الرشوة هلاك ومفسدة

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا تفشت الرشوة في أي مجتمع فإن الهلاك واقع لامحالة، فالإنسان الذي كرمه الله بحمل أمانة التكليف لينال رضاه وصولا لصلاح المجتمع، ولكن ضياع الأمانة عبر الرشوة يقود إلي فساد المجتمع وهلاكه وإختلال موازين القيم والأخلاق الحميدة
(ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون) ولاشك إن الرشوة من السحت (أكالون للسحت)،
هكذا تعاليم ديننا الحنيف كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم (إنما بعثت لإتمم مكارم الأخلاق)، ولكن الرشوة تقود إلي تدمير المباديء والقيم والمثل والتقاليد وشراء الذمم وإسناد الأمر إلي غير أهله.
جاء في صحيفة الجريدة تحت عمود سلام ياوطن للأستاذ حيدر أحمد خير الله( إتصل بنا من يقول إنه يحمل لنا ظرفا أمانة من د. المعز حسن بخيت الناطق الرسمي للوزارة، قلنا له أعد له الظرف فليس لنا ما نملكه أصلا لنؤمنه .. كان هذا بشهادة الشهود.. ولما أتصل بنا المعز قال إنه مساهمة من منظمة لبعض المرضي الذين نعرفهم وذكرأنه أيضا قدم حلولا لإحد رؤساء التحرير لمرضي يعرفهم.. ….)
ماذكره الأستاذ حيدر تعجب وإندهاش وحيرة، هل يمكن شراء القلم الذي أقسم به رب العزة لعظمته؟ هل يمكن شراء ضمير السلطة الرابعة في سوق النخاسة؟ إن حدث هذا فعلي الدنيا السلام وعلي الصحافة أن تقيم سرادقا للعزاء لا يؤمه الراشون والمرتشون والواصلون.
بالأمس تم تكريم الأستاذ محجوب محمد صالح عالميا ومنحه القلم الذهبي لما عرف عنه من صدق في الكلمة عبر مسيرة جريدة الأيام، وتكريمه هو تكريم للصحافة السودانية ، أن صحافتنا وكتابها يسلكون نفس الطريق صدق وأمانة وشرف رسالة مهنة النكد التي لا تعرف الرشوة ولا يمكن أن تمتد يد صحفي لقبول ظرف تحت أي مسمي ومن أي جهة أو سلطة علما بأن ظروفهم سيئة لدرجة، فهل يستغلها من يملك المال والسلطة من أجل تركيعهم وشراء ذممهم وضمائرهم؟ إنهم أطهر وأنقي ولا يمكن أن ينحدروا لهذا المستنقع،فهم نبل وشرف وطهارة وأخلاق وقيم ومثل وتقاليد وتعففهم لايمكن أن يُشكك فيه.الرشوة تقود إلي إسكات صوت الحق وإلي المفسدة وموات الضمير وعندما يموت الضمير تتعفن الجته وتتنتن ويفر منها أصحاب الضمائر الحية والأقلام العفيفة. نسأل عن صحة ما كتبه الأستاذ حيدر ووقع صداه علي وزارة الصحة ولاية الخرطوم ونتعجب إنقضت أيام ولم نري تعليقا أو تصحيحا لهذا الخبر وزميلنا د. المعز يجمع بين قداسة رسالة الطب وشرف الصحافة ،فهو ناشر بالأمس لجريدة الحقيقة حيث الحقيقة كانت جزء من رسالتها ومبادئها وقيمها وأخلاقها! نعم نتعجب هل يرضي ويوافق أخونا دكتور المعز علي مثل هذا التصرف إن حصل لإحد كتابه في جريدة الحقيقة؟ إن المساعدات والإعانات للمرضي طريقها معروف ومنظمات المجتمع المدني لا تحتاج لدليل ومستشفيات الولاية هي أحوج ما تكون لمثل هذه الظروف. هل ما بداخل ذلك الظرف من حر مال أخونا د. المعز؟ إن كان صدقة لوجه الله فلماذا المن والأذي وإفشاء عبر المرسال؟ أم مال عام من خزينة وزارة الصحة؟ وتحت أي بند؟؟ هل تعلم قيادة الوزارة بقصة هذا الظرف؟ ما هو ردة فعلها؟ د. المعز هو ناطق رسمي ألا يضعه ذلك الموقف في شبهة إستغلال الوظيفة من أجل إسكات بعض الكتاب وعلي رأسهم الأستاذ حيدر وما عرف عنه وعمود سلام يا وطن وليس بعيدا شكوي وزارة الصحة ضد جريدة الجريدة والأستاذ حيدر ؟ إن حديث المدينة يدور عن بعض الممارسات التي لا تليق بالسلطة الرابعة ولم يتعدي ذلك الحديث القيل والقال وأن بعض الكتاب يكتبون حسب الدفع كتلفون العملة ، ولكن قصة الظرف لها ما بعدها، وإن صح هذا فإننا نكون قد وصلنا إلي مستنقع أسن وهوة سحيقة وإنحدار القيم والأخلاق والمثل والتقاليد و لم نكن نعتقد ولا في الأحلام أن سيكون هذا هو حال بعض الكتاب .
الرشوة مفسدة عظيمة فكيف بك تستلم ظرفا دون أن ترتجف وجلا من كلام سيد الخلق :و الذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر” ثم رفع يديه حتى رأينا عُفرتي إبطيه، ثم قال: “اللهم هل بلغت؟ لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ومعلوم أن اللعن لا يكون إلا على ذنب عظيم ومنكر كبير . إذا أفبعد كل هذا هل سنري ظروفا تحمل في جوفها اللعنة من سيد الخلق، أو هل تودون أن تحملوا علي أعناقكم تلك الظروف يوم القيامة؟ إن صحافتنا ما زالت بعافيتها وقيمها وأخلاقها ومثلها وهي ما زالت السلطة الرابعة مدافعة عن حقوق المقهورين والغلابة والمعوزين والفقراء والمساكين ناقدة ناصحة للسلطة ومعبرة عن تطلعات وآمال المواطنين ، ونأمل أن تظل هكذا إذا بعد عنها من باع ضميره في سوق نخاسة لعنه سيد الخلق.
كسرة: أخونا جبرة ألف حمد الله علي السلامة ، ونحنا في إنتظار معرفة من هو المالك الفعلي للمستشفي الأكاديمي الخيري.!! يديكم دوام الصحة وتمام العافية والشكر على العافية

عميد (م) د.سيد عبد القادر قنات
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..