ضد الكلمات الميتة – شعر

ضدّ الكلمات الميتة!
(شعر)
من جوفِ اللّيل ومن أعماقِ البحرْ
من صُلبِ الحُزْنِ الّراسخِ في الأعماقِ
ومن حدقاتِ الأيتامْ
يتسلّلُ ضوءُ الفجرْ
يمتدُّ لطيفاً بينَ فروعِ الأشجارْ
يتساقطُ بين أصابعِ طفلٍ يحلم بالألوان
أمُدُّ العنقَ لأبحثَ عن أكمامِ الزّهْرِ
وعن أقواسِ النّوْرِ وكفِّ النّارْ !
أهيمُ فتختلطُ الأشياءُ
وتولدُ في المنفَى أعراسُ الشِّعْر !
***
من جوْفِ اللّيْلِ ومن أعماقِ البحرْ
تنتفِضُ الرّيحُ مدوّيةً فوق الشطآنِ
فتهتفُ أعماقي:
يا ريحُ
جميلٌ هذا الضّرْبُ
على جنباتِ الصّخرْ
أُحِبُّ جمالَ الغضبِ الرّاعفِ
حين يدقُّ جدارَ اللّيْلِ ويكسرُ بابَ الصمْتِ !
اللّوْنُ الأخضرُ يسرحُ فوق الرّبوةِ
آمالاً تمتدْ !
اللّوْنُ الأصفرُ ساجٍ
أتنهّدُ في ليلِ الأوجاعِ
وأرسمُ بالألوانِ فراشةَ حقلْ !
تتداعَى الأشياءُ ،
تبوحُ بحزْنٍ دام شهورْ
تنتفضُ الرّيحُ مدوّيةً فوق الشّطآنِ
فأبسطُ أحلامي
لأداعبَ ثوبَ الرَّملْ
من هذا الضّوءِ ومن باقاتِ الوردْ
سنصنعُ يا خفقاتِ القلب مرايانا
لنظلّ مع الكلماتِ الهادرةِ المسموعهْ
في وهْج الشمسِ الفضّيهْ!
لا.. لست مع الصوْتِ المهزومِ
يقابلُ موتَ الكلمةِ بالتصفيقِ
ويحني الهامةَ للرِّيحْ
إني في الصّحو
في قلبِ الشوكِ أسيرُ
أدوسُ على سلطانِ الخوفِ
وأنسجُ من حُلُمي وطنا
في قلب الشوكِ أسير
بعزيمةِ رعْدٍ يحبُلُ بالأمطارْ
اللّوْنُ الأخضرُ يسرحُ..
فوْق الربوةِ آمالاً تمتد
بعزيمةِ جيلٍ يزحفُ فوْقَ الجمرْ
من جوْفِ اللّيل ومن اعماق البحرْ
ضدّ الكلماتِ الميتهْ !
ضدّ الأشياءِ البائرةِ المسروقهْ
وضدّ الشاعرِ ..
حين ينمّقُ بالكلماتِ موائدَ زيْف !
ضدّ الأصواتِ المخنوقهْ!
إني في الصحو
أتعلّمُ من بسماتِ الطفل
وأرسمُ بالألوانِ فراشةَ حقلْ !
أتعلّمُ كيف يعيش الحبُّ
وكيف عبيرُ الزّهرةِ ،
لونُ الخضرةِ ،
همسُ النسمةِ ،
فوقَ جنونِ الحربْ !
أتعلّمُ
أقبضُ جمراً
أسحقُ صخراً
أكتبُ شعراً
ضدَّ الكلماتِ الميتة !!
[email][email protected][/email]
جماع وجامع ومسجد فانت جامعنا، علي درب الحرية والكرامة والانعتاق
شكراً لك جامع علي مقالاتك الرصينة و قصائد الرائعة دوماً والتي لاتعرف الانهزام هي كلمات حية مثل الرصاص الحى
A masterpiece
And a showcase of poetic prowess
في معظم الثقافات الانسانية كان وما زال اللونان الاخضر والاصفر رمزان للحياة وللامل. ويا لجمال توظيف الاستاذ فضيلي جماع لهما لبث عبير وعبق هذه المعاني في هذه القصيدة الدرة.
وفي معظم ثقافات العالم كان وما زال اللونان الاسود والازرق رمزان للحزن النبيل، وكم هو جمال توظيف الشاعر هنا لسواد الليل وزرقة البحر لوصف مكمن الحزن فينا.
وفي معظم ثقافات العالم يرمز اللون الاحمر للحمية و الغضب والثورة والحيوية، وكم هو جمال توظيف صورة المشي والقبض علي الجمر الاحمر لتجسيد هذه المعاني في هذه القصيدة.
وفي كل ثقافات العالم يحب الاطفال الالون، ويشكلون رمزا للغد والمستقبل، تماما كما رسمهم يراع جماع في هذه القصيدة الدرة.
فلك الشكر، والتحية.
يا ايها القابض علي جمر الشعر.
عناد نبات الحسكنيت
@@@@@@@
نحن شعب أبى كريم
لن نذل ولن نضام
لوفرمت جثثنا بالمارم فرم
أو علقت أجسادنا علي المشانق
شرايح كشرموط اللحم
برضو سايرين في دروب الانتفاضة
لو رجمتنا بقاذفات اللهب
والدماء سالت حد الركب
برضو بنواصل الإنتفاضة
لو أهدينا تذاكرباص الجنة الكذوب
المكنتو مصنوعه بالدجل والشعوذة
وكانت آخر مقاصدو محطة جنات النعيم
برضوسايرين في دروب الإنفاضة
لو هدمت علي روؤسنا المصانع
والمستشفيات والبيوت
وأوصدت أبواب كل المدارس والجامعات
برضو بنواصل الإنتفاضة
لو أغريتنا بالأموال والقصور
أو بعرس جماعي من الحسان الحور
برضو بنواصل الإنتفاضة
نحن نفر شريف ما بنبيع ذممننا
بالأموال والمناصب والدهب
نحن شعب أبى كريم
لن نذل ولن نضام
ولن نطعيك أيها الكوز الصدىء
لو أبدتنا عن بكرة أبينا إبادة جراد
وحرقت كل المزارع والحقول
نبتت أرواحنا مرة أخرى
كنبات الحسكنيت
وانت عارف نبات الحسكنيت عنيد لايوووق
نلصك في شعرالرأس
والملابس والجسم
في الإبطين والحلق
ونكتم عليك عداد النفس
وحول العينين والأنف
وكل مكان حساس في الجسم
نلصك لصك
بدم بارد تقتل وترجم كبارنا وصغارنا
ونحن بى عناد ولاياقت نبات الحسكنيت
بنواصل الإنتفاضة
مستمرين كر وفر حتي يتحقق مرادنا
انت تقتل وترجم
ونحن كر وفر حتى يتحقق مرادنا