العدل و المساواة ورد مورد الهلاك

العدل و المساواة ورد مورد الهلاك
بخيت اسماعيل ضحية سياد
[email protected]
ان مفهوم أصحاب المصلحة مفهوم واسع و مرن يشمل الإفراد و الأشخاص و المنظمات و الهيئات و الكيانات علي حدا سواء و يكون لديهم مصلحة أو مجموعة مصالح مباشرة و غير مباشرة علي أي عمل أو فعل أو حدث يقوم به أي فرد أو مجموعة أفراد أو شركة في جغرافية أصحاب المصلحة او في محيط جغرافيتهم و قد يكون مستوي تأثير الفعل او العمل مباشرا او غير مباشرا. و معلوم بالضرورة ان أصحاب المصلحة غير متساويين في الحقوق والواجبات فمثلا عمال المصنع الذين يعملون في ذات المصلحة يختلفون عن زبائن المصنع .
ان مصطلح أصحاب المصلحة لا يقتصر علي الحقل الاقتصادي بل السياسي و الاجتماعي و الثقافي وكذلك يشمل الحيز الزمني و المكاني، بذلك يكون نطاق تطبيق و توظيف مصطلح أصحاب المصلحة أوسع و اكبر مما يتخيله البعض. ان مصطلح اصحاب المصلحة مصطلح قديم و معمول به في أروقة الأمم المتحدة و أجهزتها المختلفة، خاصة في الإطار الاقتصادي ويمكن تفعليه في مناحي مختلفة كالمجال السياسي و الاجتماعي ر الثقافي لكون المصطلح واسع و مرن و يمكن تطبيقه علي أكثر من صعيد. برز مصطلح اصحاب المصلحة في الحقل السياسي و خاصة في إطار معالجات الصراعات السياسية الشاملة ذات الطابع الجهوي و القبلي و ألمناطقي و الحروب الأهلية، لكون هكذا صراعات تخلف حجماً و قدراً كبيرين من الدمار و التأثير علي إطراف غير رئيسية و لكن عدم مشاركتهم يكون سببا في إطالة أمد الصراع لتقاطع مصالحهم مع الأطراف الرئيسية.
استدركت القيادة السياسية لحركة / جيش التحرير و العدالة أهمية إيراد مصطلح اصحاب المصلحة إلي الساحة السياسية السودانية، خاصة في أطار تعزيز مساعي حل قضية دارفور لإيجاد حل عادل و شامل وذلك للخروج من مربع حوار الأطراف الرئيسية الي رحاب أوسع بمشاركة الأطراف الثانويين او
المعنيين او اصحاب المنفعة ، سميها كما تشأ فهم اصحاب مصلحة . بهذا دخل مصطلح اصحاب المصلحة الي الحقل السياسي السوداني في منبر الدوحة و هو من بنات أفكار حركة / جيش التحرير والعدالة وهو إسهام جدي لحل أزمة دارفور. ويلزم علينا نحن كأبناء وبنات دارفور ان نشيد بهذا الجهد المضني و الوعي العميق لحركة جيش التحرير و العدالة بأبعاد مشكلة دارفور وطرق حلها في أطار مشاركة الجميع و الاستماع الي آرائهم دونما تميز او إقصاء لأحد حتى يتحقق السلام العادل و الدائم و الشامل في دارفور . كنتاج طبيعي لهذه الفكرة الرائدة التي ابتدعتها حركة / جيش التحرير والعدالة لإيمانها القاطع بضرورة مشاركة الجميع في الحل الشامل و العادل لمعالجة مشكلة دارفور و في مسعى جاد لحل مشكلة دارفور أعطت الوساطة المشتركة أهمية قصوى وأخذوا فكرة حركة / جيش التحرير و العدالة القيمة مأخذ الجد و شرعوا في ترجمته الي واقع ملموس حتى رأت النور في الفترة من ً27-31 مايو 2011 تحت عنوان ” المؤتمر الموسع لكل اصحاب المصلحة في دارفور بالدوحة” حضره أكثر من 500 شخص، شملت كل مكونات دارفور، مجتمع مدني،لاجئين ونازحين ونواب برلمانيون و شباب و طلاب و ممثلي أحزاب سياسية و إدارة أهلية وممثلين للمرأة و رحل و رعاة و مزارعين و أطباء و إعلاميين و فنانين و صحفيين و أعيان ، بالإضافة الي مشاركة إطراف الصراع الرئيسية، ممثلي الحركات المسلحة و، فضلا عن ذلك شركاء السلام الإقليمين و الدوليين .
تداول المؤتمرين في جو ديمقراطي كل مشاغلهم و مخاوفهم علي ما جاء في وثيقة سيسي للسلام التي طرحتها الوساطة المشتركة خلال فترة 5 أيام متتالية، هذه الوثيقة هي نتاج جهد مضني لمباحثات و مفاوضات بين حركة / جيش التحرير و العدالة و حكومة السودان و التي استمرت لما يفوق العام و نصف العام .
جاء الي المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة في دارفور كل اصحاب المصلحة في إقليم دارفور بكل انتماؤهم و جهاتهم و منظماتهم و قبائلهم و هم علي درجة عالية من الوعي و الإدراك ويعون تماماً أهمية وجودهم في الدوحة و كان لمشاركتهم الأثر البالغ في توجيه و تحريك قطار السلام من الدوحة و التي انطلقت بإعلان البيان الختامي لمؤتمر اصحاب المصلحة في دارفور و الذي تلاه إنابة عن الوساطة سعادة وزير الدولة للشئون الخارجية القطرية ، السيد احمد بن عبد الله إل محمود و جاء البيان الختامي ملبية لطموح كل المؤتمرين ، اصحاب مصلحة ، الأطراف الرئيسية و شركاء السلام .
