مقالات سياسية

(جمّاع) … عليه بجمع وحدة أهل كسلا.. قبل التنمية..

✍ وصلتني رسائل كثيرة تناولت المقال السابق بخصوص (جماع.. هل سيجمع الخير لولاية كسلا.. أم سيمضي بخيرها كغيره؟) وتناولت معظم هذه الرسائل بعض الإنجازات التي تحققت في عهد الوالي جماع، من إنشاء مدارس ثانوية نموذجية حديثة، ومن تعبيد طرق أسفلت بمختلف أنحاء الولاية وإنشاءالمسرح والأستاد الأولمبي وغيرها من أعمال موجودة على أرض الواقع.
✍ وحقيقة سأنقل لكم سؤال كما جاءني، من بعض الشخصيات المسؤولة في ولاية كسلا
(ألا تكفي هذه الأعمال والمجهودات التي يقوم بها والي الولاية ليقف الجميع خلفه مساندين وناصحين بدلاً من محاربته وتشويه مجهوداته؟).
✍ ربما يكون لجمّاع أخطاء جسيمة في موضوع الأراضي وغيرها، ولكن يبقى السؤال الأهم في نظر الجميع، وهو متى ستتجاوز ولاية كسلا إختلافات ونزاعات المصالح واللوبيات القبلية والحزبية التي هي في الأساس غير مرتبطة ببقاء (جمّاع) أو برحيله، وربما يذهب (جمّاع) ويأتي بعده والي جديد ويطالب الجميع برحيله، ويتأسفون بعدها على رحيل (جمّاع).
✍ ركيزة الأمر وسنامه يا أهلي بكسلا، ليست في سياسة والي كسلا في ادارته لحكومته، ولكن المشكلة أصلاً منبعها في وحدة أهل كسلا وتكاتفهم وتضامنهم من أجل النهوض بالولاية اقتصادياً بالتنمية وإجتماعياً بوحدة النسيج الإجتماعي.
✍ (جمّاع) ليس وحده مسؤلاً عن التنمية، هنالك عمد ومشايخ وقبائل متنوعة بالولاية، لو تجاوز إختيار وزارة ما بعض منسوبيها لهاجت الأرض وماجت، هنالك وزراء بالولاية ومسؤولين كبار من أبناء هذه المدينة الرائعة، إن أخطأ أحدهم يجد من خلفه قومية كاملة تدافع عنه وتطالب بتثبيته، أين هي خطط وبرامج التنمية من قبل هؤلاء القادة، وهل وضعوا برنامج تنموي لمصلحة الولاية ورفض (جمّاع) تنفيذه؟.
✍ انعدام الشفافية والتوضيح الاعلامي لبرامج التنمية وخططها وميزانياتها ومراحل انزالها ارض الواقع وفترتها الزمنية دليل كافٍ على أن هذا الغموض والتعتيم الاعلامي له مآرب أخرى من بعض المسؤولين.
✍ في ولاية كسلا، تنعدم تماماً الرؤية الواضحة لأي مشروع أو برنامج تنموي سواءاً كان من مؤسسات حكومية مختلفة أو من منظمات وطنية أو إقليمية أو دولية، وخاصة أن هذه المنظمات تستلم من المانحين والداعمين لها أموالاً طائلة بالعملة الصعبة ولكن لم نشهد ولم نسمع بمؤتمرات صحفية تم عقدها لتمليك الشارع السوداني بمختلف فئاته حول حجم هذه الأموال والجهة التي تقدمت بها والبرامج التي سيتم تنفيذها بها، وكذلك توضيح تكلفة كل برنامج على حده ومراحل تنفيذه، والشركات التي ستقوم بتنفيذ خطة العمل وكيف سيتم دفع التكلفة لها، وغيرها من تفاصيل ان تم الاعلان عنها، كان ستصمت كل الأصوات والأقلام التي تتناول الفساد بالمؤسسات والمنظمات المختلفة.
✍ تجاهل الشفافية والمصداقية في طرح البرامج التنموية الذي يتخذه بعض المسؤولين في ادارتهم لمؤسساتهم، هو السبب الرئيسي في اتهامهم بالفساد، فتحوم حولهم الشكوك والشبهات في تصرفهم في الميزانيات العامة التي يملكون زمام أمرها.
✍ درجت معظم المؤسسات الحديثة بالدول المتطورة علي تمليك الحقائق لشعوبها بعقد المؤتمرات الاعلامية التوضيحية للبرامج والخطط التنموية، ومن ثم الالتزام بها تماما كما وضحتها في بداية الأمر، مما يقفل الباب تماماً أمام أي اتهام قد يطول المؤسسة ومسؤوليها.
✍ كم عدد المنظمات الوطنية والأجنبية بولاية كسلا، وممن تتكون اداراتها وقياداتها ؟، ما هو تأثير البرامج والمشاريع التنموية التي قامت بها هذه المنظمات على تطوير ولاية كسلا في مختلف المجالات؟، هل يعقل منظمات بهذا الحجم المهول من الدعم المادي وبالعملة الصعبة من مختلف الدول الأوروبية تعمل بولاية كسلا سنينا طوال ومازالت كسلا تردح تحت خط الفقر ومازال مظهر المدينة لا يسُر عدو ولا صديق.
✍ هذه المنظمات التي يرى الجميع سياراتها الفارهة في مدينة كسلا، والتي تكفي تكلفة الواحدة منها لإنشاء عشرات آبار المياه بأرياف كسلا، تنتاب الدهشة أي مواطن يرى هذه العربات الفارهة، فيتساءل متعجباً لهذه الإمكانيات المهولة التي لا يرى لها أثراً ملموساً في تنمية ولاية كسلا، لمن الرقابة والمسؤولية على هذه المنظمات ومن المسؤول عن تعيين شخصيات لسنوات طوال علي رأس قيادتها ؟
✍ العدد الهائل للعمد والمشايخ وزعماء القبائل بولاية كسلا.. أين أدوارهم في تنمية الولاية وتطويرها اقتصادياً واجتماعياً، أين دورهم في عهد الولاة السابقين للولاية وأين دورهم الآن بالولاية ؟.
✍ السؤال الذي لا بُد من الإجابة عليه: هل تنمية وتطوير الولاية تقع على (جمّاع) وحده أم كلنا معاً؟،
✍ رغم الأخطاء الجسيمة التي وقع فيها والي الولاية، لكنه مازال هو الوالي ومازال يعمل بالولاية، أسأل الله تعالي أن تكون هنالك إستفادة من كل الأخطاء التي وردت من الجميع مسؤولين ومواطنين، ويتم تصحيحها بثورة تنموية كبرى في ولاية كسلا، وأن يقف الجميع صفاً واحداً من أجل هذه المدينة الرائعة ومن أجل إذدهارها.
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..