملت علي غرسها و تنميتها .. و ها هي الانقاذ اليوم تحصد ثمار ما زرعت بيديها .. ان ثمار الجهوية البغيضة التي سقتها الانقاذ و رعتها و اولتها كل اهتمامها و عناياتها قد كبرت و تبلورت و نضجت و هان قطافها .. ( ها هو الوطن السودان يتمزق الي اشلاء و طلاب السلطة و الثروة ينهشون فيه بلا رحمة او شفقة ) .. و رغم اختلاف الكثيرين مع ما جاء به الكتاب الاسود من الحقائق و الدلائل و المؤشرات التي تقول بأن التنمية و تقسيم السلطة و الثروة في السودان غير متو

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..