أبيي ترفع درجة التوتر بين دولتي السودان

عماد عبد الهادي – الخرطوم

تجدد التوتر بين السودان وجنوب السودان عقب قرار جوبا تعيين إدارة جنوبية لمنطقة أبيي خلافا لاتفاق سابق مع الخرطوم، وتوقع محللون أن تسهم هذه الخطوة في تعقيد جديد للأزمة يأتي في وقت كانت فيه الآمال معلقة بالتوصل إلى اتفاق يحسم الخلافات المتلاحقة بين الدولتين.

وفي رد للحكومة السودانية على القرار الجنوبي، قال رئيس لجنة تسيير شؤون إدارية أبيي ماجد ياك كور إن اللجنة تلقت توجيهات من رئاسة الجمهورية بالتوجه الفوري إلى المنطقة، وقال للصحفيين نهاية الأسبوع الماضي إن الخطوة السودانية جاءت على خلفية انفراد دولة جنوب السودان بتشكيل إداريات بالمنطقة “حيث نصبت مديرين عامين على إدارات الحكم المحلي، المالية والتنمية الاقتصادية، الخدمات والشؤون الاجتماعية، الزراعة، البنى التحتية، إضافة إلى تسمية رئيس للإدارية”.

واعتبر كور الخطوة الجنوبية “استباقا لنتائج المحادثات المزمع عقدها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وخرقا للاتفاق المبرم بين الدولتين لتشكيل حكومة مشتركة لحين حسم الأمر بصورة نهائية”.

ويعتقد محللون سياسيون أن قرار الخرطوم جاء ردا على تجاوز جوبا ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين بالإبقاء على الإدارة الحالية إلى حين التوصل لتسوية شاملة للمشكلة، وتوقعوا أن يقود القرار الجنوبي ومن بعده الخطوة السودانية إلى تعقيد جديد للأزمة بين الدولتين، مستبعدين تنازل أحد الطرفين في الوقت الراهن على الأقل.

نفق مظلم
ولم يستبعد رئيس لجنة مفاوضي السودان عن أبيي الخير الفهيم دخول المفاوضات بين الدولتين في نفق مظلم بعد قرار حكومة جوبا تعيين إدارة للمنطقة “بالرغم من وجود إدارة سودانية متفق عليها”، وتوقع في حديث للجزيرة نت أن تفرض الخطوة الجديدة واقعا “يجعل الشقة بين الدولتين أكثر اتساعا”.

وأشار إلى أنه من المنطقي أن يقرر الرئيس السوداني عمر البشير توجيه “إدارية أبيي المؤقتة للمنطقة لمباشرة عملها كرد فعل لقرار حكومة جنوب السودان”.

أما ناظر قبيلة المسيرية المسيطرة على منطقة أبيي مختار بابو نمر فقد أبدى تشاؤمه من خطوة جنوب السودان “قبل التوصل لاتفاق بشأن المنطقة أو الرجوع إلى حكومة السودان”. واستنكر في حديث للجزيرة نت ما سماه الخطوة التصعيدية من الجنوب بالنظر إلى أن أبيي “ما زالت تتبع للسودان”.

وتوقع بابو نمر حدوث أزمة قد تؤدي إلى حرب حقيقية بين الدولتين، ودعا الحكومة السودانية إلى اتخاذ “موقف صلب ردا على القرار الجنوبي”، وأشار إلى أن قبائل المسيرية “لا تزال تنتظر موقفا من الخرطوم ولا تريد أن تتدخل الآن”.

من جانبه أكد الخبير في شؤون النزاعات محمد أحمد بابو نواي أن القرار الجنوبي سيرمي بظلاله على سير المفاوضات المقبلة بين الدولتين، وتوقع في حديثه للجزيرة نت أن تؤدي هذه التطورات “إلى احتكاكات بين القبائل الجنوبية والسودانية في المنطقة”، وتحدث عن عدم وجود نوايا حسنة بين قبيلتي المسيرية ودينكا نقوك بسبب الصراع السياسي بين الحزبين الحاكمين في الدولتين.

المصدر:الجزيرة

تعليق واحد

  1. نتمنى أن تستدرك حكومه الجنوب قراراها وتتقيد بالإتفاق حقناً لدماء ابناء الشعب فما سكب من دماء يكفى وعلي الجميع أن يسلك طريق المفاوضات طالما أختاروهو لحل مشاكل البلدين

  2. المسيرية قبائل رعوية وليس لها الحق في شيئ بال يذهبوا حيث اتوا( النيجر او تشاد) اما ابيي جنوبية مية المية وعندما اصدرت المحكمة الدولية قرارها بالفصل في ذلك وجد ترحيب من الحكومة, واية الجد في الامر وتقليب الامور. بالطريقة دي حيفقد المسيرية حتي حق الرعي داخل اراضي الجنوب.

  3. قرار جوبا بتعيين إدارة جنوبية لمنطقة أبيي ينسف اتفاقية أديس أبابا الأخيرة ويعطي الحكومة الحق في أن تقوم باتخاذ الاجراء الذي تراه مناسباَ بما في ذلك التدخل العسكري، ويتعين على الحكومة في هذه المرحلة إخطار الحكومة الأثيوبية بهذا الخرق للاتفاق الذي تقوع برعايته عسكرياَ، وليس مجلس الأمن كما سبق أن أعلن ذلك أكثر من مسئول حكومي.
    ويبقى أن نقول أن أبيي يحكمها حالياَ اتفاق أديس أبابا وليس قرار مجلس الأمن الأخير والتفريط والتهاون فيها يشكل خطراَ كبيراَ على السودان لهذا نجد أن الادارة الامريكية تبذل جهداَ خارقاَ لوأد أي انتفاضة شعبية ضد البشير من أجل بقائه في السلطة لحين تحقيق أهدافها بتقسيم ما تبقى من السودان وضم أجزاء واسعة منه لجنوب السودان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..