عاش وطن أنجبك يا فاطمة احمد ابراهيم

استفزني إلى حدّ الغضب العارم ذلكم الخبر (الفطير) الذي نشرته إحدى صحف الاسلامويين الصفراء بالخرطوم أمس عن المناضلة السودانية فاطمة احمد ابراهيم- الخبر الذي صيغ بفقر مدقع في المهنية وتحري المعلومة. هذا ?إذا أضفنا إلى ذلك فاقد الأخلاق ? الذي هو ديدن السلوك العام لصحف النظام وهي تخوض في الهمز واللمز وتمزج بين أدب الفضائح والنصائح!
لم أكتب هذا المقال هنا دفاعاً عن فاطمة احمد ابراهيم بصفتها عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني ، والشاهد على نجاحاته وإخفاقاته منذ عقود.. فتلك مهمة ليس من حقي إدعاء التعرض لها بينما حزبها – كان وما يزال – ركناً منيعاً في نضالنا السياسي لإرساء الدولة المدنية وتمكين قيم العدالة والمساواة. إنني أكتب هذه السطور إنصافاً لامرأة سودانية عرفتها عن كثب في محاط مختلفة إبان قرابة العقدين من سنوات منفانا ومنفى وطننا المحاصر.
كنت كغيري أسمع وأقرأ عن فاطمة احمد ابراهيم ? أول نائبة في تاريخ السودان والعالم العربي وربما إحدى البرلمانيات القلائل في أفريقيا. كان ذلك في الستينات وكنا دون سن التمييز الواعي لثقافة سياسية ناضجة. وكبرنا وكبرت معنا هموم وطننا وشعبنا. وذات زمان كان لابد أن نلتقي في خندق واحد دفاعاً عن شعب وعن وطن: فاطمة احمد ابراهيم ? المرأة التي حملت معاناة أمة بكاملها بعيداً عن مسقط رأسها وبيتها الكبير ، ونحن السودانيون ? شيوعيون وغير شيوعيين- ونحن ندعي أيضاً في تطوافنا من عاصمة إلى أخرى أننا سنحارب هذا النظام في كل منعطف حتى تعود إلى بلادنا شمس الحرية..فكنا وما نزال? جميعنا في المنافي نعيش غربة المكان والروح، وينطبق علينا ما قاله الشاعر الكبير محمود درويش:
كلما آخيت عاصمة رمتني بالحقيبة !
هناك ? في تلك المدن البعيدة ، المكتظة بالناس والممتلئة شوارعها وميادينها بالحرية وحقوق الإنسان ، التقيت فاطمة احمد ابراهيم. جمعتنا أكثر من مناسبة عامة (محاضرات وندوات واحتفالات أعياد). استمعت إليها تتكلم. استخدام اللغة في الحديث عن الأنا وعن الآخر. استخدام لغة حركة الجسد من تلويح باليدين مثلا وتعابير اليد والوجه والهندام. باختصار كنت أقرأ فاطمة احمد ابراهيم زمناً ليس بالقصير في فعاليات الجالية السودانية الضخمة بالمملكة المتحدة (بريطانيا) وما أكثرها. وحين شاءت الظروف التقيتها وقدمت لها نفسي. ولعل عنصر الدهشة الأولى أنني كنت أمام سيدة سودانية غاية في البساطة ، استحضرت من خلالها صورة المرأة السودانية الخارجة لتوها من اجتماع في الحي من أجل بناء مدرسة أو التحضير لإقامة حفل خيري. وبابتسامتها الجميلة وغير المتكلفة ، أبدت لي أنها كانت تسأل من فترة عني وعن أسرتي فقد قرأت منذ فترة أنني حضرت لاجئاً إلى بريطانيا. كان ذلك المدخل إلى فاطنة المرأة الرقم – شقيقة صلاح احمد ابراهيم الشاعر العظيم وأرملة النقابي الشهيد الشفيع احمد الشيخ.. لكنها زودتني بانطباع أنّ مثلها لا يتم تعريفها بآخرين حتى لو كانوا أعلاماً بارزين في تاريخنا الثقافي والسياسي مثل شقيقها صلاح أو زوجها الشفيع احمد الشيخ. إنك لتلتقي فاطمة احمد إبراهيم لفترة قصيرة من الزمن فيكون أكيدا عندك أنّ بلادك بخير طالما خرج من رحم معاناتها هذه المرأة التي تزودك بالثقة في نفسك وأنت أكثر ما تكون حاجة للثبات بعيدا عن سمرة تراب الوطن ورنين مدائحه وأغانيه.
