واقفين تحننو !!

منصات حرة

واقفين تحننو !!

نورالدين محمد عثمان نورالدين
[email][email protected][/email]

كان يوم عمل متعب وشاق نزل سلالم الطابق الخامس لتحويل رصيد بجنيه ليرد على زوجته التى أزعجته بالمسكولات فالمطالب لا تنتهي والماهية تنتهي قبل أن يصرفها .. المهم .. صعد صاحبنا سلالم الطابق الخامس وهو يتحدث مع زوجته فى مطالبها والتى لا تتعدى ( نصف رطل سكر ومرق دجاج وسلطة ) ..كان يحاول جاهداً شطب بند من البنود الثلاث ولكن صافرة تنبيه إنتهاء الرصيد حسمت الوضع وتمتم فى سره قائلاً ( حسم الرصيد قول كل خطيب ) فلا خيارات أمامه سوى جلب المطالب ودرء ( النقة ) .. وقف وهو فى حيرة من أمره فهذه الأشياء ستكلفه قرابة الثلاثين جنيهاً وأخرج من جيبه بعض الفكة وجدها ثمانية جنيهات لاغير .. إستلف المبلغ كالعادة من أمين الصندوق بعد جهد ليخصم من مرتب الشهر الذى لم يتبقى منه الكثير مع قلته أساسا .. بعد إنتهاء الدوام إشترى حاجياته وإتجه نحو موقف المواصلات والذى كان مكتظاً للآخر فهو الآن بالضبط فى وقت الذروة ولا خيار أمامه سوى الذهاب للمنزل فى هذا الوقت .. أخذ صاحبنا يلعن ويسب فى الحيكومة ووظائف الحيكومة واليوم الذى توظف فيه فى الحيكومة .. وبدأ يلعن حال البلد المتأخر بعد سب ولعن ووقوف طولي وعرضي فى المحطة وجد شماعة فى بص من بصات الولاية ( المكيفة ) .. وكان يمسك بإحدى يديه كيس الحاجات وبالأخرى شماعة البص .. بعد أن إستقر فى وقفته سمع أحدهم يسب ويلعن فى الوضع وفى الفساد الذى إستشرى فى جسد الدولة وفساد الحكام العرب منهم والعجم .. وقف صاحبنا مدافعاً بشراسة عن حكومته التى هى خير حكومات المنطقة ماظهر منها ومابطن .. وأخذ يسأل صاحبنا عن البديل الذي يريد .. وكان الركاب من حولهما من يغض فى نوم عميق ومنهم من يتحدث فى مكالمة تلفونية بصوت مرتفع جداً وهناك من يفعل أشياء أخرى وهو غير مهتم بما يدور حوله من حديث .. أخذ صاحبانا يتناقشان بصوت مرتفع وكلاهما يبحث عمن يقف بجانبه من الركاب ولكن لاحياة لمن تنادي .. فالشعب سئم هذه الحوارات وسئم الحكومات والحديث فى السياسة .. فكل همهم اليوم الوصول للبيت حتى يبحث حلولاً سريعة لمشاكله الأسرية فمنهم من يبحث عن بيت للإيجار ومنهم من يفكر فى رسوم المدارس ومنهم من يفكر فى مصاريف شهره .. الخ ..
وصل البص لمحطة صاحبنا الذى بدأ يصرخ فى سائق البص بالتوقف مع إنه توقف بالفعل فنزل صاحبنا وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة .. وهنا صاح سائق البص وهو فى حالة إستنكار .. ( واقفين تحننو راكبين تجننو ) .. ضحك بعضهم ولم يهتم البعض واصل البص طريقه وواصل صاحبنا طريقه وهو يبحث عن مخارجة من ( حكومة المسكولات ) ..
مع ودي ..

الجريدة

تعليق واحد

  1. انت عارف يانور الدين حاليا نحن فى انتظار الموت الجماعى ونسال الله السلامة . وضع سئ وصعب شديد ونسبه
    ونسبه كبيرة جدا بتعانى من كل شئ تعليم اكل شراب علاج والحال وصل كتمت والمصيبه الكبرى الحكومه فى وادى
    ونحن فى وادى وانا بفتكر مايحصل لنا وللحكومه غضب ربانى كانت اسبابه خيرة ابناء الوطن حملة الشهادات
    العلياء . مجموعه من الاغبياء السفله المنحطين تلاعبوا بالوطن دون ان يتصدى لهم احد وحينما ضاقت
    تصدى لهم الطلبة والطالبات . بلد امواتها بتصرف مرتباتها على دور الملين وكمان بدلات وترقيات وهم
    اموات . ياسبحان الله . إنت عارف من امس انا بفكر فى الموضوع لمن صدعت اكيد اطلعت على مقال ودساتى
    بالامس ؟ وانا شخصيا وصلت مرحله غير طبيعيه والسبب مايدور فى البلد الطيب اهله اصبحت ؟؟غضوب
    انفعالى ..معقد .. فاقد الذاكرة . ووفى النهايه اتمنيت دخول المارلينز مهما كانت العواقب
    صبرنا عليهم كتير وقلنا البلد تنصلح لقيناهم اى كلام 23 سنه والبلد وصلت الخطر وتسمع التصريحات
    لا يساورك اى شك من ان الخوازيق دى مستنعجننا . يعنى فاكرننا نعاج لانفهم شئ وماعارفين شئ
    شكرا عميق

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..