وغزلت لنا العرائش ياعمر

*كعادته دائما ..الشاعر عمر عبد الماجد، يغوص في تفاصيل مسقط رأسه مدينة الكوة، التي اشتهرت في التاريخ القديم باسم أليس …ظل شاعرنا منذ نعومه اظفاره، يكتب لها، ويحكي عنها، بادلته المدينه ذات الحب ودفء الحروف ، فغرد اكثر بكلماته الجزلى ، فوق سمائها العامر بسحائب الجمال والخضرة ، وكانت ولادة اكثر من قصيدة ، حملت عمر الى ضفاف النيل الابيض ، والى جميز المدينه الشارف ، طابع وهوية مدينة أليس، التي دفقت جرعات ندية في قلب عمر، فهتف (النهر في أليس مد كفه الندي للجميز والزروع* وارهف الاذان من قراره الملىء بالنجوم والحصى ).

*رغم ترحال عمر عبر الارصفة والموانىء، بحكم وظيفته سفيرا لبلده في الخارج، ورغم تنقله في العديد من العواصم، الا ان قلبه كان ينبض لعشقه الاول ..أليس .. التي لم تغب عن ذاكرته، في تفاصيل الغرب او موسيقى الشرق، بل ظلت متقدة في دواخله ، تهديه في كل يوم حرفا وكلمة وبيتا من قصيد ، برؤى تتجدد بوحا عند كل فجر واصيل .

*انتقى عمر لوصف أليس كلمات من قاموس الصدق النقي ، وألبس الوصف، سخاء مستمدا، من سمات اهلها الغارقون في الطيبة (كان اهلها مسالمون طيبون *يمنحون للمسافر الطعام *وياخذون حفنة من التراب *ان خطا لكي يعود *وكي يبارك الاسلاف دربه في وحشة الطريق ).

*تقول سيرة شاعرنا عمر ، انه فتح عينيه على فضاءات الزروع ، في أليس وابترد تحت زخات المطر في نهاية الطريق، وغفا على حافة النهر يوما ليستريح، فكانت أليس (زاهية بلونها الازرق *حينما يصيح الديك *عند نجمة السحر *وحينما يطل ضوء الشمس ضاحكا على المياه والشجر)لتاتي على لسانه فجاة،(الله ما أبدعها مدينه كانت تغوص للقيعان فى غراراة النهر*لتلقط النجوم للخلود والبقاء والاثر *وتنحت الصخور معبدا ومئذنة ).

*ترجم عمر لوحات طفولته وصباه، الى كلمات في باقة ديوانه ،(من رمادها تنبعث أليس ) فجاء عامرا ، وباذخا بالصور الشعريه الصادقة، التي حملتنا الى عوالم يمن ضاج بمواسم الفرح القديم ، فاهتزت له المشاعر طربا، ورقصت الافئدة، احتفالا بشاعر بهي اسرج خيل شعره، بشموخ واباء فمنح الكون ابداعا ثرا .

*مازجت قصائد عمر بين الصوفية والتراث، وجاءت اشعاره مشبعة ب(ترانيم لدرويش غارق في سنار ) واعتذار لشيخ الدراويش (المجذوب ) وثالثة في (حضرة شيوخ تمبكتو ) التي قال فيها( الطبل عوى *والنوبة غارقة في حلقات الذكر …فداخ العشاق ). وهنا نجد عمرا قد انساب بنا الى اجواء الصوفيه باندياح الطقس المتجلي، في دق الطبول و(الانجذاب )، عندما تكتمل حلقات الذكر، وعبق البخور، وترتفع عاليه على سارية المكان لا اله الا الله محمد ا رسول الله .

* تنافس دواوين عمر الشعرية بعضها (اسرار تمبكتو القديمه ?مهرجان العصافير والاراك ?لم يبق الا الاعتراف – من رمادها تنبعث أليس ) فتتفوق جميعها ببلوغ الكلمة حد الامتاع والدهشة والمؤانسة ،في نهارات الوطن المليئة بالاحداث الموجعة ، وتطفو كزهرة مبلله بالرحيق تلثمها الفراشات في رحلتها الصباحية، فتقذف لنا بشهد يتساوى و (طعم) اشعار عمر عبد الماجد.

*لله درك ياعمر، فلقد امضينا اياما في واحات الترانيم، ننهل من الفرح في سوح الضياء وننبعث كما (من رمادها تنبعث أليس ).

همسه

على رصيف مهمل …جلست تنادي الغائب البعيد ….

بدمع لايستريح …. وفم يتمتم بالدعاء ….

فلا غائب عاد ….ولاعين كفت عن البكاء …

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الأستازه اخلاص متعك الله بي الصحه
    من الجميل ان توضحي لنا تاريخ مدينتنا التي يجهلها
    كثير من الناس ليس لأنها نكره ولا تاريخ لها
    لا ولكن لأن هزا هو حال من فوقنا ليس لهم أقلام يسطرو بها
    لوحه للنيل.
    أتمني ان تواصلي فب سرد كل الشخصيات التي علمتنا ان لي الجمال صوت.

    ز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..