التنمر الإسفيري

نهي محمد الأمين أحمد
بعيدا عن خطابة الوعظ والإرشاد والتي في الغالب غير محبوبة وغير مطلوبة بين الناس ، لاحظت خلال تجوالي في الأسافير بين الفيسبوك والواتساب ، وخلافهما ، أن هناك نبرة عدائية وترصد تخيم على الغالبية العظمى خلال تفاعلهم مع المنشورات في الصفحات الشخصية وفي المجموعات ، وبالمصطلح السوداني المتداول حاليا كميات من (الردم) غير المنطقي وغير المبرر ، وغاليا غير الهادف وغير المفيد والخارج عن موضوع المنشور،
ما الذي حدث؟ ولماذا هذه الشراسة والعدوانية؟ ولماذا هذه المنافسة المستعرة للوصول للتعليقات الأكثر سخفا وإيلاما؟ .
اشتهرنا نحن السودانيين بين كل الشعوب بالكلمة السمحة وكثرة المطايبة فالسلام عندنا يأخذ أكثر من خمس دقائق بين (الله يسلمك والله يبارك فيك) ، ونشأنا على أهمية احترام وتوقير الكبير والصغير، والتطاول اللفظي كان دائما ذنبا لا يغتفر .
ما قادني إلى هذا الكلام ، أن التنمر الإسفيري أصبح ظاهرة عامة بغض النظر عن ماهية المجموعة ، ففي المجموعات الاجتماعية وخاصة التي تطرح المشاكل ، يكيلوا لصاحب المشكلة من الشتائم والألفاظ ما يندى له الجبين حتى يندم على اللحظة الغبية التي فكر فيها أن يطرح مشكلته ويستشير ، ويصبح الجميع أنبياء لا يخطئون ، في مجموعات المطبخ ، يتم الردم ويخص بالردم المهاجرين الذين يعبرون عن شوقهم للأكلات السودانية المحلية ، يتم جلدهم كأنهم ارتكبوا جريرة ، حتى المجموعات التي تقدم الخدمات التسويقية والترحيل والسفر وخلافه ، يكون فيها للتنمر والردم نصيب الأسد .
هل ال(دغوتات) والوضع العام المتردي هو السبب في هذه العدوانية والشراسة غير المبررة ؟ أم أنه فقط حب الظهور والرغبة في حصد أكبر حصيلة من (اللايكات) والتعليقات .
تظل الكلمة الطيبة صدقة وهي مفتاح القلوب ، و(قل خيرا أو اصمت) ، فلندع التنمر ونبادر بلطيف الحديث،،
اقتباس:
ما الذي حدث؟ ولماذا هذه الشراسة والعدوانية؟ ولماذا هذه المنافسة المستعرة للوصول التعليقات الأكثر سخفا وإيلاما؟.في المجموعات الاجتماعية وخاصة التي تطرح المشاكل ، يكيلوا لصاحب المشكلة من الشتائم والألفاظ ما يندى له الجبين حتى يندم على اللحظة الغبية التي فكر فيها أن يطرح مشكلته ويستشير ، ويصبح الجميع أنبياء لا يخطئون.
٢-
تعليق:
الحال المزري و الكآبة والاحباط اليومي في سودان اليوم، جعل اغلب المعلقين علي خبر أو مقال يتناولونه بشيء من العنف اللفظي وعدم الاحترام، ولكن الحمدلله حالنا احسن من المعلقين في السعودية، فكل التعليقات عندهم مرتبطة بالأيات والسور القرانية!!، يعني لو الواحد عاوز يشتم ينزل سورة البقرة بالكامل!!، ولو عاوز يمدح ينزل في تعليقه سورة التين!!