أذكر لقاءين ضمن لقاءات كثيرة جمعتني بام احمد ? السيدة فاطمة احمد ابراهيم ? كلما تذكرت هذين الموقفين البسيطين كبرت هذه السيدة في نظري .
الحادثة الأولى : كنت وزوجتي وبنتي شيراز ( كانت صبية في العاشرة تقريبا) نتجول في سوق من أسواق لندن الشعبية لبيع الخضار والفواكه الطازجة حين التقينا الأستاذة التي جاءت بدورها لتصيب حاجتها من الخضار الطازج. وبابتسامتها الرقيقة احتضنت زوجتي وكأنها تعرفها من زمان ، ثم انحنت لشيراز وهي تداعبها وتسبغ عليها صفات المرأة السودانية المناضلة القادمة بإذن الله . في ذلك اللقاء القصير والجميل حكت لي ولزوجتي أنها بصدد جمع ثياب سودانية وملابس نسائية من السيدات السودانيات ببريطانيا لترسلها لأخواتها من بنات جنوب السودان في معسكرات اللاجئين في كينيا ويوغندة. قالت لنا ، إنها خجلت من نفسها حين زارت تلك المعسكرات واستمعت إلى بعض الأخوات الجنوبيات يقلن لها : خالة فاطنة نحن ما دايرات أكل وللا فلوس.. نحن محتاجات تياب سودانية نتميز بيها من نسوان البلاد النحن في ضيافتها ! كبرت فاطمة في نظري. أي وفاء للوطن وإنسانه!
الحادثة الثانية: كنت خارجاً ذات صباح شتائي من قطار الأنفاق في محطة إجوار رود Edgware Road بقلب لندن حين شاهدت في آخر الرصيف سيدة ترتدي معطفاً وتحته يبدو الثوب السوداني بكل هيبته وجماله. تلك كانت الأستاذة فاطمة- لكنها هزلت بسبب الهموم والمرض. عانقتني وكأني هبطت للتو من سماء الوطن البعيد. ولم تدعني أسألها عن أحوالها وعن ابنها الطبيب احمد الشفيع احمد الشيخ.. قالت لي والدموع تسيل من عينيها : ما عايزة أموت في البلاد دي يا فضيلي يا ولدي .. عايزة أموت في ام درمان! وكان لابد لي أن استجمع كل ما بي من حمية الرجل السوداني وهو يواسي أخته الكبرى في ملمة وكرب. قلت لها: بعد طول عمر يا أم احمد !!
ثقافة جلد النساء التي ابتدعها نظام الانقاذ في السودان تتخذ لنفسها عدة أقنعة ، فهي تعذيب وإرهاب بدني ، وهي إشباع الغريزة بتعددية يتقنون افتراع وتحريف الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة في تحليلها ? لا بل جعلها ضرورة . وثقافة جلد النساء في السودان تنحو الآن منحى آخر في صحفهم الصفراء ، محاولة النيل من النساء الرموز في تاريخنا السياسي. فكانت القصة التي يخجل أن يبتدعها خيال طفل والتي تقول إن الأستاذة قد أودعت أحد بيوت المسنين في بريطانيا ! هذا نمط من العهر السياسي والانحطاط الأخلاقي لا يشبه ثقافة السودانيين مذ عرف الناس حدود هذا البلد في تاريخه الحديث. ولا غرو ، فإن الذي يعرفه القاصي والداني أن ثقافة أنصار هذا النظام مسخ في دفتر ثقافتنا السودانية.
أبعث بكلمة أخيرة لأختي الكبرى المناضلة الجسور فااطمة احمد ابراهيم داعياً لها بدوام العافية وطول العمر ، وأقول لها: عاش وطن أنجب أمثالك يا امرأة في صمود نخلة بوجه الريح في ضفاف نيل بلادي وفي شموخ تبلدية تحفر جذورها عميقة في رمال كردفان الغرة!
إشارة ليست بذات أهمية:
شيراز التي زكيتها وهي طفلة تعمل الآن نائب مستشار قانوني في مكتب محاماة بلندن .. وستزورك ، فهي مثقلة إلى حد الهوس بقضية النساء والأطفال في وطنها السودان!

