يلهث الراكضون

د. الفاتح خضر رحمة
ويلهث الراكضون بلا هدى خلف سراب أمانيهم يحسبون الرهاب ماء وان رقشة السموم بريق تدفعهم تخيلاتهم المريضة وأحلامهم العاجزة ليعبروا بلا مشقة منصة البؤس ويرسموا فوق سدى الضياع واقع يلبي فقط حاجتهم إلى المناصب . ولا عزاء إذا صغرت الهامات دون بعد النظر وتطاولت الألسن دون عقل وفكر ومن كانت غايته دنيئة لن يكون هدفه سامي وما أشبه الامس باليوم ولكن من عجز عن أبصار الحقائق بلا رتوش . زيف فلن يرى ما خلف مساحيق التجميل من صور مزيفة
بعضهم يتناسى بنفاق ماضي داركولا الدامي ويتراقص بلا حياء تحت مزامير شهوة السلطة ويحتضن الايادي الملوثة بالدم ليحجز له منصب على طاولة القذارة ويبني عراض آماله وبعضهم يغض الطرف عن فواجع الامس ويتغافل عن كل الأشلاء التى تبعثرت بلا رحمة تحت مفرمة الانتكاسة ، ولكن ذاكرة الطير اصغر من أن تدرك فخ الموت وتبصر نهاية النفق المظلم وتتعظ من الغدر .
تصافحت الايادى وخنجر الغدر لازال أثره ينزف وبعض الجراح لازالت لم تلتئم من قيحها وفي الأنفس لازال بعض من حتى ومالم تبصره العقول لا يحسه القلب ومشوار طويل فوق رمض اللولوة لازال بمنعرجاته يقف ليصد كل مكر ويهدم كل جسر والخطى لازالت متعبة من مشاوير السراب ترنوا لنهائيات بعيدة تلوح فوق مظان الكرى كأنها اطغاث رؤى وتهيات وخيالات ليل داكن ، ونهاية الطريق لازالت مجهولة فقط بعض من صبية يتهافتون بلا وعى نحو مهلكتهم ويركضون نحو سراب يحسبونه حقيقة .
وخزة
من لم يعظه امسه فلا يمكن أن يستفيد من ما حوته دروسه فمتى يعي الراكضون أن المجرب لا يجرب .