غطت خسارتا..عبارة المزارع السوداني الفاجعة

بسم االله الرحمن الرحيم

فاجعة هي بكل ما تحمل من معنى..تلك العبارة التي كثيراً ما يرددها المزارعون في بلادي عقابيل مواسم الحصاد..فاجعة ليست في تعبيرها عن حال المزارع فقط..بل في آثارها الاجتماعية الفادحة.. فكم في طياتها من آمال كبيرة وأحلام زاهية توأد ..فيتأجل مشروع زواج ..أو حل لمشكلة رسوم طالب جامعي ..أو علاج من مرض قوبلت ويلات آلامه بالصبر على أمل الحصول على مبلغ يكافئ تبعات تحرير العلاج..وغيرها وغيرها..دعك من مقابلة كلفة المعايش اليومية وضمان توفرها على مدى العام.
مفجعة بما رسخته على مر عشرات السنين ..من تحمل لكل خسائر وإحباطات المواسم المتلاحقة.. سياطاً تجلد ظهره أكثر مما تفعل الشمس اللاهبة في مواسم إعداد الأرض للزراعة ..ومما يحدثه زمهرير شتائنا الجاف ..أخاديد بأرجل لا تعرف جوارب الصوف في الشتاء القارس..ولا مناص لها من الغوض في المياه اللاسعة.. أو تلقي لدغات العقارب وربما الثعابين..وانغراس الأشواك الحادة في الأرجل الخائضة في الطين اللزج..معبرة عن ذهنية تمت تربيتها عبر الأزمنة الوقحة..لتحمل كل ذلك كأنه قدر مسطور لا فكاك منه.. ورزقاً مكتوباً لا يجدي جري الوحوش في زيادته ..ولا يلقي على أي طرف آخر عبء اصلاح الحال.. بداية بمعرفة حال المزارع وبناء السياسات عليه ..من تخطيط وتمويل..لا معرفة أرصدة المودعين لدى بنوك التمويل..وحجم الربح لدي شركات الأسمدة والمبيدات والبذور..التي تفلح في تأمين سلفيتها لدى شركات التامين..والمزارع موضوع في كف عفريت السياسات العرجاء..وكم هي ذكية ملاحظة الدكتور حيدر ابراهيم . أن جل المبتعثين للتحضير للخارج من الزراعيين على مر السنين ..وحال الزراعة يغني عن السؤال..أهو ضعف الخيال..أم الدوران داخل دوامة العادة..
هكذا ..عندما يسأل شخص ما مزارعاً عن حاله مع محصول ما ..يداري كل خيبات أمله في العبارة الفجيعة ..( غطت خسارتا)..وهي تعني ببساطة ..أنه قد استرد ما صرفه من أموال شحيحة..اقتطعها من لحمه الحي ..وقوت عياله..ولم يربح شيئاً .. ويسعد أنه لم يخسر..أما كل ما لاقاه في موسمه ذاك من تعب وإرهاق وعمل في أصعب الظروف..فلا قيمة له في تفكيره الذي بني ورسخت مفاهيمه عبر العقود المختلفة. .وبالطبع لا قيمة له لدى واضعي السياسات المالية والتسويقية …ليصبح فريسة السوق إن أنتج..ورهين العوز والفاقة إن لم ينتج..
أكتب هذا بعد توقف قسري عن الكتابة..كنت في فترته .. كمئات الآلاف من الذين ألقوا في طاحونة الموسم الزراعي في عروتيه الصيفية والشتوية..وتيقنت وانا أقرأ الحسرة في أعين المزارعين ..من مآلهم بنهاية الموسم الشتوي ..وإحساسهم العميق ..بمدى الظلم الذي يقع عليهم ..من أفندية السياسات المالية والزراعية..من الذين علقت اسطوانة البرامج لديهم ..على لحن نشاز لا يطرب وجدان مزارع ولا يغنيه من جوع..وأقلام المدافعين عن هذه السياسات المجحفة ..معتبرين أن السعر مربح..وأن المزارع ..غير منتج ..وإلا لربح..ويا لها من نظرة قاصرة..فلو أدرك هؤلاء معنى أن تترك للمزارع البسيط ..مساحة واسعة للربح ..ووضع الهم به نصب أعين السياسات..سيتواصل سوء حال المزارع..وتتباهي الأقلام والتقارير..بغزارة إنتاج المستثمرين..الذين بيعت لهم الأراضى الزراعية ساعة هوان وطني..معيرين المزارع السوداني البسيط..فمتى يستجمع المزارعون قوتهم..ليواجهوا الظلم الذي يحيق بهم .. حيث لا بواكي عليهم؟ متى ؟ متى؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. في الشمالية لا يغطي ما يحصده بعض المزارعين كثيرا واحيانا ثمن قراريص القمح وحلة الملاح والشاي الذي يتاوله المزراع طيلة ايام الزراعة – وكما يقال، المزارع فاعل خير لانه حتى اذا فشل في توفير قوت نفسه وعياله ينال الثوب من الطير الذي تغذي وشرب من حواشته – اللهم أعن مزارعينا وشعبنا المغلوب على أمره

