مقالات سياسية

المعارضة السودانية وأزمة بناء القوى الناعمة (2-3)

لماذا أختارت تنظيمات دارفور وتنظيمات شرق السودان الكفاح المسلح ؟
وهل الكفاح المسلح هو الإجابة الصحيحة ؟
عندما تمت محاصصة نيفاشا ومن قبلها التوقيع على مذكرات مشاكوس كتبت رسالة طويلة من عشرة صفحات أرسلتها عبر الإيميل للدكتور غازى صلاح الدين كان المسئول عن ملف التفاوض فى ذلك التاريخ
ونشرتها فى صحيفة سودانايل و جريدة الصحافة فى الداخل
ذكرت له فيها أن هذا الموديل للحلول سيفتح الطريق للعنف الجهوى
لكل من يشعر بمظلمة تاريخية والسودان مشحون بهذا النوع من المظالم والغبائن
لكى تتفادى البلاد هذا المصير المتوقع
على حكومة الأمر الواقع الإعلان عن قبول المؤتمر القومى الدستورى
تزامناً مع التفاوض فى الجنوب لفتح الباب أمام أكبر عملية تسوية تاريخية فى البلاد بعد الإستقلال
تعيد التوازن المفقود إذا تم ذلك ستدخلون التاريخ رغم وصولكم للسلطة بالقوة
وإجهاضكم نظام ديمقراطى منتخب
لم أتلقى رد على الرساله حتى بعلم الوصول !!!
لقد بنى دكتور قرنق نظريته للسودان الجديد على حشد المظاليم والمستضعفين مقابل الظالم
فقد كان واضحاً وفقاً للنظرية أن المستضعفين والمهمشين هم السودانيين من الأصول الأفريقية والظالم هو المركز الإسلاموعروبى
سعى لجمعهم وإستنهاضهم دكتور قرنق لتوحيد الصوت والضغط المتعاظم بكل الوسائل فى مقدمتها وسيلته المجربة حرب العصابات
فقد حققت الحركة نجاح ملموس فى إستقطاب المرحوم يوسف كوة مكى والسيد مالك عقار وهم يعتبرون من وسط السودان التقليدى أو بالأدق انهم غير جنوب فقد شكلت الحركة الشعبية حاضنة لهم اعانتهم بالتدريب والسلاح
لنقل الحرب لجغرافية جديدة غير الجنوب التقليدى ولقد حققت نجاح فى ذلك خاصة مع حماقة الإنقاذ التى لا تغتفر
بإعلان الجهاد على مواطنيها غير المسلمين ممافتح الباب لمحور كامل من المساعدات والتعاطف الإقليمى والدولى
لقد إستمرت الحركة الشعبية فى برنامجها التوسعى فاستقطبت عدد من قيادات الشرق منهم حفيد الشيخ محمد علي بيتاى وعدد من قبائل الهدندوة والحباب والبنى عامر فى إطار لواء السودان الذى إنطلقت عملياته من دول جوار شرق السودان وأيضاً إستقطب دكتور قرنق قبل ذلك المرحوم داؤود يحى بولاد القيادى الدارفورى المعروف ومن بعده المرحوم عبدالله أبكر
وعبدالواحد النور
كل هذه المجموعات مع تأزم الواقع الذى إنطلقت منه إلا أنها كانت تضع الحركة الشعبية inspirational كنموذج ملهم وطريق لنيل الحقوق
لقد وضعت الحركة الشعبية النموذج وشكلت المركز الجديد
الذى سار فيه طلاب الحقوق من المهمشين
دون طرح السؤال الوجودى هل الكفاح المسلح هو الوسيلة الأجدى أم ان هناك خيارات أخرى ؟ يمكن التفكير فيها ومن بينها صراع القوة الناعمة ؟
النظام القائم بالأمر الواقع Government of the day ساعد بالدفع بقوة فى هذا الإتجاه لإنحيازة المعلن للأسلاموعروبية ونفية للآخر وإعلانه المتكرر على مستوى قياداته منهم السيد عمر البشير من أراد السلطة عليه بالسلاح لقد أتينا بالقوة وسنبقى بها
هذا هو الواقع الذى دفع الوسط والغرب والشرق لحمل السلاح وهى قد كانت عملية تسلسل موضوعى وليس تفكير وخيار إستراتيجى للحرب Rollercoaster
السؤال الذى يحتاج البحث عن إجابة
هل ما تم ثورة أم إنتفاضة مسلحة ؟ إن ضبط المصطلحات مسألة مهمة للمآلات

صلاح جلال
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اقتباس:

    (لقد بنى دكتور قرنق نظريته للسودان الجديد على حشد المظاليم والمستضعفين مقابل الظالم
    فقد كان واضحاً وفقاً للنظرية أن المستضعفين والمهمشين هم السودانيين من الأصول الأفريقية والظالم هو المركز الإسلاموعروبى).

    تشخيص غاية في الأهمية .
    عليه لن تنتهي تلك الحرب فقد اصبح لها لورداتها الذين يتعيشون منها . العروبي و الإسلامي هو الهدف و ليس إصلاح بناء الدولة كما يروج الكثيرون…

  2. اقتباس:

    (لقد بنى دكتور قرنق نظريته للسودان الجديد على حشد المظاليم والمستضعفين مقابل الظالم
    فقد كان واضحاً وفقاً للنظرية أن المستضعفين والمهمشين هم السودانيين من الأصول الأفريقية والظالم هو المركز الإسلاموعروبى).

    تشخيص غاية في الأهمية .
    عليه لن تنتهي تلك الحرب فقد اصبح لها لورداتها الذين يتعيشون منها . العروبي و الإسلامي هو الهدف و ليس إصلاح بناء الدولة كما يروج الكثيرون…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..