مقالات وآراء

لا تحفظ على حمدوك

أطياف

صباح محمد الحسن

 

شدد رئيس حزب الأمة القومي اللواء برمة ناصر في حديثه لـ(الجريدة) على ضرورة أن يتميّز المُرشح لمنصب رئيس الوزراء بمقدرات وعلاقات دولية واسعة مع الإدارات التنفيذية للبنوك الدولية والإقليمية للاستفادة منها في دفع عجلة تنمية البلاد ، وقال هناك بعض الأصوات التي تنادي بعودة رئيس الوزراء السابق الدكتور عبدالله حمدوك، واردف (نحن لا نمانع في عودته، وليس لدينا تحفظات عليه، واستدرك الأمر متروك للدكتور حمدوك، سيما ان البلاد تمرُ بأوضاع قاسية من كل النواحي، مما يتطلب من الجميع تقديم مزيداً من التنازلات والتضحيات من أجل تدارك الموقف) .

وحديث رئيس حزب الأمة ونفيه عن عدم تحفظ قوى الحرية والتغيير على عودة حمدوك في هذا التوقيت يعني أن قحت التي كانت تتحفظ فعلياً ، رأت ضرورة التخلي عن هذا التحفظ ، لأن عدم التحفظ على حمدوك ليس صحيحاً فهناك اصوات عالية داخل قحت لا تريد عودة الرجل لأسباب ثانوية ، لكن يبدو ان قحت وعبر تصريحات برمة ارادت أن تفتح ابوابها المغلقة في وجه حمدوك ، فحديث برمة لا يأتي عرضاً فالرجل عراب الإتفاق ومن اوائل الذين طرحوه وتبنوا فكرته ، اذن هذه إشارة خضراء في طرقات عودة الرئيس السابق ، الذي إن رحبت به قحت فستكفر عن سيئاتها حقاً لأن هناك من يرى انها كانت واحدة من الأسباب التي عجلت برحيل حمدوك ودفعته للإستقالة .

وتخلي قحت عن هذا الرفض تدفعه عدة أسباب أولها ان طاولة الترشيحات لهذا المنصب تعاني شُحاً واضحاً في الاسماء أدت إلى خلق ( أزمة ) حقيقة إسمها رئيس وزراء وأن مساحات الخيار الآن ضيقة للغاية ، تنحصر جُلها في خياري (الباري وحمدوك ) .

ثاني الأسباب الذي يجعل قحت تفكر جلياً في امكانية عودته، هو أن الوقت يتسرب من بين يديها فالمرحلة النهاية للعملية السياسية بدأت، دون ان تسمي قحت رئيس وزراء ، فعودة حمدوك تختصر على قحت مشقة الاختيار ، و ( تريح أُذنها ) من الضوضاء الذي قد تسببه ضجة الرفض والقبول جراء طرح شخصية أخرى.

ثالثاً ان هذا التصريح لم يسبقه تصريح مشابه له قبل الاتفاق الاطاري او بعده من قبل قيادات قوى الحرية والتغيير فجميع القيادات التي صرحت عن عودة حمدوك لم تتحدث عن ( عدم تحفظ ) بل كانت تهرب بإجابة واحدة (هذا الحديث سابق لآوانه ) ومن قحت من قطع عدم عودته ، ومنها من صرح برفضه علناً ، لكن برمة خرج ليفصح عن مشاعر أخرى طازجة.

كما أن برمة عندما أراد ان يؤكد عدم تحفظ قحت سبقها بذكر مواصفات ما تطلبه الوظيفة والتي تنطبق على الرجل ( مقدرات وعلاقات دولية واسعة مع الإدارات التنفيذية للبنوك الدولية والإقليمية ) وكأنه يمهد لعودة حمدوك بقصد أو بدونه.

هذا بجانب ان قحت تبحث إلى مزيد من المباركة لإتفاقها من قبل الشارع الثوري الرافض للتسوية ذلك الذي ليس له انتماء حزبي يهتف تحت مظلته ، فحمدوك يتميز بشعبية كبيرة وسط الرافضين والموافقين على الاتفاق هذه حقيقة حتى لو رفضتها قحت لكنها لابد ان تتعامل معها بعقلية أكبر فالخيار يأتي في مصلحتها ويعمل على رفع إسهمها ورصيدها في بنوك القبول والرضا ، وربما يجدد أواصر الثقة بينها وبين الشارع المتخوف من انهيار الإتفاق ، فإن قبلت قحت عودة الرجل ووافق هو على العودة ، فقحت بذلك تكون قد نجحت في بناء جدار جديد اكثر صلابة لحماية إتفاقها ، حمايته من التصدع ، وتقلل به أيضاً مشاعر السخط عند الكثير من الرافضين ، فاتفاق حمدوك والبرهان هزمه رفض (قحت) ، لكن الاتفاق الإطاري يجعل قحت وحمدوك والشارع الموافق على التسوية في خط واحد ، وهنا تكون ادوات مجابهة الظروف التي تهدد الإتفاق أقوى بكثير من قبل فقوى الحرية والتغيير مثلما أقرت أن ثمة أخطاء عديدة صاحبت الفترة السابقة وتعمل الآن على تلافيها ، فحمدوك نفسه يعلم أن أخطاء عديدة لازمت مشواره ، فالذي يجعل قحت تخضع تجربتها للتصحيح والمعالجة ،يمكنه ايضا ان لا يمنع حمدوك من ان يضع تجربته تحت النظر والمراجعة ، فالوقت الآن ليس في صالح الجميع ، فرجل بدأ عمل كبير وقطع فيه خطوات واضحة ، يمكن ان يأتي ليكمله دون جهد ومشقة ، ولو سأل برمه كثير من الشعب السوداني عن مدى قبولهم لعودة رئيس الوزراء السابق لجاءت اجابتهم ايضا ، بأن لا تحفظ على حمدوك .

