أخبار السودان

الثابت و المتغير في مسألة العقيدة و الزمن

منتصر الطيب

لا يختلف المسلمون حول القران ولا حول مبدأ الصلاة و لا الصوم و لكن يختلفون و أختلفوا و لا زالوا منذ وفاة الرسول (ص) حول كيفية حكمهم بعضهم البعض و كيفية أدارة أموال الناس و حق ومبدأ الشوري و هو عين ما يختلف فية الناس اليوم. ولان جهود فهم القران ما زالت سطحية و مكبلة بجمود المذاهب الفقهية التي أصبحت في بعض الاحيان دينا يعبد من دون اللة فقد صار الفقة الاسلامي الي ما هو علية اليوم من حال. معظم المدارس الفكرية تهتم بالمسائل الشكلية او فى حالة الفلسفة بالقضايا اللاهوتية البحتة و الوجودية و تتجنب غيرها ربما خوفاً من بطش السلطة الي كانت و لاتزال هي من يعرف و يقررفي فهم الناس للدين. لقد صار الفيصل في قضايا الفقة و الاختلافات المذهبية الفكرية و السياسية يستمد جوهره و يتم اجتزاؤه من فضاء الاحاديث الواسع ( هنالك الف ألف حديث تم جمعها منها خمسون ألفاً فقط عدت صحيحة ) و اليوم هنالك تيار واسع ممن يسعون الي اقحام الدين في السياسة من باب الحفاظ علي المصالح يسعي الي تجريد المفاهيم الدينية من أحدي خصائصها الاساسية التي تتوسل بها و هو المنطق. فالقرآن يخاطب الذين يعقلون و يضرب مثلا للذين يفقهون و يتفكرون لاالذين يحفظون. والتركيز علي حفظه دون تدبر يجعل المسلمين يعانون من حالة فصام مزمن بين ما هو واقعي و منطقي و بين ما يحدثهم به الفقهاء عن أصول الدين :

* قضية مثل قضية الحقوق الاساسية والديمقراطية التي أصبحت من المسلمات مثال علي ذلك في آية ? أمرهم شوري بينهم? التي تم الاستدلال بها علي أيجاد صيغ ديمقراطية للحكم أو تبرير وجود مجلس شوري صوري للسادات كما افتي به فقهاء النظام و تبرير الجمهورية الرئاسية في السودان أو الدكتاتورية العسكرية سيان. فمفهوم و صيغة الحكم للحلف القرشي قبل الاسلام تختلف عن الحكم في الدولة الاسلامية الامبراطورية عنها في عالم تتشكل فية مؤسسات عابرة للدول والثقافات كالامم المتحدة و الاتحاد الاوروبي و الايقاد و الاتحاد الافريقي و غيرها.

* قضية الحقوق الاساسية تتضمن مواضع مثل الاسترقاق و الذي كان ممارسة شائعة لدي كل الشعوب علي زمن البعثة و لم يكن من الممكن أن يتم ألغاؤة دون تدرج لذلك سعي الدين الجديد الي تشجيع عتق الرقيق بشتي السبل بعضها أمثلة ضربها النبي (ص) نفسه و أخري نصوصا في القرآن الكريم جزءاً من العبادات (الكفارة) فهل يعني ذلك أن الرق خاضع لمبدأ التدرج الذي تنزلت به بعض الاحكام أم أن الرق مبدأ خالد الي أن يرث اللة الارض و من عليها كما يتمني بعض محبي الاسترقاق من الفقهاء.

* مثال آخر حديث ?من بدل دينه فأقتلوة? مما يعني أن كلا من المغني ?كات ستيفنس? و المفكر? روجية غارودي? و كل من بدل دينه ممن أشهروا أسلامهم لابد من قتلهم جزاء و نكالاً , سيرد عليك من يسمون أنفسهم بالعلماء بأن المقصود ليس القاعدة علي أطلاقها و لكن المسلمين فقط . هنالك أشكالان هنا الاول هو افتراض أن اللغة العربية ليست دقيقة و أنة سبحانة و تعالي و رسولة (ص) يرجون تفسيراً من هؤلاء الفقهاء بما هو مقصود من آياتهم و أحاديثهم.

