مقالات وآراء

ما الذي يجري في الفترة الإنتقالية المزعومة للدولة السودانية

عبدالماجد موسى

الإجابة على هذا السؤال البسيط في تركيبته والمصيري في الإجابة عليه هو لا احد ! ، لا أحد البتة يعلم يقيناً ماذا يدور بين حمدوك وفاطمة والبرهان وحميدتي وجبرائيل وإدريس وسارة بت المك  وكل الأجهزة الأمنية الأخرى . لا احد يدري متى وكيف وأين سترسو سفينة الدولة السودانية لا أحد ، لا أحد يدري سر الأزمات المتتالية التي تخنق الشعب السوداني لحظة بلحظة ، لا أحد يجد تفسيراً لتراكم الأوساخ والقاذورات في الشوارع والأحياء والأسواق وأمام محلات الأكل والشرب مع أن المحليات تأخذ الجبايات على اي شيء يتحرك في نفس الأسواق على مدار الساعة ، لا أحد يعلم حتى الآن أين ذهبت أموال الدولة بعد سقوط دولة الإنقاذ الكيزانية ؟ شيء محير ومريب ما يحدث في الفترة المسماة انتقالية.
الفترة الإنتقالية في اعتقادي واعتقاد الكثير من الثوار والمراقبين الأوفياء هي فترة نقاهة وترابط وتسامح وتجرد وتسامي لتأدية العمل الخرافي الذي ينتظر الجميع دون استثناء شرقاً وغرباً وجنوباً وشمال صغاراً وكبار فتياناً وفتيات وهو إعادة صياغة وبناء دولاب الدولة السودانية المهتريء والمتهالك والمسموم من الألف إلى الياء ، الفترة الإنتقالية فترة العمل الدائب ليلاً ونهارا لكل من تقدم الصفوف رغبةً وحمل المسؤولية أو حُمل لها ، الفترة الإنتقالية ليست للراحة والسكينة والتنعم برغد العيش أو حتى الاستلقاء على القفا لأن الوقت لا يسمح بذلك أبداً ، الوقت لا يسمح لرئيس الوزراء مثلاً بالذهاب إلى أسرته لينعم بالدفء في سريره الوثير وتبادل الحديث وشرب العصائر والشاي ضاحكاً أو مبتسما وهو يخلف رجلاً على رجل حتى ينجز كل المهام التي على عاتقه بالتمام والكمال مع تنفيذ كافة الشروط والبنود والتعهدات في العقد المبرم بينه وبين الشعب السوداني الذي وقع معه ( أخلاقياً على الأقل ) وينسحب الأمر على بقية الطاقم ( يعني اي مسؤول يجيب عنقريب من بيتو ومخدة ويجي يرقد في الوزارة ) ليكمل عمله بمنتهى الشفافية ليشعر بشعور المواطن البسيط من ناحية ومن ناحية أخرى حتى يستطيع أن يحاسب أو يقيل كل من قصر في أداء واجبه أو تساهل في عمله ان كان على رأس مجموعته ، فيمكنك أن تعتبر نفسك مغترباً في إحدى دول الخليج إن صعُب عليك القيام بالأمر أو التنحي وافساح المجال لمن يقبل التحدي.
ما يجري الآن في السودان لا يدل على أن الأمر يسير أو يتماشى مع أهداف الثورة وتطلعات الثوار وهذه الفترة أشبه بالفترة الإنتقامية ( كما زل لسان إحداهن ) منها إلى الفترة الإنتقالية فالكل يبحث عن المكاسب شخصيةً كانت أو قبلية أو مناطقية في شره ٍ ونهم ٍ قل مثيله في التاريخ القريب .
الفترة الإنتقالية ليست إعادة تدوير أو استنساخ كيزان جدد أكثر نهماً وفتكاً وظلماً ونهباً وتعطشاً للاستيلاء على ثروات الدولة وجعلها حكراً عليهم وعلى عائلاتهم واسرهم ومحسوبيهم وجوقة المنتفعين والمتسلقين والمتلونين حولهم ، الفترة الإنتقالية هي لوضع الخطط والاستراتيجيات والتشريعات والقوانين التي تتناسب وتتماشى مع الأعراف والتقاليد والقيم والشرع الإلهي ، الفترة الإنتقالية هي لوضع كل البرامج للبنى التحتية والرعاية الإجتماعية وإعمال العدالة ورفع الظلم عن كل المواطنين في هذه الدولة ووضعها موضع التنفيذ والالتزام بذلك عن صافرة البدء ، الفترة الإنتقالية هي تهيئة الفرص للشباب وتأهيله وتشجيعه لاستلام زمام ومقاليد الأمر والمبادرة للمرحلة القادمة وهي المرحلة الأصعب في تقديري لأنها تتعلق بالاستقرار وإعادة الثقة بين مكونات الوطن الواحد وهذا الأمر يحتاج إلى عقول نيرة ونفوس شفافة وقلوب ممتلئة حباً ورحمةً وأمانةً ونقاء .
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. وزير الطاقة عايزلوا مليونية تقلعوا والله الناس ضاقت من قطوعات الكهرباء وخاصة فى هذه الايام حر وبعوض وهو لايحرك ساكنا ما عمل شئ من يوم ما تولى هذه الوزارة غير اخذ راتبه ومخصصاته والناس فى عذاب من قطوعات الكهرباء التى لم تنقطع منذ قرابة السنة وهو لايستحى ولا يخجل ومستمر فى وزارته ما عارف شغلو شنو حركوا له مليونية واقلعوه من هذه الوزارة لان قدمه نحس عليها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..