طيف أخير:

مهما ما المشوار يطول، نركب مراكب المستحيل عشان نحقق يا وطن آمالنا والحلم الجميل .

الجريدة

 

‫8 تعليقات

  1. يعني انتو خلاص نسيتو موضوع الاغتصاب الكنتوا قالبين بيه الدنيا قبل يومين ما هذا الجبن وما هذا الصمت ولماذا لم تحترموا الراي العام الذي كنتم تخاطبوه باعتبار ان القراء بني ادمين..
    لماذا لم تقولوا والله تسرعنا في حكمنا على الموضوع عشان النس تحترمكم بدلا عن هذا الصمت المهين.. عدم الاعتراف بتسرعكم المرة القادمةسيحرمكم من ادعاءات مماثلة لان القاري لن يحترم من لم يحترمه..
    اذا الشرطة والأسرة رأت غطغطة الموضوع عد ان عمت الحقيقة القرى والحضر فإن واجب الصحافة التي تثبت بقوة للموضوع ان تكشف للرأي العام من هو ذلك المغتصب المحتجز ولدى الشرطة وما دوافعه ومن وراءه.
    اعلم ان هذا صعب جدا عليك.. عشان كدا خليك في حمدوك

    1. لايوجد متهم محتجز لانه اصلا لم يتم توجيه اتهام له فالمذكورة في التحري حين مواجهتها بمعلومات المباحث التي تمتلكها اقرت بان العلاقة مع الشاب تمت برضاها وانها علاقة قديمة والاب اغلق البلاغ وتم اقفال المحضر وقام بتسفير (المره) لدبي حتى تقضي فترة نقاهة لان مزاجها متعكر شوية

  2. اتفاق الخائن حمدوك مع الانقلابيين اسقطه الشارع وليس قحت. برمة وآخرون كانوا من ضمن مهندسي الاتفاق.
    حمدوك وقحت المتعوس وخايب الرجا

  3. على قحت ان تكفر عن سيئاتها يوم عارضت د. حمدوك ودفعته للاستقالة المعايير التي ذكرها السيد برمة ناصر هي عين العقل وهو رجل لا يلقى الكلام جزافا بحكم سنه وخبرته ويكفى استطلاع على أي من منصات التواصل الاجتماعي عن مدى حب وقناعة السودانيين بحمدك و هو كان يدير البلد في ظرف معقد وصعب بحكم قوة سيطرة الفلول على مفاصل الدولة، البحث ع رئيس وزراء بمتطلبات الظرف الحالى سوف تطول وهو ما تبحث عنه مصر والبرهان.

  4. مرحب بالمؤسس
    وعودا حميد اذا صح الخبر
    ليس هناك من هو اجدر منه وانظف منه و و و و و و

  5. – فالجريمة في تقديري سياسية لا يختلف إثنان عليها-
    لماذا اوقفتي الكتابة عن الموضوع – هل اختلف على الجريمة اثنان بعد أنكشاف الموضوع أم ماذا حصل؟
    ايضا قلتي
    -ولا فرق بين الإغتصاب ومحاولة الاغتصاب والخطف والإعتداء الجنسي كلها جريمة واحدة – بس ضيفي لهذه القائمة عدم التزام المعتدي بالايلاج هل يكون من المكان الطبيعي ام المكان الاخر!!
    فضيحة قذرة قذرة بجلاجل ما كان لكم أن تتسرعوا للدخول في هذا المرحاض.
    اتضح ان الراجل لا مانع لديه من المتاجرة بأغلى شئ عنده عشان يجيبوه رئيس للجنة!!
    والله ووالله ووالله أنا كنت من اشد دعاة المدنية ولكن اذا كان هذا هو المستوى فعلى الدنيا السلام.
    بعدين ربط كل شي بالكيزان الكيزان الكيزان اصبح شي ممجوج وممل للتهرب من الاخطاء والخطايا مثل الخطيئة الكبرى لهذا الرجل العجيب هذا المشجب المكرر ما عاد يؤكل عيش.

  6. حمدوك الرجل الذي لم يفهمه كثير من السودانيين
    هذا الرجل رجل دولة بحق و حقيقة كثير العمل قليل الكلام الرجل الذي اعاد الفشقة باتفاق سياسي مع اثيوبيا و القم المصريين حجرا عندما ذهب رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك الى مصر تحدث بشكل مختلف لم تعهده مصر من مسؤول سوداني من قبل
    قال لهم يجب التحدث عن المسكوت عنه فى العلاقات المصرية السودانية، بالوصول إلى فهم وإدراك مشتركين لثلاثة قضايا أساسية
    1/ الصور النمطية المتبادلة على الناحيتين
    2/ التصور المشترك للتاريخ
    3/ الوصول إلى معالجة لقضية حلايب وشلاتين.
    فكان الرد من الجانب المصري (حمدوك يجب ان يذهب)
    حمدوك رجل دولة يفهم كيفية فصل و استقلال السلطات التنفيذية و التشريعية و القضائية و قحت التائهة و غيرها تتهمه بالضعف و هي المسؤؤلة عن اصلاح القضاء و تشكيل المجلس التشريعي
    حمدوك الذي ظهر اثره في الاقتصاد رغم معاكسات الفلول و اللجنة الامنية
    نعم للرجل هنات و لكن يظل هو الانسب لهذه الوظيفة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..