فضيلي جماع
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. فكنا وما نزال? جميعنا في المنافي نعيش غربة المكان والروح شكرا اخى الافضل فضيلى جماع لكن الغربة لم تلبسنا ثوب الزيف والتطاول للرموز فمثلها ينبغى ان تكرم افضل تكريم لانها امراة بحجم امة انها قمة تتشرف بها كل امة ووطن لكن اقلام الزيف لاهم لهم سوى ان نقرا تاريخ الانقاذ الملئ بجلد النساء وبالسقوط للقيم والاخلاق .قيمة المراة عندهم ان تغتصب وتسجن وتجلد .ان تاريخها لايحتاج لدورياتهم الصفراء لكى يعلم به العامة لانها تاريخ للاجيال فى كفاح المراة السودانية ومثال فى القيم التى اندثرت فى دهاليز سياسة المكر والخداع والتطبيل باسم الدين والرجوع بنا الى العصور الحجرية وتاريخ واد النساء وظلامية العصور الوسطى

  2. نحيييك فضيلي على هذه التحية الجميلة جمال هذه المناضلة الأصيلة ،
    و نحيي االسيدة فاطمة أحمد ابراهيم ..
    فخر ذاك الجيل .. فخرنا وفخر هذا الوطن المعطاء .
    الذي أنجب هذه (الفاطنة) .

  3. نأمل من الأستاذ فضيلي أن يقوم هو بزيارتها و يقول الحقيقة!برضو اللجؤ السياسي من التطور الذي حدث نتيجة لنظام الإنقاذ بتشريده للناس و فصلهم للصالح العام و كذلك الحروب من ثمار الإنقاذ المرة و تبقي مسألة دور العجزة نتاج للتطور الطبيعي و الظروف الإجتماعية و الإقتصادية للناس – الآن توجد بيوت بالسودان لكبار السن-و بفتكر ما فيها حاجة !حقوا نعقل شوية و ما نسي لبعض و ما ننفعل !!

  4. شكرا فضيلي ..ضميرا يجسد موقف المثقف النبيل..هأنت ذا تنصف تاريخا وتجربة ونضالا سياسيا ووعياً انخرطت فيه أم أحمد انحيازا للفئات التي غيبتها أجندات المفسدين في كل الحقب، ولم يكن ظهور الورم الجديد المسمى بالانقاذ الامؤشرا لخوض أشواط جديدة في ملحمة النضال الشعبي ما ضعفت ولا وهنت ايماناً بمبادئها التي آمنت بها في التغيير الاجتماعي.. لم تركن لتهديد ولم تقعد لتجريح..الصحافة الصدئة لا تخرج عن طبيعة نهجهم المفضوح ..المواقف الصلبة للوطنيين كانت مدعاة لاختراع وافتراع آلاف الأكاذيب والضلالات لا يردعهم رادع.. هذا نهجهم في كل الاوقات وكل المواسم..قطار اللصوص يمضي قدما ولا يتوقف الا ليصعد اليه لصوص جدد محطات عديدة لا يغادر لص مقعده .. أليس غريبا أمر هذه الرحلة ؟..ما يحدث مع فاطمة أحمد ابراهيم انعكاس لعمق الأزمة التي يعانيها الفئة الباغية ..لقد بدأت مرحلة التخبط ..مرحلة المريض اليائس الذي يرى ضرب رأسه بالجدار خلاصاً من آلامه.. انظر كيف يفكرون في ظل الأزمة السياسية الخانقة التي يتخبطون فيها.. فقط أقول لأم أحمد لقد دنت ساعة الحساب ..بات طلوع الفجر وشيكاً.. لا تبتئسي سيدة النضال ..سنحمل عنك تفاهاتهم التاريخية..انهم اوهى من بيت العنكبوت، إن ما يروجون له دلالة ضعف مكين..ها نحن نصطف جميعاً وراء تاريخك ونضالاتك وهمومك الشخصية في وطن يسع الجميع..كوني بخير وبعافية أم أحمد..وشكرا الاستاذ فضيلي مرة اخرى..

