(زولي وزولك)

أحداث ومؤشرات
د.أنور شمبال
[email][email protected][/email]
(زولي وزولك)
بدأت الحكومة مرة أخرى الاستعانة بالواعز الديني والذي أساءت توظيفه في المرة الأولى عندما اعتمدته كتكتيكا مرحليا، لتمرير ما تريده من سياسات، وبرامج ترسمها على نفسها، وهي الآن تلجأ اليه لتجاوز الضائقة الاقتصادية التي هي في طريقها ان تصبح واحدة من كوارث بلادنا التي تؤرخ بها مجريات الأحداث من بعد (سنة الانفصال)، فقد تم توظيف خطب الجمعة المنصرمة بمساجد الخرطوم المختلفة لهذه المهمة، حيث ركزت غالبية الخطب على التوكل على الله والاستعانة به، والقناعة بقسمة الله، وعدم الركون الى القوة المادية في الحياة، وعدم أكل المال الحرام، وغيرها من المعلومات ذات المعنى والدلالة الى هذا الاتجاه.
لا أعتقد أن مثل هذا الحديث رغم منطقيته وحجيته يجدي مع ممارسة امتدت لـ(23) سنة حكم، بل الأجدى أن تكون هناك القدوة الحسنة التي يحتذى بها في مثل هذه الممارسات الأخلاقية التي يقبلها الإسلام، ويقبلها أي ذي فطرة سليمة وعقل يتدبر، فهل هناك من هو جدير بالاقتداء به؟ علما بأن التعلم بالقدوة هو الطريق الاسهل والامثل، فيما يأتي التعليم بالتلقين والمواعظ في المرحلة الثانية … فقد نجح هذا الأسلوب في المرة الاولى وحقق نتائج إيجابية لأن دعاتها كانوا حديثي عهد ومبرئين من كل الاتهامات التي تجعل رسائلهم الأخلاقية تقع وقع السحر في قلوب الناس وعقولهم، أما الآن ومع ذيوع ظواهر الفساد، وتفشي شواهدها، والتطاول في البنيان والتصريحات الجوفاء بوعود التنمية والرخاء للمواطنين التي لا تتحقق، ودغدغة العواطف القبلية والجهوية، الى أن صارت هي الأساس في العمل والتوظيف وفي الترفيع والتأخير، فلا تنطلي على أحد بصدقية ما يدعون اليه، أو كذلك تقبل بعض المصلين الرسائل.
إن دعوة وزير المالية والاقتصاد الوطني الاستاذ علي محمود محمد عبدالرسول الى معالجة المشكلة الاقتصادية بإعادة هيكلة الحكومة وتقليص الجهاز التنفيذي بالمركز والولايات، مع تقليص مخصصات ما تبقى من الدستوريين والتنفيذيين، وتقليص عرباتهم الى عربة واحدة لكل منهم، وإيقاف حجهم الى بيت الله الحرام على نفقة الدولة، مع تقليل سفرياتهم الخارجية، ما هي إلا محاولة تكفير للخطيئة، وتصحيح للمسار إلا أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير وأعمق، ولا أعتقد أن تلك الإجراءات تجد التطبيق على أرض الواقع، لأن المقاومة تكون أكثر شراسة، خاصة وأن الذين يتم الاستغناء عنهم أو تقليص مخصصاتهم، أكثر إلماماً بالحيل والتكتيكات التي يقلبون بها الطاولة، بعد أن صارت القيم والواعز الأخلاقي والديني لا وجود له عندهم في مثل هذا الصراع، الذي بات يتمحور حول (زولي وزولك).
لم ينشر في النسخة الورقية
وزير المالية ده المفروض يبدأ بنفسه و يرجع القروش العالج بيها اضان ولدو في امريكا
لو رجعوا الاموال الفي ماليزيا ممكن نقول الناس ديل خايفين على الشعب والاقتصاد السوداني ..ولا انا كلامي غلط يااخوانا ؟؟؟؟؟