أميركيون : لا تنازلات جنوبية للبشير…منظمات أميركية معارضة للرئيس السوداني تنتقد هيلاري كلينتون

انتقد خبير أميركي اشترك في وضع السياسة الأميركية نحو السودان خلال السنوات العشر الماضية وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لأنها طلبت من حكومة جنوب السودان أن تقدم «تسويات» لحكومة السودان مقابل حصولها على الاستقلال، حسب اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب سنة 2005. وسيعقد في يناير (كانون الثاني) المقبل استفتاء في الجنوب ليختار إذا ما كان يريد الاستقلال أو البقاء داخل السودان الموحد.

وقال ستيفن موريسون، كبير مساعدي رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (سي إس أي إس) في واشنطن: «لم يفعل الجنوبيون كثيرا لتنظيم شؤونهم الداخلية. لهذا، يعتقدون أن الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة، ستساعدهم مع تدهور الوضع هناك. إنهم لا يضعون في الاعتبار تقديم تنازلات للشماليين في هذا الوقت بالذات».

وأضاف موريسون أن المنظمات الأميركية المعارضة لحكومة الرئيس السوداني عمر البشير لا تقبل خطة كلينتون. وترى فيها تنازلا عن حقوق الجنوبيين، مقابل ترضية حكومة البشير. ووصفت وكالة «بلومبيرغ» الأميركية هذه المنظمات بأنها «تعمل بالنيابة عن الجنوب المسيحي».

وقال مراقبون في واشنطن إنه، قبل 10 سنوات تقريبا، وضع موريسون، بالاشتراك مع فرانسيس دينغ، وزير دولة للشؤون الخارجية في عهد الرئيس السوداني السابق جعفر نميري، وكان خبيرا في المركز، دراسة عن السياسة الأميركية نحو السودان تبنتها وزارة الخارجية الأميركية.

مهدت الدراسة لسياسة صارت تعرف باسم «نظامان داخل دولة واحدة»، وهي التي تبنتها اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب التي عقدت سنة 2005، التي ظل السودان يحكم بموجبها، انتظارا للاستفتاء لتحديد مصيره نهائيا.

في الأسبوع الماضي قالت هيلاري كلينتون، خلال محاضرة في مجلس العلاقات الخارجية، إن الوضع بين الشمال والجنوب «قنبلة موقوتة ضخمة». وقالت: «تواجهنا مجموعة صعبة للغاية من التحديات في السودان. لهذا، نحن نكثف الجهود لجمع الأطراف معا: الشمال والجنوب، والاتحاد الأفريقي، وغيرهم، للتركيز على هذا الاستفتاء الذي، حسب رأينا، لم يلق الاهتمام الذي يحتاج له»، وأضافت: «في جانب، لأن الجنوب ليس قادرا على جمع الموارد اللازمة لتحقيق ذلك. وفي جانب آخر، لأن الشمال كان مشغولا. ولا يتحمس للاستفتاء لأن نتيجته واضحة جدا».

وأشارت إلى أن الخارجية الأميركية، مؤخرا، كثفت جهودها الدبلوماسية والتنموية في الجنوب، وزادت وجودها في جوبا، وفتحت مكتبا مثل قنصلية، وأرسلت قنصلا عاما، وأيضا أرسلت السفير السباق برنستون ليمان «للمساعدة مع سكوت غريشن وفريقه». وقالت: «صار الإطار الزمني قصيرا جدا. وسيكون تحقيق هذا الاستفتاء أمرا صعبا. وسنحتاج إلى كثير من المساعدة من المنظمات غير الحكومية، ومركز كارتر، وغيرهم من الذين يريدون المساعدة في تنفيذ الاستفتاء».

وأضافت: «لكن، المشكلة الحقيقية هي ما سيحدث عندما يتحقق الذي لا مفر منه منه (إينيفيتابول) ويتم الاستفتاء، ويعلن الجنوب الاستقلال. لهذا، في الوقت نفسه، نحن نحاول أن تبدأ مفاوضات لحل بعض هذه المشكلات المستعصية. ماذا سيحدث لعائدات النفط؟ وإذا كنت أنت في الشمال وفجأة، تحس بأن خطا سيرسم، وستفقد 80 في المائة من عائدات النفط، لن تكون مشاركا متحمسا»، وأضافت: «لهذا، ما الصفقات التي يمكن أن تتم، وتحد من العنف المحتمل؟ وحتى لو فعلنا كل شيء بصورة متكاملة، وفعل كل واحد أقصى ما يستطيع، النرويجيون والبريطانيون وغيرهم، الواقع هو أن هذا سيكون قرارا صعبا جدا بالنسبة للشمال ليقبله».

وقالت: «لهذا، علينا أن نبحث عن وسائل تجعل الشماليين يقبلون سلميا الجنوب المستقل. وتجعل الجنوب يعترف أنه – إلا إذا كان يريد مزيدا من سنوات الحرب، ولا فرصة ليبني دولته الجديدة – يحتاج للوصول إلى تسويات مع الشمال».

وقال مراقبون في واشنطن إن هذه النقاط الأخيرة هي التي أغضبت منظمات أميركية تعارض البشير. مثل منظمة «إنقاذ دارفور» و«إيناف» (كفاية)، و«الخدمات اليهودية العالمية»، ومنظمة «محاربة الإبادة». خاصة عبارات كلينتون عن «صفقات» و«تسويات»، التي يفسرها البعض بأنها «تنازلات». وترى هذه المنظمات أن فتح الباب أمام تنازلات جنوبية للبشير ستكون له «عواقب مخيفة». مثل:

أولا: يجعل البشير يعتقد أنه يقدر على كسب الحكومة الأميركية.