قبل انطلاق إعمال المؤتمر الموسع لكل اصحاب المصلحة في دارفور بالدوحة ، حاولت بعض الأطراف و بكل ما أعطيت من قوي الي عرقلة قيام المؤتمر لأنها لا تري مصلحة في مشاركة اصحاب المصلحة في مؤتمر حل أزمة دارفور ، وعمدت حركة العدل و المساواة و منذ الوهلة الأولي الي تغير مسار المؤتمر ، تارة بدافع غياب بعض من ممثلي النازحين و بذريعة ان الوساطة لم تستجيب لمطالبهم ، و ان الوساطة تسعي الي اعتماد وثيقة سلام ، و تارة أخري بدواعي غياب الأطراف الرئيسية عن المؤتمر . إلا ان كل هذه القفزات باءت بالفشل الزر يع و ذلك للوعي الكبير الذي يتمتع به المؤتمرين ، فضلا عن إيمان و قناعة حركة / جيش التحرير والعدالة و الوساطة المشتركة و دولة قطر علي ضرورة مشاركة كل اصحاب المصلحة في حل قضية دارفور .
ولا عجب ان نري او نسمع بعض الترهات من بعض منتسبي حركة العدل و المساواة إثناء و بعد قيام المؤتمر بان المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة في دارفور الذي انعقد بالدوحة لم يقر شيئاً و كأنما في آذانهم وخرا عندما تلي سعادة الوزير إل محمود البيان الختامي و باركه جميع الحضور من اصحاب المصلحة و الأطراف بما في ذلك حركة العدل و المساواة و شركاء السلام . رفض حركة العدل و المساواة بمشاركة الآخرين في منبر الدوحة و المنابر الأخرى ليس بالأمر الجديد وكان سبب انسحابهم الأول من منبر الدوحة و هو سبب رفضهم لمخرجات المؤتمر اصحاب المصلحة وسيكون سبب انسحابهم التالي من منبر الدوحة . عموماً رغم انف حركة العدل و المساواة انعقد المؤتمر و أقرت وثيقة سيسي ، إلا ان هذا الإقرار إربك حساب العدل و المساواة كثيرا و وضعها في خانة التذبذب الدائم و بات تترنح ما بين الرفض و القبول و التأييد و المعارضة و تارة أخري ناكراً لمخرجات المؤتمر الموسع و البيان الختامي الذي تلي في خواتيم المؤتمر .
في سياق سباحة حركة العدل و المساواة عكس التيار ، حاولت الحركة جاهدة إضفاء بعض الشرعية علي نفسها و لاسترداد بعضاً من كبرياءها باستصدار وثيقة مشوه بعد إدخال بعض التعديلات الغير موفقة علي وثيقة حركة / جيش التحرير و العدالة واستبدلت بعض الكلمات و الجمل بآخري جعلت من الوثيقة مولداً مشوهاً و سمتها بالوثيقة البديلة وهي ليست بديلة في شي بل هي عبارة عن وثيقة معدلة ، وهنالك ثمة اختلافات عدة بين الوثيقتين نجملها في ان الوثيقة المعدلة وثيقة غير متفاوض عليها و تحمل سقوف تفاوضية و لم يتم إقراره في المؤتمر الموسع ، كما أنها ليست محل قبول دولي او إقليمي . و في المقابل ان وثيقة حركة / جيش التحرير و العدالة وثيقة تم إقرارها من المؤتمر الموسع و أنها وثيقة متفاوض عليها و ما جاء فيها محل إلزام و التزام بين حكومة السودان و حركة / جيش التحرير و العدالة ، كما أنها تحظي بدعم دولي و إقليمي .
الأخوة في حركة العدل و المساواة و الرفاق في حركة / جيش التحرير و العدالة ، ان المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة قد أقيم في موعده المحدد و حقق إغراضه و اقر المؤتمرين الوثيقة و البيان الختامي بالإجماع و تم الموافقة علية من قبل الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية و الاتحاد الأوروبي و مجلس التعاون الخليجي و الشركاء الإقليميين و الدوليين و كل اصحاب المصلحة الثانويين و كذلك الأطراف الرئيسية من حركات مسلحة و حكومة ، لذا يتوجب علي الأطراف أن تسير في اتجاه الركب لا أن تسبح لوحدها عكس التيار .
أخيراً ان مشاركة اصحاب المصلحة في المؤتمر الموسع كشف قزامة حركة العدل والمساواة في تعاطي قضايا الوطن بعيدا عن المزايدات و وضعتها في ركن يصعب معها الرجوع الي مربع العقل. بهذه الحماقة فقدت حركة العدل و المساواة تعاطف جميع أهل دارفور و المجتمع الإقليمي و الدولي و حتى الوساطة المشتركة .
يااخ بخيت جزاك الله بقدر مانت تجتهد من اجل دارفور
الحل يكمن في الاتي ببساطة ودون تدخل النخبة المتعلمة والساسة
معروف المشاكل رجال الاهلية بيحلوها بالعرف ونعرف الحواكير والرواكيب في عمل الصلح والديات وحدود كل قبيلة ومساراتها والاحتكاكات بين المزارعين والرعاة كان في الماضي تحل بواسطتطهم لما لهم من حكمة
الن يجب ببساطة احياء القديم بعيد عن السياسة واعطاءهم الفرصة كاملة يا اهل دار فور الحل هين اسمعوا كلام كباركم يصلح الله حالكم والسلام