الحذاء و الأصبع

الحذاء و الأصبع
أثناء تفقد الإداري الكبير المسئول الاول عن المدينة رأي أحد فقراء المدينة رث الثياب كثيف الدقن شاحب الوجه ,, و كل هذا ليس مهم فهو شئ معتاد و عادى فى تلك المدينة ,, و لكن الشئ الذي لفت نظره انه يلبس فى رجله جزمة و ان لم تخن ذاكرة كاتب هذه السطور فيظن إنها كانت من فردتين مختلفتين فردة جديدة ذات لون بنى و الاخري سوداء ,, أحدى الفرد قديمة بالية تمزقت من الامام و خرج اصبع هذا المسكين من الضيق فى تظاهر و تمرد على هذا الحذاء الذي ضاق و قدم و تمزق ,, تأثر الحاكم تأثرا شديدا و بكى لهذا المنظر و هذا الشقاء ,, ثم أشار بأصبعه الى ذاك الفقير ,,كان يقصد ان يحضروه اليه ليجزل له العطاء ,, لم يفهم مرافقي المسئول الكبير تلك الاشارة ,, اعتقلوه و قاموا بتكوين لجنة بالتحري فى أمر هذا الفقير و اصبعه فى اسرع وقت و رفع تقرير مفصل ,, تم أخذ الفقير الى السجن و تكونت اللجنة و وضعت لها ميزانية ,, نثريات لقاعة اجتماعات و طعام و شراب للجنة و مصروفات ادارية ,, و ترحيل تلك اللجان ,, و ضع الفقير قيد الحجز و الجزمة معروضات ,, و حقيقة الامر ان اللجنة لم تقصر فى اطعامه و شرابه ,, ثم تحرت اللجنة الموقرة معه الاسم -العنوان – العمر- السكن – الحالة الاجتماعية – اين ولدت ,,و غيرها من التحريات,, ,, من واقع التحري علمت انه انسان بسيط و لم تجد اللجنه على هذا الفقير اي تهمة هو مواطن فى هذه المدينه ,, و هو ليس شحات ,, هو مزارع و جلس تحت حائط لاخذ راحة ,, رأت اللجنة تكوين لجنة اخري لأن الموضوع أكبر و معقد ,, لدراسة المزرعة التى يعمل بها هذا المزارع و نوع الزراعة التى يزرعها و سقايتها ,, لعله يزرع ممنوعات ,, او انه يسرق مياه سقايتها ,, فوجدوا ان زراعته سليمة ,, و اهتمت اللجنة بكل التفاصيل المهمة و التافهه ,, و هذا مايسمى بالأدارة التفصيليه و الاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة ,, خلصت اللجنة ان كل مايملكه نصف فدان ,, لديه عدد من الاطفال و زوجه يعمل و يرهق نفسه ليوفر لهم لقمة عيش تؤمنهم من الجوع ,, بعد جمع كل هذه المعلومات ,, شرعت اللجنه فى عملها ,, فالموضوع اتضح لهم انه كبير و بعد دراسات مستفيضة و الاتصال بخبراء و اخذ عينه من نوع الحذاء و عمر الحذاء و عدد الكيلومترات الى استهلكها فى السعي و عمره الافتراضي و وزن ذاك الفقيرو فصيلة دمه ,, خلصت اللجنة الى ان هذا الاصبع كبير و متمرد ,, ضغط على الجزمة و خرج من من دون الاصابع ,, رأت اللجنة الاستعانة برئيس الشرطة و قائد الحرس و قائد الجيش ,, بأعتباره امن قومى ,, فأتفقوا على ان هذا يعد تمرد و ان لم يحسم سوف تتفاقم الامور و ربما حدثت ثورة للاصابع ,, خلصت اللجنة الى ان امور الامن ليس فيها عاطفة و المصلحة العامة تستدعى التعامل بحسم ,, احد الادارين باللجنه اقترح اعدام هذا الفقير البائس فضرره أكثر من نفعه ,, وهو مظهر غير لائق بالمدينة ,, أداري أخر اكثر مرونه رأي أن الجسم ككل ليس له ذنب و اقترح تقليل العقوبة لقطع الرجل وبتر اليد فقط ,, و اداري اخر اقترح قطع القدم فقط و ظل الحوار فى هذا الموضوع عدة ايام ,, المزرعه لم تسقي كل هذه الايام,, عطش الزرع ثم مات المشروع ,, و الاسرة جائعه ,, أخيرا خرجت الزوجة تجر ورائها ابنائها تشحت لتسد الحاح تلك البطون الصغيرة الجائعة ,, ,, كثر الجدل و اختلفت اللجنه فى الحل ,, رفعت الاوراق للاداري الكبير لخصت فيها ملابسات الموضوعه و الحلول التى توصلت لها اللجنة ,, و لم تنسي ان ترسل ورقة لمسئول المال بعمل هذه اللجنة و طلب تحفيزها فقد كان عملا مرهقا به كثير من التحاليل ,, الاداري لم يتذكر بداية الامر فمشاكل المدينه كثيرة ,, و من بين الاف الاوراق التى أمامه كان ينظر الى هذه القضيه و لكنه كان اكثر حلما و عقلا ,, رفض مقترحات اللجنه و اتفق مع اللجنه فى ما توصلت اليه من انه تمرد ,, ثم رأي انها انزار بمتمرد متوقع ,, و كلمة تمرد غير مقبوله لديه ,, فأمر الإداري بقطع أصبع هذا البائس المسكين ,, قبل قطع الأصبع سأله الجزار المكلف بقطع الأصبع الديك أي طلب ,, قال له لا و لكنني علمت لماذا تموت المشاريع العامة و تنجح مشاريعهم الخاصة لان العام يتحول إلى خاص و علمت أن عقولهم قاصرة على الحل و لا تجود الا بالحلول الصعبة المستحيلة ,, لذلك المدن تتقدم و مدينتنا تتأخر ,,
الى حين
عمر عثمان
[email][email protected][/email]
هذا الذي يحدث ,, قصة جميلة تجسد الواقع الاليم ,, فى تدهور الاحوال و تحضرنى قصة ,, ان الاستخبارات العالمية قامت بتدريب امريكى و صينى و افريقي ,, و بعد انتهاء الدورة التدريبية ,, المدرب ادخل الثلاث مدربين للغابة و طلب من كل متدرب احضار نمر ,, الامركى بعد عشرة دقائق اصطاد نمر و بعد نصف ساعة الصينى اصطاد نمر و انتظروا ساعات طويلة و الافريقي لم يأتى فذهبوا للبحث عنه ,, فوجدوه يمسك حمار و ينهال عليه ضربا و ليعترف انه نمر ,,
هذا الذي يحدث ,, قصة جميلة تجسد الواقع الاليم ,, فى تدهور الاحوال و تحضرنى قصة ,, ان الاستخبارات العالمية قامت بتدريب امريكى و صينى و افريقي ,, و بعد انتهاء الدورة التدريبية ,, المدرب ادخل الثلاث مدربين للغابة و طلب من كل متدرب احضار نمر ,, الامركى بعد عشرة دقائق اصطاد نمر و بعد نصف ساعة الصينى اصطاد نمر و انتظروا ساعات طويلة و الافريقي لم يأتى فذهبوا للبحث عنه ,, فوجدوه يمسك حمار و ينهال عليه ضربا و ليعترف انه نمر ,,