* حديث (( المرأة ناقصة عقل ودين )) الذى يعتد به البعض للإنتقاص من حقوق النساء يتعارض مع حديث ((خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء )) بغض النظر عن مضمون الحديثين لا بد من قول فصل حول هذه الاحاديث موضوعة كانت او صحيحة ولابد من فهم الإطار الزمانى للحديث. وان كان القرآن كلام الله قد خضع للإطار الزمنى للنزول مما يعرف بالناسخ و المنسوخ و غيره ?) وما ذكر من اخبار الاولين وكذلك الرسالات السابقة وما أعتراها من تبديل و تحيز بشري حتمت نزول دين خاتم من بعده حسبما تقر جمهرة المسلمين. اذن أثر الزمن و نزوات البشر تتداخل مع المقدس و هو ما يأتي ذكره في القرآن (?..) هذه النزوات البشرية هي ما يفرض نفسه اليوم انتصاراً لهذا المذهب أو ذاك أو ذلك الحزب, الشخص أو الطائفة. الامثلة عديدة و تاريخ الاسلام حافل بها و التاريخ القريب أحفل ، و لكن هل يعنى ذلك ان كل شى خاضع للتغير الزمنى ؟ بالطبع لن تكون وحدانية الله خاضعة للتغيير , أوالمبادئ العامة لمقاصد الدين من عدل وما رشح من فهم للفطرة السليمة أو ما اصطلح بتسميته بالصدق والامانة و التكافل الاجتماعي, مما يتم التغاضي عنه اليوم في فقه الضرورة و السلطان. ليس من المعقول ان يكون الثابت يشمل جميع أوجه الحياة بينما التغيير هو ديدن الحياة و الاشياء. افتراض ثبات الشرائع يفترض ثبات المجتمعات و هو ما يخالف الواقع الماثل. و الشريعة التي يلخصها البعض في بعض العقوبات السابقة علي الاسلام مثل قطع يد السارق و رجم الزانية ليس من بنت الاسلام فهذه العقوبات التي عرفها الناس في الجاهلية و قبلها هي من تراث الامم السالفة و الرجم لم يكن للزانية بل و حتي للناشز و للنساء دون الرجال (شاهدوا فيلم زوربا اليوناني) و القرآن لم يتضمن حكماً للرجم والذي أبطلة المسيح من قبل ( من كان منكم بلا خطئة ..) و وتعذر فية محمدٌ (ص) لتلك المرأة التي أقرت بالزنا كي لا ينفذ الحكم ، فما هي الشريعة اذن و كيف يتم تعريفها و أين سندها القاطع من القرآن ؟ لنرجع للقرآن لنري أين ترد كلمات شريعة و حدود.. شريعة ترد مرة واحدة و في سياق لا علاقة له بما يخوض فيه الخائضون و بملايين من الذين تمت التضحية بهم بأسم الشريعة في حروب الغرض والنهب. و كلمة حدود ترد أربع عشرة مرة جلها في ما يعرف اليوم بالاحوال الشخصية. ولأن القرآن واضح و محدد في ذلك يلجأ سدنة الحكام الي الاحاديث وبذلك يصبح البخاري هو المرجعية الاولي فيما يختص بالقضايا المصيرية للمجتمعات الاسلامية.

الميدان

تعليق واحد

  1. إذا حاضت لم تَصُـم والصلاة فى المسجد ما فرض عليها مثل الرجل فذلك من نقصان دينها.. مش منعاها ما بتفهم فى الدين . ارجو التقصى قبل ما تكتب شئ .

  2. طيب الله زكراك وابدى اعجابى العميق بما اوردت هنا واتفق معك تمام الاتفاق ….
    ولكن حتما ستكون مثل الزرعة الوحيدة فى الصحراء لانك كما قلت القران يخاطب المممؤمنين ذوى الافهام وليس المستحفظون او الماستقر فى عقولهم ولم يزيدوا عليه..

