حمولة السيد الرئيس..!ا

تراســـيم..

حمولة السيد الرئيس!!

عبد الباقي الظافر

في يونيو 2007 أرسل رئيس الوزراء توني بلير استقالته إلى ملكة بريطانيا.. في خطبة قصيرة أكد بلير أنه تنحى ليعطي أسرته بعض الوقت.. صديقه جورج بوش وصف الرجل المستقيل بأن كلمته صك لا يرتد في المصارف.. خليفته غردون براون ذكر الشعب الإنجليزي أن بلير قادهم إلى بر الأمان في أحلك الظروف.. استشهد بروان بحادثة مقتل الأميرة ديانا وهجمات الحادي عشر من سبتمبر.. خلف هذه الكلمات الوردية كانت تختبئ الحقيقة.. بلير أصبح عبئاً كبيرًا على حزب العمال.. الحزب الذي كان ينوى الاحتفاظ بالحكم أراد الدفع بوجه جديد إلى القيادة.. شخصية ليس عليها فواتير واجبة السداد. بعد مفاصلة الإسلاميين أصبح هنالك واقع جديد على صعيد الحزب الحاكم.. الرئيس عمر البشير استطاع بإحكام ربط حركة الحزب بشخصه.. المشير حول النظام الإداري داخل التنظيم من أمانة عامة إلى رئيس حوله نواب ومساعدون.. ذات الوجوه التنفيذية أصبحت لها الكلمة العليا في دوائر الحزب.. عبر هذا التكتيك أصبحت الكلمة النهائية في يد رئيس الدولة والحزب.. هذا الواقع الجديد أقر به الدكتور نافع علي نافع في أحد المؤتمرات الصحفية عندما أكد أن الرئيس البشير يستطيع فصل أي من مساعديه ونوابه في الحزب. سيطرة الرئيس على مفاصل التنظيم تجعله في وضع مريح في تسمية خليفته أو إعادة نفسه إلى واجهة الأحداث.. التأخير في إعلان خليفة الرئيس سيعيد إنتاج النموذج المصري.. الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يرفض حتى آخر لحظة تعيين نائب رئيس.. حتى إمكانية أن تكون دورته الرئاسية التي دق عنقها هي الأخيرة اكتنفها غموض كثيف.. النتيجة أن التغيير لم ينتظر إذناً من سيادة الرئيس. سقط الحزب الوطني في مصر وسلمت مؤسسات أم الدنيا.. الجيش أصبح الملاذ الأخير للشعب الثائر.. المشير طنطاوي وزير دفاع مبارك استلم مقاليد الحكم لفترة انتقالية.. بصورة سلسة تم ترتيب البيت المصري.. جرت الانتخابات وتتهيأ مصر لحكم دستوري جديد يبني فوق التطورات السابقة بدلاً عن إنكارها. تكلفة التغيير كانت أكبر بالشقيقة ليبيا.. العقيد الراحل معمر القذافي لم يكن يطرح نفسه شاغلاً لمنصب تنفيذي يصلح للتداول بين الناس.. عندما حدثت الطامة الكبرى في ليبيا بدأ الثوار لا يتحدثون عن اجتثاث اللجان الثورية بل عن طرد رموز النخبة الليبية التي عاثت في البلاد فسادًا. حمولة الرئيس البشير تفيد الحزب الحاكم تكتيكياً باعتبار أن الحزب يستفيد من نفوذ الرئيس المتعاظم.. استراتيجياً هذه الحمولة مضرة بالمؤتمر الوطني..إن حدث تغيير مدفوع بعواصف الربيع العربي ستجد النخبة الحاكمة نفسها في خبر كان الليبي. إعلان مرشح الحزب الحاكم للانتخابات القادمة من وقت مبكر ينعش الآمال في إمكانية الإصلاح السلمي.. التبكير يمكن المرشح الرئاسي من التقاط الأنفاس وطرح برامجه بهدوء إلى الناس.. قد فعلها الحزب الحاكم من قبل وسمي البشير مرشحاً رئاسياً قبل ثلاث سنوات من الانتخابات. بصراحة الحديث عن خلافة الرئيس رغم أهميته إلا أن بعض النافذين في الحزب والدولة يرونه مجرد خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه.

التيار

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..