رياض الاطفال بالسودان … السلوك التربوي المفقود
روضة وينر بمدينة أم درمان (حي المهندسين) نموذجا

م. معاوية عبد الماجد بابكر
رياض الاطفال هي مؤسسات لتنمية و رعاية الطفولة المبكرة و لا تتجزأ هذه الرعاية بل هي عملية متكاملة لتنمية و تربية السلوك عند الطفل و هي تبدأ من استلام الطفل من ذويه و نقله بوسيلة الترحيل المهيأة لذلك الي مقر الروضة البيئة المخصصة للعملية التربوية.
أعلنت رسمياً الحكومة السودانية أن تنمية الطفولة المبكرة هي جزء من نظام التعليم الرسمي منذ عام 1990و خصصت لذلك ادارات بوزارة التربية ,فهل انحصرت مهام تلك الادارات في اصدار التراخيص فقط لمن يريد الاستثمار في هذا المجال المهم لما له من خصوصية تربوية خطيرة, ام تعدي ذلك الي المتابعة المستمرة لتلك الرياض في النظام الاداري المتخصص المتبع منهجا و سلوكا..؟؟؟
رياض الاطفال هي البيئة الاولي للطفل لتنمية استدراكاته للعملية التربوية التعليمية التي تهيئه لخلق علاقة عاطفية توازنية لهذه المرحلة والمراحل التعليمية اللاحقة , و لهذه البيئة أدوات أصيلة لاستكمال هذه العملية ..فهل هي متوافرة برياض الاطفال..؟؟؟
وسيلة النقل هي البداية لتهيئة الطفل و ايصاله الي مقر الروضة, لذلك ملائمتها شكلا و جاهزية و قائدها سلوكا و تادبا و مشرف متخصص بداخلها للمساعدة و المراقبة و الاستلام و التسليم , هي أدوات مساعدة للتهيئة ,فهل هي كذلك بجميع رياض الأطفال …؟؟؟
مقر الروضة هو صرح للاعداد التربوي تحصيلا اكاديميا وتقويما للسلوك من خلال التعامل مع مكونات الروضة و الاتصال بالاخر الداخلي , النموذج الاصغر للمجتمع, لذلك قاعات الدراسة و صالات الالعاب و صالة تناول الوجبات ودورات المياه هي أدوات لاستكمال العملية التربوية التعليمية الاكاديمية و السلوكية لدي الطفل…. فهل هي معدة بالطريقة الهندسية والتنظيمة المساعدة لذلك برياض الاطفال …؟؟؟
الادارة باقسامها المختلفة هل هي متخصصة لادارة هذه الرياض و المراحل العمرية الحرجة , ام أن الأمر مرهون بالناتج الاخير للعملية الحسابية ربحا و خسارة و التركيز علي هذا الجانب و الاغفال عن أهمية العلاقة المتخصصة بين الادارة و جموع الاطفال …. هل هنالك تخصصية برياض الاطفال …؟؟؟
الاختلاط بين الروضة والمدرسة ابتداء من وسيلة النقل الي المشاركة في كافة المناشط الاخري هي حالة تربوية سلوكية شاذة و نهج اداري فاشل و فكر اداري محاسبي قميء …هل هنالك رياض للأطفال تتجنب هذا الفعل …؟؟؟
علاقة الادارة مع ذوي الاطفال والحوار المشترك بينهما لبيان الوضع المتفق عليه و اصحاح المختلف فيه و اقتراح وضع يتفق عليه لا يخرج عن المنهج المتبع من قبل الوزارة..هل هي علاقة تمتلك الادوات الأمثل برياض الأطفال …؟؟؟
المحصلة النهاية للطفل في ظل وضع مضطرب اداريا و بيئيا هل هي الامثل و المبتغي المرجو لذوي الاطفال.., هل المحصلة النهائية هي دائما الأمثل برياض الاطفال ….؟؟؟
ادرجت مثالا نموذجا لهذه الاشكالية المتشعبة لاني لي بها تجربة ماثلة لكل ما ذكرت ,فارتأيت سحب طفلتي من هذه البيئة السيئة التي ستفضي بها بالتاكيد الي كره العملية التعليمة بأكملها..
هوناقوس خطر ينبغي للادارات المسئولة بوزارة التربية الالتفات اليه متابعة و اصلاحا و وضع رقابة دائمة حتي يستقيم الامر بهذه المؤسسات التي تعمل علي اعداد وتهيئة الاطفال للاقبال علي التعليم بروح ملؤها الاستعداد العاطفي للتحصيل..
هي صرخة قبل فوات الاوان لاصلاح السلوك التربوي المفقود برياض الاطفال ……..