  3. انا لم أقرأ المقال ولن أقرأه لكني نظرت الي تلك البنت الواقفة وراء القضبان فهجمت علي اسئلة كثيرة وبشكل متتالي من اجل من خرجت هذه البنت حتي تعتقل ؟ وما هو ذاك الشئ الذي يستحق ان تخرج من اجله حتي تكون عرضة لكلاب “الامن” لتنهش من شرفها؟، هل هاجر جنس الرجال من البلاد لتقوم النساء بدورهم ام ارتموا تحت “جزمة” النظام الثقيلة واصبحوا يلحسوا فيها ليجمعوا ما تم نثره من فضلات بيوت حسناء كافوري .. لعنة الله علي البسير وكلابه ..

  4. جزي اللة عنا الشيخ المنتصر خير الجزاء وفقة في الدين وافادبعلمة امة الاسلام وخاصة علماء السلطان

  5. على فكرا هنالك ملاحظة بان معظم المذاهب لديها اهتمامات محددة وتركيز على بعض الامور اكتر من غيرها وفقا للعادات والتقاليد واحيانا هناك من يقحم العادات فى الدين ويصر عليها مثل (قضية النقاب ) والتى تعتبر بالمنطق والعقل وكل شيى عادة عربية فقط وليس لها علاقة بالاسلام او اى من النظم الاسلامية مهما اجتهدو واستنبطو النصوص من القران وهناك فرق بين الحجاب والنقاب ولقط كبير فى هذا الامر وباختصار يعتبر النقاب هو تطور للبرقع الخليجى فقط .. ايضا هناك شك كبير بان هناك مئات الاحاديث تم تحويرها او تزويرها وفقا للاهواء .. والدليل تجد احد الفقهاء السلفيين (يزيد ويرغى عندما يتحدث عن الاختلاط مثلا او المسيقى ؟؟ ويسمط كالشيطان الاخرص عندما يتعلق الامر بقتل المسلمين او ظلم الاخرين ؟؟ او تجدهم اكثر حدة فى الحديث عن المراة والامور التى تتعلق بها فى حين انهم تجدهم اكثر رقة وليونة فى الحديث عن السكر او المخدرات او الشذوذ الجنسى الذى اجتاح بلادهم ؟؟؟؟ ولو وضعنا هذة المحرمات فى كفة ( الاختلاط + شئون المراة بصورة عامة + الموسيقى + الذنا مثلا ) ؟؟ ماذا يعنى مقابل ( السرقة + والظلم+ قتل الابرياء المسكوت عنة + الكذب والنفاق + انتشار الشذوز الجنسى + التجارة بالدين ) مثلا واى شخص بغير على الدين علية ان يقارن ؟؟؟؟ وماهى درجة حرمة الكذب وقتل الابرياء وظلم المساكين مقارنة مع الذى المحتشم مثلا الذى اصمو بة اذاننا؟؟؟؟ وهذا يؤكد بان هناك غرض او ميول مقحمة فى الشئون الدينية بل هناك تزوير واضح والدليل بانة هناك مجموعة سلفية معروفة دخلت بدات فى نشر تصوراتها على المجتمع السودانى بنشر اضالليلهم وافكارهم الظلامية فكان تم الرد عليهم بكتاب معروف .. فهذة المجموعة صرفت الملايين من الجنيهات مقابل (شراء هذا الكتاب وحرقة )؟؟؟ حتى لا يطلع فية الناس على فضح هرطقاتهم وافكارهم المريضة من الكتاب والسنة ؟؟ اذا كان هذا يتم فى عصرنا هذا فماذا ياترى ما تم حرقة او تزويرة فى الفترات الاولى لهذا الفكر الظلامى المريب والذى تفرخت منة كل هذة البلاوى فهذا الفكر قد انجب مولودة البكر الحركة الاسلامية ثم الاخوان المسلمين وغيرهم واخيرا الجماعات التكفيرية وسيئة الذكر مجموعات تنظيم القاعدة فهذة كلها منتوجات هذا الفكر (المذور ) للتاريخ والاحاديث والسير وتحوير معانى ودلات الايات القرانية ..
    لذلك ظهر المستخبى واخيرا وصلو الحكم على دبابات وصواريخ ودولارات ويورهات اوربا واسرائل وامريكا وهم الان تحت حماية امريكا ؟؟؟ لانهم افضل من ينشر الفوضى والسرقة ويقنن للظلم والمحسوبيات والتشريد ونشر الفساد بكل صورة بطريقة يحسدهم عليها حتى عتاة الفاشست .. فمن هم هؤلاء المسلمون يا ترى الذين يرقصون على اشلاء الموتى والمظلومين ويكبرون ويهللون لقتل الابرياء من هم ياترى ..

