تقسيم السودان يوم مقتل قرنق

رغم أن تقسيم السودان إلى شمال وجنوب يسير وفقا لاستفتاء تم الاتفاق عليه فى عام 2005، وتم الانتهاء منه قبل أيام، إلا أن الأمر كله يسير وفقا لتدخل دولى فاضح لا علاقة له بحرية تقرير المصير وحقوق الإنسان، وما دام الأمر كذلك فمن الطبيعى ألا نستبعد المؤامرة كأساس فى هذا الأمر، وذلك دون استبعاد العوامل الداخلية التى تؤدى إلى تنشيط هذه المؤامرات ونجاحها، وفى هذا السياق أعيد تفسير مقتل الزعيم السودانى جون جارنج عام 2005، وذلك فى حادث طائرة كانت تقله من أوغندا إلى السودان بعد انتهاء زيارة له إلى كمبالا.

كان جارنج زعيما للحركة الشعبية لتحرير السودان التى انطلقت من الجنوب، وهو الذى وقع اتفاق تقاسم الثروة والسلطة مع الشماليين والذى شمل إجراء استفتاء فى عام 2011 يقرر فيه الجنوبيون مصيرهم، وبالرغم من ذلك كان هو شخصيا وسياسيا وسيلة الضمان الأكبر، لأن يبقى الجنوبيون ضمن سودان موحد، والسبب أنه كان وحدويا، لا يختصر مشكلة السودان فى جنوبه، وإنما يراه سودانا واحدا متنوعا متحررا، ولهذا كانت الحركة الشعبية تضم فى عضويتها وقيادتها أسماء لامعة من الشماليين.

عبر جارنج عن طموحه الوحدوى بكلمات مثل: "من أجل سودان جديد ومتحرر يجب أن يقبل السودان بكل أبنائه على قدم المساواة، سواء كانوا من ذوى الأصول الأفريقية أو العربية أو كانوا مسيحيين أو مسلمين، لأنهم فى المقام الأول سودانيون"، هكذا قال جارنج وأزيد على قوله برأى سمعته من صحفى سودانى كبير.

أذكر أننى فى إحدى زيارات جارنج إلى القاهرة قبل نحو أكثر من عشر سنوات، قابلت هذا الصحفى وكنت على معرفة به، بعد أن جاء إلى القاهرة هربا من حكم البشير، وانتهى مطافه بالهجرة إلى كندا، وكان عائدا من ندوة عقدها جارنج مع سودانيين فى القاهرة وشهدت زحاما غير مسبوق، سألت هذا الصحفى: "لماذا تهرولون وراء رجل يعمل على تقسيم السودان؟"، كان سؤالى وقتها مبنيا على أفكار مسبقة لدى أغلب النخبة المصرية بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان هى حركة انفصالية وترتبط بعلاقات بإسرائيل، وتحت هذا التأثير أذكر أن الحزب الناصرى وبعض النخب المصرية رفضت استقباله وقت أن بدأ النظام فى مصر يفتح ذراعه له، المهم أن الصحفى السودانى فأجابنى بإجابة لم أتوقعها قائلا: "ولماذا لا تقول إنه يعمل على توحيد السودان من أجل أن يحكمه"، وزاد الصحفى السودانى ضاحكا: "إذا كان جارنج يرى السودان من الإسكندرية، معقول يصغر طموحه إلى حكم دولة فى الجنوب"، وأذكر أن جارنج سئل وقتها فى حوار مع الزميل حمدى رزق نشرته مجلة المصور ورئيس تحريرها الآن: "هل حلايب مصرية أم سودانية؟" فأجاب: "حدود مصر تنتهى فى نمولى، وحدود السودان تنتهى فى الإسكندرية"، وهى الإجابة التى أكدت ما ذكره لى الصحفى السودانى، وحملت رؤية الرجل التى لم تقتصر نظرته الوحدوية على السودان وفقط، وإنما إلى وادى النيل كله.

