أخبار السودان

معادلة الحقوق والواجبات

من دخلك البسيط،الذي لا يغطي حتي ابسط الضروريات،يا أيها العامل أو الموظف،يأخذ النظام منك ضريبة دخل لا تقل عن 10%،بالاضافة للزكاة،وتستقطع أموال أخري للنقابة المفروضة عليك والتي لم تنتخبها،وقروش تؤخذ منك عنوة لرابطة المرأة،ولبطاقة التأمين الصحي التي لا تعالجك إن مرضت يوماً،كما يستقطع منك جاري المعاش والتأمينات الإجتماعية فيذهب إلي صناديق عجيبة تستثمر أموالك فيما يفيدها ولا يفيدك .
وإن طلبت سلفية مالية،فالإجابة نأسف لأن الوضع المالي لا يسمح،والترقيات باتت بالولاء السياسي،والهيكل الراتبي في غرفة التحنيط،والمطالبة برفع الأجور من المحرمات.
ولو كنت صاحب أي شغلانة ولو هامشية،فأنت مطالب بدفع الضريبة ورسوم المحلية،ورسوم النفايات،والشهادة الصحية،وقروش تدفع للدفاع المدني،كما أنت مطالب بدفع ضريبة القيمة المضافة وأرباح الأعمال ولو كنت خاسراً.
ولو كنت مزارعاً،فالمال المطلوب للزراعة لا يعطي لك الا عندما ترهن أرضك للبنوك،ودخل الزراعة يتقسم بين الزكاة والبنك والادارة،ويطلع حسابك بالناقص،فيستولي السدنة علي أرضك .
وفي كل حين تنتزع الحكومة المال من جيبك بأي طريقة،وإن لم تدفع فأنت طابور خامس ومعارضة،يجرجرونك إلي الحراسة والسجن،ويلفقون ضدك التهم.
ويقولون لك تلك هي واجبات المواطنة،التي قننتها الأوامر المحلية والتشريعات المتعسفة،ولكنهم لا يتحدثون عن حقوقك عليهم،في العلاج المجاني،والسكن الملائم الذي توفره الخطط الاسكانية،والتعليم المجاني،وخدمات فتح المجاري في الخريف وتعبيد الطرق،واصحاح البيئة،وغيرها من حقوق اجتماعية.
وفوق حقوقك الاجتماعية،هنالك الحقوق السياسية،واهمها الحريات،مثل حرية المخاطبة،والتظاهر،وتسيير المواكب،والانتخابات الحرة النزيهة،والقوانين التي لا تقيد العمل المعارض،وحرية الصحافة والنشر .
هذه الحقوق مسلوبة عن عمد مع سبق الاصرار،ودونها عسكر ودبابات وأمن ومعتقلات،وارهاب دولة علي أعلي مستوي.
وعليه فلا واجبات مجانية يقوم بها المواطن طالما الدولة لا تعترف بحقوقه،وتلك خطوة ضرورية،كيما يعرف هؤلاء الطغاة أن الشعب السوداني لا يخشي المواجهة .
كل قرش يدفعه المواطن السوداني لهذه الديكتاتورية يرتد رصاصاً علي صدور الجماهير،وعربات مجنزرة ومدرعة تقذف الراجمات والحمم فوق القري والكراكير.
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة وطريق الإنتفاضة الشاملة التي تكنس هؤلاء،يمر عبر كلمة(لا) تقال بالصوت العالي للسدنة والتنابلة،ولا تقال همساً ونقنقة.
والكلمة الواحدة هنا وهناك تصبح عبر التراكم الكمي هتافاً هادراً لا يقف عند حدود الأحياء السكنية بل يتخطاها الي الشوارع والميادين،فلا تستطيع الآلة العسكرية وقف الموج البشري المتلاطم،الذي يشق طريقه ناحية القصر حيث السلطة السياسية وناحية سجن كوبر حيث يطلق سراح المعتقلين وعندها يتحرر الوطن من إسار الديكتاتورية والفقر والعوز إلي رحاب الحرية والديمقراطية وهي الطريق للاشتراكية .

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. عزيزي السيد / كمال كرار
    لك التحية والمودة . اولاً اهنئك بفوزك بمقعد اللجنة التنفيذية لحزبكم . وانا من المعجبين بكتاباتك واحس انها تحريضية وتحليلية وخفيفة بلغة بسيطة تذكرنا بكتاب زمان .
    أحص ان القصة ناقصة وعليك اكمالها . وهو بعد ما المواطن تخرب تجارته ويخسر فيقرر الخروج من البلد ويسعي في جه الارض باحثا عن ارض رزق جديدة واذا تيسرت أموره ووفق في فرصة عمل يقرر العودة في أجازه للقاء الاهل و الاحباب فيصطدم بجهاز المغتربين فيحلبون منه الضريبة والزكاة والخدمات ورسوم دمعة ايه وايه وايه ويكره يومه .

    ارجو صياغة باقي القصة .
    اتمني لك التوفيق وارجو ان لا يشغلك موقعك الجديد عن مواصلة الكتابة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..