  5. سلمت يا استاذ فضيلى – الشاعر المرهف، وعبرك نبعث خالص التحايا والاحترام للمناضلة الجسورة “فاطنة السمحة”
    التي تنبض بالوطنية وعشق هذا البلد العملاق، ارض تهراقا ومجري النيل الخالد ،،،
    وتظل في الخلق غصة وفي القلب حسرة … يا وطني يا بلد احبابي

  6. فى السدان رغم الفقر المدقع الذى
    يعيشه اغلب الناس فى الوطن يعتبرون
    ارسال احد اباءهم او امهاتهم الى در العجزه
    عقوق وعيب وفضيحه اضف الى ذلك انهم يعتبرون
    مثل هذا التصرف عدم رجوله
    وفاطنها ابنها الوحيد هو احمد الدكتور فى لندن
    لا يمكن ان تعوزه الاخلاق التى ربته عليها الام الفاضله
    ولا يمكن ان ينسى موقفها الباسل حتى التحق بالجامعه
    حتى اذا افترضنا فرضا انه لا يوجد من ياويها
    فهناك فرع للحزب الشيوعى يستطيع ان ياوى
    وهو فى ظروفه الصعبه فى الداخل لا يمكن ان
    يفرط فى احد بناته ومؤسسيه
    لكنها فعلا يا استاذ فضيلى امتدد لسياسة جلد النساء

  7. الاستاذ الاديب الكبيرفضيلى اولا ارجوك لاتحرمنا من طللتك ولغتك الراقية.اما عن فاطنة السمحة ما دايره ليها رفع ضوء.الا رحم الله العبقرى الطيب صالح (من اين اتى هؤلاء)

  8. من الماساة ان نسعى بقصد او بدونه ، في ظل الصراع السياسي الى قتل النخب والقيادات في كافة المجالات معنوياً .
    من حق اي فرد ان يحاكم غيره في اراء او افعال تخص الشان العام اوالوطن ، ولكن ان يتعدى ذلك الى الاغتيال المعنوي .
    الاستاذ فاطمة رمز من رموز هذا الوطن وتاريخة ، رضينا ام ابينا ، اختلفنا معها او اتفقنا ، وهذا حق لها لا نستطيع ان نسلبه اياها.
    صحيح ان فاطمة خرجت من رحم اليسارين ، ولكنها لم تعد ملكاً لهم ، فهي ملك لكل ابناء هذا البلد لانها تمثل بعضاً من تاريخه .
    وان امة تتنكر لرموزها وتاريخها ، امة مستقبلها لا يبشر بخير .
    حزنت لان تكون فاطمة في هذا العمر هي ساحة لمعركة غير شريفة بين الاسلاميين واليساريين .
    وحزنت ان يعجز اليساريون ، بما لهم باع وقدرة وارث في العمل السياسي والتنظيمي ، في قتل تلك الشائعة ، وترك الباب مفتوحاً لتزداد كرتها الثلجية .
    فحينما سرت شائعة موت هتلر في الحرب العالمية الثانية ، ظهر جوبلز وزير دعاية هتلر وهو يتابط ذراع هتار عبر التلفاز ليقول للناس انه حي ،في زمن لم يكن العالم مجرد غرفة صغيرة .
    ان صورة او فيديو صغير او صوت لفاطمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية ، كان بامكانه ،ان يقول لتلك الصحيفة (كضباَ كاضب ) كما قالها مصور مقطع راعي الاغنام لقناة الشروق .
    بل ان الصورة التى نشرتها الصحيفة ومعها تصريح لاسرة فاطمة ، صورة قديمة ترجع لاغسطس 2009 حينما تم تكريم فاطمة بلندن من منسيق شؤون المراة ، فهل انعدمت صورة حديثة لفاطمة ، ام ارادة الصورة ان تقول فاطمة تكرم هناك وتهان هنا .
    ان ما حدث لفاطمة بين ان هنالك خلل كبير في الامانة الاعلامية للحزب الشيوعية في التعامل بما لحق بفاطمة ، وجاءت كل اسلحة الدفاع عن فاطمة والحزب تحمل نفس الداء الذي يحمله الانقاذيون لتبرير كل تقصير وفشل ، بان هنالك عدو يتربصهم ، وان ما حدث بعفل فاعل يضمر سوء النية .

