دعوة إلى التراخي ..!

«يمشي إلى قلبي المسيحُ كما مشى فوقَ المياهِ وداعةً مُخضلّة .. ومحمّدٌ كلٌّ وحبٌّ كلُّهُ، فإذا كرهتَ خسرتَ حبَّك كلَّهْ» ..
الشاعر أحمد بخيت ..!
لم يكن رجب طيب أردوغان يؤدي دوراً تمثيلياً حينما غادر ? قبل فترة – حواراً تلفزيونياً شهيراً احتجاجاً على تصرفات إسرائيل في غزة، ولم تكن تركيا تؤدي مسرحية سياسية عندما أعلنت أواخر الشهر الماضي أن إسرائيل ستدفع نحو عشرين مليون دولار تعويضات لضحايا سفينة مرمرة التركية، وأن الدولتين قد اتفقتا على دخول قافلة مساعدات تركية إلى قطاع غزة بحمولة 10 آلاف طن .. ولم تكن إسرائيل تمزح – من جانبها ? حينما أكدت أن الاتفاق الجديد يلزم تركيا بمساندة إسرائيل في فتح مكاتب في حلف الناتو وغيره من المؤسسات الدولية .. كل ما هنالك أن العلاقات السيئة بين البلدين كادت تعصف بمصالح دفاعية وتجارية ودبلوماسية أثمرها تحالف وثيق سابق ..!
والآن صحح لي إذا أخطأت .. بعد حادثة قصف سيارة بورتسودان، دعا بعض أئمة المساجد بالخرطوم ? إلى استمرار السودان في دعم المقاومة الفلسطينية محذرين من (التراخي)، وحاثين الناس على قراءة الحدث باستصحاب ظرف الزمان وطبيعة الأحداث الأخرى ..
امتثالاً للدعوة الكريمة حاولت أن أقرأ الحدث مستصحبة الظروف وخرجت بالآتي ..!
عندما أتى سيدنا سليمان ? الذي كان يفهم لغة الطير والنمل ? وجنوده وادي النمل، قالت نملة (يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)، فتبسم ضاحكاً من قولها وأمر جنوده بالوقوف حتى دخل جماعتها مساكنهم ..!
سيدنا سليمان كان يمشي وهو يسمع أطرافاً من أحاديث النمل وغيره، لكن الذي استوقفه في حديث تلك النملة أنها ذكرته (بالاسم) فاكترث لسماع الحديث وأتى بردة فعل، ولو كان الذي يفهم لغة النمل عدو للنمل لكان ذكر اسمه مقروناً بذلك التحذير سبباً في هلاك النمل قبل أن يبلغ مساكنه ..!
إسرائيل تسمع دبيب النمل في كل مكان ناهيك عن خطب الأئمة وتصريحات الرؤساء والوزراء ولسان حال التوجه القومي لشعب بأكمله تجاه واقع وجودها في فلسطين، هذا التوجه الذي أفرز الكثير من التعقيدات، والتي أولها وأولاها علاقة حركة حماس ? عدوها الأول ? بالسودان ..!
وثانيها وأهمها موقف السودان الاستثنائي، المتأخر عن ركب البقية من وجودها كدولة ذات حدود وسيادة على خارطة المجتمع الدولي، على الرغم من قيام دولة فلسطينية تحت ذراعها، وشيوع ثقافة الحديث عن الحفاظ على السلام بمنطقة الشرق الأوسط ..!
هل السودان ? سودان اليوم ? مؤهل لمعاداة إسرائيل في ثوبها القشيب، بعد تغيير ملامح القيادة الفلسطينية وتحول الصراع فيما بينها على السلطة إلى قضية أولى طغى ضجيجها على أنَّات القضية الأم ؟! .. اسألوا فلسطين نفسها إن كانت تحتاج دعمنا لقضيتها على هذا النهج .. وهل استعداءنا إسرائيل كل مطلع شمس أجدى لها أم دعم الخليج الذكي بكل ثقله السياسي والاقتصادي ..؟!
في هذا البلد جيل ولد أو نشأ بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد في سبعينيات القرن الماضي .. هذا الجيل له رأي ورؤية مختلفة لمواقف الوطن وأولوياته القصوى، بعيداً عن الفدائيات والتضحيات الخاوية التي ما أمر الله بها من سلطان ..!
أين نحن من استمرار الجهاد ضد الفقر والجوع والفساد وطغيان الولاء الحزبي على الولاء الوطني ونعرات القبلية التي تدعو إلى تمزيق الوطن الواحد ؟! .. ثم ماذا عن الأسوة الحسنة والقياس التاريخي ..؟!
دعونا نقيس .. الدعوة الإسلامية بدأت سرية خوف المعارضة الجماعية من قريش (المجتمع الدولي)، وحماية المسلمين الجدد من الأذى والاضطهاد (الشعب السوداني بكل فئاته وطبقاته)، ولتهيئة المسلمين للصمود في المرحلة القادمة (إعادة ترتيب أوراق السودان بعد كل متغير على المسرح الدولي)، ومرونة التخطيط الإسلامي في فعل رسولنا الكريم (تلك المرونة الغائبة في سياستنا الخارجية المصابة ? أبداً – بمتلازمة البوح القاتل) .. فهل من مُذَّكِر ..؟!
اخر لحظة
كلام عقل يا استاذه لمن يعتبر ، اول مسمار في كارثة السودان كان وقوف السودان مع صدام ابان دخولة لدولة الكويت ، اذن المشكلة في فهم من يحكم السودان ليس لديهم بعد نظر والسياسة الخارجية صفر كبير علي الشمال والجايات اكتر وربنا يصبرنا