  6. ايو هو دا الدين التسامح و الاخلاق وقال الرسول الكريم اتيت لاتمم مكارم الاحلاق موش جلد ونهب وسرقة باسم الدين

  7. هذه النوعية من المسلمين سيتبرأ الرسول (ص) يوم القيامة منهم ويقول لله تعالى كما ورد فى القران(ان قومى تركوهذا القرآن مهجورا)0000وهذا الكلام هو الحديث الوحيد المذكور فى القرآن للنبى يوم القيامة

  8. ياخوى انت بتنفخ فى قربه مقدوده . نفخوا فيها الناس اكتر من الف سنه وهى على حالها .. سنظل ربما عشرة الف سنه اخرى فى النقاب والجلباب والدقن ورجم القرده الزانيه . وارضاع الكبير . والبشر وصلوا المريخ .. وصلوا المريخ . ولا زلنا لا نعرف كيف نختار من يحكمنا .

  9. مشكله والله

    رغم يقيننا بان لكل مطلق الحريه فى العقيده والتعبير بل والدعوه الى ما يعتقد

    بصحته

    الا اننا فى غاية الالم لمن يريدون فرض رؤيتهم على الاخرين

    والغريب ان يكون مكون اساسى فى عقيدة هؤلاء هو فرضها جبرا على غيرهم

  10. :هذه الايام كل من هب و دب يتحدث عن الشريعة و هناك ملاحظة و هي ان كثيرا من الكتاب يخلطون عن عمد بين الشريعة و الاخطاء التطبيقية التي تجدث ممن يزعمون انهم يريدون الشريعة و يتخذهؤلاء الكتاب ذلك مبررا لرفض شريعة الله, مع العلم بأن الانظمة العربية اساءت استخدام الديموقراطية للامساك بمقاليد الحكم و يتضح ذلك جليا في الانتخابات المزيفة التي تسمى ديمقراطية و لكن لم نقرأ لهؤلاء الكتاب أي مقال يرفض الديموقراطية بل نجدهم يدافعون عنها و يخطئون الانظمة فقط .
    أقول لهؤلاء الكتاب لماذا هذا التطفيف ؟ لماذا الكيل بمكيالين؟
    ثانيا :و قبل الخوض في الموضوع دعونا نعرف الشريعة.
    الشريعة :هي كل ما شرع الله -عز وجل- من نظم وأحكام تنظم حياة الإنسان، والإنسان مأمور بأن يأخذ بشريعة الله -عز وجل- في حياته كلها، والمسلم يطبق شريعة الله وأوامره دون جدال، بل يذعن لأمره، فقال تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبينًا} [الأحزاب: 36]. وقال تعالى: {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون} [النور: 51].
    و بهذا المعنى سواء قلنا شريعة أو حكم الله او الدستور الاسلامي أو غير ذلك فكله سواء طالما المعنى واحد.
    ثالثا :أما قول الكاتب بان كلمة شريعة لم تذكر الا مرة واحدة فالرد عليه بأن كلمة الفعل شرع و المصدر شرعة ورد ذكرهما عدة مرات في القرءان
    1. قال تعالى: (لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً)
    2. قال تعالى :(ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين)
    3. قال تعالى:(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ و هناك ايات اخرى تتحدث عن حكم الله و هو بمعنى شرعه

    رابعا:حديث (استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع أعوج، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه..) إلى آخر
    هذا الحديث صحيح ورواه الشيخان في الصحيح.
    و لا يوجد ظاهريا تعارض بين القرءان و هذا الحديث و من تحدث عن ذلك يبدو أنه يقلد الدكتور الاردني عدنان ابراهيم و وجهة نظره هذه موجودة على اليو تيوب

