مقالات وآراء

نقد التاريخ ليس نقدا للدين

ياسر عبد الكريم

إن الوقت قد حان لتحرير الإسلام من تاريخ المسلمين فالإسلام دين أكبر وأعظم من أن يرتبط بمثل هذه المعتقدات الهمجية والأفعال الشيطانية. ويجب النظر إلى العقيدة بغير سلوك المعتقدين

على المسلمين ان يدركوا انه ليس هناك خلافة اسلامية من الاساس حتى يعيدوها كما يعتقدون . خلال 1400 عام لم تقم دولة دينية او خلافة اسلامية الا فترة حكم الخلفاء الراشدين وهي 29 عاما بالاضافة الى سنتين فترة الخليفة عمر بن عبد العزيز ما عداها كانت امبراطوريات قائمة على الدسائس والقتل وحتى دولة الخلفاء الراشدين كانت قائمة على التميز الاخلاقي للحاكمين وليس على نظام دولة

في خلافة سيدنا عثمان بن عفان ثار عليه جماعة القرّاء وهي جماعة من حفظة القران وكانوا بضايقون الولاة واشتكوا الى الخليفة عثمان من تصرفاتهم وكانوا يعتبرون انفسهم المسؤولين عن سريان الدين في سلوك الوالي والمواطن وتنادوا في ما بينهم كما يتنادى اليوم الدواعش والقاعدة للجهاد في سوريا والعراق فهذا السلوك ليس بغريب فالتحق بهم قراء العراق ومصر ثم ثاروا على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ودخل معهم في مفاوضات لكنها فشلت لتعنتهم وحاصروا يثرب ودار سيدنا عثمان وانتهت المعركة بمقتله . وكان هذا أول صدام بين الدين والسياسة في تاريخ الإسلام وسموها بالفتنة

بعد مقتل عثمان بايع القراء الامام علي ورفضها معاوية في الشام وانسحب من البيعة كل من الزبير وطلحة رضي الله عنهما وقد جاء في بعض الروايات ان مبايعة طلحة والزبير رضي الله عنهما لعلي كانا مكرهين وأن طلحة رضي الله عنه قال: (بايعت واللج على قفي).. وخرجا مع ام المؤمنيين عائشة ..وخرج علي بجيشه الى الكوفة في طريقه الى الكوفة عسكر بالقرب من البصرة وبدأت المعارك وكانت اسماء المعارك مقتبسة من القران او الاحاديث ليجيروا بها أفعالهم، ويرهبوا بها من يخالفهم..

اول معركة كانت بين الامام علي ضد طلحة والزبير وام المؤمنيين عائشة باسم (الناكثين) من الاية (وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ) وقُتل فيها الزبير وطلحة وعادت السيدة عائشة الى يثرب

والمعركة الثانية كانت في صفين ضد جيش معاوية واطلقوا عليها اسم (القاسطين) من الاية (وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لجهنم حَطَبًا).

والمعركة الثالثة عندما اختلف الامام علي مع القراء الذين بايعوه في يثرب بعد ان قتلوا سيدنا عثمان لانه رفض تطبيق رؤيتهم المتشددة للدين واعتبروه تخاذلا ورأوا وجوب مقاتلته وسموها قتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر الله وكانت في النهروان ثم اغتالوه لاحقا،

المعركة الرابعة عندما اصطدم القراء مع الدولة الأموية والعباسية وكانوا يعرفونهم باسم «المارقين»، معتمدين على الحديث المنسوب للنبي عليه الصلاة والسلام: (سيخرج قوم أحداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير قول البرية يقروون القران لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فاذا لقيتموهم فاقتلوهم فان في قتلهم أجرا) ويعرفون أيضا باسم (الخوارج)

واستمر هذا الصراع العبثي المغلف باسم الدين للوصول الى الحكم وفي العصر الحديث نماذج عديدة كأفغانستان غلفوا صراعهم مع الاتحاد السوفيتي بغلاف ديني من أجل التحشيد وبعد خروج السوفيت من أفغانستان تقاتلوا في ما بينهم باسم الدين للوصول الى الحكم وما زالوا.
ولم يتعظوا من التاريخ ما فعله اليمنيين في علي عبد الله صالح الذي لم يدفن جثمانه حتى الان ومازالوا الحوثيين يرقصون على جثمانه وما فعله الليبيين في القذافي وما فعله اهل العراق في صدام حسين لمن شنقوه يوم عيد الأضحى، كما حدث بالجعد بن درهم، والقصة أخرجها البيهقي في سننه وكذلك البخاري وغيرهم قال: خطبنا خالد بن عبدالله القسري بواسط يوم الأضحى فقال :(أيها الناس ارجعوا فضحوا تقبل الله منا ومنكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم (من علماء الدين يخالفهم الرأي)، إنه زعم أن الله لم يتخذ ابراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليما، وتعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علوًّا كبيرًا)، ثم نزل من منبر المسجد فذبحه. صورة دموية مقززة مع تكرارها جعلت الإسلام رديفًا للعنف في العقل لمخالفيه،

لن يتوقف صراع الاسلام السياسي العنيف المغلف بالدين حتى يعي الناس بمصالحهم الدينية والدنيوية وبان الاسلام هو دين الهي يخص الفرد أما الدولة فهي جهاز دنيوي لرعاية مصالح الناس بغض النظر عن اديانهم

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. كما أن الإسلام لا يؤخذ من تاريخ المسلمين … كذلك لا تؤخذ منظومة خلافة الرسول من التاريخ … وتؤخذ مباشرة من القرآن الكريم قال تعالى عن إمارة المسلمين وخلافة الرسول صلى الله عليه وبارك: {وامرهم شورى بيينهم} الآية 38 سورة الشورى.

  2. لا خوف على الإسلام الا من الجهلاء….انشروا العلم والتعليم فيذداد الوعى بالفكر الدينى السليم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..