اعتذارهم ما بفيدنا

اسماء محمد جمعة

الحركة الإسلامية الأسرة الشرعية للمؤتمر الوطني والشعبي ظلت تدَّعي أن هدفها ليس السلطة وإنما تمكين الدين، ولكنها لم تلتزم بذلك وسعت إلى السلطة عقود حتى وصلتها، ويا ليتها وصلت بالتي هي أحسن وراعت الدين، بل وصلتها بطريقة مخالفة له، سطت عليها كالمجرمين على ضحاياهم، ثم جعلت لها واجهة سياسية اسمها حزب المؤتمر الوطني لا يحمل من التجارب سوى خبرة أسرة تتاجر في الدين، ونسي الحزب أن السلطة، خطر، لا يقربها إلا أصحاب التجربة والمعرفة والحكمة والعقل الراجح، وعندما وجد نفسه أمام خطرها لم يجد حلاً غير أن يستعين بالفساد وأدواته جهراً حتى يمكِّن نفسه فيها، لدرجة أنه لم يعد يخجل من نفسه، مطبقاً قول المثل: (البرقص ما بغطي دقنو). ولكن الشعبي عندما انشق عن الوطني كان يحاول تغطية دقنه.

عقد حزب المؤتمر الشعبي مؤتمره العام واحتفل بذكرى رحيل قائده دون أن يخجل من تاريخه الأسود وشراكته في جريمة وأد الديمقراطية وحرمان الشعب من فرصة تاريخية في التغيير، والآن يثبت أنه لم ينشق من الوطني إلا ليعود إليه، فهاهو اليوم يعلن مشاركة الوطني في حكومته القادمة، فيؤكد الوطني أن الشعبي ما زال هو الأقرب إليه، لندخل نحن في فصل جديد من فصول حكم أسرة الحركة الإسلامية نفسها وحزبيها الفاسدين موحدين، وقد خلَّفت لنا تجربة سياسة زاخرة بالفشل والأخطاء والفساد والصراعات والنزاعات والتشرد والنزوح والجهل والفقر والهجرة والعزلة والعطالة والانهيار الاقتصادي والإجرام وغيرها، كما أنها صنعت أرضاً خصبة قابلة لإعادة إنتاج نفس المشاكل أن لم نستعن بحكومة تختلف عنها، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن ماذا ستقدم لنا أسرة الحركة الإسلامية اليوم؟.

في الاحتفال بذكرى الشيخ الترابي، تحدث السيد الصادق المهدي، وطالب الشعبي بالاعتذار عن الانقلاب، (يا سلام) ولنفرض أنه اعتذر فماذا سيفيدنا اعتذاره، هل سعيد لنا وحدتنا مع الجنوب وشهداؤنا الذين ضحوا من أجل الوحدة، هل يعيد لنا الذين ماتوا في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق؟ هل يعيد لنا الأموال التي أهدرت في كل هذه الحروب، هل يعيد لنا الأموال التي سرقت من المواطن أو أهدرت في مشاريع فاشلة؟ هل يعيد لنا مشروع الجزيرة والمشاريع الزراعية الأخرى وثروتنا الحيوانية ؟ هل يعيد لنا أموال البترول والدهب؟ هل يعيد لنا حلايب وأخواتها؟ هل يعيد لنا مكانة السودان في العالم ومكانة اقتصادنا وجنيهنا ؟ هل سيعيد لنا الاستقرار والأمن الاجتماعي والترابط ؟ هل يعيد لنا كرامتنا التي أهدرت؟ إذا كان الاعتذار يعيد كل هذا فالشعب سيسامحهم وإلا فلن يفعل وأن فعل فعليه أن يسامح الإنجليز والأتراك، وأن سامح الشعبي عليه أن يسامح الوطني والحركة الإسلامية، وهنا قبول الاعتذار سيكون جريمة أكبر.

الشعب الذي ينسى الجرائم التي ارتكبت في حقه ويسامح المجرمين لن يرتقي أبداً، لا تسامحوا الشعبي والوطني والحركة الإسلامية، حاسبوهم وعاقبوهم حتى لا يأتي مثلهم مرة أخرى ويعتذر.

التيار

تعليق واحد

  1. القائمة تطول…الاخلاق …والمروة…الفضيلة…..الشجاعة ….الاقدام….النخوة…احترام الصغير ..وتوقير…الكبير…
    السلم التعليمى…الصحة التربية والتعليم…
    الميادين التى نهبت…نهارا جهارا….الشركات التى اغفلت….وافلست عمدا….المجمعات السكنية التى قامت ….على ارض الدولة لاصحاب المشروع الحضارى الشرفاء الذين
    ضيقت عليهم الارض بما رحبت وطوابير الصالح العام
    بجب ان تتم محاكمات ميدان لكل من ارتكب فى حق الشعب …جريمة او سولت له نفسه فقط

  2. لقد أكدت مخرجات وثبة 27/1/14 بمباركة الترابي و الصادق ما كان الجميع يحذر منه من كونها مجرد دغمسة و أحابيل لكسب الوقت و العودة بنا للمربع الأول و تكرار سيناريو الجبهة القومية في 89 .. و لن يفلح الساحر حيث أتي .