  9. هذه المقال الجميل يجب وضعه اعلى يا ادارة الراكوبة ،
    تحية للمناضلة (فاطنة) .. فخر هذا البلد ..
    تضامناً معها في محنتها .. حيث انها ترقد بمستشفى للعلاج بلندن محل اقامتها ،
    و رداً على اعلام العصابة الذي يريد ان ينال منها … وما استطاع الفاشلون .

  10. انتم ايها المناضلون استطعتم ان تدبروا لاولادكم الدراسة والعمل وبالطبع كل احتياجات الحياة واكيد تسمعون بمعاناة الناس في بلادنا وتكتبون ثم تكتبون بس تكتبون ايها المناضلون الشرفاء ياله من بلد عجيب وفر لكم كل المستطاع لتنالوا الدراسة وبالمجان ام انا غلطان كل هذا الجيل من طرفكم نال الدراسة والعيش الرغد وبالتالي العلاج الناجع ولم يجد البلد غير النكوص في العهود اين ثمرة دراستكم هذه انتم الرعيل الذي يفتخر بالدراسة في الغرب ؟ هل هي تنمية ” تطور في الفكر قل ” اي ناس نحن وناتي لنلوم نلوم ” ولمن ؟

  11. شكرا أستاذنا وأديبنا الفاضل ..هذه السيدة المناضلة هى كل شىء جميل فى بلادنا هى النيل وهى سماناو أرضناوهى شرفنا البازخ وهى صرحنا الشامخ ..ولو ما شالتها رؤسنا نشيلها فى عيوننا..لها منا ألف تعظيم سلام ونتمنى لها موفور الصحة والعافية ودامت ذخرا لنا..

  12. تغزل فيها لا بل في مناقبها اخوها المرحوم الشاعر صلاح حين حكت له عن راعِ من شرق السودان جاءها حين اصبحت نائبة في البرلمان ويعد ان ضبفته قال لها : سمعنا انك اصبحت محامية للنسوان , دحين مرتي اخوانها اكلوها في الميراث ودايرك ترجعي ليها حقها ! فاوضحت له موقفها وزودته بالطريقة الصحيحة التي يمكن له ارجاع ذلك الحق , وتدخل المرحوم الشفيع حين راي رقة حال الراعي واعطاه خمسة جنيهات قائلا حتي لا يجرح شعوره : اشتري لي نعجة وخليها معاك ثم راي ان المبلغ بسيط فاعطاه خمسة جنبهات اخري قائلا : خليهم نعجتين . سافر الراعي ونسيا امره . بعد دهر طويل فوجئت فاطمة بالراعي وهي تفتح باب بيتها استجابة لدقاته ! كان الشفيع قد اعدم لذلك قال : سمعت الخبر وجيت اعزيك ورفع يديه بالفاتحة وعلي عينية دموع بعتبرها اهله عيبا عند الرجال , اضاف بعد ان هدأ وهدأت : اها يا اختي النعجتين بقن مراح وبارك الله فيها ابيعها ليكم ولا شنو رأيك ؟ قالت له ان صاحب المراح قد مضي الي رحاب الله وهو باذن الله هناك غني وانا ليس لي فيها مارب فهي لك حلال بلال وخاطبت اخاها صلاحا : مثل هؤلاء كل تضحياتنا لاتساوي شيئا امام عظمتهم ! فرد عليها وعلي قراء الوطن العربي في (اليوم السابع ): ما اعظمك انت كذلك يا من تحملين عظمة شعبك شارة وميدالية في صدرك ! فيا فاطمة قصب السكر ندعو لك من قلوب عامرة بحبك ان يسبغ الله عليك العافية والصجة انه سميع مجيب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..