الهوسا في الميدان

في هذه السانحة أود أن أرسل هذه الرسالة الى من يعتقد بأن أمة الهوسا مخزونا استراتيجيا يصلح استخدامه في مؤسم الانتخابات!!.
حديثي اليوم واضح وصريح.

حيث أن هذه الأمة هي التي أسست جيش المهدية، وكافحت فيه كفاحا منقطع النظير، حتى نال السودان استقلاله في العام 1956م، وكانوا ينتمون لحزب الأمة سياسيا، ولكن عندما احسوا بالظلم والتهميش، خرجوا منه وتركوه، واليوم تكاد لا تجد أحداً من أبناء هذه الأمة ينتمي له، اللهم إلا بعد التشذي الذي حدث في صفوفه والانقسامات التي عصفت به إلى أجنحة وأجزاء ، اللهم الا القليل منهم، ولا يذكرون.

ولما جاءت ثورة الإنقاذ الوطني، فهي جاءت وعلى رأسها شعار الهوسا، ففي الواقع الثورة هي التي أعلنت انضمامها للهوسا، وليس العكس.
هذا الانضمام لكتلة الهوسا لم يكن الهدف منه سوى التمكين والاستقواء بهم، مع عدم وضع الحد الأدنى من الاعتبار لهم، ومشاركتهم في السلطة، ماخذين في الاعتبار أنهم زاهدين فيها، وأحيانا بقصد من أولياء زمام الأمور. شيئاً فشيئا بدأوا يشعرون بذلك الشأن ، ووضح لهم جلياً ما هذا التهميش وعدم الاعتبار إلا لأنهم هم الذين كانوا ولا يزالون مكاناً لضرب الأمثال من حيث السلم والأمان، وهم الذين رسخوا مفاهيم التعايش السلمي، وذلك بشهادة النظام، فلذلك كل هذه الأسباب مجتمعة أدت بتركهم هكذا.

فعليه، اقول للقادة الآن الهوسا التململ يدب في أجسادهم، وانا كباحث للتراث وثقافة الهوسا، قد تجولت على كل ولايات السودان، وتعرفت على حجم التغيير الكبير الذي حدث في أوساطهم .

النقطة الأولى تتمثل في الكثافة السكانية العالية، اذكر لكم الولايات التي وجدت فيها هذه الأمة بنسبة تكاد تكون 60%على سبيل المثال لا الحصر :

1-ولاية كسلا الخضراء.
ففي هذه الولاية تجدهم كالنحل، من حيث الحركة والعمل في كل مناحي الحياة.

2-ولاية القضارف
تجدهم في الحقل الزراعي، والتجاري، وفي الخدمة المدنية ويحتلون المركز الأول في الكثافة السكانية.

3-البحر الأحمر،
الشاهد على أنهم عصب حركتها الاقتصادية، فقط مايدور في الميناء.
وأيضا الخدمة المدنية كذلك تأثيرها واضح جداً.

4-ولاية النيل الابيض.
اول من ادخل زراعة الأرز فيها هم الهوسا، وهم الذين يديرون ضفة مصايد الأسماك، بجانب حركة الأسواق كلها خاصة في مدينتي كوستي وربك، ومن ناحية الكثافة السكانية أجزم لكم بأن نسبتهم تفوق ال 7%.

5-ولاية سنار
قصب السكر والسمك، وتجار السوق في مدينتي سنجة وسنار وكثافتهم السكانية عالية جداً، ولديهم مناطق كبيرة فاذكر منها :
*مايرنو
*ام شوكة
*امدرمان فلاتة
الحواتة
بازوة
بجانب المرفعات.

6-ولاية النيل الأزرق
هذه لم يكن فيها شيء يرتكز إليه ويعتمد عليه من بعد المولى سبحانه وتعالى إلا الهوسا
من حيث الإنتاج الزراعي، المطري والمروي، و البساتين، والخضر والفاكهة والاسماك، وفي التجارة حدث لا حرج،

7-شمال كردفان
اذهب الأبيض وانظر وشاهد،، وجود الهوسا، ففي الأبيض تجدهم في القوات النظامية وبرتب كبيرة وفي مجال الصناعة والتجارة أيضاً.

8-ولاية جنوب كردفان
تجدهم في الأطراف مثال :
الدلنج، ومنواشي، والدبيبات، أيضا في كادقلي، فمعظمهم في الأمن..

9-ولايات دارفور الخمس للهوسا تواجدهم واضح وبكثافة، خاصة ولاية جنوب دارفور.

10-ولاية الشمالية
إنتاج التمور والبلح، دة كله على أيدي الهوسا.

11-ولاية نهر النيل
12 في ولاية الجزيرة ينتشرون في كل محلياتها ولهم دور قبل الاستعمار البريطاني خاصة في مشروع الجزيرة
يذكرهم التاريخ دائماً وأبداً، خاصة عندما تذكر مشروع الزيداب وتجد هناك أسرة الفنان الكبير /عبدالعزيز محمد داؤود…

النقطة الثانية :
اخلص لأقول لكم هؤلاء هم الهوسا، فما أريد أن أكرره لكم أنهم الآن قد دب في أوساطهم وعيا كبيرا ، بفضل مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، واقول لكم بالصدق كله هؤلاء البشر لو رفعوا أياديهم من أي حزب واجتمعو النتيجة معروفة.

فعمق رسالتي إذا ما انصفتهم، والله لا تجدهم فهل تعلموا انه هؤلاء لم يحملوا السلاح على وجه الدولة، ولم يكن من بين افرادهم قطاع الطرق، ولم تجد بينهم عاطلا
عن العمل، أمة منتجة وأمة تدفع عجلة الاقتصاد الوطني، امة تنشد السلم والسلام والأمن والاستقرار فبهذه المعاني السامية كلها ألم تكن هذه الأمة جديرة والاحترام
في لقاء عابر جمعني بالدكتور مصطفى عثمان إسماعيل عندما كان رئيسا للقطاع السياسي توجهت إليه بالسؤال التالي : أليس حراما على المؤتمر الوطني ألا يكون من بين ممثليه بالمجلس الوطني و الذين يزيد عددهم على الثلاثمائة وخمسين نائبا هواساويا واحدا باسمه في الوقت الذي يزعم فيه معظم الهوسا بأنهم مؤتمر وطني ؟ وذكرت له بأن بالمجلس الوطني الحالي عضوين من الهوسا أحدهما رشحه الاتحادي الديمقراطي بدائرة كسلا الغربية و الآخر دخل المجلس الوطني تحت مظلة حزب الحقيقة الفدرالي الدوائر النسبية فلماذا هذا التهميش و التجاهل لأناس يشكلون قاعدة جماهيرية عريضة للمؤتمر الوطني ؟؟ هل يحدث ذلك لأنه لا يوجد بين الهوسا شخص مؤهل ليتبوأ منصبا رفيعا أم أنه عرض عليهم بعض المناصب و رفضوها ؟ و لماذا يرفض المؤتمر الوطني أن يمنحهم ما يستحقونه وفقا لثقلهم داخله و لماذا يرضى الهوسا بهذا الدور الهامشي الذي اختطه لهم المؤتمر الوطني!!! ؟

عوض صالح
[email][email protected][/email]