مقالات سياسية

ما بين برنامج ثمرات وديوان الزكاة

أسامة ضي النعيم محمد

عمل ديوان الزكاة في السودان وكسبه يأتيك بأخباره من لم تزود ، عند افتتاح البشير لمبني رئاسة ديوان الزكاة الفخم بالخرطوم في تسعينيات القرن الماضي ، تناقلت الاخبارتعليق البشيربشئ من الاستنكارعلي الصرف المالي الضخم الذي تجسد في المبني ، ثم سارت الركبان بعطايا ديوان الزكاة لتمويل قنوات فضائية ويجئ أيضا خبرها من المستفيدين في لحظات تباهي وإشهار علو الكعب ، لا تقف أخبار البذل من أموال الزكوات علي العاملين عليها وشاهدنا وسمعنا دفوع أصحاب القرار عن حق ذلك المصرف في أموال الزكاة ، سكت ذات المصدر عن الرد علي أصحاب الحاجات الذين منعهم أهل الحل والعقد في ديوان الزكاة تغطية مصروفات العلاج وإجراء العمليات المستعجلة.

برنامج ثمرات فطرة أنزلها الله علي قلوب أهل تلك الديار حيث تجد بعض تعاليم الاسلام مطبقة ولا تجد مسلمين أوكما قال الشيخ الامام محمدعبده عند زيارته لباريس في عام 1881م ، لا يرد برنامج ثمرات ولا يمنع الا في أضيق الحدود ، لا يقيم المآدب ويبسطها في افطارات صيام يومي الاثنين والخميس كما عند بعض أهل المشروع الحضاري ومن أموال الزكاة.

قاعدة البيانات التي توفرت في السودان من خلال ثمرات تصلح كبرنامج لتصحيح تطبيقات ديوان الزكاة في السودان لتصبح الزكاة عبادة يمارسها جميع المسلمين المنفق والمتلقي من قبيل الانضباط وحسن التعامل التلقائي ، يتحول جمع الزكوات والصدقات الي عمل يؤدي بأقل المصروفات الادارية بتقليل جيش الموظفين واعتماد التقنية الحديثة في التواصل مع مصارف الزكاة الشرعية وبأقل تدخل بشري ، تصنف موارد الزكاة ومصارفها بحسب الشرع وما جاء في محكم التنزيل ثم معلومات خارطة السكان الاجتماعية وسبل كسبهم المعاش ، مع ربط قواعد المعلومات في السجل الوطني وإدارة الجوازات وإدارات المحاكم والمستشفيات يتحقق للعاملين في جمع الزكوات والتثبت من صحة مصارفها الكثير من البيانات ومطابقتها.

جيش من الموظفين يعمل في ادارات ديوان الزكاة حتي سن المعاش لا يبرره حسن أداء شعيرة الزكاة وتوفير غلتها للمحتاج ، البيانات التي تتيحها علوم العصر للتواصل والتحقق من معلومات الافراد الاجتماعية والاقتصادية تساعد في جمع الزكاة وتؤدي الي التقليل من بقاء العنصر البشري كعمالة دائمة في هيكل ديوان الزكاة ، ادخال نظام الاستعانة المؤقتة بالخبراء وأصحاب الاراء من الفقهاء في الجامعات والجوامع ينقل جمع الزكاة وتوزيعها بحسب مصارفها الشرعية الي عبادة يشترك فيها المجتمع ولا تترك لفئة معينة تكسب منها قوتها ومعاشها مدي الحياة.

برنامج ثمرات وجائحة كورونا أو أعوام الرمادة كما يحلو لي وصفه، من جنود الله المرسلة لصحوة عالمية تجتاح العالم ونحن المسلمون أكثر حاجة لنتدبر قول الشيخ الامام محمد عبده عند زيارته لباريس في عام 1881م ثم عاد لمصر ليسير بمقاله الركبان: (ذهبت للغرب فوجدت اسلاما ولم أجد مسلمين … ولما عدت للشرق وجدت مسلمين ولكني لم أجد اسلاما !!) ، بلاد الكفر التي تطبق بالفطرة برنامج ثمرات والمساعدات الاجتماعية للعاطلين عن العمل ومعالجة كبار السن ومنحهم وصفات العلاج مجانا وغيرها من مظاهر الدولة الخيرة هي أفعال من بعض مكارم الاخلاق التي جاء الاسلام ليتممها ، ديار السودان تمنح فيها الزكاة تبرعات للموسرين لإنشاء قنوات فضائية أو اطعامهم افطارات صائم يومي الاثنين والخميس تخرجها عن مصارف الزكاة الشرعية وتحبط عمل ديوان الزكاة بنهجه الحالي.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..