مقالات سياسية

الإصلاح في المؤتمر الوطني ويسألونك عن..

حديث المؤتمر الوطني عن الإصلاح لا يتوقف، فهو عنده مجرد ونسة أدمنها ويعتقد أنها تخدر المواطن فيطلقها كلما أحس أنه بدأ يشكو من الألم الذي ظل يسببه له 27 سنة، المؤتمر الوطني يتحدث عن تجديد الدماء وعندما يفعل يأتي بدماء أثقل من الأولى، ويتحدث عن تقييم ومراجعة أدائه ورغم ذلك لا يرى (عوجاته)، وفي كل مرحلة يقول إنه سيواكب متطلبات المرحلة الجديدة، ولكن مراحل كثيرة وخطيرة مر بها السودان ولم يواكبها، دائماً يقول مالا يفعل، فهو يعلم أن التغيير ثمنه ليس الكلام، بل شيء آخر آتٍ لا محالة وهو غير مستعد لدفعه.
المؤتمر الوطني مثل الحرامي الذي لا يستطيع حماية ما سرقه بإجراءات رسمية ولذلك يحتال على الجميع ليحمي مسروقته لا يهمه ما يقوله الآخرون ما دام يحتفظ بالمسروق وكأنه ملك له، خاصة وأنه كل يوم يكسب حرامية جدد يقومون بمؤازرته فيعززون فيه الإحساس بشرعية ما سرق.
لا أدري لماذا يصر المؤتمر الوطني أن يبقى جامداً كما هو بكل سيئاته وإخفاقاته، لا يحترم عقل المواطن ولا كرامته ولا إنسانيته دائماً ظالماً وقاسياً ومكابراً بالرغم من أن هذا الأمر يجلب له المتاعب والكراهية.
مرات كثيرة غيَّر المؤتمر الوطني وزرائه وأعاد تشيكلة الحكومة وفي النهاية لا يتغيِّر شيء على أرض الواقع ولا يشعر المواطن بأي جديد كل ما يشاهده هو وجوه وأسماء تتغيِّر ومناصب تتكاثر وتمتلئ المؤسسات بجيوش من المسؤولين لا يساهمون إلا في زيادة الفساد والفقر والشقاء.
كشف المؤتمر الوطني عن تغييرات ستطال وزرائه بالحكومة بجانب قيادات داخل الحزب، تماشياً مع قرار الإصلاح بأن تجدد الدماء والقيادات، وأعلن في الوقت ذاته عن صعود لقيادات جديدة على كافة مستويات هياكل الحزب، وقال الأمين السياسي للمؤتمر الوطني: إن الحزب سيقيم أداء وزرائه في المرحلة المقبلة وسيقبل على العملية السياسية بعين فاحصة، وسيتواكب مع مطلوبات المرحلة الجديد.
نفس هذا الكلام ردده المؤتمر الوطني عشرات المرات وما زال هو هو، لم يتغيَّر ولن يتغيَّر ما دامت الدماء تُجدد بدماء أثقل، والمراجعة والتقييم ليس لهما معنى سوى التستر على الفساد وإعادة إنتاجه بشكل جديد، وما دامت نظرته لمواكبة المراحل الجديدة لا تعني سوى تطوير أدوات ووسائل الاحتيال ليجني الوطن مزيداً من الضعف والهوان.
المؤتمر الوطني لم يعد مجرد تنظيم سياسي عادي يحتاج إلى المراجعة والتقييم ليتغيَّر ويغيِّر الواقع فيمضي بالوطن إلى حياة أفضل، لا.. لم يعد كذلك فهذه المرحلة تعداها منذ أن مرت عليه أول خمس سنوات، هو الآن أصبح تنظيم خطر على تطور السياسة في السودان، وحالة مزمنة لا ينفع معها إلا آخر العلاج، ولكن أن ينصلح فهذا هو المستحيل بعينه

التيار

تعليق واحد

  1. والله يا أختي أنت امرأة حديديه .. هؤلاء القوم لا يزيلهم من علي وجه الدنيا سوي الشعب .. هلا توحدنا و وضعنا أسبقية إزالة الإنقاذ كهدف أول و من ثمّ ننظر فيما تبقّي من واجبات ؟ أتمني ذلك

  2. معك يا أستاذة أسماء: هذا الضرس المسوس قد أصاب الفم بالغرغرينا ولا ينفع معه سوي القلع.

    يا شرفاء الراكوبة فليفكر كل واحد منكم كيف يمكن كنس هذه الزبالة النتنة.

  3. والله صدقت هؤلاء هم الخطر الحقيقى على الوطن .. هم ليسوا بحزب انما عصابة ويجب محاكمتهم ولو بعد حين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..