قطر الدائرة ..!

?الجرأة وليدة الجهل? .. فرانسيس بيكون ..!
روحك نصف دائرة هائمة تبحث عن نصفها الآخر الذي تشبع بلقائه الروح، ويمتلئ القلب، فتكتمل الدائرة .. تشد على يده فتصافح ذاتك، تبحر في عينيه فتصل إلى جذورك .. تحاول أن تحلل ما يفعله بك، كيف تبعثرك ابتسامته، كيف تجمع نبرة صوته شتاتك، فتجد عقلك أمام معادلة حسابية، هندسية، فريدة، لم يخلص إليها «جابر بن حيان»، لم يحللها «ديكارت»، لم يضع رموزها «فيثاغورس» .. معادلة طرفاها هو وأنت .. معادلة دونها «الكل هين» .. وبعدها «كل الذي فوق التراب تراب» ..!
تحاول أن تصل إلى حل المعادلة بحسابات المنطق فتجدها «ما لافقة» .. تحاول ثانية بفوضى الحواس وصخب العاطفة فتخلص إلى أن قلبك دون نصفك هذا يساوي (فاي) .. فراغ .. عدم .. يرعبك الشعور بالعدمية بعيداً عن وجوده .. فتختار الحيرة في فك الشفرة كمصير .. وتضيع باختيارك بين صوته .. وعينيه .. وقلبه .. ويديه ..!
يتدخل عقلك واضعاً تناقضات الحال وتوقعات المآل .. يرغمك على الجلوس إلى طاولة الواقع .. ترى محاذير العقل أمام عينيك .. فيركل قلبك ضلوعك كطفل عنيد .. أخرق .. يقلب الطاولة .. ويقلب لعقلك ظهر المجن .. طفل أفسده الدلال فما عاد يأبه لأي اعتبار ..!
قلبك واقع إذاً تحت احتلال الحب .. ذلك الكائن الشرس .. العنيد .. الجميل .. الذي لا يأبه بنوع الدماء .. يقاوم رفض الفصيلة .. ينبت حيث يشاء .. يورق ويخضر ويزهر متى شاء كزهرة دفلى ..!
يهزم قلبك عقلك .. يتوارى المنطق .. تذعن الروح والجسد لسطوة الاحتلال .. يهاجر النصف إلى النصف وتكتمل الدائرة .. وينتقل الجسدان والروح الواحدة إلى مربع الزواج المثير للكلام .. فالنقاش .. فالجدل .. فالمشكلات .. فالخصام .. فالوقوف على شفا هاوية العودة .. عودة الدائرة إلى نصفين وحيدين ..!
في خانة الزواج تنحشر الدائرة المنتصرة .. يطيش صوابها بين اختلاف نصفيها على قضايا .. وجدليات .. ومسلمات واقع الـ «حلو مر» المسمى زواج .. وخلافهما على الرؤية والآلية التي ستجابه بها دائرتهما المشتركة تعقيدات واقع شراكتهما المادي ذو المناخ المغاير لطقس أمسها الحالم ..!
عندها يدرك قلبك الوثاب ما عناه عقلك الحَسَّاب .. تدرك أن الزواج – أي زواج – هو لوحة السلم والثعبان .. هو أرض الواقع التي تختبر صلابة دوائر الشركاء .. وتظهر مدى تماسكها من هشاشتها.. وعلى تلك الأرض كم انقسمت دوائر .. وكم انفصلت أرواح .. وعليها أيضاً كم توحدت أنصاف، وقفت يوماً على حدودها وحيدة .. متشككة .. ثم أسعدها الحظ باكتمال دوائرها داخل الحدود ..!
اخر لحظة
يقول قدماء اليونان ان الالة غضبت على الانسان ففصلته الى مخلوقين …كل منهما يلهث كل عمره شعوريا ولا شعوريا لايجاد نصفه الذى انفصل عنه …قد يجده …او يخيل له انه وجده …او مرات يزهج ويمل البحث ويقول اهو نص وخلاص …او ييأس من العثور عليه ويموت قبل ان يلقاه …
المحظوظون هم فقط من تمنحهم الصدفة فرصة الالتقاء بانصافهم المفقودة فبل ان يفارقوا الحياة …
لتتعرف على نصفك سهل جدا …عقلك وقلبك سيتفقان على انه هو
نصف شنو عليك الله مع الضبان والباعوض والطملة دي !!!!!