    خامسا : من يتحدث عن علم الحديث ينبغي أن يكون باحثا و يقدم دراسة متكاملة أما أن يثير الغبار ثم يختفي فهذا مرفوض و أشبه بمن يفتح الجرح و يتركه مفتوحا من دون غيار او تعقيموَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ)

  11. الرد على المقال

    1/ النقطة الأولى

    قال الكاتب هداه الله “لقد صار الفيصل في قضايا الفقة و الاختلافات المذهبية الفكرية و السياسية يستمد جوهره و يتم اجتزاؤه من فضاء الاحاديث الواسع ( هنالك الف ألف حديث تم جمعها منها خمسون ألفاً فقط عدت صحيحة)

    الذي يظهر لي هنا أن الكاتب له موقف من السنة فمن اين يريدنا أن نفصل في قضايا الفقه إن لم نستمدها من السنة فمثلاً الأمر ( بالصلاة ) فمن أين نأخذ شروطها وأركانها وتفاصيل إقامة الصلاة من أين نعرف عدد ركعاتها وكذا الحال بالنسبة للصيام والزكاة ومقاديرها وهذه التى زعم الكاتب أن المسلمين لم يختلفوا عليها حتى وإن كانت هناك أحاديث ضعيفة فإن هذا غير مبرر لترك ما صحة من السنة فإن الله عز وجل حفظ هذا الدين بشقيه الكتاب والسنة قال تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له حافظون ) فالذكر يشمل القرآن والسنة والدليل قوله تعالى ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) فالذكر المراد به هنا السنة إذاً لا مجال لفهم القرآن والعمل به بمعزل عن السنة .

    ومما يبين تناقض الكاتب في هذه القضية قوله و القرآن لم يتضمن حكماً للرجم والذي أبطلة المسيح من قبل ( من كان منكم بلا خطئة ..) و وتعذر فية محمدٌ (ص) لتلك المرأة التي أقرت بالزنا كي لا ينفذ الحكم ، فمن أين أتيت بقولك “وتعذر فية محمدٌ (ص) لتلك المرأة التي أقرت بالزنا كي لا ينفذ الحكم” فهذا غير موجود في القرآن أما أنك تأخذ ما تشتهي وكذلك قولك حديث (( المرأة ناقصة عقل ودين )) الذى يعتد به البعض للإنتقاص من حقوق النساء يتعارض مع حديث ((خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء )) بغض النظر عن مضمون الحديثين لا بد من قول فصل حول هذه الاحاديث موضوعة كانت او صحيحة ولابد من فهم الإطار الزمانى للحديث. وان كان القرآن كلام الله قد خضع للإطار الزمنى للنزول مما يعرف بالناسخ و المنسوخ و غيره…)

    فالكاتب يستدل بحديث موضوع ليعارض به حديث صحيح وينكر علينا أن نأخذ من صحيح البخاري وهو أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل ولو سئل الكاتب ما الفرق بين صحيح البخاري وغيره من كتب السنن لما اهتدى إلى ذلك سبيلاً ثم إن حديث المرأة ناقصة عقل ودين قد بين النبي صلى الله عليه وسلم معنى هذا النقصان كما في حديث أبي سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها ” متفق عليه والنص على أن شهادة المرأة نصف شهادة الرجل لم تأت به السنة فحسب بل وكذلك القرآن كما في آية الدين كما في قوله تعالى ( فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء )

    2/ النقطة الثانية قوله ” * مثال آخر حديث ?من بدل دينه فأقتلوة? مما يعني أن كلا من المغني ?كات ستيفنس? و المفكر? روجية غارودي? و كل من بدل دينه ممن أشهروا أسلامهم لابد من قتلهم جزاء و نكالاً , سيرد عليك من يسمون أنفسهم بالعلماء بأن المقصود ليس القاعدة علي أطلاقها و لكن المسلمين فقط . هنالك أشكالان هنا الاول هو افتراض أن اللغة العربية ليست دقيقة و أنه سبحانة و تعالي و رسولة (ص) يرجون تفسيراً من هؤلاء الفقهاء بما هو مقصود من آياتهم و أحاديثهم.” أقول عجبي لك وأن تتحدث عن اللغة العربية وأنت لا تفرق في الإملاء بين الهاء والتاء (سبحانة و تعالي و رسولة)