  2. في الشمالية لا يغطي ما يحصده بعض المزارعين كثيرا واحيانا ثمن قراريص القمح وحلة الملاح والشاي الذي يتاوله المزراع طيلة ايام الزراعة – وكما يقال، المزارع فاعل خير لانه حتى اذا فشل في توفير قوت نفسه وعياله ينال الثوب من الطير الذي تغذي وشرب من حواشته – اللهم أعن مزارعينا وشعبنا المغلوب على أمره

  3. في الشمالية لا يغطي ما يحصده بعض المزارعين كثيرا واحيانا ثمن قراريص القمح وحلة الملاح والشاي الذي يتاوله المزراع طيلة ايام الزراعة – وكما يقال، المزارع فاعل خير لانه حتى اذا فشل في توفير قوت نفسه وعياله ينال الثوب من الطير الذي تغذي وشرب من حواشته – اللهم أعن مزارعينا وشعبنا المغلوب على أمره

  4. Before,Ustaz Muamar I suggested for each crop our farmers can establish a corporation to give them money to buy what they need, seeds, fertilizers, tractors or their spare parts, gasoline and sacks. They harvest their crops through their corporation harvesters and handed the produce to the corporation stores or silos. The corporation is the only entity which decide the price according to the expenses and the cultural practices done by the farmers and any fines or taxes he paid for the Government and transportation of the needed items and the produce to the stores. The corporation is responsible to protect the crop from the Mafia at the crops markets and their prices are fixed and not negotiable. The farmers then can scape being jailed by the Banks or the corrupted financial organizations which suck the blood of the poor farmer by getting all what he produced and lead him to the jail.

  5. في الشمالية لا يغطي ما يحصده بعض المزارعين كثيرا واحيانا ثمن قراريص القمح وحلة الملاح والشاي الذي يتاوله المزراع طيلة ايام الزراعة – وكما يقال، المزارع فاعل خير لانه حتى اذا فشل في توفير قوت نفسه وعياله ينال الثوب من الطير الذي تغذي وشرب من حواشته – اللهم أعن مزارعينا وشعبنا المغلوب على أمره

  6. في الشمالية لا يغطي ما يحصده بعض المزارعين كثيرا واحيانا ثمن قراريص القمح وحلة الملاح والشاي الذي يتاوله المزراع طيلة ايام الزراعة – وكما يقال، المزارع فاعل خير لانه حتى اذا فشل في توفير قوت نفسه وعياله ينال الثوب من الطير الذي تغذي وشرب من حواشته – اللهم أعن مزارعينا وشعبنا المغلوب على أمره

  7. في الشمالية لا يغطي ما يحصده بعض المزارعين كثيرا واحيانا ثمن قراريص القمح وحلة الملاح والشاي الذي يتاوله المزراع طيلة ايام الزراعة – وكما يقال، المزارع فاعل خير لانه حتى اذا فشل في توفير قوت نفسه وعياله ينال الثوب من الطير الذي تغذي وشرب من حواشته – اللهم أعن مزارعينا وشعبنا المغلوب على أمره

  8. Before,Ustaz Muamar I suggested for each crop our farmers can establish a corporation to give them money to buy what they need, seeds, fertilizers, tractors or their spare parts, gasoline and sacks. They harvest their crops through their corporation harvesters and handed the produce to the corporation stores or silos. The corporation is the only entity which decide the price according to the expenses and the cultural practices done by the farmers and any fines or taxes he paid for the Government and transportation of the needed items and the produce to the stores. The corporation is responsible to protect the crop from the Mafia at the crops markets and their prices are fixed and not negotiable. The farmers then can scape being jailed by the Banks or the corrupted financial organizations which suck the blood of the poor farmer by getting all what he produced and lead him to the jail.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..