ثانيا: يقلل ثقة الجنوبيين في قدرتهم على الحصول على الاستقلال.

ثالثا: يربك السياسة الأميركية التي ظلت تكرر أهمية الاستفتاء «من دون أي تدخلات خارجية».

في الوقت نفسه، لم يحدد مؤتمر لسودانيين جنوبيين عقد مؤخرا في واشنطن اختيار الاستقلال أو الوحدة. لكنه ركز على تسجيل وتصويت الجنوبيين في الولايات المتحدة في استفتاء شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وعقد المؤتمر جنوبيون من ولايات شرق ووسط وغرب الاستوائية، ووجهت خلاله انتقادات كثيرة للشماليين، خاصة الحكومات الشمالية التي قالوا إنها، منذ استقلال السودان سنة 1956، رفضت رغبة الجنوبيين في الحكم الذاتي أو الكونفيدرالي، وكانت سبب حرب أهلية استمرت نصف قرن وقتلت مليوني جنوبي.

وقالت اقنس اوسواها، ممثلة مكتب حكومة جنوب السودان في واشنطن، إن المكتب يبذل كل ما يستطيع لضمان تسجيل الجنوبيين في الولايات المتحدة تمهيدا لاشتراكهم في التصويت.

وقال مراقبون في واشنطن إن عدد الجنوبيين في الولايات المتحدة ليس معروفا، ويعتقد أنهم عشرات الآلاف. لكن، بسبب تفرقهم في ولايات كثيرة، وبسبب ضيق الوقت، لن يكون سهلا تسجيلهم وتصويتهم.

واشنطن: محمد علي صالح
الشرق الأوسط

تعليق واحد

  1. يا Zingar

    عليك الله سيب القرضمة والفلسفة دي وشارك بالتعليق بالعربي .. لان المقال اساسا مكتوب باللغة العربية ..

    نحن لا نجهل اللغات الاخري ولكن لكل مقام مقال

    وكل سنة وانت طيب والسودان بالف خير

  2. لاول مرة الادارة الامريكية تصرح بتصريح منصف في حق السودان بتصريحات كلينتون واتمني من الادارة الامريكية تفهم تركيبة السودانيين عموما وان تتعامل مع السودان بعقلانية

  3. هو انحنا حانفضل في الموال الي متي ماينفصلوا ياخ حفظنها حفظ المهم بعد الانفصال البحصل شنو؟ هل سيكون الجنوب دولة عظمي ولا الشمالين حايموتوا من الجوع ولا امريكا تعلم الغيب , الاتحاد السوفيتي القوي تلاشة يعني شنو ينفصل الجنوب واخر الامر الاستفتاء بيد الجنوبيين ياما وحدة او انفصال ملينا حجوة ام ضبينا دي انا شخصيآ ايد انفصال الجنوب الي الابد pey

  4. أصبح مصير السودان خاضع للمزايدات في سراديب وأخبية السياسة الغربية.
    من الذي أهدى لنا هذا الخازوق الذي رُكِّبت عليه أوضاع السودان؟ اليس هم حمقى الانقاذ ؟
    أوردها زيد وزيد مشتمل 000 ماهكذا يا زيد تورد الإبل

  5. المشكلة بين الشمال والجنوب ليست اقتصادية, وكانت قبل اكتشاف البترول ,والحل الامريكي حل سطحي ,ناتج عن الفهم السطحي لجذور المشكلة السودانية والتي لا تخص اهل الجنوب وحدهم .

  6. انتبهوا كلام كلنتون ينطوى على كثير من الكيد لحكومة الشمال فهى لاتعنى ما تقول بلسان المقال ماتعنيه بلسان الحال عند ما تتحدث عن 80فى المئة من عائدات البترول فهى تبداء فى دق طبول الحرب وتقول للجنوب ان من منعكم الكونفدرالية والحكم الزاتى يريد ان يستعمركم من اجل البترول
    ثانيا لايوجد اى سبب يدعوا الجنوب للالتفات للتنمية والبترول موضوع التنازع الزى تركز عليه فى حديثها هو الاساس بالنسبة للجنوب الزى يفتقر تماما لاى موارد بخلافه
    ثالثا كلنا يفهم ان الحركة الشعبية هى فى الاصل حركة عسكرية بحته فى المقام الاول ودخولها فى عالم السياسة فى فترة نيفاشا قد لايكون اكثر من استراحة محارب قد يرقب الغرب فى دعمه عسكريا اكثر من دعمه تنمويا خاصتا عندما يشعر الجنوب بمرارة ظلم تدعوه للقتال وهى ما ظل الاستعمار يبنى سياسته عليها طيلة الخمسين عاما الماضية
    رابعا اعتماد حكومة الشمال على ترديد ان الجنوب لن يكون مستقرا وسيشهد العديد من حركات التمرد كلام ضعيف فلحركة الشعبية طيلة فترة اشتباكها السابق مع الحكومة كانت تحقق انتصارات سجالا معها ولم تفلح الحكومة فى احداث اختراق يزكر عن طريق القوات الصديقة الموالية لها ومع تغير الحال وتحول الحركة الى جيش دولة منظم بعد الا نفصال واحساس ابناء الجنوب بالغبن فى محاولة الشمال هضم حقوقهم سوف تزداد الجهة الداخلية ترابط غير مسبوق مما قد يولد حربا قد لاتتوقف عند تطبيق بنود نيفاشا بل تتعدا ها الى حرب لاتبقى ولاتزر
    ويوسفنى ان اقول ان الشمال حكومة وشعبا سوف يكون الخاسر الاكبر فيها بقدر عدم استعداده لها وبقدر عدم احتمال ان يجد من يناصره
    66847

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..