    نقول المراد بالدين هنا الاسلام فهو الدين المعتبر عند الله عز وجل بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى ( ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ومما يبين أيضاً أن المراد به من ارتد عن الاسلام ما روى ابن حبان في صحيحه عَنْ عِكْرِمَةَ:أَنَّ عَلِيًّا

    أُتي بِقَوْمٍ قَدِ ارتدُّوا عَنِ الْإِسْلَامِ – أَوْ قَالَ -: زَنَادِقَة- , مَعَهُمْ كتبٌ , فَأَمَرَ بِنَارٍ فأُجِّجَتْ , فَأَلْقَاهُمْ فِيهَا بكُتُبِهِم , فَبَلَغَ ذَلِكَ ابْنَ عَبَّاسٍ , فَقَالَ: أَمَّا أَنَا؛ لَوْ كنتُ لَمْ أَحْرِقْهُم؛ لِنَهْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ولَقَتلتهم؛ لِقَوْلِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

    ((لَا تُعذِّبوا بِعَذَابِ اللَّهِ)) , وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

    ((مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ؛ فاقتُلُوهُ)).

    3/قولك ” قضية الحقوق الاساسية تتضمن مواضع مثل الاسترقاق و الذي كان ممارسة شائعة لدي كل الشعوب علي زمن البعثة و لم يكن من الممكن أن يتم ألغاؤة دون تدرج لذلك سعي الدين الجديد الي تشجيع عتق الرقيق بشتي السبل بعضها أمثلة ضربها النبي (ص) نفسه و أخري نصوصا في القرآن الكريم جزءاً من العبادات (الكفارة) فهل يعني ذلك أن الرق خاضع لمبدأ التدرج الذي تنزلت به بعض الاحكام أم أن الرق مبدأ خالد الي أن يرث اللة الارض و من عليها كما يتمني بعض محبي الاسترقاق من الفقهاء. ”

    أقول وبالله أستعين أن حكم الرق باق ما وجدت أسبابه الشرعية ولم يرد نص واحد في الكتاب والسنة يبطله بل كثير من النصوص التي تحض على عتق الرقبة دليل على وجوده ومن السنة ايضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن علامات الساعة ( ان تلد الأمة ربتها ) وذلك يدل على وجوده في آخر الزمان وقاتل المسلمون الكفار فتلد الأمة وهي المملوكة بنت سيدها فمن هذه الحيثية قال صلى الله عليه وسلم” أن تلد الأمة ربتها ”

    4/. قوله “ليس من المعقول ان يكون الثابت يشمل جميع أوجه الحياة بينما التغيير هو ديدن الحياة و الاشياء. افتراض ثبات الشرائع يفترض ثبات المجتمعات و هو ما يخالف الواقع الماثل”. نقول نحن لا إشكال عندنا في هذا لا نخض ديننا لضغط الواقع فما كان حرام بنصوص الكتاب والسنة فهو حرام إلى يوم القيامة فمثلا تحريم الزواج من المحارم لا يمكن أن نحله لتغير الحياة والزمن , واما ما يستجد من أمور حياتية فإن باب الإجتهاد لمن كان من أهل الاجتهاد فهو مفتوح يستوعب هذه المستجدات والمتغيرات .

    5/ قوله ” و الشريعة التي يلخصها البعض في بعض العقوبات السابقة علي الاسلام مثل قطع يد السارق و رجم الزانية ليس من بنت الاسلام فهذه العقوبات التي عرفها الناس في الجاهلية و قبلها هي من تراث الامم السالفة و الرجم لم يكن للزانية بل و حتي للناشز و للنساء دون الرجال (شاهدوا فيلم زوربا اليوناني) و القرآن لم يتضمن حكماً للرجم والذي أبطلة المسيح من قبل ( من كان منكم بلا خطئة ..) و وتعذر فية محمدٌ (ص) لتلك المرأة التي أقرت بالزنا كي لا ينفذ الحكم ،

