صراع من أجل البقاء …كيف تدبر الاسر السودانية معاشها اليومي؟

الخرطوم : محاسن أحمد عبدالله
(بعت أنبوبة الغاز عشان أوفر حق الاكل لاولادي) ..بهذه الجملة إبتدر المواطن (ع،ك) حديثه ل(الراكوبة) بسؤالنا عن كيفية تدبرهم لأمر المعيشة اليومي في ظل الظروف غلاقتصادية المتدهورة وإرتفاع الأسعار وإنعدام المال ، واصل (ع، ك) حديثه (بحكم عملي كموظف براتب بسيط لا يتعدى الخمسين ألف جنيه كان لابد من السعي لايجاد المال للاكل والعلاج والتعليم ودفع الايجار لان راتبي لا يكفي ، فلجأت لعمل إضافي أيضا لم يكفي المتطلبات اليومية فبدأت ببيع بعض من الاثاثات آخرها أنبوبة غاز الطبخ ومازال البيع مستمر ، اختتم (الأوضاع المعيشية صعبة للغاية أخشي أن أخرج للشارع وإنا أشحد).
حلول مؤقته
الظروف الاقتصادية المعيشية الطاحنة التي تعاني منها أغلب الاسر السودانية جعلت أغلبهم يسعي لإيجاد حلول وبدائل مختلفة من أجل توفير لقمة العيش والدواء وغيرها من ضروريات الحياة ، ليضطر بعضهم لبيع أثاثات منزله والبعض الاخر يبحث عن عمل إضافي ولجوء أغلبهم لاستدانة المال لأجل غير مسمي وإعتماد أغلبهم علي (الجرورة) استدانة المواد الغذائية من متاجر الاحياء الا أنهم يرون أن جميع هذه الحلول مؤقتة تزيد من حجم معاناتهم اليومية.
أجرت (الراكوبة) استطلاع مطول مع عدد من الاسر السودانية لمعرفة الكيفية التي يتدبرون بها أمورهم المعيشية في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد …نتابع ما جاء علي لسانهم:
من التدريس للتعدين
خالد (ط) يقيم بالخرطوم كان يعمل في مجال التدريس بالمرحلة الثانوية لديه ثمانية أبناء أصغرهم يدرس بمرحلة الاساس ، كان بجانب عمله صباحا في المدرسة يعمل مساء كمدرس خصوصي في الحي الذي يقطنه مقابل مبلغ مالي يراه بسيطا ليتجه للعمل في مناطق تعدين الذهب قال خالد (ط) ل(الراكوبة) ماعاد المرتب ولا الدروس الخصوصية تكفي للمعيشة لذا تركت التدريس وأضطررت للعمل في مناطق تنقيب الذهب كعامل بسيط عسي ولعل أن أغطي مصاريف أسرتي في الاكل ، مشيرا إلي الأوضاع في البلاد بأنها غير مستقرة وان معاناتهم في تزايد مستمر دون حلول جذرية.
البحث عن عمل
من جانبها كشفت ربة المنزل وداد السر عن التدابير التي تستعين بها لمواجهة الغلاء بأنها بدأت ببيع الايس كريم أمام منزلها ولم يجدي الامر ،موضحة (لدي سبعة أبناء وزوجي بالمعاش اضطررت للعمل مرة أخري بأحدي مصانع البسكويت ولكن المرتب الأسبوعي كان ضئيل لذلك جمدت أبنتي الكبري الجامعة فيما قرر أبني الذي يدرس بالثانوية ترك الدراسة والبحث عن عمل حتي نستطيع أن نوفر مال للأكل والشرب والعلاج).
تقليص عدد الوجبات
شكي عدد من الموظفين من أصحاب الدخل المحدود بأن مرتباتهم ما عادت تكفي احتياجات أسرهم من أكل وشرب ماجعل البعض منهم يفكر في الهجرة والبعض الاخر يبحث عن وظيفة بمرتب أعلي ، موضحين ل(الراكوبة ) بأنهم يتناولون وجبتين في اليوم وأحيانا وجبة واحدة ولايستطيعون الذهاب للطبيب في حالة المرض لعدم وجود رسوم المقابلة والدواء ولم يتمكنوا حتي الان من إيجاد وظيفة بديلة بمبلغ يكفيهم شر الجوع.
الملابس مقابل الغذاء
كشفن ل(الركوبة) عدد من ربات البيوت بانهن تعبن من التفكير اليومي في تدبير أمر المعيشة نسبة لمرتبات أزواجهن البسيطة التي لا تكفي حق العدس أو السكر – حسب قولهن _
وهو ما أكدته ربة المنزل (منال ،ص) أنها وأسرته تتناول وجبة العدس لمدة شهر ولم يتناولوا اللحم بمنزلهم منذ وقت طويل الا في المناسبات وأنها أضطرت لبيع ثيابها لتوفير العيش والزيت والعدس والسكر.
بيع ألاثاثات
إضطر (م،ج) لبيع جزء من أثاثات منزله حتي يستطيع شراء طعام لأبناءه ، مبينا أنه يعمل في مجال البناء والنقاشة الا أن ما يتقاضاه من أجر أجل لايكفيه نسبة للغلاء ، معبرا عن أسفه الشديد لما وصل اليه الحال ، متخوفا من يلتحف وأبناءه الارض إذا إستمر الحال علي ماهو عليه وباع كل ماتبقي من أثاثه المنزلي
ما دام الناس حتى تاريخه يفترشون الأرض لعرض ما لديهم من سلع – حدث فلا حرج – (اللبن ملوث، الخضار ملوث، الخبز ملوث، حتى اللحم عرضة للتلوث، فلما لا ؟ فاذا الملحمة هي الأخرى خالية من ساتر زجاجي، بل مجاورة للصرف الصحي، فحركة المارة ذهابا وايابا وما يثار من غبار، والذباب التي تمارس نشاطها هبوطا واقلاعا – فسوء التغذية والهزال وكل مسببات المرض، ومن ثم الموت المفاجئ، سيكون ملازما لأي فرد ، فبصرف النظر عن الغلاء وضيق ذات اليد، فهل أبسط معايير الجودة غير واردة في قاموس حياتنا ؟
انت ما فهمت حاجه من المقال ارجع اقراهو تانى