وفقا لذلك فإن وجود جارنج كان هو الضمانة الأولى لأن يأتى الاستفتاء على غير هوى القوى الدولية وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل، وكان لابد من التخلص منه حتى يتم التقسيم بالفعل، ورغم أن التحقيقات التى أجريت وقتها ذكرت أن الأمر لم يكن فيه مؤامرة، لكن تقسيم السودان المتوقع يؤكد أن المؤامرة وقعت بالفعل.

سعيد الشحات
الاسبوع

تعليق واحد

  1. يا جماعه شوفوا الفيديو علي الرابط ده

    http://www.youtube.com/watch?v=JRh3tUCxyXA
    http://www.youtube.com/watch?v=4PNlfCGcrBw&feature=related
    http://www.youtube.com/watch?v=OUPMEoLq80k&feature=related
    لقاء مع الدكتور جون قرنق …
    اسمعوا الكلام وحللوا المعاني حقت الاجوبه .. بتركيز شويه وبدون أنفعال ..
    انا غايتو فهمتا ..انو امريكا بتعلب دور خبث جدا وبتلعب بسياسه طويله المدي .. لتقسيم السودان وزرع الفتنه بين ابناء الوطن الواحد .. وأيهام الحكومه في الشمال انها تتدعم الحركه وانها تتدعم المسيحيين ضد المسلمين حتي تجر حكومه الكيزان الغبيه في حرب دينيه .بين ابناء الوطن..وتوسط امريكا بعد ذلك في المفاوضات بين الكيزان وجون قرنق حتي تتضغط علي الطرفين لتوقيع أتفاقيه تتمشي مع أهدافها . مع الوعود للكيزان وجون قرنق بكامل الدعم بعد توقيع التفاقيه ..لكن بعد التوقيع ..اغتالت امريكا جون قرنق لانة الرجل الجنوبي القوي الذي لن يرضي بالانفصال بعد ما تحققت له جميع أهدافه ولن يتخلي عن رفاق دربه في جبال النوبه والنيل الازرق ورجاله في الجبهة الشرقيه ..لذلك تم اغتيالة بالتعاون مع الحكومه اليوغندية ..اما الرجل الثاني ( عمر البشير ) فليس من مصحله امريكا اغتيالة ..بل التلاعب به والعزف علي أخطاء الحكومه حتي يتم اسقاطها بعد الأنفصال
    ……
    كدي واحد يحسب لي الدعم الامريكي للشمال والجنوب ..من الحرب لغايه توقيع الاتفاقيه .ومرحله ما بعد الاتفاقيه .. ومرحله الأستفتاء ….ههههههههههههه
    ولا دولار واحد …وعود في وعود وكذب في كذب ..ولسه الجنوب متعلق علي امل انو امريكا تدعموا بعد الانفصال .. والحكومه تأمل في تسويه اوضاعه مع العالم بعد الاعتراف بالانفصال .. والدليل زيارة كرتي قبل يومين لفرنسا …اوهام اوهام ..خلاص انتو دوركم انتهي .. امريكا ما تدعم ولا واحد منكم …لانها عندها مشاكل كبيره جدا الميزانيه حقتها ..وخفضت ميزانيه دفاعه وانسحبت من العراق وداير تنسحب من افغانستان.. وعندها مشاكل مالية كبيره جدا …يعني بالعربي كده امريكا دايرة زول يدعمها ….ههههه
    غايتو جنس غباء

  2. كل نتائج تحقيق مقتل القائد قرنق لم تجد قرينة اغتيال في مصرعه. هذه نظرية المؤامرة الامبريالية التي في بعض الاحيان نتخذها شماعة لتعليق فشلنا كنا شماليين او جنوبيين او حتى مصريين في ايجاد مركب للتعدد والاختلاف بيننا حتى يكون هناك عيش مشترك.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..