أخبار السودان

الحكومة الإلكترونية الفاسدة

قبل أيام قال الهلال الأحمر السوداني أن 20 ألف أسرة بالخرطوم تضررت من السيول والأمطار وأن كارثة بيئية وصحية في الانتظار إن لم يتم تدارك الوضع .
وكشف المجلس القومي للدفاع المدني عن مقتل 76شخصا في 13 ولاية جراء الأمطار والسيول التي ضربت البلاد،بالإضافة لخسائر كبيرة في الممتلكات .
وأوردت وكالات أنباء عالمية أخباراً عن أوضاع مأساوية للنازحين من جبل مرة والذين فروا من ديارهم خوف القصف الجوي والهجمات الإنتقامية ضدهم .
وفي ظل انهيار الخدمات الصحية في بلادنا فصلت إدارة مستشفي الفاشر 34 طبيباً طالبوا في وقت سابق بمستحقاتهم المالية.
وبينما يدخل مزارعو السودان السجون لأن الحكومة لا تمول الإنتاج الزراعي تستأثر السعودية بمليون فدان من أعالي نهر عطبرة،وتحت التربيزة تفاهمات حديقة النسيج مع الصين التي تعتزم وضع يدها علي مشروع الجزيرة بعد طرد سكانه.
ومن يخرج من كوارث الخريف حياً مواجه بكارثة الغلاء والضائقة المعيشية،حيث الدخل القليل والتضخم المرتفع،ومن اكتفي بالموية والكسرة،داهمته مصاريف العام الدراسي،التي لا يستطيع إليها سبيلاً .
ويدخل سبتمبر على الشعب السوداني ودماء الشهداء التي سالت في سبتمبر 2013،لم تجف بعد،فالقتلة تحت الرعاية والحماية،والتقاضي لم يفيد،لأن القانون مفصل على مقاس من وضعوه .
ومع كل الهموم والمصاعب التي تحيط بالشعب من كل جانب،يدشن السدنة برنامج الدفع عبر الموبايل ويعتبرونه أحدث نظم الدفع تمشيا مع أطروحات ما تسمي بالحكومة الإلكترونية،وكأنما مشكلة الشعب السوداني كيفية دفع القروش،وليس كيفية الحصول عليها.
وحكومتهم الإلكترونية،كما يقولون،ستدشن مشروع الضرائب الإلكترونية قريباً،ومعناها أن يفرض علي التجار استعمال ماكينات دفع مبرمجة سلفاً لاستقطاع الضريبة من المواطن عند شرائه أي سلعة،وسيتكفل كوز(ماكن)بتوريد الماكينات للحكومة،مثل عدادات الجمرة الخبيثة،وسيضرب الفواتير في(10)،من أجل الحصول علي أكبر قدر من المال العام السائب.
وفي القريب العاجل سيبتكر التنابلة مشروع الرشوة الإلكترونية،عبر الدفع بالموبايل،وسيستندون على فتوي مضروبة مفادها أن المرتشي طالما لم يستلم أوراق نقد حقيقية فلا ذنب عليه.
ولم تكن مشكلة الجنيه السوداني ذات يوم في طريقة دفعه،ولن يفرمل الموبايل إنهياره أمام الدولار،ولن ينفع تزوير التقارير الرسمية عن التضخم في معالجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة،والتي من ضمن أسبابها فساد الطاقم الحكومي،وفشل السياسة الاقتصادية والمالية،وبعزقة الأموال العامة على أجندة مشبوهة،والصرف العالي على أجهزة القمع والعسكرة.
بعد أيام ستسافر الوفود الحكومية للحج السياحي على نفقة الشعب السوداني،ثم تتجه شرقاً لمنتجعات أندونيسيا طلباً للراحة والاستجمام من عناء الطواف والسعي،وطريق العودة لا بد أن يمر بمهرجان دبي للتسوق،بناء على رغبة زوجاتهم .
كل ما يجري في بلادنا يحفز الثورة والانتفاضة على زمرة الفساد ولو هربوا من كافوري لكاب الجداد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. للاسف ما كتبه الاستاذ كرار يلاقي وقعا وواقعا في نفس الشعب وما يشهده الشعب من جرائم فساد بائنة بينونة كبرى يتصدى لها اعضاء حكومة المؤتمر الوطني بالسهر والحمى كالبنيان المرصوص
    انهم يمارسون الفساد كما يتنفسون ولكنهم لا يريدون احد ان يدعوهم بالفاسدين او ان تنكشف جرائم فسادهم امام الشعب
    انهم في حاجة الى المال ولا يشبعون ابدا ابدا لذلك كانت اخر ابتكاراتهم الحكومة الالكترونية لتسريع الهدف وليس من اجل الاصلاح فلم تكفي ايرادات البترول منذ 1998م وحتى 2011م ولن يكفيهم الذهب وان طال بهم العمر لن يكفيهم اليورانيوم
    حتى اراضي السودان باعوها فعلا بعقودات لمئات السنوات للسعودية وللصين في قسمة ضيزى والصين تعتبر دولة انتهازية اقتصاديا يستورد منها السودان 4500 سلعة رديئة ورخيصة الصنع وهي المستفيد الاول من ثروات السودان في ابشع صور الاستغلال التى حدثت في القرنين 20 و21 وهم ليسوا على ايتها حال اصدقاء للسودان

  2. للاسف ما كتبه الاستاذ كرار يلاقي وقعا وواقعا في نفس الشعب وما يشهده الشعب من جرائم فساد بائنة بينونة كبرى يتصدى لها اعضاء حكومة المؤتمر الوطني بالسهر والحمى كالبنيان المرصوص
    انهم يمارسون الفساد كما يتنفسون ولكنهم لا يريدون احد ان يدعوهم بالفاسدين او ان تنكشف جرائم فسادهم امام الشعب
    انهم في حاجة الى المال ولا يشبعون ابدا ابدا لذلك كانت اخر ابتكاراتهم الحكومة الالكترونية لتسريع الهدف وليس من اجل الاصلاح فلم تكفي ايرادات البترول منذ 1998م وحتى 2011م ولن يكفيهم الذهب وان طال بهم العمر لن يكفيهم اليورانيوم
    حتى اراضي السودان باعوها فعلا بعقودات لمئات السنوات للسعودية وللصين في قسمة ضيزى والصين تعتبر دولة انتهازية اقتصاديا يستورد منها السودان 4500 سلعة رديئة ورخيصة الصنع وهي المستفيد الاول من ثروات السودان في ابشع صور الاستغلال التى حدثت في القرنين 20 و21 وهم ليسوا على ايتها حال اصدقاء للسودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..