  3. خيتو حيرونا زاتهم الشيطان هم والملح هم والمصمم هم والقاتل هم والمقتول هم والعامل رايح هم الله يسترنا وباقي عمرنا دي ما ديرين سوداني يفكر في خير منهم وركزو شباب بلدي في الاكتشافات الحيوية والتفكر العلمي في التخلص من الفقر والعطالة وابحثو في الانترنت بواسطة تلفوتاتكم الزكية في افكار تنموية زيكية لتخلص من البلاء الواقع والعايش فينا دي لانها اكبر وسيلة تعليمية شوفو اليابانين والصينين والمصرين وغيرهم من الشباب اللترك السياسة ودخل التجارة والعلوم الاجتماعية عيب عن تكون ناشط سياسي نفعي ان اتيحت لك الفرصة لكن ليست عيب ان تكون ناشط اجتماعي نفعي الان النفعية في النشاط الاجتماعي لا تعدو كونه يركز في التدريب شباب بلدك علي البلدان الاخري وشكرا

  4. شكلك معنسة ومفلسة. الله يهديك وينور بصيرتك. نحن ما ناقصين أشواط انتقام .جيد؟

  5. ادرك السفلة الاوغاد انهم وصلوا لحافة الهاوية — كما استيقنوا ان الشعب السوداني في هذه المرة لن يتركهم يعبروا الجسر عن طريق ( عفا الله عما سلف ) — نعم سوف تكون هنالك مقاصل و مشانق و تصفيات و مصادرات و سجون و قبور ولكن كل هذا سوف يتم وفق القانون و العدالة– لاننا نؤسس لدولة السودان الجديد — سودان الدولة المدنية التعددية الديمقراطية العلمانية –و سودان فصل الدين عن السياسة و سودان السلام و العدالة و الحريات و المواطنة المتساوية — سودان دولة المؤسسات و فصل السلطات و سودان دولة القانون الذي يسري علي الجميع دون تميز او محاباه —- سودان حقوق الانسان و الكرامة الانسانية —
    مبدأ فصل الدين عن السياسة سوف يخضع لاسنفتاء شعبي حر و نزيه و مراقب من كل العالم ليقرر الشعب السوداني بشأنه — و بذلك نكون قد وضعنا البلاد في الطريق الصحيح حتى تتمكن من النهوض و النمو و اللحاق بركب الامم بسواعد أبنائها و بناتها الشرفاء —

  6. القائمة تطول…الاخلاق …والمروة…الفضيلة…..الشجاعة ….الاقدام….النخوة…احترام الصغير ..وتوقير…الكبير…
    السلم التعليمى…الصحة التربية والتعليم…
    الميادين التى نهبت…نهارا جهارا….الشركات التى اغفلت….وافلست عمدا….المجمعات السكنية التى قامت ….على ارض الدولة لاصحاب المشروع الحضارى الشرفاء الذين
    ضيقت عليهم الارض بما رحبت وطوابير الصالح العام
    بجب ان تتم محاكمات ميدان لكل من ارتكب فى حق الشعب …جريمة او سولت له نفسه فقط

  7. لقد أكدت مخرجات وثبة 27/1/14 بمباركة الترابي و الصادق ما كان الجميع يحذر منه من كونها مجرد دغمسة و أحابيل لكسب الوقت و العودة بنا للمربع الأول و تكرار سيناريو الجبهة القومية في 89 .. و لن يفلح الساحر حيث أتي .

  8. خيتو حيرونا زاتهم الشيطان هم والملح هم والمصمم هم والقاتل هم والمقتول هم والعامل رايح هم الله يسترنا وباقي عمرنا دي ما ديرين سوداني يفكر في خير منهم وركزو شباب بلدي في الاكتشافات الحيوية والتفكر العلمي في التخلص من الفقر والعطالة وابحثو في الانترنت بواسطة تلفوتاتكم الزكية في افكار تنموية زيكية لتخلص من البلاء الواقع والعايش فينا دي لانها اكبر وسيلة تعليمية شوفو اليابانين والصينين والمصرين وغيرهم من الشباب اللترك السياسة ودخل التجارة والعلوم الاجتماعية عيب عن تكون ناشط سياسي نفعي ان اتيحت لك الفرصة لكن ليست عيب ان تكون ناشط اجتماعي نفعي الان النفعية في النشاط الاجتماعي لا تعدو كونه يركز في التدريب شباب بلدك علي البلدان الاخري وشكرا

  9. شكلك معنسة ومفلسة. الله يهديك وينور بصيرتك. نحن ما ناقصين أشواط انتقام .جيد؟

  10. ادرك السفلة الاوغاد انهم وصلوا لحافة الهاوية — كما استيقنوا ان الشعب السوداني في هذه المرة لن يتركهم يعبروا الجسر عن طريق ( عفا الله عما سلف ) — نعم سوف تكون هنالك مقاصل و مشانق و تصفيات و مصادرات و سجون و قبور ولكن كل هذا سوف يتم وفق القانون و العدالة– لاننا نؤسس لدولة السودان الجديد — سودان الدولة المدنية التعددية الديمقراطية العلمانية –و سودان فصل الدين عن السياسة و سودان السلام و العدالة و الحريات و المواطنة المتساوية — سودان دولة المؤسسات و فصل السلطات و سودان دولة القانون الذي يسري علي الجميع دون تميز او محاباه —- سودان حقوق الانسان و الكرامة الانسانية —
    مبدأ فصل الدين عن السياسة سوف يخضع لاسنفتاء شعبي حر و نزيه و مراقب من كل العالم ليقرر الشعب السوداني بشأنه — و بذلك نكون قد وضعنا البلاد في الطريق الصحيح حتى تتمكن من النهوض و النمو و اللحاق بركب الامم بسواعد أبنائها و بناتها الشرفاء —

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..