    أقول من الخطأ أن نحصر الشريعة في العقوبات فقط بل المراد بل الشريعة تعني أن يحكم الشرع في جميع نواحي الحياة ابتداء من العقائد مروراً بالعبادات وانتهاء بالمعاملات ولهذا قال الله عز وجل (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)الشورى فإذا الشريعة هي الدين على ما سياتي والعقوبات وإن وجدت في الشرائع السابقة فقد أقرها الإسلام كعقوبة الرجم التي ينكرها الكاتب

    6/قوله ” فما هي الشريعة اذن و كيف يتم تعريفها و أين سندها القاطع من القرآن ؟ لنرجع للقرآن لنري أين ترد كلمات شريعة و حدود.. شريعة ترد مرة واحدة و في سياق لا علاقة له بما يخوض فيه الخائضون و بملايين من الذين تمت التضحية بهم بأسم الشريعة في حروب الغرض والنهب. و كلمة حدود ترد أربع عشرة مرة جلها في ما يعرف اليوم بالاحوال الشخصية. ولأن القرآن واضح و محدد في ذلك يلجأ سدنة الحكام الي الاحاديث وبذلك يصبح البخاري هو المرجعية الاولي فيما يختص بالقضايا المصيرية للمجتمعات الاسلامية”.

    قولك ماهي الشريعة اذن وكيف تم تعريفها وأين سندها القاطع من القرآن قال ابن منظور في لسان العرب والشِّراعُ والمَشْرَعةُ المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها قال الليث وبها سمي ما شَرَعَ الله للعبادِ شَريعةً من الصوم والصلاةِ والحج والنكاح وغيره والشِّرْعةُ والشَّريعةُ في كلام العرب مَشْرَعةُ الماء وهي مَوْرِدُ الشاربةِ التي يَشْرَعُها الناس فيشربون منها ويَسْتَقُون ” ولعل هذا

    الرابط بين المعنوى اللغوي والشرعي ظاهر فهي المورد للشاربة وهي كذلك المورد الذي يستقي منه المسلمون أحكامهم أم سندهها من القران فكثير كما في قوله تعالى (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)الشورى وقوله تعالى {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ} [الجاثية:18]، فالله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يلزم شريعته ويتبعها والأمة تبعاً لنبيها ونهى الله عز وجل نبيه أن يتبع اهواء الذين لا يعلمون

    وقال تعالى( أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) ) فالشرعة هي الشريعة فكيف يقال شريعة ترد مرة واحدة و في سياق لا علاقة له بما يخوض فيه الخائضون .

    ومما يبين أن هذا الكاتب يتجاسر على ما لايحسن قوله و كلمة حدود ترد أربع عشرة مرة جلها في ما يعرف اليوم بالاحوال الشخصية. والأحوال الشخصية هي ما يتعلق بالأسرة والنكاح والطلاق والإرث وساورد بعض الأدلة من القرآن التي تبطل ماذكر قال تعالى أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآَنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) فهذه الآية تتكلم عن أحكام الصيام وقد ختمها الله عز وجل بقوله (حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا)

    وقوله تعالى (الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (97) فهذه الآية ورد فيها ذكر حدود الله ولا علاقة لها بما يسمى بالأحوال الشخصية

    وكلمة حد في اللغة تعريفها الحَدُّ الفصل بين الشيئين لئلا يختلط أَحدهما بالآخر أَو لئلا يتعدى أَحدهما على الآخر وجمعه حُدود وفصل ما بين كل شيئين حَدٌّ بينهما ومنتهى كل شيء حَدُّه ومنه أَحد حُدود الأَرضين وحُدود الحرم ” ومنها سميت العقوبة حداً لأنها تمنع صاحبها من العاودة وتزجر غيره فعلى هذا المعنى اللغوي يصح أن نطلق على من انتقل من طاعة الله إلى معصيته تجاوز حد الله لهذا قال تعالى في سورة النساء (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) (14)

    وفي المقال غير هذا مما تعرضت له ولعل غيري يتكلم عنها والله الهادي إلى سواءالسبيل

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..